الجمعة ٠٩ سبتمبر ٢٠١٦
قبل سنوات قابلت إماما وخطيبا في أحد الجوامع أعرفه جيدا، وبعد السؤال عن الحال والصحة والأخبار أفادني بأنه كان مسافرا في كندا لمدة ثلاثة أشهر خلال العطلة الصيفية، ولماذا كندا يا شيخنا الفاضل وهي دولة كافرة لا تصلح عاداتها وتقاليدها وطبيعة الحياة فيها لكم؟ أجاب لهذا السبب ذهبت إليها فقد كنت منتدبا من وزارة الشؤون الإسلامية للقيام بدعوة المجتمع الكندي إلى الإسلام وتبيان فضائل الدين الإسلامي لعل الله يهدي من يشاء منهم. قلت إنني أعرف ذلك الشخص جيدا، فهو لا يعرف كلمة إنجليزية واحدة، ولم يسبق له السفر حتى إلى دولة عربية، ويعيش في مدينة صغيرة معظم الوقت لا تتيح له حتى معرفة الاختلافات الاجتماعية في مناطق المملكة الأخرى. وددت أن أسأله عن الكيفية واللغة والمضمون الذي كان يستخدمه في دعوته داخل المجتمع الكندي لكني رأيت أن ذلك نوع من العبث لا يجب أن أدخل فيه، لأن «الكتاب باين من عنوانه» كما يقال. موضوع الدعوة في دول العالم كان موضوعا ملتبسا تكتنفه كثير من الجوانب التي كان يجب الانتباه لها وتصحيحها، هذا إذا لم نقل إنه في حد ذاته قد تسبب في إشكالات عديدة وربما إساءات لحقت بديننا العظيم نتيجة الجهل بعقلية المجتمعات الأخرى وسيكولوجية التخاطب معها إضافة إلى تدني علم وقدرة وكفاءة بعض الذين انتشروا في بلدان العالم تحت…
السبت ٢٧ أغسطس ٢٠١٦
اللوبي الإعلامي الحوثي الإيراني يقوم بجهود محمومة هذه الأيام مستفيدا من الخبرة الإيرانية في خلق صورة ذهنية سلبية عن الذين يختلفون معها في سياساتها العدائية التدخلية في شؤون غيرها وإضرام النار في محيطها، تركز هذه الجهود على جانب عاطفي إنساني هو الأطفال والمرضى والمدنيين في المهام التي تنفذها قوات التحالف على اعتبار أن التحالف يستهدفهم أكثر مما يستهدف الأهداف العسكرية المحددة، وقد تحقق ما يصبون إليه من تزييف الحقائق وتضليل بعض المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية بمعلومات مغلوطة لكنه في النهاية حقق بعض أهدافه باستمالة تلك المنظمات لصالحه فبدأت تمارس ضغوطا إعلامية على الدول المؤيدة للتحالف والراعية لمفاوضات إحلال السلام في اليمن والأمم المتحدة لصالح الأطراف المتسببة في أزمة اليمن. حدث ذلك في بريطانيا وأمريكا ودول أخرى وأصبحت قضية مثارة في الرأي العام تؤثر على القرار أو التوجه السياسي حيال الأزمة اليمنية ليكون ضد التحالف أو غير مؤيد له كأضعف الإيمان. في المقابل، وللأسف، نحن نقف موقف غير المبادر أو حتى غير المدافع عن موقفه المشروع بأساليب وآليات فعالة رغم أهمية وحساسية هذه القضية، وبوضوح أكثر فإن خطابنا يركز على الداخل بأسلوب إنشائي وكأن الداخل هو المشكلة وهو المستهدف الرئيسي بالتوضيح، الجهتان الوحيدتان المعنيتان بحقوق الإنسان لدينا شبه غائبتين عن هذه القضية الهامة، وإن حضرت أحيانا فإن خطابها لا يختلف عن…
الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠١٥
زيارة قصيرة لكنها استثنائية، لسنا نحن فقط الذين نقول ذلك بل كل المهتمين بالعلاقات السعودية الأمريكية من الجانب الأمريكي بمختلف اهتماماتهم وتخصصاتهم، سياسيون واقتصاديون وإعلاميون ورجال مال وأعمال وأكاديميون وباحثون في العلاقات الدولية ومراكز الرصد والتحليل والأبحاث. راهنت بعض وسائل الإعلام الأمريكية والغربية أو توقعت في أحسن الأحوال أن زيارة الملك سلمان لأمريكا لن تسفر عن شيء مهم لأن الأوضاع الراهنة في منطقتنا وعلى الساحة العالمية عموما لا تسمح بنتائج إيجابية ذات قيمة، بالإضافة إلى كون الإدارة الأمريكية الحالية على وشك المغادرة وذلك ما قد لا يتيح لها تقديم التزامات استراتيجية تجاه الملفات التي يحملها الجانب السعودي، وإذا أضفنا إلى ذلك الاعتقاد بأن علاقات البلدين ليست في أحسن أحوالها فإن الصورة الإعلامية السابقة للزيارة تكاد تكون واضحة. لكن الذي حدث كان أشبه بالعاصفة في وجه كل تلك الاحتمالات والتوقعات. كل الموجودين في وقت الزيارة كانوا يلهثون لمواكبة ذلك الزخم الكبير من اللقاءات والمداولات والاجتماعات بين فرق العمل الثنائية. اتضح منذ الساعات الأولى أنها ليست زيارة بروتوكولية وإنما زيارة لها أهداف استراتيجية محددة وواضحة ودقيقة وفق رؤية ناضجة وعملية، ليس فيها طرف أقوى وطرف أضعف، أو طرف مفيد وآخر مستفيد، وإنما وفق معادلة تحقق التوازن والفائدة المشتركة بين طرفين يعرف كل منها مصادر قوة الآخر وكيفية توظيفها لتأسيس شراكة استراتيجية طويلة…
الجمعة ٠٤ سبتمبر ٢٠١٥
ماذا سيحدث غدا في البيت الأبيض بين سلمان بن عبدالعزيز وباراك أوباما، ما الذي سيتم نقاشه بين المملكة العربية السعودية والإدارة الأمريكية، ما هي الأولويات في الملفات التي يحملها ملك دولة عربية لها أهمية كبرى سياسيا واقتصاديا تتجاوز محيطها العربي ورئيس الدولة الكبرى التي تتحكم في معظم مفاصل السياسة العالمية. كيف سيكون جو المحادثات والمباحثات بين حليفين استراتيجيين منذ زمن طويل يرى الكثير من المراقبين أن علاقتهما الآن ليست كما كانت عليه من الدفء والتناغم في المواقف. هذه الأسئلة وغيرها هي الأبرز في ساحة الإعلام منذ إعلان خبر الزيارة قبل وقت قصير جدا من بدئها، وهو الأمر الذي أعطى مجالا واسعا للقراءات والاحتمالات لدى المهتمين بعلاقة البلدين. بالتأكيد هي زيارة مهمة في كل الأحوال، ولها أهمية خاصة كونها الزيارة الأولى للملك سلمان بعد توليه مقاليد الحكم، وربما الأهم أنها تأتي بعد تحولات دراماتيكية في الساحة السياسية كان أبرزها وأهمها القرار التأريخي الذي اتخذه الملك سلمان بإطلاق عاصفة الحزم كتحول جذري للتعاطي المألوف مع الأزمات، واختلاف كامل في طبيعة اتخاذ القرارات حيال مواجهة الأخطار، إنه القرار الذي لم يكن ينتظر موافقة الحليف أو مشورته أو حتى التنسيق معه قبل اتخاذه، لأن من اتخذه يعي تماما مسؤوليته تجاه وطنه وما تفرضه عليه هذه المسؤولية. كما أن إلغاء زيارة الملك سلمان في اجتماع…
السبت ٢٩ أغسطس ٢٠١٥
يصعب جدا أن تستوعب الإنسانية ادعاءاتنا بأننا تحضرنا وتقدمنا وتطورنا إلى الدرجة التي أصبح فيها الإنسان، بغض النظر عن أي اعتبارات فئوية أو طبقية أو جندرية أو عمرية، إنسانا له ما يستحقه من الاحترام، وله حقوقه التي يجب أن ينهض المجتمع مدافعا عنها كشكل من أشكال إثبات حياة الضمير وتحمل المسؤولية الإنسانية، من واقع الادعاء أو الزعم بأننا أصبحنا كذلك. أقسم بالله أنني لم أشعر باكتئاب خلال السنوات الماضية القريبة مثلما شعرت به اليوم. وكما يقال بأن ضربتين في الرأس توجع، فإن صدمتين لضمير الإنسان أكثر وجعا وإيلاما. المشكلة أن الضحية في الضربتين هي الطفولة وهي جناية أن يكون المخلوق أنثى في مجتمع جند كل ذكوريته المشوهة للخسف بهذه الأنثى بغض النظر عن كونها في الأساس ضحية غيرها، الأب الأسرة، المجتمع الظالم، القوانين الغائبة، العدالة العوراء، الظلم الفاحش المبين الذي يسهل أحيانا إزهاق الأرواح ونحن نتناقل أخبارها ببساطة، بل ببلادة متناهية. في هذا اليوم الكئيب قرأت خبرين: فتاة تموت بسبب الإفراط في الإهمال، وطفلة تموت بسبب الإفراط في «التأديب». يا الله، كم نحن مبدعون في إيجاد التخريجات لانتفاء الإنسانية عنا أحيانا. كم نحن استثنائيون أحيانا في عدم الخجل من الله وخلقه والإنسانية جمعاء. فتاة كانت ضحية لأسرة قاسية وأب تجرد من أدنى موجبات الإنسانية، حبست انفراديا دون اعتبار لحالتها النفسية…
الثلاثاء ٢٥ أغسطس ٢٠١٥
لا أدري لماذا ذهب بي خيالي إلى بعض من التفاصيل المحتملة لليوم الأول الذي ستبدأ فيه المجالس البلدية مزاولة عملها بعد النقلة الهامة بدخول المرأة فيها ناخبة ومرشحة رغم أن الأخبار الآن غير مشجعة بوجود حماس أنثوي للمشاركة، لعله يعود إلى إحباط متراكم أو ربما بسبب عدم القناعة بأنها ستضيف شيئا مهما لمجالس كانت شكلية في الدورتين السابقتين، علما بأني أحمل إعجابا وتقديرا كبيرا لمشاركة المرأة في مجلس الشورى وأحلم بتجربة مشابهة في المجالس البلدية، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه. يبدو والله أعلم أن المجالس ستبدأ عملها بعد جدل كبير عبر كثير من دوائر المجتمع حول كيفية وجود المرأة والرجل في مجلس واحد، وغالبا سينتهي الجدل إلى فرض عزل النساء في موقع منفصل عن الرجال، وهنا سندخل في تفاصيل تقنية قد تستنزف كثيرا من ميزانيات المجالس قبل أن يرى الناس منها شيئا. وبعد أول اجتماع ستمتلئ مواقع التواصل وخاصة الساحة التويترية بأخبار وقصص مفبركة ومتخيلة، قد تصل إلى تفاصيل لا يصح الخوض فيها، وقد ثبت أننا شعب لا يتورع كثير منا عن اقتراف مثل هذه الممارسات المشينة. وربما يدور الجدل في أول اجتماع للمجالس عن كيفية ترتيب الجولات الميدانية للعضوات وكيفية حل المشكلة الكونية بوجود ذكور وإناث في لجنة واحدة. وقد يستغرق حل هذه المشكلة وقتا…
الإثنين ٢٧ يوليو ٢٠١٥
تقول نتيجة استطلاع حديث لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إن حوالي 67 في المئة من أفراد العينة يرون أن عدم وجود الأنظمة التي تحد من التحرش يؤدي إلى ازدياد الحالات، وتشير آراء بعض المختصين إلى وجود عدة أسباب شخصية وراء تفاقم التحرش الجنسي، لكن الأهم منها جميعا عدم وجود قوانين رادعة. مصطلح القانون لدينا تكتنفه شبهة مزمنة أدت إلى إصابة الكثير بحساسية منه، شبهة ابتدعها الذين يريدون تسيير مصالح المجتمع وشؤون حياته وفق اجتهاداتهم الشخصية التي يوهمون الناس بأنها نص وروح الشريعة الإسلامية، وعندما يأتي ذكر القانون يصرخون بأن القرآن والسنة هما القانون في ديننا الإسلامي، وهو حق أريد به باطل، وحين يقال لهم بأن من مصلحة المجتمع أن تقنن الأحكام المستمدة من القرآن والسنة تظهر مقاومتهم ويبدأ الهجوم لتسفيه هذا القول واتهام أصحابه بمنظومة الاتهامات المعروفة. هؤلاء يقاومون من أجل مصلحة متوهمة ــ إذا أحسنا بهم الظن ــ في تسيير المجتمع وتشكيله وبقائه على حاله. التقنين يحد من الفوضى ويضبطها ويجعل الفرد على بينة مما هو له وما هو عليه، وهذا ما يناضل أولئك القوم من أجل ألا يحدث. وللأسف، فقد تم حقن كثير من المؤسسات الهامة بهذا التوجه، فنجد مثلا أن مجلس الشورى يتحسس كثيرا من مصطلح القانون، وحتى عندما تتم مطالبته بنظام أو تشريع ما تحت أي…
السبت ٢٥ يوليو ٢٠١٥
لا تزال «قضية العيد»، أي قضية التحرش في مكان عام بجدة، تتفاعل وتحظى بتغطية مستمرة من وسائل الإعلام، ومن آخر أخبارها ما نشرته «عكاظ» يوم الخميس من أن دائرة العرض في هيئة التحقيق قررت تمديد إيقاف المتهمين 15 يوما، كون ما ارتكبوه «من الجرائم التي أثارت الرأي العام وباتت موجبة للتوقيف»، وأنه سيتم استدعاء الفتيات إذا أثبتت التحقيقات تورطهن في القضية. ويضيف الخبر بأن المحكمة الجزئية في جدة درجت خلال الفترة الماضية على رفض أي قضية أخلاقية يتم فيها الستر على الفتيات دون الشباب، ويصر القضاة على الستر عليهما معا أو محاكمة الجميع. هذا الخبر يستحق ثلاث وقفات على الأقل. أولا: من الطريف جدا تبرير الإيقاف والشروع في التحقيق والمحاكمة بكون تلك الفعلة الخسيسة جريمة أثارت الرأي العام، وليست جريمة اعتداء وانتهاك وسطو على الأخلاق واستهتار بالأعراض والسلم المجتمعي توجب محاسبة مرتكبيها، سواء أثارت القضية الرأي العام أو لم تثره. فماذا لو لم توثق تلك الجريمة ولم يتحدث عنها الرأي العام، وأبلغت الضحايا عنها دون ضجيج، هل ستتساهل هيئة التحقيق فيها وتطلق سراح المتهمين؟ ثانيا: كيف يمكننا فهم استدعاء الفتيات «إذا ثبت تورطهن في القضية»؟. نريد من الهيئة أن توضح ماهية التورط لفتيات تم الاعتداء عليهن في مكان عام ليس ممنوعا عليهن ارتياده ولا هو مكان شبهة وريبة.…
الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠١٥
تجربة فريدة حصلت في مدينة جدة خلال شهر رمضان لها دلالات كثيرة تؤكد كم هي بسيطة رغبات الناس وتطلعاتهم، وكم هو التضييق الذي وجدوا أنفسهم فيه ذات مرحلة سابقة أطبقت على مصادر الفرح ومنابع البهجة ولا تريد أن ترخي قبضتها عنها لكي يعود الناس كما كانوا، أسوياء طبيعيين بلا عقد وأزمات وشكوك وأوبئة اجتماعية تنخر نفوسهم. مهرجان «رمضاننا كدا» الذي احتضنته ساحات وشوارع جدة القديمة أسقط بالضربة القاضية كل التهم الباطلة التي تم إلحاقها بمجتمعنا ظلما وزورا وبهتانا، بأنه مجتمع عدواني شهواني بربري الغرائز متفلت الأخلاق عنيف النزعات، لا يمكن أن يكون في حالة انضباط أخلاقي إلا بوجود رقابة شديدة لصيقة تمنع الانهيارات الأخلاقية المؤكد حدوثها عندما يجمع مكان رجالا ونساء مهما كانت الغايات نبيلة ومهما كان وعيهم وكانت ثقافتهم وتربيتهم. هذه الوصمة الجناية التي تمصلح بها واسترزق من ورائها الكثير سقطت تماما وبصورة صارخة في مهرجان جدة الذي شهد حضور الآلاف من العوائل كل ليلة في مشهد حضاري نبيل، فقد استمتع الناس بالفنون والثقافة والعروض الفلكلورية والألوان التراثية دون حدوث تجاوزات أو مخالفات أو مشاهد صادمة للذوق العام والأخلاق المرعية التي يعرفها المجتمع. كان الإقبال الكبير للناس دليلا صارخا على توقهم للحياة الطبيعية التي افتقدوها، تخيلوا مجتمعا كمجتمع جدة بكل إرثه الحضاري وتسامحه ورقيه يتم اختطاف البسمة منه،…
الأحد ٢٨ يونيو ٢٠١٥
لا يمكن أن نتصور جنونا أكثر من هذا ولا وحشية وتجردا من كل المشاعر الإنسانية كما نرى الآن، ويصعب أن نجد حالة في العصر الحديث تشبه ما وصلنا إليه في هذا الوقت من إبداع في تدمير الحياة والأحياء من كل جنس وعرق وطائفة ومذهب، وإصرار على العودة بالإنسان إلى عصوره المظلمة بعد تدمير كل منجزاته المتراكمة عبر الزمن. هستيريا انتزاع الأرواح بأشرس الوسائل وصلت ذروتها فيما نشاهده الآن، خصوصا في ساحتنا الإسلامية العربية، وفي محيطنا القريب الذي تحول فيه الدين اعتسافا وظلما إلى مبرر لارتكاب أفظع المجازر والتصفيات في مشاهد حية يراها العالم كله. في يوم واحد تبنى تنظيم داعش الذي يسمي نفسه الدولة الإسلامية ويرفع علم النبوة تنفيذ فقرة جديدة في مسلسل الدم الذي دشنه قبل عام. ثلاث قارات اهتزت لثلاث جرائم في يوم واحد، ضحيتها الإنسان المسالم، من فرنسا إلى الكويت إلى تونس. جثة رأسها مفصول ومعلق على سور في ليون، وسواح قدموا إلى سوسة لاقتناص لحظة استرخاء فاقتنصهم الرصاص، ومصلون في أحد مساجد الكويت قرر انتحاري أن يرسل أرواحهم إلى خالقها قبل أن تنتهي صلاتهم. مكان أشهرت فيه السكين، ومكان دوى فيه الرصاص، ومكان حولته العبوة الناسفة إلى دمار. كل الأديان تم الاعتداء عليها في هذا اليوم، هكذا وبكل بساطة وسادية وشهوة عارمة للقتل. وقتل الإنسان جريمة…
الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥
عندما تحفظت على «مبادرات» صندوق التنمية العقاري ووزارة الإسكان بعد إطلاق المبادرة الأخيرة «القرض المعجل» لم أكن متسرعا ولا متشائما في نصيحتي للإخوة المواطنين الذين يعولون على هذه المبادرات، ومنها المبادرة الأخيرة أن يفكروا خارج الصندوق ليتمكنوا من السكن خارج الصندوق. حينذاك صرحت إدارة الصندوق عن عقد اجتماع مع البنوك لتحديد آلية تنفيذ القرض المعجل (الخميس الماضي) للبدء في تنفيذه بعد الاتفاق على الآلية المناسبة، ولكن ربما لأن اسم القرض مشتق من العجلة، والعجلة من الشيطان فقد انتبه الصندوق لهذا الخطأ وقرر تلافيه بالعودة إلى التمهل والتأني، وليثبت بذلك توقعاتنا بأن المبادرة الجديدة ستنضم إلى المبادرات السابقة في ملف التعثر والتأجيل. في هذه الصحيفة صرح يوم أمس أمين عام لجنة التوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ أن مبادرة القرض المعجل ستؤجل لعدم توصل البنوك والصندوق إلى اتفاق على آليات واضحة أو اتفاق نهائي أو حتى مبدئي في ما يتعلق بإجراءات وخطوات العمل بهذا القرض، وأن ذلك لن يتم قريبا، وفي حالة التوصل إلى اتفاق فإن القرار الأول والأخير للبنك وحده، وبالتالي تكون هذه المبادرة هي الأسرع من بقية أخواتها لإعلان تعثرها أو إثباتها بأنها مجرد فانتازيا وصرف كلام على الناس. ويوم أمس أيضا نشرت صحيفة الحياة خبرا يفيد أن وزارة الإسكان أجلت عملية الفرز وتحديد الاستحقاق للمتقدمين ضمن…
الإثنين ٠٦ أبريل ٢٠١٥
مع عاصفة الحزم بدأنا نواجه عاصفة تشكلها جبهتين، الأولى إعلامية، والثانية سياسية، يجب أن نتعامل معهما بذكاء وحصافة ومعرفة جيدة بطبيعة الأدوات والأساليب المناسبة لكل منهما. الجبهة الأولى يتخندق فيها صنف من الكتاب والإعلاميين الذين يسوقون أنفسهم بأنهم دعاة الحرية والقومية والنضال ودعم الشعوب المضطهدة، بينما الحقيقة التي يعرفها الجميع أنهم جاهزون دوما للقفز على كل هذه القيم التي يتشدقون بها ومستعدون للعمالة لصالح أي طرف يتبنى مشاريع الهدم والخراب في الدول العربية. هؤلاء طالما أساؤوا كثيرا للمملكة ووصفوها بما يحتشد به قاموسهم الملوث. لقد صدموا بأن المملكة بادرت فعلا لحماية الأمن العربي من الخطر الذي يهدده، وتصرفت بما يحقق المبادئ التي يتحدثون عنها وهم أبعد الناس منها، المفاجأة جعلتهم يفقدون التوازن فعلت أصواتهم بالهجوم عليها. إنهم معروفون جيدا لصالح من هم مسخرون ومن يخدمون، ومع تفاهة طرحهم وتنظيرهم، إلا أنهم محترفون في التزييف الذي ينطلي على البعض. وإزاء ذلك لا بد من استراتيجية إعلامية ذكية، ليس لمواجهتهم والرد عليهم بشكل مباشر، وإنما لنقض ودحض محتوى حملتهم بأسلوب أكثر تأثيرا في الرأي العام وأبلغ إقناعا للمتلقي. أما الجبهة السياسية، فقد بدأها المحور الروسي الإيراني. روسيا ذات السجل المشبوه في كل أزمات المنطقة منذ وقبل 2011، والتي تدعم النظام السوري في مجازره وتمده بالسلاح، وتقف ضد المبادرات الساعية لإيجاد الحلول،…