الأحد ٠٩ مارس ٢٠٢٥
هيا احتفلن أيتها النساء، مر يوم السبت بتاريخ 8 مارس محتفياً بيومك العالمي أيتها المرأة، الذي يقام كل عام للدلالة على تقديرك على كل ما أنجزته في كل مجالات الحياة، فأصبح لك الآن هذا الفضاء الرحيب، واخضرار الرياحين وفتنة الورد حين تزهو بين يديك. والفل يغدق عطر المحبة على نافذة الليل إذا قبّل الطل شوق الغصون. لك رأفة الفجر وغموض السحر، لك اختيال الطيف ينسل متئداً في ثنايا الظلال، لك أغنيات الشوق في حنين الكناري، لك همهمات الجناح في حنو المساء، لك آية الحب منزلة بين شمس الضحى وهلالِ رمضان، لك زهو قلبك إذا اكتظ بالحب، وأرخى على الكون طيب السلام. لك حلم الغد وضياء الشعاع إذا راوغ الظلَ لظى أو هجير. لك وهم ظنّك أن المدار يؤرجحك بين تيه النهايات وبين ابتداء المغيب، فلا تستكيني للعتمة ولم تنهض الأرض من وهدة الهتك، ولم ينصت العمر لغير الخنوع، ولم تهطلي كما يقتضي الغيم إذا حضن الطين خصب الزروع؟ أكنت سوى امرأة نسجت لياليها بالنجوم، وأرخت لأحلامها سهوب التمني ونادت: إليّ.. إليّ أيها المختبئ بوهاد الظنون، إليّ برائحة بخور العود والعنبر ومسك الطهور. فقد أيقن الطين أن الحقول تماهت بأيقونة الماء، وإن كل صباح من هذا التاريخ هو مجد النساء، إذا يقظة الروح همّت للنهوض. وأن الضياء خطى كل امرأة كشفت…
الأحد ٠٢ فبراير ٢٠٢٥
لماذا أنا قلقة وكئيبة وثائرة على نفسي؟ ماذا تريد نفسي وماذا أريد؟ هل كنت سعيدة، أم كنت تعيسة يهزني الشوق للإبداع، وتعذبني الليالي ويضجرني النهار الذي يمر مملّاً كئيبا. ولكني أتمنى أن يوعدني الشوق ببهجة الحياة، ويهزني الآن إلى أي شيء لا يعكر مزاجي، ولن يجعل جدران غرفتي المسكينة تزحف وتزحف من كل اتجاه نحوي، فتضيق وتعتصرني بين جدرانها حتى أكاد أختنق. ولكني أسارع إلى كأس من الماء أهدهد بكيميائية جذوة اليقظة وتدفق الدم والنشاط، فأعود وأتنفس، ثم تعود المعركة فأتخبط، ثم ينتشلني النوم ليلاً ويحتضنني في رفق وحنان، حين أصحو صباحاً أسير ساهمة أتفرج على أشجاري وأزهاري، أبحلق في الأشياء والشمس الساطعة تحرق جلدي، وتدفعني إلى إغلاق عيني فأخشى التعثر، ولكني أسير، كأنما يجرني الملل بطيئا ووئيداً. وحين أشعر بالظمأ أشرب كأساً من عصير الفاكهة. آآه.. يوم وآخر من العذاب والقلق والضياع. ليلة أخرى وخلف امتداد الغيب ليالٍ محملة بما لا أدريه. أيها الغيب الممتد أزلياً بمزيد مما لا ندرك وما تخفيه من الآمال!، وأيتها الحياة التي نتنفس في حضورنا فيك، ما لون الليالي التي توعديننا بها؟ ما إشراقة الشمس في صباحي وغيابها في ليلي؟ ماذا يحمل الغيب لي بعد؟ يقولون من يعشق الحياة يعرفها، فمن أنت أيتها الحياة؟! أولدت أنا فيك أم أنني ما زلت في رحم الغيب؟…