الجمعة ٢٨ يوليو ٢٠١٧
قبل خمس سنوات (وتحديدا في سبتمبر 2012) تجولت في الهند لمدة شهرين .. وبالإضافة لتاج محل كان الطعام الهندي من الأشياء الجميلة التي جربتها هناك.. وما ساهم في استمتاعي بـه أن مرافقي كان هندوسيا لم يشاركني الأكل .. كان لا يأكل اللحـوم والبيض والعسل ولا منتجات الحليب ـــ ومنه تعرفت على الفرق بين الانسان النباتي vegetarian والنباتي جدا Vegan .. الأول لا يأكل اللحوم بشتى أنواعها ولكنه لا يرى بأسا في تناول المنتجات التي تخرج منها (كالبيض والحليب والعسل) أما الثاني فأكثر تشددا بحيث لا يمتنع فقط عن أكل اللحوم بــل والمنتجات التي تخرج منها وتتعلق بها.. وفي حال علمنا أن 85% من سكان الهند هندوس نفهم لماذا لم تنجح فيها مطاعم عالمية تعتمد على اللحوم في منتجاتها.. لم تنجح مطاعم ماكدونالد وبرجركنج وبيتزاهت لأنها فشلت في التغلب على إيمان الهنود بقدسية البقرة وجواز أكل مخلوق كان انسانا.. في الحياة الماضية.. ولكن؛ بعيدا عن الاعتقادات الدينية والفلسفية، قد يكون الامتناع عن تناول اللحوم هـو الحل الأمثل لمشكلات كثيرة تواجة البشرية.. فـتناول اللحوم له نتائج سلبية (غير مباشرة) تطال الصحة والبيئة والاقتصاد والاستقرار السياسي.. فإنتاجها مثلا يتطلب كميات كبيرة من المياه والنباتات والمحاصيل التي تتغذى عليها الحيوانات.. كميات تكفي لإطعام عشرة أضعاف البشر في حال توقف عُـشر البشر عن تناول اللحوم…
الخميس ١٠ سبتمبر ٢٠١٥
أول مخاطر التطرف الانقسام والتفتت سواء على المستوى الديني والفكري، أو الوطني والاجتماعي.. فالتطرف بطبيعته يعني الابتعاد عن الوسطية حيث يعيش عامة الناس وتوجد معظم الأفكار وحيث يحاول علماء الدين التوفيق بين معظم الآراء والتيارات.. ومخاطره على الدين تكمن في ظهور خوارج وتكفيريين يرون أنفسهم (على قلة عددهم) محوراً لما ينبغي أن يكون عليه الإسلام (رغم سعته وتنوع مدارسه) ويفعله عامة المسلمين (رغم توزعهم بين ثقافات عالمية مختلفة).. ولأن التطرف يعني غالباً الاستقلالية والابتداع والخروج عن الجماعة يتسبب في تقسيم الدين إلى فرق ومذاهب متناحرة جميعها في النار باستثناء فرقة واحدة متمسكة بمنهج السنة والجماعة (كما جاء في الحديث الصحيح)... والحقيقة هي أن التطرف والرأي الوحيد أخطر على الدين من الانفتاح والتعددية والخلافات الفرعية.. فالأول يجنح (دون نقاش أو استئذان) الى الإقصاء والتكفير، في حين لا يتحرج الثاني من التحاور والتداول ومحاولة التوصل لأرضية مشتركة تحفظ الدين من التفكك لفرق متناحرة.. ويمكن قول الشيء نفسه عن مخاطر التطرف على الوطن والمجتمع.. فالمتطرف لا يرضى بغير الاتفاق معه، وتسيير المجتمع وفق نظرته، وتقسيمه بحسب اقترابه أو ابتعاده عنه.. وحين يجد المتطرف نفسه معزولاً عن سياق المجتمع يصبح ميالاً إلى العنف للفت الأنظار لوجوده ويزداد احتمال لجوئه للعنف بارتفاع نسبة عزلته عن المجتمع... وحماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد تتطلب الاعتراف بأسباب…
الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٥
العلاقات السعودية الأميركية بدأت قبل التقاء الملك عبدالعزيز بروزفلت في البحيرات المرة عام 1945. ففي عام 1930 اعترفت أميركا بما كان يعرف حينها بسلطة نجد ومملكة الحجاز.. وفي عام 1940 أعلنت واشنطن اعتماد ممثلها في القاهرة ممثلاً لها في المملكة العربية السعودية. وفي عام 1944 م تم افتتاح أول مكتب دبلوماسي في واشنطن كمفوضيه سعودية جرى ترفيعها فيما بعد إلى سفارة... وبطبيعة الحال لا يمكنك الحديث عن تاريخ العلاقات المشتركة بين الطرفين دون المرور على حقول النفط في المنطقة الشرقية. ففي مطلع القرن العشرين أصبحت شركات النفط العالمية على قناعة بوجود مكامن نفطية مهمة في منطقة الخليج العربي.. وحين اكتشفت النفط في البحرين عام 1932 أصبح الملك عبدالعزيز على قناعة بوجود النفط في المنطقة الشرقية فمنح شركة (ستاندرد أويل) عام 1933 امتياز التنقيب على مساحة 900,495 ميلاً مربعاً.. وحين التقى الملك عبدالعزيز بروزفلت كانت شركة ستاندرد أويل قد نجحت بالفعل في استخراج النفط من المنطقة الشرقية وتحولت قبل عام فقط إلى اسم جديد يؤكد شراكة الحكومة السعودية فيها (شركة الزيت العربية الأميركية).. ومنذ ذلك الحين أدركت أميركا (التي كانت بحاجة متنامية للنفط) أهمية علاقتها مع السعودية وضرورة بناء شراكة إستراتيجية طويلة ودائمة معها. ويخطئ من يظن أن العلاقة بين البلدين تصب لصالح أميركا وحدها.. فمن الناحية الاقتصادية تعد السعودية ثامن…