الأحد ١٢ يناير ٢٠٢٥
نعرف جميعا الاستثمار فى مختلف المجالات للنهوض بالاقتصاد وتحقيق معدلات أعلى فى التنمية، وتمتلئ الأحاديث السياسية والصحافية بالدعوة إلى الاستثمار فى العقارات وفى السياحة وفى المؤسسات التعليمية والثقافية والاجتماعية وغيرها، ثم أحاديث عن معوقات الاستثمار وضرورة التخفيف منها أو إزالتها بالكامل، طبعا بيننا من يتشاءم من تلك الكلمة، أى الاستثمار، إذ إنها تعنى عندهم غلاء الأسعار وتخفف الحكومة من التزاماتها تجاه الفقراء وتجاهل مبدأ «العدالة الاجتماعية». لكن هناك جانب من الاستثمار تقوم به جهات دولية وإقليمية، نتجاهله ولا نلتفت إلى خطورته، رغم أن نتائجه تتبدى أمامنا وهو «الاستثمار فى الإرهاب»- أو يمكننا القول فى الإرهابيين- وقد جدناه فى أفغانستان منذ سنة 1979، حين قال مستشار الأمن القومى الأمريكى للرئيس جيمى كارتر وقتها «إننا نصنع فيتنامهم الخاصة»، كان الحديث عن دفع الاتحاد السوفيتى للتورط فى حرب أفغانستان، وحقق هذا المشروع الاستثمارى الضخم أهدافه كاملة بالنسبة للولايات المتحدة، وكشف هشاشة وضعف الاتحاد السوفيتى، وتم تشويه سمعة ذلك الاتحاد بنظر العالمين العربى والإسلامى، كانت الفكرة السوفيتية تقوم على أنها ضد الإمبريالية والاستعمار ومع الفقراء والضعفاء، حرب أفغانستان أسقطت هذه المقولات كلها، أفغانستان نفسها لم تبرأ إلى اليوم من تبعات تلك الحرب. أنفقت الولايات المتحدة مليارات فى تلك الحرب، قدمت السلاح بوفرة، دبرت الأموال، خمسمائة دولار شهريًا لكل متطوع، تدفق الآلاف، ووفرت كذلك الدعم…