من الدولة الوطنية إلى دويلات الطوائف والمذاهب

الجمعة ٠٤ مارس ٢٠١٦

على امتداد العقود الثلاثة الماضية، تقاطعت الخطة الأميركية مع التوجهات الاستراتيجية الإيرانية والإسرائيلية تجاه الكيانات العربية القائمة نحو تغيير ما يمكن منها وإلغاء هويتها الراهنة. في حرب العراق الأولى، كرست الولايات المتحدة إقليم كردستان العراقي وهيأته للانفصال، ثم استكملت تقسيم العراق بعد احتلاله على قاعدة تكريس الكيان الشيعي. وفي سورية، وبعد أن نجحت في إدارة حرب أهلية أدت إلى تدمير البلد، ها هي تسعى إلى «سورية المفيدة» القائمة على كيان طائفي ومذهبي، إضافة إلى هندسة الكيان الكردي في الشمال. سبق انحياز أميركا إلى «الإخوان المسلمين» في مصر. أما إيران، فتلاقت موضوعياً مع الخطة الأميركية من خلال التدخل في الكيانات الوطنية العربية، والعمل على الفرز الطائفي والمذهبي فيها. لم يخف القادة الإيرانيون انهم يحتلون اليوم أربع عواصم عربية، فقد تمكنت القوى الموالية لها في لبنان من تعليق البلد وشل مؤسساته، وفي سورية تخوض إيران حربها على قاعدة مذهبية واضحة، ويدعي مرشدها أن الحرب السورية هي «حرب جبهة الإسلام ضد الكفر»، وفي اليمن نظمت انقلاباً بقيادة الحوثيين من أجل هوية جديدة مذهبية، وفي البحرين مارست سياسة قائمة على قاعدة التحريض المذهبي، وفي فلسطين التي كانت ولا تزال الحلقة المركزية في عروبة المنطقة، عملت إيران من خلال حركة «حماس» على تحويلها قضية مذهبية، وسهلت للحركة الانقسام الفلسطيني ودعمته ولا تزال تسعى لمنع قيام…