خالد العضاض
خالد العضاض
كاتب سعودي

مسمى الصحوة ولحظتها الزمانية

الثلاثاء ٢٨ يوليو ٢٠٢٠

الكتابة في الصحوة السعودية وتاريخها وفلسفتها، تحتاج إلى الانطلاق من عدة ركائز، لفهمها، ولمعرفة كيف تكونت ثم كيف نشطت وتحركت في مختلف الاتجاهات حتى أضحت منتجا نهائيا قائما بحد ذاته؟! مرورا بالحوادث والتطورات العديدة لهذه الأيديولوجيا المتحولة بشكل مستمر، قبل الحديث عن مفرزاتها، وآثارها، ومآلاتها، وما أنتجته من خطاب، وفي هذا المقال ومقالات أخرى سأحاول تلمس هذه الركائز، والحديث عن بعض المسائل التي تقع في مركز النقاط العمياء التي لا ترى بسهولة. أولا/‏ المسمى وشرارة الانطلاق: إطلاق مصطلح الصحوة عرف متأخرا، وتم استجلابه للتعبير عن الحراك الإسلاموي أو حراك الإسلام السياسي لتلميع الصورة التي كانت عليها التيارات الإسلامية في المجتمع السعودي، فصار يعبر عن تيار الإخوان بأطيافه وتعدداتهم، والسرورية وفروعها، بالصحوة تجميلا وتحسينا لها في نظر المجتمع. وأرجحُ أنَّ أول محاولة جادة لإطلاق مسمى «الصحوة»، كانت من خلال مقالتين ليوسف القرضاوي نشرهما في مجلة (الأمة القطرية)، في العددَين التاسع الصادر في رمضان 1401، والعاشر الصادر في شوال 1401. والصحوة الدينية بدأت فعليّا بإعلان المؤتمر الإسلامي الأول الذي عُقد في مكة المكرمة عام 1962، والذي أُعلن من خلاله إنشاء رابطة العالم الإسلامي، فتهيأت أمام الصحوة بمفهومها العام فرصة كبيرة للبروز والظهور بعد فترة التشكل والتكوّن، ثم تمكنت من الانطلاق السريع في أجواء رحبة وفسيحة بعد عام 1967، أو ما يُعرف بعام…