الثلاثاء ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٥
خاص لـ (هات بوست): منذ اندلاع الحرب الأهلية المدمرة في السودان وقطبيها الرئيسين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، عاد السودان إلى دائرة العنف والانهيار بعد سنوات من الأمل الهش في الانتقال السياسي، ليقود البلاد إلى واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم. ومع هذا التحوّل برزت مواقف دولية وإقليمية متعددة تحاول التأثير في مسار الأزمة، إلا أن موقف دولة الإمارات ظل أحد أكثر المواقف وضوحاً واتساقاً في التأكيد على حماية المدنيين، ورفض الانتهاكات من أي طرف، ورفض عودة جماعة الإخوان إلى واجهة المشهد السياسي، مع تبنّي رؤية للحل تستند إلى الانتقال نحو حكم مدني يعيد بناء الدولة على أسس جديدة. هذا التوجه ظهر بوضوح في البيانات الرسمية الأولى لدولة الإمارات وداخل أروقة الأمم المتحدة، والذي عبر عن قلق بالغ من الانتهاكات الواسعة التي ترتكب بحق المدنيين في الخرطوم ودارفور والفاشر وولايات السودان الأخرى، مؤكدة مراراً وتكراراً أن حماية المدنيين مبدأ ثابت يتقدم على كل حسابات أخرى. وقد شددت أبوظبي على أن استهداف الأحياء السكنية والمستشفيات والطرق الحيوية يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وأن أي طرف- سواء الجيش أو قوات الدعم السريع أو أي مجموعات مسلحة أخرى- يرتكب هذه الأفعال يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عنها. كما دعت إلى توفير ممرات إنسانية آمنة، وهدنة فورية تسمح بإغاثة…
الإثنين ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: من زار (معرض أديبك 2025) في أبوظبي لابد أنه لاحظ فرقاً واضحاً عن السنوات السابقة. المعرض هذا العام لم يكن مجرد تجمع للشركات والمسؤولين، بل كان ملتقى حقيقياً لصناع القرار في قطاع الطاقة من كل أنحاء العالم. في الكلمة الافتتاحية، تحدث معالي سلطان بن أحمد الجابرعن أهمية الموازنة بين احتياجات الطاقة الحالية والتحول نحو مستقبل أكثر استدامة. كان خطابه مباشراً وواضحاً، يعكس رؤية الإمارات في أن التحول الحقيقي يتطلب عملاً جاداً وشراكات فعلية، ليس مجرد وعود. وأشار الجابر، حتى لو من بين سطور كلمته، على أن منطقة الشرق الأوسط ستظل مصدراً حيوياً للطاقة لعقود قادمة، مع تطوير مصادر الطاقة المتجددة بالتوازي. أبوظبي نفسها كانت حاضرة بقوة في هذا الحدث. مدينة تعرف ماذا تريد، وتمتلك خطة واضحة لتحقيقه. في أروقة المعرض، كان هناك جمع من الخبراء والمهندسين ورجال الأعمال والباحثين، جميعهم يتبادلون الأفكار والفرص. المعرض استقبل أكثر من 160 ألف زائر من 160 دولة، بمشاركة 2,200 شركة عارضة على مساحة تجاوزت 150 ألف متر مربع. لكن ما ميز (أديبك) هذا العام ليس الأرقام فقط، بل طبيعة الحضور. هناك مهندس شاب يعرض اختراعاً جديداً، ووزير يناقش سياسات الطاقة مع ممثلي الشركات، ورائد أعمال يبحث عن شراكات لتطوير مشروعه. هذا التنوع هو ما يجعل أديبك منصة فريدة للقاء وتبادل…
الأحد ١٧ أغسطس ٢٠٢٥
أثار الخطاب الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما يسميه «إسرائيل الكبرى» الكثير من الجدل، ليس فقط بسبب طابعه الاستفزازي، بل لأنه يعكس توجهاً أعمق في الفكر السياسي الإسرائيلي نحو ترسيخ رؤية توراتية تضع اليهود في موقع «شعب الله المختار» في محيط ينظر نتنياهو وفريقه المتطرف إلى شعوبه على أنهم أدنى منزلة. هذا الخطاب لا يبدو مجرد وسيلة للضغط السياسي أو رفع سقف المطالب التفاوضية، بل هو محاولة لإعادة صياغة الرواية الصهيونية، بما يخدم مشروعاً طويل المدى لتنشئة أجيال جديدة على أساس هذه الفكرة. من زاوية أخرى، يمكن قراءة هذا التوجه بوصفه انعكاساً لمخاوف داخلية، حيث يظهر نتنياهو وكأنه يسعى إلى تعزيز ثقة اليهود بمستقبلهم في المنطقة في ظل مؤشرات على تراجعها. ففي لقائه مع مجموعة من الطلاب اليهود القادمين من الولايات المتحدة لدراسة العلوم الدينية، شدد على أن «هذه الأرض (فلسطين) هي أرض أجدادهم»، وأن بإمكانهم العودة إليها والاستقرار فيها في أي وقت. هذه الرسالة المكثفة تشير إلى أن القيادة الإسرائيلية تدرك حجم التحديات الديموغرافية والسياسية التي تهدد مشروعها على المدى البعيد. الخطاب الذي ألقاه نتنياهو، بمضمونه الديني والسياسي، يتعارض مع مبادئ القانون الدولي، إلا أن ردود الفعل الدولية - خصوصاً الغربية - بدت محدودة أو غائبة، وهو ما يسلط الضوء على إشكالية ازدواجية المعايير في التعاطي مع…
الإثنين ٢٨ يوليو ٢٠٢٥
جولات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد الأخيرة في مرافق دبي وأسواقها ومعالمها القديمة والحديثة تُثلج صدر كل محب لدبي و الإمارات. ها هو بو راشد يقطف ثمار جهد كبير ومشوار طويل من التفكير والصبر والعمل والإصرار. لم تكن الرحلة سهلة. لكن إيمان محمد بن راشد بدبي وبمشروعه التنموي وعزيمته المعروفة وتحديه لكل الصعاب كانت خلف هذا الإنجاز الضخم. [video width="478" height="850" mp4="http://hattpost.com/wp-content/uploads/2025/07/WhatsApp-Video-2025-07-28-at-3.52.07-PM.mp4"][/video] كان الشيخ محمد يثبت، مرة تلو المرة، أن رؤيته ثاقبة وأن مشروعه سينجح بل سينعكس بالخير على بلاده وكل دول المنطقة. لم يأبه بإرجاف المشككين ولم يستسلم للأزمات المالية العالمية والمشاكل السياسية الإقليمية. بل صنع من كل أزمة فرصة. حتى من شكك في مشاريع دبي تراجع ثم استثمر فيها ولم يندم. فنادقها اليوم الأعلى في نسب الإشغال عالمياً. مطارها تجاوز مطار هيثرو في الحجم وآلية العمل. خدماتها الأفضل بلا منازع. عوائد الاستثمار فيها من الأفضل عالمياً. أناقة ونظافة شوارعها ومعالمها، سرعة الإنجاز وكفاءة الأداء، مرونة الإجراءات وغياب البيروقراطية، تشجيع الاستثمارات والإحتفاء بنجاح المبدعين ، كل هذا وأكثر جعل من دبي مركزاً عالمياً لإستقطاب العقول ورؤوس الأموال. وكل هذا تحقق بفضل رؤية قائد لا يمل عن الحلم ولا يكل عن العمل. ومثلما أصبحت دبي ماركة عالمية كمدينة عصرية جاذبة أصبح إسم محمد بن راشد ماركة عالمية في القيادة…
الخميس ١٢ يونيو ٢٠٢٥
الخطاب الإعلامي التحريضي ضد دول الاعتدال في العالم العربي- خاصة دول الخليج العربية- يواصل أكاذيبه تلميحاً وتصريحاً. ومحاولات نشر الفتن بين دول الاعتدال وترويج التهم ضدها، كالتهمة التقليدية حول ما يزعمون أنه «تفريط في القضية»، أساليب قديمة جديدة توافقت عليها جماعات متطرفة أو مؤدلجة، وأخرى حاقدة. خطورة هذا الخطاب أنه يتلاعب بعواطف قطاع كبير من جماهيره بغطاء الدفاع عن غزة حيناً، ونصرة قضايا الأمة أحياناً أخرى. والهدف إحداث شقاق بين أبناء دول الاعتدال من جهة، ومن جهة أخرى محاولة لصناعة فجوة (أو سوء فهم) بين أبناء دول المنطقة وحكوماتهم. ومواجهة هذا الخطاب التحريضي لا بد أن تأتي عبر خطاب مضاد، ذكي وجريء، يعتمد الواقعية، ويفضح الأكاذيب ويشرح المواقف. ولا شك أن تحقيق التنمية بمفهومها الشامل محور أساس لحل معظم مشكلات المنطقة، ومن المهم أيضاً تبني نهج سياسي ينطلق من واقعية سياسية لا عنتريات لم تقد سوى مزيد من الخسائر، وكثير من الهزائم. تجربة دول الاعتدال التنموية والسياسية خير شاهد على ما سبق، ولهذا ضروري أن يركز إعلام الاعتدال على القيم والمشاريع والتوجهات المشتركة بين دول الاعتدال، وأن ينأى بخطابه عن مواضيع تتضمن شكلاً من أشكال الاختلاف الطبيعي، لكن إعلام «الممانعة» ينفخ فيها لتضخيمها وتشتيت الاهتمام بالرسائل الأساسية التي يجتمع عليه أهل الاعتدال في منطقتنا. والإعلام الرصين لا يُجر أبداً إلى…
الجمعة ٠٤ أبريل ٢٠٢٥
الذين يستغلون كل حدث سياسي أو عسكري في المنطقة للتطاول على الإمارات ورموزها، في معظمهم خصوم «مؤدلجين» احترفوا الفجور في الخصومة. لم تكن الإمارات يوماً ضد استقرار أي بلد، ولم تكن يوماً خاضعة لخطاب العنتريات ونظرية المؤامرة، لأنها دولة تؤمن بالعقل، وتعيش الراهن، وتخطط بوعي للمستقبل. الإمارات كانت ولا تزال مع وحدة الصف العربي، وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة كلها. كل ما يقال ضد الإمارات لا يستند إلى أي دليل، ولا ينطلق من معلومة واحدة مثبتة ومؤكدة. هل يُعقل أن يسكت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعتبرة عن أي سلوك سياسي أو عسكري مخالف للقانون الدولي، خصوصاً لو كان المتهم دولة عربية؟ معظم من يردد إشاعات «الإخوان» ضد الإمارات أما منخرط في نشاط إسلاموي معادٍ للإمارات أو من فئة تُصدق كل إشاعة وكل خبر بلا دليل. كم مرة نفت الإمارات رسمياً أي تدخل عسكري أو سياسي في شأن أي بلد يمر باضطراب أو يخوض نزاعات، وجهودها لا تخرج عن نطاق الجهد الإغاثي وتحت إشراف دولي؟ وكم من بيان أصدرته الإمارات تنفي فيه مزاعم بعض المسؤولين أو الإعلاميين حول ما يقال عن محاباة ودعم إماراتي لهذا الطرف أو ذاك؟ طبعاً مهما نفت الإمارات وفنّدت تلك المزاعم سيبقى هناك خصوم يروجون لأكاذيب ومزاعم ضد الإمارات، لأن الهدف ليس البحث عن الحقيقة، وإنما مواصلة التضليل…
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠٢٤
عودة إرهاب «داعش» و«القاعدة» الى نشرات الأخبار وإلى مشهد الصراعات الإقليمية والعالمية، في السودان وروسيا واليمن وغيرها، يعيد الى الذهن مجموعة ملاحظات مهمة وجب التذكير بها: الفكر المتطرف، أياً كان شكله أو لونه، يمرض لكنه لا يموت! هذا الفكر ولضرورات «المهادنة السياسية» التي تحترفها جماعات الإسلام السياسي، يتظاهر كثير من أصحابه أحياناً بالتوبة والعدول عن أفكارهم المتطرفة. لكن وما أن تتاح الفرصة لهم من جديد حتى يُظهرون علناً ما يبطنونه سراً من فكر أحادي إقصائي دموي. أصحاب هذا الفكر المتطرف ينشطون في مواقع الفوضى حول العالم الإسلامي لأسباب كثيرة منها أن بعض أطراف النزاعات المحلية أو حتى الدولية يعودون للعبتهم القديمة وهي استغلال هوس تلك الجماعات بالتكفير والقتل فتُفتح الطرق أمامهم للمشاركة في إحداث المزيد من الفوضى لتحقيق مكاسب سياسية على أرض النزاعات. ولهذا لم يكن مستغرباً أن نقرأ بعض التقارير التي تؤكد وجود مجموعات من «الدواعش» وصلت إلى الخرطوم ومناطق أخرى في السودان لإرتكاب أبشع الجرائم بحق الأبرياء. وعلى نفس المنهج، تنشط جيوب «القاعدة» في جنوب اليمن مستغلة الأوضاع غير المستقرة هناك. الملاحظة الثانية، وهي امتداد لسابقتها، أن هذه الجماعات المتطرفة تعمل كأدوات لألاعيب سياسية وتُستخدم كأدوات ضغط وابتزاز من قبل جهات إقليمية ودولية في لعب سياسية معقدة. فكما تم استخدامها من قبل في تأجيج الصراعات الطائفية في سوريا…
الخميس ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٣
كعادتهم عند كل أزمة، يتسابق تجار السياسة في العالم الإسلامي خصوصاً من المنتمين فكرياً وحركياً لجماعات الإسلام السياسي لاستغلال الحدث وتجييش الشارع العربي والإسلامي في مناصرتهم الكلامية للقضية! يتفق الغالبية العظمى (إن لم يكن الجميع) في العالم الإسلامي على حق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم واستعادة ما يمكن من أراضيهم وفقاً لأغلب المبادرات التي تدعم حل الدولتين. لكن مزايدات الحركيين من «الإسلامويين» لا ترفض هذا الحل من باب حرصها على كامل التراب الفلسطيني (وهم يعرفون عز المعرفة ان ذلك مثل حلم إبليس في الجنة) ولكنهم يسعون جاهدين، بكل ما أوتوا من ألاعيب ونفاق وتناقض، لتخريب أي مشروع يسعى لإيجاد حل واقعي للقضية الفلسطينية حتى لا تخسر جماعاتهم ورقة مهمة تستغلها دائماً لصالح مشاريعها السياسية خارج فلسطين. أضف إلى ذلك ان قضية فلسطين ورقة رابحة في أي مشروع من ضمن أهدافه تحريض الشعوب العربية ضد حكوماتها وضد التيارات الفكرية والأصوات الإعلامية الكاشفة لأكاذيب أصحاب تلك المشاريع التخريبية وعلى رأس القائمة دائماً «الإخوان المسلمون». تأزيم العلاقة بين المجتمع وقادته خطة «إخوانية» بامتياز هدفها هز الثقة المتبادلة بين القيادات والشعوب في مسعى انتهازي لإحداث الفوضى التي من خلالها تجد تلك الجماعة فرصتها في لعب دور سياسي. لا يهم قادة تلك الجماعة إنْ كان ثمن الدور السياسي الذي يطمحون له استقرارَ البلدان ووحدتها. بل قالوها…
الجمعة ٠١ سبتمبر ٢٠٢٣
تعرفت على محمد علوان في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وأنا على وشك التخرج من جامعة الملك سعود بالرياض. كان محمد علوان وقتها نجماً في سماء الصحافة والثقافة والحراك الأدبي السعودي، بل ربما أهم كاتب قصة قصيرة في السعودية. كان، ومعه صديقه أحمد أبودهمان، نجمان في سماء الصحافة السعودية. محمد علوان في الرياض وأحمد أبودهمان في باريس. وكانا بالنسبة لي، ولكثيرين من جيلي من القادمين من تلك الجبال التي نشأ على سهولها وفوقها علوان وأبودهمان، ملهمان وصاحبا تجارب أدبية وإعلامية تحفز أمثالي على الحلم! لا أذكر كيف ومتى كان لقائي الأول بمحمد علوان. لكنني أتذكر زياراتي له في مكتبه في مبنى الإعلام الداخلي بوزارة الإعلام، مقابل برج التلفزيون. كان مكتبه مفتوحاً للجميع وكثيراً ما قابلت هناك كتاباً وصحفيين ومثقفين وعلى رأس القائمة صديقه الحميم وزميله في الدوام القاص حسين علي حسين. قرأت وقتها مجموعته القصصية الشهيرة، "الخبز والصمت" التي قدم لها الكاتب المصري الكبير، يحيى حقي، وقد كانت وما زالت ملئ السمع والبصر. كان (أبو غسان) ودوداً خدوماً مرحاباً مع الجميع. كان لي، منذ عرفته، أخاً أكبر وأستاذاً ونعم الصديق، لا يبخل بالنصيحة، مبادراً بالاتصال والسؤال، كريماً في حديثه وضيافته. حينما ضاقت بي الدنيا، في بدايات التسعينات، وكان جل همي وقتها البحث عن فرصة للدراسة في أمريكا، ذهبت إليه أستشيره…
الإثنين ١٤ نوفمبر ٢٠٢٢
أغلب القوميين العرب، منذ بدايات القرن الماضي، من مفكرين وسياسيين، جعلوا من «العروبة» أيديولوجية عمياء لم تقدم للعرب سوى شعارات رنانة. وبقيت الفكرة أسيرة شعارات خاوية ولم تتقدم خطوة واحدة. ثم حينما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة «تحدي القراءة العربي» (في العام الدراسي 2015 – 2016) فقد قدم نموذجاً حضارياً وعملياً لمعنى التعاون العربي. لقد وحّد قلوب ملايين العرب بمبادرة نوعية ضمن مشروعه الأكبر: استئناف الحضارة العربية. «تحدي القراءة العربي» أيقظ عقول العرب (طلاباً وطالبات، آباء وأمهات، معلمين ومعلمات، مدارس ومؤسسات) على أهمية الكتاب وضرورة القراءة. والأهم من ذلك أن هذا المشروع يُعد من أصدق المشاريع التي تقدم خدمة حضارية وتنموية للأجيال العربية الشابة وتجمعهم على هدف حضاري مشترك في مسابقة يشترك في أدق تفاصيلها ملايين من الطلاب العرب على مستوى الوطن العربي ومن خارجه. يوم الخميس الماضي، شهدت (أوبرا دبي) تتويج أبطال تحدي القراءة العربية، في دورته السادسة، حيث كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الفائزين، وتفاعل معهم، بل وشاركهم دموعه الغالية حينما قرأت الطالبة المغربية مريم أمجون، بطلة موسم 2018 من تحدي القراءة العربي، كلمات من فصل «من مثل أمي... من مثل لطيفة» من كتابه الشهير «قصتي». في تلك الكلمات القصيرة، لكنها معبرة، يستذكر الشيخ محمد بن راشد ذكرى رحيل والدته، أم…
الإثنين ١٣ يونيو ٢٠٢٢
قرار سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بإنشاء المكتب الوطني للإعلام محفزٌ للكتابة عن أفكار ورؤى إعلامية لعلها تُسهم في إثراء النقاش حول مستقبل الإعلام الوطني. وكما ورد في قرار سموه، فإن «إعداد قيادات إعلامية وطنية مؤثرة» يأتي من ضمن أهداف إنشاء المكتب الوطني للإعلام، وهي كلها أهداف في غاية الأهمية. ولعل فكرة إعداد القيادات والشخصيات الإعلامية الفاعلة والمؤثرة محلياً وإقليمياً من أبرز هواجس المعنيين بتعزيز الحضور والتأثير الإعلامي الإماراتي على أكثر من مستوى (محلياً وعربياً ودولياً). فمشاريع دولة الإمارات العربية المتحدة التي رسخت مكانتها إقليمياً وعالمياً، وكذلك اهتمام القيادة بتعزيز قوة الإمارات الناعمة على كل المستويات تحتاج أيضاً إلى أذرع وكوادر إعلامية تُعبر باحترافية عن منجزات الدولة ورؤية القيادة وطموح المجتمع. فكما أصبح معروفاً أن «الإعلام يشكل نصف المعركة أو أكثر»، فقد صار مُلحاً العمل على تطوير استراتيجيات الدولة الإعلامية بما ينسجم مع النجاحات الباهرة التي تتحقق للإمارات على صُعُد السياسة الخارجية والاقتصاد والسياحة ومبادرات حوار الأديان والتعايش والتسامح. ولهذا تأتي مبادرة إنشاء المكتب الوطني للإعلام في غاية الأهمية؛ إذ لابد للدولة من إعلام متمكن ومؤثر ينقل منجزات الدولة ويعبر عنها بحرفية للداخل والخارج معاً. ومحور «إعداد قيادات إعلامية وطنية مؤثرة» يأتي في صميم أي خطة لتطوير المؤسسات الإعلامية بكل أشكالها.…
الخميس ١٩ مايو ٢٠٢٢
سيكتب التاريخ ويسجل المؤرخون أن لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – حفظه الله- الخطوة الأولى والأهم في فضح أجندات جماعات «الإسلام السياسي» المدمرة. كانت حقاً مواجهة قوية ومباشرة وصريحة لتيار «الإخوان المسلمين» وخطابات «الإسلام السياسي» لتنظيمات تحاول استغلال عواطف الناس الدينية لتحقيق مآرب سياسية مدمرة ومفتتة للأوطان. وكانت المنطقة كلها بحاجة لمن يقرع الجرس بجرأة للكشف عن خطر داهم يهدد أمن واستقرار الأوطان. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عراب ذلك النهج الذي أنقذ البلاد والمنطقة من شر كان قاب قوسين أو أدنى. هذه المواجهة لم تكن أمنية وإعلامية فقط بل، وهذه خطوة سابقة ونوعية، كانت مواجهة فكرية حقيقية كشفت زيف شعارات «الإخوان» ومن لف في محيطهم، ممن ضللوا شباب الأمة بأفكار واهية خيالية قائمة على أكاذيب ومبالغات أوهمت عدداً كبيراً من شباب المنطقة بأن ما يسمونه «دولة الخلافة» قادمة لا محالة وأن فيها ومعها كل الحلول لأزمات «الأمة» مجتمعة. كان الهدف الخفي هو إسقاط الدولة الوطنية لخدمة مشاريع مدمرة تبين لاحقاً أن خلفها مؤسسات وقوى عالمية. وليس من باب المجاملة أو المبالغة القول إن المنطقة كلها مدينة لهذا القائد الفذ، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بالفضل في وأد الفتنة في مهدها وكشف خطر تلك الجماعات للناس في الداخل، أولاً، ثم للعالم كله! وفي سياق…