الخميس ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٠
لم يكن موسماً عادياً، كان تحدياً على كافة الصُعد: صحياً، تنظيمياً، أمنياً، ونفسياً. هل تتمُ إقامة مراسم عزاء عاشوراء في السعودية، أم يكتفي الناسُ بالجلوس في منازلهم، ومتابعة "البث المباشر" عبر الإنترنت والفضائيات؟ نقاشاتٌ كثيرة جرت قبل شهر محرم، وآراء عدة؛ فحفظُ النفسِ ومنعُ وقوع الضرر الناتج من فيروس كورونا المستجد، وتقليل نسبِ الإصابة، أمورٌ أساسية مهمة لا يمكن التساهلُ تجاهها، ويجب أن تكون أولوية مقدمة على ما سواها. في الوقت ذاته، هنالك عاطفة دينية جياشة، لا تتعلقُ بموسم عاشوراء وحسب، بل، الرغبة في توطيد العلاقة مع السماء، والاحتماء بالروحانية، ضد المجهول، لعلَّ المستقبل الغامض يكون أقل قتامة! تجاوزت مراسم عاشوراء هذا العام دلالاتها الدينية، لتتحول إلى مسعى لـ"التشبث بالحياة"، والخروج من أجواء "الحجر الصحي"، والتنفس تحت سماء واسعة اشتاق لها الناس. لذلك هي نوعٌ من "التعافي النفسي" أكثر من كونها طقساً دينياً خالصاً. لم يكن المواطنون في السعودية وحدهم من يتوقون إلى ممارسة حيواتهم. نظرة بسيطةٌ حولنا ستجعلُ المرء يبصرُ الشواطئ المزدحمة، بركُ السباحة، النوادي، المقاهي، المشارب، المطاعم، وسواها، في مختلفِ دول العالم. هنالك من يلتزمُ بالاشتراطات الصحية، وهنالك من يتساهل، فضلاً عن من ما زال يعتقد أن "كوفيد-19" ما هو إلا مجرد "هراء" أو "مؤامرة"! العبورُ الناجح كان اختباراً صعباً، وتحدياً صحياً كبيراً مرَّ بسلام حتى الساعة؛ ووكالات…