الأحد ٠٤ يوليو ٢٠٢١
لم أصدق الخبر الذي تم تداوله قبل أيام قليلة عن وجود أشخاص يعلنون عن استطاعتهم تغيير الحالة الصحية المتعلقة بكورونا للذين لم يتلقوا اللقاح مقابل مبالغ مالية، لم أصدق لأن ذلك تهور شديد وحماقة كبيرة وجرأة لا يمكن تخيلها، وهنا نحن لا نتحدث أخلاقياً عن كونهم يستثمرون فسادهم في جائحة وبائية لأن شيطان الفساد الكامن فيهم ليس لديه معايير أو ضوابط، وإنما نتحدث عن كون أي فرد لدينا يعرف القدرة العالية لأجهزتنا الأمنية في ضبط مستخدمي وسائل التواصل لأغراض مشبوهة مهما حاولوا التخفي، وأن حملة مكافحة الفساد بكل أشكاله قائمة بحزم شديد، فكيف يقدم شخص يعرف هذه الحقيقة على التورط في جريمة نكراء كهذه. نعم هي جريمة شنيعة بمعايير الإنسانية، وخيانة عظمى بمقاييس الوطنية، فإذا كان هناك أشخاص لا يريدون أخذ اللقاح فذلك شأنهم رغم خطورة ذلك عليهم، لكن أن يوجد من يزور المعلومات بشأن حالتهم الصحية مستغلاً طبيعة وظيفته والثقة المرجوة فيه خلال هذه الظروف فذلك ما لا يمكن استيعابه. أعود وأقول إنني لم أصدق الخبر حتى ظهر بسرعة بيان هيئة الرقابة ومكافحة الفساد ليؤكد ضبط العصابة من موظفين في القطاع الصحي، وسماسرة ومستفيدين، وإحالتهم للقضاء لتورطهم في جرائم الرشوة والتزوير وغسل الأموال. تخيلوا كيف لو نجحت محاولتهم ثم استمروا لتكون النتيجة وجود أشخاص قد يكونون مصابين لكنهم يخالطون…
الأحد ٠٦ يونيو ٢٠٢١
خبر مهم جداً ضمن أخبار قرارات مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، يمكن اعتباره أحد أبرز ملامح فكر الرؤية الوطنية المستقبلية التي نسعى حثيثاً لتحقيق أهدافها، ونتمنى أن يستقبله المختصون بما يستحقه من حفاوة واهتمام، واستعداد لوضع تصورات والبدء في ترتيب ورش عمل لضخ الأفكار المتعلقة به لوضع إستراتيجية كفيلة بتحويله إلى واقع. الخبر هو قرار مجلس الوزراء إنشاء هيئة باسم «هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار»، ونحن هنا نتحدث عن ثلاثة مصطلحات أساسية وضرورية لأي وطن يريد تحقيق الريادة والتميز والمنافسة في مضمار العلوم بمختلف أنواعها. وفي ما يتعلق بالبحث فإنه ورغم التقدم والتوسع في الجامعات، ورغم وجود إدارات للبحث في كثير من أجهزة الدولة، إلا أنه يعاني باستمرار من عدم وجود رؤية علمية منهجية لتحقيق أهداف إستراتيجية، وكذلك من ضعف شديد في الدعم المالي، والأهم من كل ذلك عدم وجود مظلة موحدة تشرف على الجهود البحثية المتفرقة. إننا وبمجهود بسيط في محركات البحث سوف نعرف الأموال الهائلة التي تصرفها الدول المتقدمة على مجال الأبحاث، وكيف تحول البحث العلمي إلى اقتصاد ضخم له مردود أكبر بكثير مما صرف عليه، وغير هذا وذاك فإنه مصدر قوة وتميز للدول المهتمة به، ومحرك جبار لكل خططها المستقبلية، ولولا ضيق المساحة هنا لأوردنا أمثلة تؤكد كيف نهضت دول عن طريق البحث العلمي، وتسيدت مجالات الاختراع، وأمسكت…
الأربعاء ٢٦ مايو ٢٠٢١
في مخطط الخريف العربي كانت مصر الهدف الإستراتيجي والجائزة الكبرى للمشروع، ولذلك واجهت أشد وأشرس وأقبح أساليب الضغط من إدارة الرئيس أوباما وزمرته لإسقاطها سياسياً واقتصادياً حين قاومت ونجحت في تحييد الخطر الذي لم تواجه مثيلاً له في تأريخها الحديث، ولمعرفة المملكة بما تعنيه وتمثله مصر للأمة العربية، ولعمق وقوة الأواصر بين البلدين، وظّفت المملكة كل أدواتها السياسية ووقفت موقفاً قوياً حاسماً أمام المجتمع الدولي كي لا تتضرر مصر بأي شكل من الأشكال، وقدمت لها كل أنواع الدعم كي تستعيد توازنها وتعود إلى موقعها الطبيعي. وها هي تعود أقوى وأكبر تأثيراً بممارسة دورها الريادي في معادلات المنطقة. في أحداث غزة الأخيرة لم يكن أمام إدارة الرئيس بايدن إلا الاستعانة بمصر التي تعرف بخبرتها الطويلة في الملف الفلسطيني الإسرائيلي كيف تدير أوراق أزماته، تحركت الدبلوماسية المصرية العريقة بسرعة وبراعة لتهندس إطفاء النار والدمار الذي لحق بغزة، ثم لتثبيت الهدنة، وإعادة الإعمار، والأهم من ذلك الاختراق الذي حدث في جمود مسار الحل السياسي للقضية الفلسطينية. لم يجد الرئيس بايدن بداً من الإشادة بالدور المصري في تصريحاته بعد نجاح إيقاف المواجهة غير المتكافئة، ثم ألحق تصريحاته باتصال مطول مع الرئيس السيسي يوم الإثنين شكر خلاله مصر على «دبلوماسيتها الناجحة وتنسيقها مع الولايات المتحدة لإنهاء الأعمال العدائية الأخيرة في إسرائيل وغزة وضمان عدم تكرار…
الخميس ٠٦ مايو ٢٠٢١
«إصلاح اقتصادي يرفع إيرادات الميزانية السعودية 7% في الربع الأول.. ويخفض العجز 78%». جملة قصيرة مختصرة بسيطة مباشرة، لكنها تحمل في حروفها ألف معنى ومعنى، وألف دلالة ودلالة، وتشير إلى ما كنا فيه وما أصبحنا عليه. لست متخصصاً في الاقتصاد، وإنما أكتب بانطباع المتابع والمراقب لكل ما يحدث في وطننا، ولذلك استوقفني هذا الخبر الذي جاء ضمن جملة الأخبار المدهشة المتوالية التي اعتدنا عليها في مرحلتنا الجديدة. دعونا نتحدث فقط عن العام الماضي الذي فاجأنا بجائحة كورونا ونتأمل كم هي المبالغ الضخمة التي اضطرت الدولة لصرفها بشكل عاجل على كل احتياجات وجوانب الجائحة وتبعاتها، صحياً واقتصادياً واجتماعياً، لضمان أفضل خدمات صحية وقائية وعلاجية للمواطنين في الداخل والخارج، وللمقيمين لدينا، مجاناً وبأعلى مستويات الجودة. ودعونا نتأمل حجم الدعم لكل القطاعات الحكومية الأخرى والقطاع الخاص لضمان سير وتيرة الحياة بشكل طبيعي وعدم تضرر المواطنين في أعمالهم ومعاشهم. نستطيع بسهولة العودة إلى معلومات تؤكد كم هي المليارات التي تم ضخها في كل القطاعات بشكل سريع تحت ضغط المفاجأة. ولكن ها نحن نتلقى الأخبار الجيدة أنه رغم كل ذلك فإن إيرادات الميزانية ارتفعت بنسبة 7%، وانخفض العجز بنسبة 78%، فماذا يعني ذلك. ببساطة هو يعني أن هناك إدارة رشيدة واعية حكيمة متمكنة من أفكارها وخططها وأدواتها لتسيير الوطن بأمان في كل الظروف، وتجاوز المفاجآت…
الإثنين ٢٢ مارس ٢٠٢١
يستطيع أي شخص متشائم ومتذمر ومأزوم من الحياة بكل ما فيها، أو لديه معايير متطرفة في مثاليتها يصعب تحقيقها في أفضل الظروف التي يمكن أن يعيشها أي مجتمع بشري، يمكن لشخص كهذا أن يعترض على الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام يوم أمس بأن المملكة تصدرت مؤشر السعادة العام لسنة 2021 كأسعد الدول العربية، وحققت المركز 21 عالمياً في مؤشر تقرير السعادة العالمي بحسب تقرير صدر برعاية الأمم المتحدة. وفي المقابل يمكن لأي شخص طبيعي وموضوعي وواقعي، يحتكم إلى معايير منطقية أن يميل إلى صحة هذا التقرير ومعلوماته عندما ينظر إلى واقعه ويقارنه بغيره، في ظل التحديات والمصاعب والأهوال التي يمر بها العالم خلال هذه المرحلة التي تم فيها إعداد التقرير، بمعنى أن المسألة نسبية تحتكم إلى المقارنات ومفهوم السعادة ومعناها بحسب الظروف التي تكتنف أي مرحلة. عندما تعيش في وطن آمن مطمئن مصانة فيه كرامتك وعرضك ومالك وحقوقك وعملك رغم كل ما يمر به العالم فأنت بلا شك شخص سعيد، وعندما يحقق وطنك أفضل أداء في مواجهة جائحة صحية كونية فتاكة، ويقدم لك أرقى أنواع الرعاية الصحية مجاناً ومن أقرب مرفق إلى منزلك فأنت شخص سعيد. وعندما يخوض وطنك حرباً مكلفة لحماية حدوده وأمنه، ويخوض أيضاً معركة بناء وتشييد المستقبل من خلال مشاريع جبارة، دون أن تشعر بخلل في الموازين…
الخميس ٠٤ مارس ٢٠٢١
عقد قبل أمس مؤتمر افتراضي نظمته الأمم المتحدة للدول المانحة لتمويل عمليات الإغاثة في اليمن وبلغت تعهدات الدول المشاركة 1.7 مليار دولار، التزمت المملكة منها بمبلغ 430 مليون دولار، متصدرةً جميع الدول بما فيها أمريكا التي تعهدت بمبلغ 191 مليون دولار فقط، وفي هذا السياق صرح المشرف العام لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن اليمن يشهد أزمة إنسانية تضاف إليها تحديات صحية واقتصادية وسياسية ناجمة عن جائحة كوفيد-19 في ظل تصعيد كبير للأزمة من قبل الحوثيين، خصوصاً في محافظة مأرب التي كانت مكاناً آمناً للنازحين. عندما يتحدث العالم عن الأزمة الإنسانية في اليمن فلا بد أن يشير إلى السبب الأساسي في حدوث هذه الأزمة وتفاقمها، وإلا فإنه كمن يتحدث عن أعراض مرض خطير دون الاهتمام بسبب المرض، فالمساعدات والأعمال الإنسانية التي تقدم في اليمن عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تتعرض لمصاعب جمة بسبب عرقلة الحوثيين لها وحجبها عن المحتاجين في أماكن كثيرة، والمجتمع الدولي يعرف ذلك جيداً، ويعرف أن استمرار إصرار الحوثيين على إفشال كل محاولات الحلول السياسية الممكنة هو هدف استراتيجي لهم للإبقاء على حالة الحرب والفوضى التي يعتاشون منها، وبذلك فإنه مهما كان حجم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني المنكوب فإنها لن تؤدي الغرض منها مع استمرار هذا الوضع. الآن بلغت الأزمة الإنسانية في اليمن مستوى الكارثة…
الثلاثاء ٠٩ فبراير ٢٠٢١
وعادت وزارة الصحة إلى مؤتمرها الصحفي بعد أن شارفنا مرحلة خطر جديد أكّدها تزايد أعداد الإصابات الجديدة والنشطة والحرجة، وهي مرحلة لم نكن نتمنى الوصول إليها، ناهيكم عما يمكن أن نصل إليه إذا لم تقرع المعلومات الواردة في المؤتمر الأخير أجراس الخطر في عقولنا وتجعلنا نستبق الأحداث قبل حلولها لا قدر الله. وعندما يؤكد متحدث الصحة أن قراية 80% من الحالات المسجلة كانت نتيجة المخالطة الاجتماعية بمختلف أشكالها فذلك يعني أننا السبب، وأن الحل بأيدينا أيضاً، وعندما يقول إن أي قرارات بشأن الحظر نحن من يقررها فذلك صحيح تماماً، وبالتالي الكرة ليست في ملعب وزارة الصحة أو أي جهة أخرى بل في ملعبنا، ونحن فقط من نتحمل تبعات تصرفاتنا. نحن في مرحلة حساسة جداً، وقد رأينا ما حل باقتصادنا وبقية شؤون حياتنا في مثل هذه الفترة من العام الماضي، ونرى الآن ما يحدث في كثير من دول العالم نتيجة التراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وكيف يكلفهم التعامل مع الأوضاع أثماناً باهظة في كل الجوانب، وبالتالي نحن إزاء مسؤولية وطنية وإنسانية تجاه صحتنا ووطننا وكل شؤون حياتنا، نحن قادرون عليها. المصدر: عكاظ
الثلاثاء ٠٢ فبراير ٢٠٢١
وكأن وزارة الصحة عبر وزيرها ومتحدثها الرسمي تقول قد أعذر من أنذر، فبعد تلميحات متكررة منذ بداية ارتفاع أعداد المصابين بعد تدنيها إلى أرقام قياسية مبشرة بالاقتراب من خط الأمان، انتاب القلق المسؤولين عن إدارة الأزمة، وربما لا يدرك غير العاملين في المجال الصحي الدلالات المزعجة لارتفاع أرقام الإصابات حتى لو كانت طفيفة، وكيف يمكن للوضع أن ينفجر بشكل مفاجئ عند نقطة ما إذا عاد المنحنى للارتفاع، لذلك هناك أسباب منطقية للقلق والتأكيد على ضرورة الالتزام التام بالإجراءات الوقائية وإلا فلا مناص من قرارات تعود بنا إلى مرحلة قاسية لا يريد أحد العودة إليها. الحلول ما زالت ممكنة وبسيطة، إذ لا تزيد على وقف الاستهتار بأهمية استمرار الوقاية وفق التعليمات والمعايير التي حددتها وزارة الصحة، ويعرفها الجميع؛ التباعد الاجتماعي، الالتزام بوضع الكمامات بالشكل الصحيح، نظافة اليدين. فهل هذه صعبة أيها الناس. والمتوقع أن تراقب الوزارة الوضع بدقة من الآن فصاعداً فإن لم تلمس تجاوباً جيداً فإن مسؤوليتها سوف تفرض عليها تقديم التوصيات اللازمة بضبط الأوضاع، وطبعاً تعرفون جيداً ما هي التوصيات المحتملة، وكيف سيكون حالنا لو تم اعتمادها. سوف نندم كثيراً لو لم نلتزم، وما زالت الفرصة أمامنا لوقت محدود وإلا فالدولة أحرص على الناس من المستهترين. المصدر: عكاظ
الأربعاء ١٦ ديسمبر ٢٠٢٠
لا شك في أن دول الخليج ستأخذ المعلومات التي توصلت لها السلطات المصرية مؤخراً بشأن مخططات تنظيم الإخوان بجدية كبيرة وتعامل أشد مما سبق مع هذا التنظيم الحربائي المراوغ، فقد أكدت المعلومات بعد القبض على عدد من كبار رؤوس التنظيم في مصر وجود تشكيل إخواني من عناصر «شديدة الخطورة» لإقامة مشاريع تخريبية في الخليج، ونقل أموال كبيرة إلى إيران مؤخراً. لقد تكيف تنظيم الإخوان مع العمل السري منذ نشأته، وبالتالي لن يكون حظره ومحاصرته وتصنيفه كتنظيم إرهابي عائقاً له عن استمرار نشاطه بأساليب متنوعة يجيدها بحسب طبيعة المراحل، وسيكون وهماً كبيراً الاعتقاد بأن التنظيم أوقف نشاطه بسبب الحصار الذي يتعرض له الآن، وبالنسبة لنشاط التنظيم في الخليج فإنه معروف وواضح منذ زمن طويل، ولم ولن يتوقف طالما الكثير من كوادر ترتيبه الهرمي تتمتع بالحرية وتمارس نشاطها ومحتفظة ببيعتها وولائها للتنظيم، لكن الخطورة الجديدة تتمثل الآن في إحياء وتنشيط التعاون بين التنظيم وإيران. التنظيم يعي جيداً صعوبة قيامه الآن بنشاط مباشر، ولذلك لجأ إلى حليفه القديم النظام الإيراني الذي يجاهر بعدائه ويمارس تخريبه العلني في دول الخليج، أي أنه سينفذ المخطط الإخواني بالنيابة معتمداً على المعلومات التي يملكها التنظيم وخططه وبرنامجه وأمواله الكبيرة، فطالما العمل من الداخل أصبح محفوفاً بصعوبات فليكن من الدولة الأقرب لدول الخليج، والتي تتماهى مع التنظيم في…
الخميس ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٠
خبر من ضمن أخبار هذا الأسبوع ربما لم يركز عليه البعض في خضم الأخبار الكثيفة عن الأحداث الكثيرة المتسارعة، هو اختتام اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين المملكة ومصر في الرياض يوم قبل أمس الثلاثاء وصدور بيان ختامي يؤكد «توافق الرؤى حيال العديد من القضايا والأزمات التي تمر بها المنطقة والعالم، بوصفهما محوري استقرار للمنطقة، سياسياً واقتصادياً وإسلامياً وثقافياً وعسكرياً، كما أنهما يأخذان في الاعتبار أن مستقبل المنطقة يحتّم تعزيز التعاون المشترك بين الدولتين ليدعم مصالح شعبيهما» كما جاء في نص البيان. هذا الخبر المهم يؤكد استمرار التنسيق بين «محوري استقرار المنطقة»، ولأنهما كذلك فلا غرابة أن تكون الدولتان هما الأكثر استهدافاً بمحاولات اختراق الأمن العربي بمشاريع الفوضى والتشرذم عبر الوكلاء، سواءً دول مثل إيران وتركيا وقطر، أو تنظيمات إرهابية كالإخوان والقاعدة وحزب الله والمليشيا الحوثية وغيرها. مصر عانت كثيراً منذ اندلاع مشروع الخراب العربي عام 2011 لكنها انتشلت نفسها من مستقبل مظلم بعد حكم جماعة الإخوان بوقفة تأريخية من المملكة التي دعمتها سياسياً واقتصادياً ووظفت ثقلها الدولي لدعم إرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو على الحكم الإخواني الفاشي، وبعد ذلك جاءت زيارة الملك سلمان التأريخية لمصر لتؤسس لتعاون وشراكة في كل المجالات، ومنذ ذلك الوقت والعلاقة تنمو وتزدهر بحكمة قيادة البلدين لتؤسس حائط صد عربياً منيعاً ضد مؤامرات…
الأحد ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٠
مشكلتنا سابقاً مع الفساد في الأجهزة الحكومية بكل أنواعه وأساليبه أنه أوشك أن يتحول إلى ثقافة إدارية طبيعية لا تثير ممارستها الاستغراب لدى المجتمع لأنه يرى الفاسدين يسرحون ويمرحون دون مساءلة، ويتكاثرون بشكل متزايد، بل ويجاهر بعضهم أنه لا يستطيع أن يكون استثناءً في منظومة عمله التي تمارس الفساد بحرية وثقة واطمئنان، ولذلك شاعت المقولة الفاسدة التي كان يرددها الكثير: مال الدولة حلال، أي حلال نهبه وسلبه لأنه لا أحد يسائل عنه، وإن حدثت مساءلة فهي نادرة، وإن تم ايقاع عقوبة فإنها تطال الصغار، بينما الفساد الكبير يترعرع في المكاتب الكبيرة. كانت الأجهزة الرقابية عاجزة، شبه مشلولة، لأنه لا أحد يريد مكافحة هذه الآفة بجدية وصرامة، حتى جاء زمن جديد تحولت فيه مقولة مال الدولة حلال إلى: لن ينجو شخص متورط في فساد كائناً من كان، وحتى عندما تم إطلاق هذا الشعار الصدمة لم يصدق الكثيرون أن تحويله إلى فعل سيتم بهذه السرعة والصرامة والشفافية التي طالت مواقع لم يكن أحد يتخيل الوصول إليها وإزالة حصانتها وإنزالها إلى ساحة المساءلة والعقاب. الرسالة التي وجهها ولي العهد قبل يومين إلى رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد وقال فيها: «بيّض الله وجوهكم، وانقلوا شكري لكل فرد من منسوبي جهازكم، وهم اليوم فرسان هذه المعركة الشرسة ضد الفساد لاستئصاله من وطننا الغالي علينا جميعاً»…
الأحد ٠٨ مارس ٢٠٢٠
العالم في حالة فوضى ورعب بسبب كورونا. وكل دولة تسارع في اتخاذ الإجراءات الاحترازية كوقاية من تفشي الفيروس، وأهم أنواع الاحتراز إبطال التجمعات، وقد اتخذت دولتنا العديد من القرارات التي تحد من الاختلاط إلا في الحدود الضيقة لكي تتمكن من فرز الحالات، ولنا في التاريخ الإسلامي قدوة فحين ضرب الطاعون مدينة عمواس وكان يتواجد بها الجيش الإسلامي بقيادة أبوعبيدة عامر بن الجراح، أمره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن لا يدخل أحد إلى عمواس وأن لا يخرج منها أحد - في هذا روايات مختلفة تذهب بعض الروايات أن عمر أراد الذهاب إلى عمواس فنصحه بعض المهاجرين بعدم الذهاب - حتى إذ استنكر البعض فعل عمر بن الخطاب بحجة أن قراره يعد هرباً من القدر، فكان رده: نهرب من قدر الله إلى قضاء الله. وفي هذا الرد قامت مدرستان في الفكر الإسلامي وهما: (القدرية والجبرية). ونحن في هذه الشوطة العالمية (كورونا) يحق لولي الأمر اتخاذ القرار الذي يحمي البلاد والعباد، ليس هرباً من قدر الله، بل الارتهان لقضاء الله. وبعيداً عن أي قضية فلسفية يؤخذ فيها ويرد.. علينا الالتفات للواقع الراهن. فمع هذا الهلع العالمي من فيروس كورونا نجد أن وزارة التعليم والوزارات ذات العلاقة لم تشمر عن سواعدها بأي فعل يطمئننا على أبنائنا وعما يمكن أن تفعله الوزارة من عمليات…