الثلاثاء ٢١ يونيو ٢٠١٦
لقد ذكرت في مقالة سابقة في صحيفة «الشرق الأوسط» (بتاريخ 14 يناير (كانون الثاني) 2016م حول سياسات النظام الإيراني الطائفية تدمر التعايش السلمي بين المسلمين) أن السياسات الإيرانية القائمة على مبدأ عسكرة الخلافات الطائفية بين المسلمين، سوف يكون لها آثار كارثية على المنطقة. وقد لا يخفى على أحد أن نتائج تلك السياسات أصبحت واضحة للعيان في العراق، وسوريا ولبنان. فالعراق يعاني اليوم من دوامة من الصراعات المسلحة يأخذ البعد الطائفي فيها مساحة واسعة. وحين خرج الشعب السوري للمطالبة بالحقوق والكرامة بطرق سلمية واضحة وشعارات إصلاحية تمت مواجهته من قبل النظام الأسدي بالقتل والاعتقال والتعذيب، واصطفت إيران ومعها ميليشيات طائفية من لبنان، والعراق، إلى جانب النظام السوري، حيث ارتكبت تلك الميليشيات الكثير من الفظائع في حق الشعب السوري. كما أدت سياسات النظام الإيراني لعسكرة الخلافات الطائفية ليس زعزعة أمن المنطقة فقط، بل إلى وضع المشهد السياسي اللبناني على كف عفريت. وهكذا أصبح لبنان حتى اليوم يعيش في فراغ رئاسي وبرلماني خطير بسبب «حزب الله» وممارساته الطائفية. فمن خلال الدعم والتبني الإيراني السياسي، والمالي، والعسكري، أصبح «حزب الله» دولة موازية للدولة اللبنانية سياسيا وأمنيًا. وهو عين ما رأيناه في اليمن عبر استخدام الانقلابيين والحوثيين قوة السلاح ضد الشرعية في اليمن، وإصرارهم على خوض الحرب وتدمير المدن اليمنية وتفتيت إرادة الشعب اليمني عبر…