حمدة خميس
حمدة خميس
شاعرة.. وكاتبة صحفية حرة

التجريب مفتاح المعرفة

الأحد ٠٢ فبراير ٢٠٢٥

لماذا أنا قلقة وكئيبة وثائرة على نفسي؟ ماذا تريد نفسي وماذا أريد؟ هل كنت سعيدة، أم كنت تعيسة يهزني الشوق للإبداع، وتعذبني الليالي ويضجرني النهار الذي يمر مملّاً كئيبا. ولكني أتمنى أن يوعدني الشوق ببهجة الحياة، ويهزني الآن إلى أي شيء لا يعكر مزاجي، ولن يجعل جدران غرفتي المسكينة تزحف وتزحف من كل اتجاه نحوي، فتضيق وتعتصرني بين جدرانها حتى أكاد أختنق. ولكني أسارع إلى كأس من الماء أهدهد بكيميائية جذوة اليقظة وتدفق الدم والنشاط، فأعود وأتنفس، ثم تعود المعركة فأتخبط، ثم ينتشلني النوم ليلاً ويحتضنني في رفق وحنان، حين أصحو صباحاً أسير ساهمة أتفرج على أشجاري وأزهاري، أبحلق في الأشياء والشمس الساطعة تحرق جلدي، وتدفعني إلى إغلاق عيني فأخشى التعثر، ولكني أسير، كأنما يجرني الملل بطيئا ووئيداً. وحين أشعر بالظمأ أشرب كأساً من عصير الفاكهة. آآه.. يوم وآخر من العذاب والقلق والضياع. ليلة أخرى وخلف امتداد الغيب ليالٍ محملة بما لا أدريه. أيها الغيب الممتد أزلياً بمزيد مما لا ندرك وما تخفيه من الآمال!، وأيتها الحياة التي نتنفس في حضورنا فيك، ما لون الليالي التي توعديننا بها؟ ما إشراقة الشمس في صباحي وغيابها في ليلي؟ ماذا يحمل الغيب لي بعد؟ يقولون من يعشق الحياة يعرفها، فمن أنت أيتها الحياة؟! أولدت أنا فيك أم أنني ما زلت في رحم الغيب؟…