الإثنين ١٧ مارس ٢٠١٤
على مدى العقود الماضية سيطرت الأفكار المضللة على عقول الكثير من شبابنا وبناتنا، وشكلت بيئة مضطربة انشغلت في جدال غير ممنهج اعتمدت على النقل الضعيف وغير المسند، ووجهت بفكرها بعض المجتمعات إلى مجتمع متفرغ لمناقشة قضايا لا قيمة علمية لها ولا تنموية، ومن ثم انقسم المجتمع إلى تحزبات فكرية متشددة ما بين مؤيد ومعارض ولم يصل إلى هذا الحد فحسب، بل إنه بدأ ينعكس سلباً على حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، وبدأ نفوذ هؤلاء على مؤسسات ومرافق الدولة، وبدا واضحاً أنك - إن لم تكن صاحب هذا أو ذاك وموافقاً على أفكاره وآرائه، وإن لم تكن منهم - لن تجد وظيفة أو عملاً، وستتعطل كل أعمالك، وتبقى في صراع مع بقية التجمعات والأفكار والآراء. وفي كثير من الأحيان كانت الخلافات تصل إلى داخل الأسرة بضرورة أن تسلِّم بمبدأ الانتماء الفكري. هذا الأمر الذي شكّله أفراد أو نقله أشخاص كان هدفهم ليس فقط تبني رؤية أحادية إنما هو فرض فكر محدد، وحوّلوها من أفكار خاصة إلى أفكار يجب أن تعمم عنوةً على الآخرين، لهذا تحول هؤلاء المروِّجون إلى ساحة الحرب وإقصاء الآخر من أجل تقديم أجندتهم. على مدى أكثر من 70 عاماً هناك محاولات، إما بفرض أجندات وأفكار لبعض الأحزاب والجماعات الخارجية ومحاولة إدخالها إما عن طريق أشخاص مؤثرين أو من خلال…
الإثنين ٢٤ فبراير ٢٠١٤
ابتداءً من العام المقبل سيتمكن المواطن الإماراتي من تجديد هويته الوطنية ورخصة القيادة وغيرها من الوثائق الرسمية التي تُستخرج من المؤسسات الحكومية، من دون أن يتكلف عناء مراجعة تلك الإدارات، إذ ليس عليه سوى أن يقوم بتعبئة الاستمارات المطلوبة من خلال المواقع الإلكترونية وعبر هاتفه النقال، ويجلس في منزله لتصله الخدمات التي طلبها قبل أسبوعين أعلنت حكومة دبي أنها خصصت مليون درهم ومليون دولار لمسابقة عالمية لأفضل ابتكار واختراع في مجال استخدام الطائرات التي تعمل من دون طيار وبالبطارية ويبلغ عرضها نحو 50 سنتيمتراً وتشبه الفراشة مع أربع مراوح وصندوق علوي، وتهدف المسابقة إلى تحسين الخدمات الحكومية، كما إنه يعد الأول من نوعه في العالم يدخل في إطار الخدمات الحكومية للمواطنين. والمشروع كما تحدث عنه وزير شؤون مجلس الوزراء في حكومة الإمارات العربية المتحدة محمد القرقاوي خلال القمة الحكومية الثانية التي عُقدت في منتصف الشهر الجاري، أنه سيخضع للتجربة في إمارة دبي ستة أشهر لتتوسع خدماتها في إيصال الوثائق الرسمية إلى الإمارات الأخرى. هذه الخطوة في حال تطبيقها ستوفر للمواطن الإماراتي أكثر من 100 درهم فيما لو مراجع الإدارة التي يريدها لاستخراج أحد الوثائق. في البداية سيوفر للدولة ما لا بين 10 و 15 ليتر بنزين، ورسوم مواقف سيارات، ويخفف الزحام في الشوارع، وأيضاً رسوم السير على الطرقات التي تستحصل…
الإثنين ١٠ فبراير ٢٠١٤
سألتْ الإعلامية السعودية منى أبو سليمان الحاضرين في منتدى أرامكو السعودية للاتصال الذي كان بعنوان: «دور الاتصال في خدمة المجتمع»، ما إذا كان أحدهم أطفأ النور في مكتبه قبل أن يغادره أو أطفأ جهاز الكمبيوتر بعد أن انتهى من عمله أو فتح صنبور المياه على قدر الحاجة من دون إسراف، وأسئلة أخرى تتعلق بالتوفير في استهلاك الطاقة، للأسف الشديد معظم إجابات الحاضرين الذين طلب منهم رفع أيديهم كانت قليلة. الحديث عن توفير استهلاك الطاقة أحد أصعب التحديات التي تواجه المجتمع السعودي، وهي مرتبطة بين تهاون مؤسسات الدولة وسلوكيات المواطنين، خصوصاً أنها بدأت تشكل عبئاً كبيراً على خزينة الدولة، وتهدد مستقبل الطاقة في البلاد مع النمو المرتفع في شكل لافت، فاستهلاك الكهرباء وصل نسبة النمو في الطلب إلى 9 في المئة سنوياً، وهو معدل فاق الدول الصناعية التي تبلغ نسبة النمو لديها 3 في المئة فقط، فيما يعد استهلاك الفرد السعودي للطاقة الأعلى عالمياً، ليس هذا فحسب، بل إن المنتجات الكهربائية المستوردة الرديئة تعد أحد أهم الأسباب التي ترفع من نسبة تبديد الطاقة، لكونها أقل سعراً وأقل جودة. على مدى يومين، ركز المشاركون في منتدى الاتصال على أهمية توفير الطاقة وطرق التوعية وأهمية مواقع التواصل الاجتماعي، الزميل الإعلامي خالد المعينا رئيس تحرير «سعودي جازيت» أورد قصصاً اجتماعية عدة خلال محاضرته التي…
الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠١٣
استوقفني تصريح لوزير المالية السعودي إبراهيم العساف بعد صدور بيانات الموازنة السنوية الأسبوع الماضي، حينما كان يتحدث لمراسل التلفزيون السعودي القناة الأولى، وبدت على وجهه ملامح حزن وتأثر شديد وهو يشكو من عدم تنفيذ المشاريع الحكومية بالطريقة الصحيحة، والشيء الأهم عدم إقبال المقاولين على المشاريع التي تطرحها الوزارة، فضلاً عن وجود مشكلة في تصنيف المقاولين الأجانب ويقول: «قيمة المشاريع قيد التنفيذ بلغت تريليوني ريال، لكن تنفيذها لا يتم بالصورة المطلوبة، بسبب الضغط الكبير على المقاولين، كما توجد مشكلة في تصنيف المقاولين الأجانب»، مشيراً إلى أنه يتم طرح مشاريع، ولا يتقدم لها أحد. وأضاف أن المشاريع تنفذ ونتسلم جزءاً منها سنوياً، وهناك خلط بين التعثر والتأخر، والآن وزارة الاقتصاد والتخطيط تُعدّ تقريراً عن المشاريع المتعثرة». حديث وزير المالية فيه الكثير من الصحة والصدقية، إلا أنه مؤلم وموجع بالنسبة للمواطنين، لأن أرقام الموازنة السنوية في الأصل هي مجموعة مشاريع تنموية، سواء كانت مدارس أو مستوصفات أو مستشفيات أو طرقاً وغيرها من المشاريع التي تصب في خدمة الناس. واستغرب كيف لم تصارح الوزارة الجهات العليا ومجلس الغرف السعودية والمجلس الاقتصادي الأعلى لأخذ التدابير العاجلة لمعالجة المشكلة؟ من غير المعقول أن ترصد سنوياً موازنة مالية لمشاريع ولا تنفذ في موعدها، بحيث تطرح المزيد من المزايا وتزيل العقبات التي تقف أمام دخول الشركات الأجنبية، ومن…
الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣
أخشى أن يصبح نظام التفتيش على مخالفي الإقامة في السعودية روتيناً مملاً حتى بالنسبة إلى موظفي الإدارات، ويصبح عبئاً عليهم، ما لم نضع حلاً سريعاً ودرساً علمياً للوضع، وإلا فمنظر الملاحقة والمطاردة صور تنتشر على الـ«فيسبوك» والـ«تويتر» و«اليوتيوب» لطريقة التعامل أو من يحاول استغلالها في الإساءة للبلد كما حدث مع بعض الجنسيات، فهذا يعني إنفاقاً أكثر وتخصيص موازنة لترحيل المخالفين، والموال طويل. ربما يتساءل السعوديون ما الخطوات المطلوبة مع بدء حملات التفتيش التي تنفذها الجهات المختصة لمخالفي نظام الإقامة حتى يبدو الاقتصاد السعودي أكثر صحة؟ وهل هذه الخطوات ننتظرها لما بعد التفتيش أو من المهم أن تصاحبها، لأن حملة التفتيش ليست محددة؟ فهي ستبقى طالما هناك نية لمعالجة جسد الاقتصاد السعودي من الاعتلال الذي أصابه منذ عقود، نتيجة إهمال السلطات الحكومية في أداء مسؤوليتها، واستغلال المواطن والمقيم لهذا الارتخاء، فاستفاد منها بطريقة خاطئة، هذا يعني من المهم أن تشهد الإدارات والمؤسسات الحكومية وغيرها من الجهات ذات العلاقة بالاقتصاد، صحوة حقيقية لمعالجة الأخطاء وتصحيح الأوضاع ومراجعة بعض الإجراءات والقوانين والأنظمة التي من شأنها أن تفتح باب رشاوٍ أو واسطة من أجل الحصول على ترخيصها، وتخفض الشروط التي تعجز المؤسسات الفردية والشركات سواء كانت كبيرة أم متوسطة أم صغيرة بما يسهل الحصول على التراخيص، فما الخطوات التي يجب أن تتحقق لترافق حملة…
الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣
هل تعرفون الموظف الذي يمضي أشهراً طويلة مناوباً ليلاً، وحينما ينقل إلى العمل نهاراً يواجه بعض الاضطرابات في النوم وعدم انتظام في جدول المواعيد، ويحتاج إلى بعض الوقت حتى يتكيف مع وضعه الجديد؟ هذا بالتحديد ما يحدث للسعوديين بعد انتهاء مهلة التصحيح وبدء الحملات التفتيشية، والسبب أن السعودية بطبقاتها وفئاتها كافة تعودت منذ عقود أن تعيش في فوضى في كل شيء، وكان أكبر سوق للفوضى هو سوق العمل والتستر التجاري، ومنها كان الناس يعيشون ويقتاتون، وأكثر الناس المتضررين من عملية التصحيح أولئك الذين انقطعت عنهم سبل الكسب غير المشروع الذين كانوا يكسبون أموالاً طائلة من هذه العملية، ابتداء من باعة العربات المتجولة إلى أصحاب البقالات، ومروراً بمؤسسات متوسطة وصغيرة وانتهاءً ببيع التأشيرات، وكل هذه منتجات مربحة بالنسبة إلى السعوديين، كان يحصل على مبالغ مستقطعة، حتى إن بعض المقيمين بدأ يروج أن لديه «تأشيرة حرة»، ويقصد بذلك أنه يستطيع أن يعمل في أي مكان وأي مؤسسة أو شركة، من دون الحاجة إلى موافقة الكفيل أو اعتراضه، حتى بلغ الأمر أن الكثير من العمال يدخلون البلاد بتأشيرات عمل من دون أن يعلم عنهم كفلاؤهم، وتعمد الكثير من الشركات على توظيف عمالة لديها إقامة نظامية وهو ما يعرف بالعمل لدى غير الكفيل، وهذه الظاهرة انتشرت في شكل لافت خلال العقود الماضية، وهذه الطريقة…
الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٣
راودتني فكرة إقامة نادٍ لهواة الخيال الواسع، أضم فيها مجموعة من لديهم أفكار خلابة في مجالات مختلفة من الحياة، واختار سنوياً عصارة أفكار هؤلاء، ونقدمها لجهات إنسانية واجتماعية، ونبيعها لشركات ومؤسسات، وفرصة لننشئ بيئة لتطوير الخيال لدى الناس، فكل الإنجازات البشرية كانت في يوم من الأيام أحلاماً عند أصحاب الخيالات الخصبة، وفكرة إقامة نادٍ لهواة الخيال الواسع، جاءت بعد مشاركتي في المبادرة التي أطلقتها حكومة دبي بعنوان «فكّر دبي»، وصفتها الزميلة منى المري المدير العام في المكتب الإعلامي لحكومة دبي بأنها تفتح المجال رحباً للتفكير في السبل التي يمكن معها استحداث أفكار، بل وأطر جديدة للتفكير، تسهم في تشكيل ملامح مستقبل يحمل إرهاصات غد عربي مفعم بالأمل والنجاح. مبادرة «فكّر دبي» هي قراءة للأفكار التي ستتصدر العناوين الرئيسة للصحف عن دبي بعد 10 أعوام على مدى أكثر من ساعتين جمعت حكومة دبي أكثر من 25 فكرة خلابة بمشاركة 250 من المفكرين والكتاب والقيادات الإعلامية في الوطن العربي، في موضوعات تركزت على 3 محاور أساسية مسؤولة في شكل كبير عن تحديد مسار الحراك الاقتصادي العالمي حالياً، أولها: قطاع السياحة. وثانيها: قطاع الطيران. وثالثها: الاقتصاد الإسلامي. ثمرة النقاش تقول عنها الزميلة مريم بنت فهد، وهي إحدى القيادات الإعلامية في حكومة دبي، إنها كانت مجموعة من الأفكار المبدعة، تراوحت بين الأحلام العريضة والفرص…
الإثنين ٠٧ أكتوبر ٢٠١٣
بفارغ الصبر، ينتظر أهالي المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة موسم رمضان والحج ليكتسبوا منها، إما من خلال الأنشطة التجارية الخدماتية الموقتة أو الوظائف التي تطرحها مؤسسات الطوافة ومكاتب خدمات الحجاج وشركات القطاع الخاص، فضلاً عن أن الكثير من الأفراد يعملون لأنفسهم، وليس تحت مظلة أية مؤسسة حكومية أو أهلية، كما يحدث مع أصحاب السيارات الخاصة. والحج محرك اقتصادي كبير لقطاع الخدمات والتجزئة، ويدر دخلاً كبيراً للعاملين فيه. وموسم الحج من أكثر المواسم التي تخلق فرص عمل موقتة، لكون الاستعداد له يأتي منذ وقت باكر، ويمتد العمل فيه إلى قرابة 90 يوماً، وعلى رغم زيادة عدد المؤسسات الخدمية وزيادة فرص العمل، إلا أنه للأسف الشديد بقي قطاع سوق العمل في موسم الحج غير منظم وفوضوي وعشوائي، ولا يستند إلى أي معايير مهنية، سواء في التوظيف أم حتى في اختيار العاملين، وأدت هذه العشوائية إلى انصراف الكثير من السعوديين من هذه الأعمال الموقتة، ودخول العمالة المقيمة والمخالفة لنظام الإقامة في كل تفاصيل أعمال الحج، ودفعت المؤسسات الخدمية إلى القبول بهؤلاء، لأنهم يعملون بمرتبات أقل وساعات أطول، كل هذه الوظائف الموقتة التي تُعلنها خلال موسم الحج وفوضى توظيف المقيمين والمخالفين، تحدث أمام أعين المسؤولين في وزارة العمل وإدارة الجوازات، فكيف بالله عليكم وافد يحمل إقامة نظامية، ويعمل تحت كفالة مؤسسة، يعمل في…
الإثنين ٠٥ أغسطس ٢٠١٣
من حق السعوديين أن يتساءلوا بغضب أين يذهب راتبهم الشهري؟ ولماذا لم يعد يكفي؟ نفسه قصير ينتهي قبل أن ينتهي الشهر، وكلما حاولوا أن يرفعوا بعضاً من القرش الأبيض لليوم الأسود، اكتشفوا أن اللون الأسود أصبح يغلب على كل حياتهم، وهذه الحال منذ أكثر من عقدين، والحقيقة هناك أسباب عدة جعلت السعوديين لا يستطيعون الإمساك بالراتب حتى لا يتبخر أو يطير، من جهة سلوكيات الأفراد تغيرت مع نمط الحياة المعيشية ومتغيرات العصر، أما من ناحية مؤسسات الدولة فقد أصبحت بطيئة في تقديم الخدمات الرئيسة التي تهم المواطنين، لهذا تحمل الكثير منهم وأصبح يبحث عن هذه الخدمات خارج إطار مؤسسات الدولة، أو عن طريق الواسطات وكذلك لدى القطاع الخاص. حينما تسأل سعودياً أين يذهب راتبك؟ يعطيك أكثر من إجابة، يقنعك بها أنه بالفعل لا يبقى شيء ليدخره لمستقبل أسرته، القسم الأكبر من راتب السعوديين تلتهمه أقساط إيجار المنزل الذي ينمو بشكل لافت وسريع من دون تحرك من السطات الأمنية والاجتماعية، وأسعار العقار ملتهب بشكل مخيف ومجنون، ولا أحد قادر على السيطرة عليه، مع أن الحلول كثيرة إلا أنها وللأسف حلول طويلة المدى من 30 إلى 50 عاماً مقبلة، هذا يعني أن كل الموجودين الآن يجب طحنهم بالكامل حتى نخلق جيلاً جديداً يتوافق مع رؤية وتطلعات سياسة الإسكان ومعالجة الفقر، والمؤسسات الحكومية…