الأحد ٢٠ أغسطس ٢٠١٧
هناك حكمة تقول: «إذا أردت تحرير وطن ضع في مسدسك عشر رصاصات، تسع للخونة، وواحدة للعدو، فلولا خونة الداخل ما تجرأ عليك عدو الخارج». قبل يومين وضع المستشار بالديوان الملكي الأستاذ سعود القحطاني وسماً في تويتر باسم «الحسابات السوداء» استقطب في لحظات عدداً كبيراً من المشاركين، وأشار إلى أنه يتعلق بأسماء مغردين باعوا أوطانهم وهاجموا دولهم ووقفوا مع الإرهاب، وأكد بأنه سيكون هناك حساب عسير وملاحقة لكل مرتزق يوضع اسمه في القائمة السوداء، وأنه لن يعفى أي شخص يتآمر على الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب من المحاكمة حتى أصحاب الأسماء المستعارة، وفي نفس الوقت دخل على الخط وزير خارجية البحرين معلقاً بقوله: انتهت الحفلة التنكرية، وسقطت المؤامرة، ودخل المشاركون والداعمون في القائمة السوداء. وعندما علق أحد المغردين المشبوهين على تغريدات القحطاني بأنه يتحدث كما لو أنه صاحب القرار، أجاب بوضوح بأنه يتصرف بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، أي أن الموضوع يتم بإرادة عليا، ما يعني فعلاً وبشكل مؤكد أن الساعة دقت لمحاسبة الخونة الظاهرين والمتخفين، الصريحين والمتنكرين، وهي خطوة لا تقل أهمية، إن لم تكن أهم من مواجهة أعداء الخارج كما عبّرت عن ذلك المقولة البليغة الواردة في بداية المقال. الخونة الذين ظهروا بجرأة غريبة منذ بداية ما سمي بالربيع العربي ينقسمون إلى فريقين، فريق يمثل الرموز…
الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠١٧
أسوأ البشر أولئك الذين يبيحون لأنفسهم التدخل في مشيئة الله وإرادته تجاه عباده، ويزعمون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة والأحكام القاطعة على البشر، والأسوأ من ذلك عندما يكون مثل هذا النموذج قاصراً في العلم وهشاً في المعرفة ومحتقناً تجاه طائفة أو شريحة أو مذهب لأسباب شخصية ومنطلقات ذاتية عمياء وأوضار نفسية عدوانية هوجاء، أما قاع الانحطاط فهو عندما تتم هذه الممارسة القبيحة تجاه أشخاص رحلوا عن الدنيا وأصبحوا بين يدي خالقهم الرحمن الرحيم العفو الكريم. لقد ابتلينا كمجتمعات مسلمة بأمثال هؤلاء الذين يكفرون المسلم المختلف مذهبيا أو فكريا ويزدرونه حياً وميتاً، ويبثون خطاب الكراهية والتطرف والعداوة والبغضاء، إما نتيجة جهل مطبق أو توظيف خبيث لإحداث شرخ بين مكونات المجتمع كتطبيق لأدبيات حزبية تسعى لتحقيق أهداف دنيوية غير نزيهة تحت عباءة الدين الذي أساؤوا إليه قبل إساءتهم للبشر. لم يتورع هؤلاء حتى عن محاولة الحجر على الناس من الترحم على مسلم ميت يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وقد شهدنا هذا الابتلاء والبلاء سابقاً عبر بعض المنابر العنيفة، لكنه بعد انتشار وسائل التواصل أصبح مشهداً علنياً يكاد يقترب من الظاهرة، وآخر شاهد على هذا الحال ما كتبه في أحد المواقع شخص يحسب نفسه على أهل العلم الشرعي رغم خلفيته الحزبية وقلة ذخيرته العلمية وهشاشتها، حين جهر بعدم جواز الترحم…
السبت ١٢ أغسطس ٢٠١٧
من واجبنا كشعب سعودي أن نتقدم بالمواساة لكثير من الجهات والكيانات والمنظمات والأفراد نظير خيبة الأمل الكبيرة التي أصابتهم والحسرة التي حلت بهم والحزن الذي غشاهم بسبب نجاح قوى الأمن السعودية في تطهير بلدة العوامية من أوكار الإرهابيين الذين تعاطفوا معهم وتبنوا تخريبهم إعلامياً ومعنوياً ومالياً وتسليحياً. نود الإعراب عن تفهمنا لمرارة الفشل التي تتجرعها دويلة راهنت على قدرة تلك العصابات على مشاغلة وإشغال دولة كبيرة قوية متماسكة، ومنظمات حقوقية كانت تعمل وفق نظام النائحة المستأجرة لتصدير مزاعم الاضطهاد والمظلومية لتلك العصابات بدعم سخي من الدويلة التي تتبنى الدفاع عن الإرهابيين بوصفهم طالبي حرية في ناموسها وقاموسها الفريد في تلوثه الأخلاقي، الدويلة التي فاقت في علنية عدائها لنا كل الأعداء السابقين، وربما اللاحقين. حي المسورة الذي استمر فترةً كخرّاج متقيح في بلدة العوامية، ينزّ بالصديد بين وقت وآخر، كان بالإمكان مسحه تماما وكلياً في أيام معدودة، ولكن لم يكن هدف الدولة إزالته لمجرد الإزالة فحسب، وإنما لفرز الأشقياء الذين يتمترسون فيه أولاً وعزلهم عن المواطنين الصالحين الذين عانوا منهم، ثم تحويل الحي إلى موقع سكني حديث نموذجي متطور يعيش سكانه حياة علنية سوية وليس في الخرائب والظلام الذي يريده الأشقياء لكي يمارسوا التخريب تحت جنحه. لقد اتخذت الدولة كل الإجراءات الإنسانية والنظامية المتبعة في إزالة الأحياء العشوائية وطبقتها في حي…
السبت ٠٥ أغسطس ٢٠١٧
المطالبة بتدويل الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة بدعة لم يتفوه بها سابقاً سوى طرفين، معمر القذافي الذي تعرفون اضطراباته النفسية وقد غادر الدنيا، والنظام الثوري الإيراني الذي يحلم ببسط سيطرته على العالم الإسلامي وفقاً لأيديولوجيته الضيقة، وأخيراً تهور النظام القطري وتفوه بهذا المطلب ليكون الطرف الثالث ويدخل التاريخ بوصمة كبيرة تضاف إلى قائمة مساوئه الكثيرة. بالنسبة للنظام الإيراني لا جدوى من النقاش معه في هذا الملف لأنه ينطلق من أهداف لها أبعاد مختلفة لا تخفى على الجميع، وهو لن يتوقف عن الهراء المستمر بإثارة هذا الموضوع، أما بالنسبة لنظام الحمدين فنود أن نقول له الآتي: أنتم تعرفون عن كثب أن الدولة السعودية تسخر كافة أجهزتها الخدمية والأمنية بشرياً وماديا لخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة من أجل راحة وسلامة وأمن الحجاج والمعتمرين والزوار، وتعرفون أن الدولة مستمرة في صرف مئات المليارات دون توقف على توسعة الحرمين وتطوير الخدمات المرتبطة بهما بغض النظر عن أي تقلبات اقتصادية، وتعرفون أن كل الشعب السعودي يتشرف بأن يكون خادما لضيوف الرحمن من الملك إلى الموظف المجهول في أي مرفق، وتعرفون أن أمن الحجيج والمقدسات خط أحمر تتوفر له أكفأ الاحتياطات الأمنية لمنع أي إخلال بسكينة الشعيرة وسلامة ضيوف الرحمن، وتعرفون أن هذا الشرف اختص الله به وطننا الذي يعرف كيف يتعامل معه بمسؤولية كبيرة، ولن تقدم…
الأحد ٣٠ يوليو ٢٠١٧
مساء الخميس أعادت ميليشيا الحوثي إطلاق صاروخين باليستيين باتجاه مكة المكرمة بعد محاولة سابقة، وكلتا المحاولتين فشلت أمام الاستعداد واليقظة الدائمة لقواتنا المسلحة. كان الاعتقاد أن هذه الميليشيا المتخلفة ستكف عن تكرار تلك المحاولة المتهورة الآثمة، لا سيما وقد استنكرها العالم الإسلامي بأكمله، لكن ثبت أنها مجرد آلة تنفيذية لمن يستهدفون المملكة عموما، والأماكن المقدسة خصوصاً، وموسم الحج على وجه التحديد. اعتدنا من إيران استغلالها موسم الحج لإثارة المشاكل منذ وقت طويل، لقد استخدمت أساليب مختلفة من التخريب وإثارة الفوضى وتسويق ادعاءات كاذبة بشأن استهداف حجاجها بمعاملة مختلفة، وقد باءت كل تلك المحاولات بالفشل أمام الحقائق التي تكشفها المملكة وتثبت أكاذيب إيران. هذا العام انضمت الى إيران ربيبتها الجديدة قطر عندما أثارت زوبعة مختلقة في رمضان تدعي التضييق على المعتمرين والزوار من جنسيتها، وثبت أن ذلك اختلاق وافتراء، ومع اقتراب موسم الحج بدأت مرة أخرى محاولة تسويق ادعاءات جديدة بخصوص حجاجها بادرت المملكة فورا إلى توضيحها، ويمكن الجزم أن اللعب بهذه الورقة من قبل قطر يتم بتوجيهات النظام الإيراني، لكن ماذا بشأن الميليشيا الحوثية؟ لولا تقاعس الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقوى الكبرى المتحكمة فيهما عن سد منافذ تهريب الأسلحة للحوثيين من إيران لما بقي صاروخ باليستي واحد تستطيع إطلاقه باتجاه المملكة، ولولا هذا التقاعس لما لعبت قطر دوراً قذراً بتدفق…
الخميس ٢٧ يوليو ٢٠١٧
نشرت صحيفة واشنطن بوست في عدد الثلاثاء 25 يوليو تقريرا عنوانه «وزير خارجية قطر يطرح قضية بلده» بعد لقائه بمجموعة من محرريها في اليوم السابق للنشر، وقد نقل التقرير بتعاطف واضح طروحات الوزير بأن بلاده تتعرض لحصار جائر وغير قانوني، وأنه إذا لم يتدخل المجتمع الدولي فإن ذلك يمثل سابقة للتعدي على الدول الصغيرة وظلمها، إضافة إلى بعض المعلومات المحرفة حول الأزمة والتي اشتغلت عليها الصحيفة لتُظهر قطر بمظهر الدولة المستضعفة والدول التي قاطعتها بمظهر الدول المعتدية. وكانت واشنطن بوست قد نشرت قبل أيام خبراً عن حصولها على استنتاجات استخباراتية عن اختراق الإمارات لمواقع إعلامية قطرية ما أدى لنشر معلومات كانت سبباً مهما في الأزمة، وقد نفى السفير الإماراتي في واشنطن حينذاك نفياً قاطعاً صحة خبر الصحيفة وأنها لم تحصل على أي معلومات من أي جهة، والتزمت الصحيفة الصمت مما قد يدل على فبركتها للخبر. نطرح هذا الموضوع لنشير إلى أنه بالرغم من غرق قطر في الإدانات لعلاقتها بالإرهاب والتخريب إلا أنها تلعب بإصرار ومثابرة على صعيد الإعلام الخارجي وتحاول تسويق قضية تختلف عن القضية الحقيقية، وفي الغرب لا يتابع الكثير ما يدور في دهاليز الدوائر السياسية وتصريحات مسؤوليها لكنهم يتابعون وسائل الإعلام واسعة الانتشار التي تستطيع التأثير على الرأي العام لتشكيل صورة ذهنية معينة قد لا تستطيع الحقيقة دحضها…
الأحد ١٦ يوليو ٢٠١٧
باستثناء بعض الشوائب الذين اتفق الكثير على تسميتهم خلال هذه الفترة «السعوقطريين» ويمكن أن تطلق عليهم أي تسمية أخرى تبعا للدولة التي تتبنى فكرهم وأيديولوجيتهم وتقف في صف العداء لوطنهم، وكذلك بعض الأتباع الرعاع الذين اختطف المتلونون جماجمهم ولا يرون إلا ما يراه الذين يقودونهم، باستثناء هؤلاء فإن الشعب السعودي الأصيل السوي الواعي أثبت منذ الأسبوع الماضي حين انطلقت الزوبعة القطرية وإلى الآن أنه شعب في مستوى التحديات الوطنية والمواجهات التي تُفرض عليه، وأنه قادر على إدارتها بتفوق لصالحه دون الانزلاق في مستنقع الانحطاط الذي وقع فيه خصوم وطننا. لقد تحول تويتر على وجه الخصوص إلى جبهة سعودية دفاعية بجدارة، وفي حالات الهجوم الذي لا بد منه فإن أسلحتها نوعية متطورة تصيب الهدف بإتقان دون ضرر على الآخرين خارج دائرة المواجهة. لقد اصطف السعوديون رجالا ونساء، شيبا وشبابا ووقفوا ببسالة لتفنيد كل ما تبثه وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية التي يديرها المرتزقة لصالح قطر ومهمتها الوحيدة الهجوم على المملكة بنشر معلومات فاضحة الكذب والبهتان، واختلاق قصص وروايات مهترئة ومتفسخة، واجهها الجيش الإلكتروني السعودي بمهارة، وفضح حقيقة تلك الوسائل وكشف خباياها الكريهة، وفي الوقت ذاته كان أفراد الجبهة السعودية متزنين وموضوعيين في طرحهم، دون تشنج أو بذاءة. إن ما حدث يمثل مؤشرا على وعي ناضج وفكر متقدم ووطنية حقيقية وإخلاص ناصع للوطن.…
السبت ١٥ يوليو ٢٠١٧
من اللافت للانتباه هرولة إيران وتركيا نحو قطر فور بدء مقاطعتها وإعلانهما التضامن معها ومساعدتها بتوفير ما تيسر من لوازم المعيشة لشعبها مع أنها مساعدة مذلة فإيران ذكّرت قطر منذ البداية بضرورة حفظ الجميل ورده حتى لو تحسنت علاقتها مع دول المقاطعة، وتركيا رفضت الدفع المؤجل وضغطت على قطر لدفع ملايين الدولارات يوميا. نقول إن إيران وتركيا هرولتا نحو قطر في مشهد قد يظنه البعض غريبا ومفاجئا رغم أنه ليس كذلك أبدا، فلقد جمعت بين الدول الثلاث المرحلة التأريخية الهامة التي بدأ فيها تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد تحت مسمى الربيع العربي. كان لا بد لهذا المشروع من أذرعة تنفيذية إقليمية تساعد على إنجاحه، ولم يكن هناك أنسب من إيران الخمينية وتركيا الأردوغانية للقيام بهذا الدور لوجود مشتركات مهمة تجمعهما، فكلاهما - الأيديولوجيا الثورية الخمينية والأيديولوجيا الثورية الإخوانية - تشتركان في أمميتهما التي لا تعترف بمفهوم الدولة الوطنية، ولا بشرعية الحكام لأنه لا ولاء ولا شرعية إلا للمرشد والخليفة في جانب وآية الله العظمى في جانب آخر، كما تشتركان في الشهية العارمة للسيطرة على الشعوب وإتقان العمل العصاباتي الميليشياوي وتكتيكات المناورة والمؤامرة والخداع والمكر، وإذا أضفنا إلى كل ذلك حقداً تأريخياً دفينا يحلم بإحياء الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية العثمانية وبسطها على الدول العربية فإننا نجد النموذجين المثاليين للمشاركة في تنفيذ مخطط…
الأربعاء ٠٥ يوليو ٢٠١٧
منذ تسليم وزير الخارجية القطري رسالة أميره إلى وسيط الأزمة الشيخ جابر الصباح متضمنة رد قطر على مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ونحن نحبس أنفاسنا بانتظار خبر سار بين لحظة وأخرى لكن ذلك لم يحدث، فالصمت يفسر أن ثمة عقدة وضعتها قطر في ملف حل الأزمة، وبالتالي سوف تتجه الأنظار اليوم إلى القاهرة حيث يجتمع وزراء خارجية الدول الأربع لدراسة الرد القطري بدقة ثم الإجابة عليه، ولذلك يبدو شبه مؤكد أننا لن نعرف حقيقة الرد إلا بعد اجتماعهم وسنعرف معه ردهم عليه. لحظات صعبة كنا نتمنى ألا توصلنا قطر إليها، كنا نتمنى لو أنها خيّبت سوء ظننا بها ولو لمرة واحدة وبادرت إلى احترام المطالب والتعامل معها بمسؤولية وطنية تنقذ قطر أولاً من احتمالات سيئة تلوح في الأفق لو جاء ردها رافضا للمطالب، لكن يبدو إلى الآن أنها تهرب إلى الأمام، إلى المجهول بالرهان على الأوهام والافتراضات التي تعتقد أن الأطراف المقابلة غير مدركة لها بعد السنوات العديدة من الخبرة بممارساتها الشاذة. قطر لن تكون قادرة أبداً على تحمل تبعات موقفها لو رفضت المطالب، ولو حاولت الرهان على الوقت ونقل المواجهة إلى ساحة أكبر فلن تكون كاسبة بحال من الأحوال. ما تملكه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من إدانات مادية دامغة وموثقة بتفاصيلها أضعاف ما تم إعلانه وسيجعل مواجهة قطر مع…
الجمعة ٣٠ يونيو ٢٠١٧
اليوم هو الذكرى الرابعة لثورة ٣٠ يونيو في مصر التي أنقذتها من مستقبل كارثي كان مؤكداً بحكم جماعة الإخوان التي دفعت بأسوأ نماذجها ليكون رئيساً لمصر العظيمة في لحظة تأريخية هزلية لا تليق بمصر وتأريخها العريق. ونتحدث اليوم عن هذه الثورة بسبب مصادفات ومفارقات لعبت قطر دوراً محورياً فيها، فلولاها لكانت هذه الجماعة قد تلاشت في غياهب التأريخ بعد ثورة يونيو، لكنها بادرت لنقل وكرها إلى الدوحة واحتضان أهم كوادرها وتسهيل ودعم مخطط مشترك بينهما فيه أسوأ وأقذر المؤامرات على الأوطان العربية. في سنة حكم الإخوان لمصر فتحت الجماعة الباب على مصراعيه لإيران ما ظنه البعض مفاجأة، وهي ليست مفاجأة أبداً لوجود قواسم مشتركة عظمى بين أدبيات الجماعة وفكر الثورة الخمينية. وفي تلك السنة عربدت جماعة حماس في حدود مصر وداخلها، وخرج عتاة الإرهابيين من السجون ليعيثوا فساداً ويستفزوا الوجدان المصري بحضور كبارهم القتلة منصة احتفالات ذكرى حرب أكتوبر التي اغتالوا في واحدة منها الرئيس أنور السادات. وفي تلك السنة أيضاً بدأت علاقات قطر بحكم الإخوان تتوثق، بحسب ما أكدته الوثائق مؤخرا، التي تضمنت فضائح تزكم الأنوف لبيع اقتصاد مصر وأرضها وتأريخها، وتوظيف مصر للتآمر مع النظام القطري على الأشقاء العرب بدعم عصابات الإرهاب وباروناتها. بعد سقوط حكم الإخوان استلمت قطر الراية لتكرر المشهد ذاته، حلف قطري إيراني إخواني يشكل…
الخميس ١٥ سبتمبر ٢٠١٦
في مواجهة الاستفزاز والبذاءات والتحرشات وتجييش المرتزقة والعملاء ونوبات التشنجات الكلامية القذرة التي أطلقها النظام الإيراني، ومع ظروف المواجهة العسكرية على حدودنا الجنوبية وما تتطلبه من عدة وعتاد واستعداد، وأيضا مع الهجمة الإعلامية المواكبة والمساندة لمشروع قرار الكونجرس الأمريكي الأخير ضد المملكة، ومع الظروف الاقتصادية العالمية التي تأثرت بها المملكة كبقية دول العالم، مع كل ذلك نقول الآن بثقة واعتداد وفخر إن المملكة أدارت هذا العام أنجح مواسم الحج وأفضلها وأكثرها يسراً وأمنا وأمانا. غاب عملاء الحرس الثوري الإيراني وغابت غوغائية مندوبي المرشد وعصابته فمضى كل شيء على أفضل ما يكون. غابت الأصوات النشاز والمخططات الإفسادية فكان الموسم هادئا بهيا ناصعا خاليا من كل المنغصات. حاول النظام الإيراني اللعب بورقة مهترئة فحرم المواطنين الإيرانيين من أداء الركن الخامس للإسلام فكانت لعبة فاشلة أضحكت عليه العالم الإسلامي، واستطاع الإخوة الإيرانيون الفارون من جحيم النظام أداء حجهم بالقدوم من دول أخرى في ظل ترحيب وعناية واحترام من الجميع. حاول أيضا إرسال مندسين بين الحجاج من دول أصبح لإيران حضور فيها عبر خونة لأوطانهم، لكن الأمن السعودي كان بالمرصاد. وهكذا عندما غاب النظام الإيراني عن المشهد بكل وسائله وتكتيكاته ودسائسه نجح الحج بشكل غير مسبوق، فهل تحتاج المملكة إلى تقديم دليل على أن إيران هي الفساد الأكبر الذي أثر على بعض مواسم الحج…
الأربعاء ١٤ سبتمبر ٢٠١٦
من عجائب الزمن وغرائبه أن يصادق الكونغرس الأمريكي بغرفتيه على مشروع قانون يسمح لأسر ضحايا ١١ سبتمبر بمقاضاة السعودية تحت مسمى «العدالة ضد رعاة الإرهاب» بعد أن صرح الرئيس المغادر أوباما قبلها بأيام قليلة بأن من أسباب التحفظ على صفقة سلاح مبرمة سلفا لصالح المملكة وحشية ما تقوم به في عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن. خبران عجيبان لا يصدران من دولة سوى أمريكا لأنها الدولة الوحيدة التي تمارس التناقضات بشكل علني يستخف بكل منطق وكل عقل يشاهد ما تفعله في هذا العالم الذي تسببت في كثير من بؤسه ثم يسمع عن مثل هذه القرارات والتصريحات الصادرة عنها. بالنسبة لمشروع قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» فإننا لو سألنا كل الإنس والجن، والسابقين واللاحقين، والعقلاء والمجانين، والمنصفين والمحايدين في هذا الكون عن أسباب الإرهاب الذي يجتاح كوكبنا البائس منذ شرارته الأولى حتى وصوله إلى هذا الحد غير المسبوق في التاريخ لأشار كل هؤلاء بأصابعهم إلى أمريكا ولقالوا جميعا بصوت واحد فتشوا عن أمريكا وراء كل الدماء التي يهرقها الإرهاب. صحيح أن كثيرا من أدواته محلية لكن التصميم والتجميع والبرمجة والإخراج صناعة أمريكية قديمة جديدة بامتياز، ولم تعد خافية على أحد. وبدلا من الاعتذار للعالم ومحاولة التكفير عن خطاياها تجاهه فإنها تريد الآن حمل هراوة جديدة تبتز بها الدول التي عانت من…