أمي والفايسبوك!
عزمت أمي منذ بضعة أشهر الإنضمام الى جمهورية الفايسبوك، وهي محاولة منها لإختراق "عالمي السري" الذي أقضي فيه ساعات طويلة. يجب التنويه هنا أنها لم تتعامل من قبل مع أي جهاز كمبيوتر أو لابتوب في حياتها. فالبنسبة لها، الانضمام الى فايسبوك هو عملية محو أمية تبدأ بتعلّم أساسيلت االكومبيوتر مثل كيفية تشغيله، والتحكّم بالفأرة والتعرّف على لوحة المفاتيح، إلخ... وبالكثير من الصبر والتحمّل استطعتُ أن أعد لها حساباً فايسبوكياً وأعلّمها كيفية الوصول إليه بخطوات بسيطة. ومن هنا بدأت رحلة استكشافها لهذا العالم الغريب كلياً عنها، فكانت أشبه بطفل يتعلم المشي ويتخبط في أرجاء المنزل مخلفاً وراءه أواني مكسورة وأشياء مبعثرة على الأرض. فتكتب رسالة الى صديقتها على "بوست" لشخص ثالث لا تعنيه محادثتها ولايعرف تلك الجارة لا من قريب ولا من بعيد، أو تعلق على صورة معتقدة أنها لشخص آخر، والكثير من المواقف المضحكة والمحرجة أحياناً. إلّا أنها، وفي وقت قصير نسبياً، استطاعت أن تكتسب الكثير من الخبرة وتعلّمت الكثير حول الانترنت بشكل عام والفايسبوك بشكل خاص. بالنسبة لها، الفايسبوك هو جسر عبور بينها وبين وطنها الأم، فلسطين. جسر خالٍ من الحواجز ونقاط التفتيش وتأشيرات الدخول. هي الآن تتواصل مع أقربائها في مناطق 48 بشكل يومي، تسألهم عن أفراد في العائلة بعضهم وافته المنية دون علمها. أصبحت رحلتها مع الفايسبوك…