السبت ٢٠ فبراير ٢٠١٦
أوجد الله -عز وجل- الإنسان على هذه الأرض وميزه عن بقية الكائنات الأخرى بالعقل والفكر، ومن خلالهما سخر له جميع ما تحويه الأرض من خيرات، لكن بعد أن يستخدم عقله وفكره، ويعرف كيف يستفيد منهما وكيف يتعامل معهما؟ من خلال هذا العقل والفكر عرف الإنسان القدرات والمواهب التي يتمتع بها، وعرف أيضاً ما هو أعمق من ذلك، كرامته وقيمته وإنسانيته، فأصبح يناضل من أجلها، لأنه بدأ يدرك أنه لا يمكن أن يعيش على هذه الأرض من دون هذه القيم العظيمة، وهي احترام هذه الروح قبل الجسد، احترام هذه النفس قبل أي شيء آخر، افتقادها يعني افتقاد إنسانيته التي ستحوله إلى كائن غير سوي أو (وحش بصورة إنسان). وفي ظل هذه الوحشية التي تعددت صورها من الظلم أو العدوان والتجني، أو التشهير والقذف، أو السلطة والتسلط على الآخرين من دون وجه حق، هنا يدق جرس الخطر لما سيولد من فوضى ومظلومية وعدوانية متبادلة بين الأفراد. وكل ما كان صاحب تلك الصورة البشعة له نفوذ، كان تأثيره - للأسف - أكبر وأعمق في فكر البشرية، خصوصاً من لا تملك التفكير، التي تعودت على التبعية والتلقين، فأصبح الخطر والجهل مضاعفاً هنا، وهذا ما يعيق أي تقدم مجتمعي. كرامة الإنسان لا تتجزأ، فقد بحث عنها الفرد منذ القدم وناضل من أجلها، وصنعت حضارات وهدمت…
الأربعاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٤
نتحدث كثيراً عن توازن الذات الداخلية مع المحيط الخارجي، ونُكثر ونُكرر ماذا يعني أن يحوي الداخل من التوازن والمصالحة مع الذات قولاً وفعلاً؟ وهذا ما يغيب عن كثير من الأفراد. إن القناعات التي يؤمن بها الفرد لها تأثير كبير في حياته وقراراته ومعيشته واحتكاكه وتعامله مع الآخرين. إن صح الداخل وحوى النضج الروحي والنفسي والفكري مع الأفعال والسلوكيات في الحياة بشكل عام وخاص نجح الإنسان في السير بطريق مشع بالنور والوضوح، طريق منهجه واضح وصريح، لا يخاف لومة لائم، ولا يقلق من غضب الآخرين. الضروري أن تكون هذه القناعات والمفاهيم والمبادئ، متوازنة ومتواكبة مع المنهج السليم، الذي يتوافق مع كل القوانين الكونية التي أوجدها الله -سبحانه-، ووضعها في كتبه السماوية، التي حثت الأفراد على المحبة والسلام وحُسْن الظن، وأقرت العدل والسعي والعطاء والتعايش مع بعضهم، ونبذت الضغينة والفرقة وسوء الظن والتجني والظلم، وجعلت كلمة الله هي العليا، وأعطت أيضاً حرية الاختيار، فلم تجبر أحداً على اختيار طريق أو مسلك أو منهج، بل وضَّحت أن كل إنسان مسؤول عن اختياراته في الحياة، وأنه هو الوحيد من سيحاسب ويعاقب. ظهور الشيخ أحمد الغامدي مع زوجته، في وسط مجتمع تقليدي، تحكمه العادات والتقاليد، لم يكن شيئاً سهلاً، بل يدل على مدى وضوح رؤية الشيخ أحمد الغامدي، وتوازنه بين ما يقوله ويفعله في حياته،…