حسن جمعة الرئيسي
حسن جمعة الرئيسي
كاتب إماراتي

التصنيف بين التنظيم والعشوائية

السبت ١٢ مارس ٢٠٢٢

التصنيف لصيق بحياتنا من ساعة ولادتنا لنُصنف بأننا من الأحياء إلى يوم مماتنا ليتم تصنيفنا أننا من الميتين، وتصنيف الإنسان وُجد منذ خلقه ليُصنف ذكراً أم أنثى، وقد يبدأ التصنيف مع الإنسان قبل ولادته من حيث العرق واللون وما يُلحق به من تصنيفات قد يكون ليس له خيار فيه. ولا يمكن تخيل الحياة دون وجود عمليات التصنيف التي في أغلبها حاجة لتسهيل التعامل مع ما يحيط بنا ووضع كل شيء في مكانه المناسب وإعطاء كل ذي حق حقه، ولكنه يفقد دوره ويصبح سلاحاً مرتداً على المصنف إذا ما تم وضع المعايير المخالفة للمنطق، للقانون، للمسلمات، للوقائع وغيرها. والتصنيف الخاطئ قد يؤدي للعنصرية في بعض الأحيان، أو لحدوث كوارث نتيجة وضع الشيء في غير محله كمن يترك أسداً جائعاً مع أرنب في قفص بحجة أن كليهما ينتميان لعالم الحيوان، أو من لا يفرق في تصنيفه بين الصديق الناصح الذي يكون مضطراً أن يقول ما لا يطرب له المستمع وبين المنافق الذي يُصنف نفسه من الحريصين والغيورين بينما إذا تم التدقيق بعد كل فشل أو كارثة بأن تصنيفه لا يقل عن العدو أو المخادع وإن طرز اسمه بصفات الفهم وغلف نفسه بهالة الإخلاص. وبما أن النفس البشرية لها تأثيرها على التصنيفات فمن الطبيعي أن تقودها للعشوائية وإن وضعت في قالب التنظيم والدراسات…