مراكز التفكير: رؤى وتحديات!
تدلّ المُكتسبات النّوعية التي حققتها دولة الإمارات على نجاح الإرادة السياسية في استصحاب الخبرات المتخصصة، فقد كان الآباء المؤسِّسون للدولة مُدرِكين لضرورة استشارة أهل التخصص في أيّ قرار يريدون اتخاذه، ويتضح ذلك من خلال استقراء تجربتَيْ المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. وقد تطورت منهجية الاستفادة من الخبراء ومراكز التّفكير Think Tank فيما بعد، فتمّت الاستعانة ببيوت الخبرة، وكذلك تمّ إنشاء مراكز دراسات وبحوث محلية بنَتْ شبكة علاقات واسعة على مستوى العالم مع مراكز التفكير المختلفة، وساهمت كل هذه الخبرات في تطوير مناهج ومعايير صناعة القرار في السياستَيْن الداخلية والخارجية، ولذلك لا يمكن اعتبار النجاحات التنموية الكبرى في الإمارات وليدة المصادفة أو الحظ الجيد، بل هي نتاج للتخطيط العميق الذي رسَّخته حكمة القيادة، وساهمت فيه جهود الخبراء ومراكز التفكير. وقد أضحت اليوم تجربة التفكير الاستراتيجي وسيلةً أساسيةً لدعم صانع القرار في منطقة بالغة التَّشابُك والتعقيد، وفي عالم مُتَسارع التحولات النوعيّة والكميّة، إذ لم تعد كفاءة وقوة القرار مرتبطة بالإرادة السياسية فحسب، بل أصبحت مشروطة أيضاً بشبكة واسعة من الدوائر المتقاطعة التي ترصد حركة القوى والمؤشرات الاستراتيجية الوطنية والإقليمية والدولية، والتي يحتاج كل منها إلى خبراء ومتخصصين لمتابعتها وتقييمها وتوقع مآلاتها. ولعلَّ من أهم القضايا التي تُطرَح حول دور مراكز التفكير…