الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠١٥
كل إنسان يصوغ رمضانه بالطريقة التي يراها. هناك من يرسم صورة مثالية، تخالف الواقع. لكن مثل هذا الإنسان، لا يمكن الاعتداد برأيه، لأنه يتجمل. وهناك من يتوخى أن يكون واقعه أفضل، ويضع جملة من الأمور التي تساعد على ذلك. وهذا التغيير قد لا يكون كبيرا، المهم أن يكون تغييرا قابلا للتنفيذ. والكلام هنا يدخل في باب السلوكيات والممارسات. إن المبادرات الإيجابية في رمضان تبدأ من الذات، وتصبح أكثر تميزا، عندما تركز على بناء هذه الذات وتهذيبها. كن صادقا في كل حالاتك، أن تكون جميلا، لا يعني أن يتضاد جمالك مع الواقع من حولك. حتى تضفي على هذا الواقع مزيدا من الجمال: كن أنت مرآة هذا الواقع، ولا تجعل الواقع مرآتك. فعلك هذا يحقق لك انتقاء ما يناسبك وغض الطرف عن أي شيء لا يروق لك. عندما تجد شيئا مستفزا لك، سواء كان سلوكا أو حتى إنسانا، عليك أن تتجنبه بشكل كامل، إذ لا جدوى في التعامل مع أوضاع تحمل تجاهها مشاعر سلبية. من المعلوم للجميع أن لغة الخطاب في رمضان، ينبغي أن تكون ألطف وأجمل وأصدق. والبيئة النفسية والبدنية يفترض أن تحفز على ذلك. لكن واقعيا البعض لا يستطيع كبح جماح غضبه، وهذه مهارة من الممكن أن تكون بيئة رمضان دافعا قويا لتحقيقها. صحيح أن هناك صعوبات تكتنف ذلك، لكن…
الأحد ١٤ يونيو ٢٠١٥
قرأت على جدار : إذا خانتك قيم المبادئ، فحاول أن لا تخونك قيم الرجولة. العبارة قصيرة، ولكنها تقدم فكرة راقية. الكتابة الإيجابية على الجدران، نادرة في مجتمعاتنا. إذ يغلب على الكتابات فوضوية وتجاوزات ومراهقة. الجرافيتي فن جميل؛ وهو يزدهي في بلدان عدة. بعد تحطم سور برلين عام 1989، الذي كان يقسم المدينة شرقا وغربا. أصبح السور مزارا سياحيا، رسم عليه كثير من العابرين أحلامهم ورؤاهم وفلسفاتهم. في مدن عالمية عدة، لا تعدم أن تجد جدارا يحمل بصمة كاتب أو فنان أو شخص عابر أضاف شيئا يعبر عن جزء منه. وهناك جدران سياحية يتم تخصيصها لمثل هذه الممارسة. ورغم ما تضفيه فنون الجرافيتي من إحساس بالعبثية والفوضوية، لكن هذا الأمر ليس دقيقا، فهناك قوانين تسمح بالرسم على هذا الجدار، وتعاقب بشكل مطلق عند امتداد العبث إلى جدران أخرى. ينظر البعض إلى الكتابة على الجدران باعتبارها مادة للتحليل النفسي والسلوكي. إذ لا يجوز لإنسان متحضر أن يجور على معلم معماري أو أثر حضاري ويسهم في تشويه جدرانه. ولكنني شهدت في مدينة أصيلة المغربية تجربة فنية على الجدران ساهم في رسم تفاصيلها فنانون من مختلف أرجاء العالم. وشاهدت في عسير جنوب المملكة فعلا فنيا لافتا، إذ تجد جداريات عدة تم تنفيذها وهي تحمل رسائل إيجابية مهمة، وبعض هذه تخاطب جنودنا البواسل من حماة…
الأربعاء ١٠ يونيو ٢٠١٥
لست من أولئك الذين يريدون ركوب موجة العاطفة في موضوع ضم المبتعثين الدارسين على حسابهم؛ إذ إنني أثق بأن الحكومة ممثلة في وزارة التعليم لن تقف في يوم من الأيام حجر عثرة في طريق شاب أو فتاة يرغب في إتمام التعليم العالي داخل المملكة أو خارجها، وفقا لاشتراطات واضحة ومحددة شاهدناها في حزمة الاتفاقيات التي وقعتها الوزارة مع عدد من الجهات، والتي أسفرت عن برنامج أعتبره عبقريا اسمه “وظيفتك بعثتك”. البرنامج يتلافى تأجيل مشكلات البطالة، ويضع حلولا لها قبل أن يحل موعد تخرج هذا الطالب أو ذاك. لكن هذه الشفافية والأفق الأبيض الذي فتحته الوزارة من خلال هذا المشروع المميز، صاحبه في المقابل عدم وضوح وغموض في التعاطي مع مشكلة المبتعثين على حسابهم. إذ جرت العادة بضم من يذهب لبضعة أشهر للدراسة في الخارج، وفجأة تغيرت المسألة وأصبح هذا الأمر عسيرا. ولا شك أن هناك مبررا لدى الوزارة، وهو مبرر له صدى مقنع عند عدد من المهتمين، لكن وزارة التعليم في الغالب تؤثر الصمت، ولا تقول للناس لماذا لا يتم قبول هؤلاء أسوة بمن سبقهم؟! إنني أتمنى على وزارة التعليم أن تصدر بيانا تؤكد فيه أنها لن تقبل أن تضم طالبا اتجه للدراسة برغبته الشخصية. ولكن بعد أن تعمد إلى معالجة أوضاع المبتعثين الحاليين إما بضمهم إلى مشروع “وظيفتك بعثتك”،…
السبت ٣٠ مايو ٢٠١٥
تتعزز القناعات لدى كل العقلاء، بأن هناك استهدافا للمملكة العربية السعودية وأهلها وأمنها. وليس لدى يد الإرهاب العمياء تفريق بين إنسان وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، فالإرهابي الذي تطاول على رجال أمن يحرسون الحدود، أو رجال شرطة في العاصمة، أو أجانب يعملون في السعودية، هو نفسه الذي وجه إرهابه إلى دور عبادة في "الدالوة" و"القديح"، وهو نفسه الذي استهدف أمس جامع العنود في الدمام. وبصرف النظر عن تغير الأماكن والأهداف، لكن المؤكد أن هذه الحوادث، تعزز أهمية توحد كل المواطنين ضد هذا الإرهاب المبرمج. إذ ليس من مصلحة أحد تحقيق أهداف الإرهابيين ومن يناصرهم من أشقياء اتفقت مصالحهم مع ما تمارسه "داعش" و"القاعدة" و"جبهة النصرة" من عربدة تتوكأ على التدين. إن النقاش الذي ينبغي أن يسود بيننا، لا بد أن يأخذ في الاعتبار، أن أقصى أماني الإرهابيين، أن ينصرف النقاش إلى مواضيع لا تخدم وحدة الوطن. لقد كنت سعيدا أمس وأنا أجد خطيب مسجد الجمعة، يؤكد أن استهداف مسجد في "القديح" يؤدي فيه مسلمون عبادتهم ليس من الدين ولا المنطق. ولقد جاءت المحاولة الإرهابية التي استهدفت جامع العنود في الدمام لتعيد محاولة شق الصف. إن ما يثلج الصدر، أن كل الأطياف أدركت أن الفتنة تستهدف الأمن والاستقرار، ولذلك فقد اتفق الجميع على إدانة هذا الفعل، كما اتفق على أن الفكر…
الأربعاء ٢٧ مايو ٢٠١٥
الظروف المحيطة بنا، تفرض أشد حالات اليقظة والمسؤولية على كل إنسان يحب هذه الأرض. هذه مسألة مهمة جدا، وتستحق أن تأخذ جزءا من اهتمام الناس رجالا ونساء. أبرز الأمور التي تفرض استحقاقاتها عدم الانسياق خلف الشائعات. إن هناك كما مهولا من المعرفات على “تويتر” وسواه، تمارس حرب شائعات مستمرة. وهي أحيانا تستغل صورا ذات مظهر إيجابي من أجل تمرير ودس معلومات مغلوطة. قد يجد المرء نفسه، وهو يسير في الشارع، أمام ظاهرة مريبة تستلفت انتباهه، ولكنه يؤثر أن يتجاهلها، وهذا خطأ، فالأجدى تنبيه الأجهزة الأمنية للمسألة. الأمر لن يكلف المرء سوى مكالمة صغيرة ومجانية من هاتفه للإبلاغ عن هذه الحالة. إن الإرهابي، الذي يتوسل بالدين، يضع في ذهنه أهدافا متعددة، فقد طالت أياديهم الغادرة مواطنين ومقيمين، ورجال أمن، وأماكن عبادة. إن فكرة الاصطفاء التي تم تسويقها بدأب في أذهان بعض غلمان “داعش” و”القاعدة” وما سواهما من محاضن التطرف، هي الفكرة ذاتها التي تستخدمها حشود الشيعة في العراق. لقد قتلت “داعش” في العراق مسلمين ونصارى ويزيدين عربا وأكرادا. وقد كان للميليشيات الشيعية ردات فعل مشابهة، فقد تغولت هذه الميليشيات على أبناء السنة هناك. هذا القتل العبثي، الذي يسود بين متطرف من هذا الطيف ومتطرف من ذاك الطيف، علاجه في الوعي، وممارسة المسؤولية تجاه المجتمع، وإعلاء قيم المواطنة وعدم الانسياق إلى الخوض…
الإثنين ٢٥ مايو ٢٠١٥
لم يكد الإمام يرفع رأسه من الركوع قائلا: “سمع الله لمن حمده” حتى دوى الانفجار الجبان في مسجد الإمام علي كرم الله وجهه، الذي أسفر عن سقوط ضحايا أبرياء بين قتيل وجريح في القديح. تعالت أصوات المواطنين الأوفياء من كل مكان معبرة عن وقوفها إلى جانب القديح المكلومة. كان لسان حال كل مواطن سعودي يردد: كلنا القديح. وسرعان ما كشفت وزارة الداخلية السعودية ورجالها المخلصون عن اسم الإرهابي والخلية الضالة التي ينتمي إليها. المشهد في القديح كان يمتزج بالحزن. حملات للتبرع بالدم كانت قد انطلقت في الرياض والمنطقة الشرقية وسواها. لقد كانت يد الإرهاب التي طالت جنودنا البواسل على الحدود وآخرين في الرياض، كانت هي اليد ذاتها التي استهدفت إخوتنا في الدالوة والقديح. قراءة الصورة بهذه الشمولية، تعزز أهمية التأكيد على تضافر الجهود والتعاون التام مع رجال الأمن من أجل تطويق هذه الجيوب الإرهابية التي تستهدف إشاعة الشقاق والفرقة بين أبناء هذا الوطن الشامخ. لقد جاءت كلمة قائد هذه البلاد الملك سلمان بن عبد العزيز كافية شافية، كانت بلسما لامس كل القلوب، قال الملك سلمان لولي عهده وعضيده الأمير محمد بن نايف: “إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة، وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يوماً عن…
السبت ٠٢ مايو ٢٠١٥
استقرار السعودية، ركن أساس في تحقيق الأمن العربي. هي عمود الخيمة، وهي الملاذ بفضل الله، بعد أن تأرجحت أوتاد الخيمة العربية بانحسار دور العراق وتعثر سورية وتأزم الأحوال في ليبيا واليمن وسواهما. إن الصورة العربية تبدو في منتهى السوء، ولكن التفاؤل بدأ يسود مع استعادة مصر لدورها، وانخراطها مع السعودية ودول الخليج العربي ضمن تحالف “عاصفة الحزم” التي وقفت بالمرصاد للمصيدة الفارسية التي تستشري في الوطن العربي المنهك بالخلافات بين أبناء الوطن الواحد. لقد كان قدر السعودية، باعتبارها بلد الحرمين الشريفين، أن تكون محط أفئدة وقلوب العرب والمسلمين. وهي كانت ولا تزال، تمارس دورها بمسؤولية وجسارة. وهذا حتما لا يعجب من في قلبه مرض، فيفجر في خصومته، ولكن هذا الفجور يرتد عليه. ولقد كانت القرارات التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله -، منذ توليه أمانة الحكم، تستحضر روح المسؤولية تجاه الداخل والخارج. ومن هنا فقد أطلق خادم الحرمين عملية “إعادة الأمل” إلى اليمن، التي جاءت استكمالا لمسيرة “عاصفة الحزم”، ودعمت السعودية التقارب ورأب الصدع وتأليف قلوب العرب. وعلى الصعيد الداخلي، عزز الملك سلمان -يحفظه الله- التوجه لإعطاء الشباب الدور الأهم في إدارة شؤون البلاد، وكان التتويج الأكبر إثر طلب الأمير مقرن الإعفاء من الملك، بفتح المجال للجيل الثاني من الأسرة الحاكمة الكريمة، فكان اختيار…
الأربعاء ٢٩ أبريل ٢٠١٥
يبدو أننا أصبحنا على موعد وشيك مع التجوال والسياحة عبر أنحاء المملكة العربية السعودية، من خلال القطارات. والبداية الجادة ـــ بعد القطار العتيق الواصل بين الرياض والدمام ــــ ستكون من خلال قطار الشمال، الذي سوف يبدأ الرحلات التجريبية لنقل الركاب في غضون أسابيع قليلة. وتقول الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" إن التشغيل التجريبي لقطارات الركاب سوف يبدأ قريبا، ويفترض أن ينطلق هذا القطار الذي يسير بسرعة 200 كيلومتر ابتداء من الرياض مرورا بالمجمعة والقصيم وحائل والجوف وانتهاء بالقريات. ولا شك أن هذا الأمر ستصحبه ثقافة جديدة، تتعلق بالاندماج بشكل أكبر في وسائل النقل البرية العامة. ومن الملاحظ أن هناك زهدا من العائلات في السابق عن التنقل عبر الحافلات العامة بين المدن، ولكن هذا الأمر أقل في التعامل مع القطارات، إذ إن بعض الأسر تلجأ له في التنقل بين الرياض والدمام. وبظهور قطار الشمال وإتاحته للركاب خلال الأسابيع المقبلة، لا شك أن المزيد من الأسر ستتحمس لخوض التجربة، خاصة أن سرعة القطار الجديد معقولة جدا، كما أنه أكثر أمانا من السيارات، وفيه راحة ورحابة تتيحان مرونة في الحركة أثناء السير. كما أنه يمثل خيارا جديدا في ظل الزحام الذي تشهده خطوط الطيران. ومن يدري فقد نشهد يوما، فيلما سعوديا، يتحدث عن رحلة من الرياض إلى قريات الملح، وتتصاعد من خلاله رؤى…
الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥
العالم ينوء بالعنصرية. لا يمكن استثناء أي مجتمع. النظرة إلى الآخر بانتقاص بسبب اللون أو الجنس أو الخلفية العرقية أو الثقافية أو الدينية مسألة أفضت إلى سلسلة من الحروب والفتن. في القرن الماضي، كان المشهد السائد حروبا بشعة في إفريقيا وأوروبا بسبب العنصرية المرتبطة بالدين أو العرق. البوسنة والهرسك شاهد حي، على الجور الذي تعرضوا له، هذا الجور يزعم مرتكبوه أنه جاء ردا على إرث تاريخي أليم صنعه العثمانيون عندما سيطروا على البلقان. كانت محاكمات مجرمي الحرب في البوسنة عنوانا مهما، حاول العالم من خلاله أن يرمم ضميره المثقوب. وبالصدفة فقد استعادت ذاكرة العالم خلال الأيام الماضية عملية الإفناء الممنهج لنحو مليون ونصف المليون من الأرمن، تلك جريمة ارتكبتها تركيا، وهي لا تزال ترفض الاعتذار عنها. ونحن في عالمنا العربي نشهد أكبر جريمة عنصرية في العصر الحديث، تمثلت في إقصاء الشعب الفلسطيني عن وطنه، وتحويله إلى مجرد هامش يرى أرضه يحتلها غرباء قادمون من كل مكان، بينما هو لا يكاد يتمتع بالحدود الدنيا للمواطنة كفلسطيني أصبح بلا دولة. نفس الإنسان التي تتوسل بالعنصرية من أجل تكريس الاعتداد بالذات، هذه النفس تتكئ على مظهر من مظاهر الضعف والهشاشة. ومن الضروري الاعتراف بأنه يندر أن تجد إنسانا يتسامى عن هذا الفعل العنصري، حتى وإن قال سوى ذلك. لكن الضابط المهم لسلوكيتنا كبشر…
الإثنين ١٣ أبريل ٢٠١٥
تختصر تجربة إنشاء حي البجيري في الدرعية، الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز صيغة مهمة في استلهام التراث وتحويله إلى منتج سياحي واقتصادي يربط الماضي بالحاضر. هذا نموذج مهم، رأيناه في جدة التاريخية، وفي العلا أيضا.. ومواقع أخرى. هذه الصور في جدة التاريخية، وفي الدرعية، تعطي نموذجا لكيفية إعادة صياغة الموجود على أرض الواقع وتأهيله وإتاحته للجمهور. من المؤكد أن هذا المشروع سيغدو نموذجا ملهما، خاصة أن البجيري يمثل العتبة الأولى تواكبها مشاريع أخرى في إطار تطوير الدرعية التاريخية تحمل شعلتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة العلـــيا لتـــطوير الدرعية كشف في كلمته أمام الملك “أن الدرعية سيتبعها مشاريع مماثلة في مواقع التاريخ الإسلامي ومواقع تاريخ الدولة الحديثة والمواقع الأثرية وشواهد العصور المتعاقبة التي تحفظ أهمية موقع بلادنا في التاريخ الإنساني”. من المؤكد أن العاصمة السعودية الرياض محظوظة بوجود هيئة تطوير مدينة الرياض، وهي التي أسسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، عندما كان أميرا على الرياض، فاستطاعت أن تكون ذراعا مهمة، أسهمت في بناء الرياض العاصمة من خلال رؤية تجمع بين الأصالة والمعاصرة. لقد كان جهد هيئة تطوير مدينة الرياض، ملموسا، ويستحق التنويه، خاصة وهي تستحضر الهوية التراثية والعمرانية من…
السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥
توافقت معظم الأطياف السياسية في اليمن عدا الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي صالح، على أهمية مواجهة التغول الحوثي وأشياعهم من الإيرانيين. وهكذا جاءت “عاصفة الحزم” استجابة لمطالب رئيس وحكومة اليمن. لقد حظي هذا التحالف بدعم وتأييد من المجتمع الدولي، ولاقى تأييدا من معظم شرائح الطيف اليمني، وقد كان آخر المؤيدين، بعد تلكؤ، حزب الإصلاح اليمني هناك. وهكذا أصبح الحوثيون المدعومون من إيران يخوضون معركة مستحيلة وعبثية ضد أحلام شعب يتطلع إلى تحقيق خيارات أفضل في التنمية والرفاه، بعد سنوات من الانتظار لهذا الحلم. لقد كانت اليمن تتجه إلى مسار فوضوي، يهدد مضيق باب المندب، الذي يعد شريانا مهما للتجارة العالمية. كما أنه يمثل تهديدا لشعوب الخليج العربي والجزيرة العربية كافة. ومن اللافت أن كثيرا من الأصوات التي كانت تطالب بالوقوف في وجه الطموحات الصفوية في المنطقة، ويشككون بأن ثمة خطوة إيجابية يمكن أن تتم في هذا المجال، تغيرت لهجتهم. فعادوا إلى المربع الأول لمعارضة كل فعل، حتى لو كان بالمصادفة ينسجم مع ما كانوا يتشدقون به. كما أن من يتحدثون بوجهة النظر الإيرانية، يتبجحون بأسئلة عاطفية على غرار: لماذا لم يبدأ هذا التحالف بفلسطين؟ وكأن الإيرانيين ومن يشايعهم قد تركوا شؤون سورية والعراق وسواهما وتوجهوا بكل جهدهم نحو فلسطين. إن فلسطين كانت ولا تزال شماعة يتم تعليق الأكاذيب عليها من…
الإثنين ٣٠ مارس ٢٠١٥
يخطئ من يتصور أن اتخاذ قرار الحرب أمر هين، ولكنه في الحالة اليمنية يأتي استجابة لمطلب حكومة وشعب اليمن. وقد كانت قمة شرم الشيخ، فرصة لسماع الأصوات العربية، التي أكدت أن استعادة اليمن العربي والحفاظ عليه مسألة لا تقبل التراخي. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واضحا خلال خطابه أمام الزعماء العرب، إذ عبر عن آماله " أن يعود من تمرد على الشرعية إلى صوت العقل، والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية، والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز، والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب". هذه الكلمة جاءت لتلخص معاناة اليمن والشعوب المجاورة من الحالة اليمنية التي يتنازعها غلو الحوثيين وتطرف "القاعدة" وتغول "داعش" وتدخلات إيران وسواها. لقد تم تحريض الحوثيين وقوى محلية أخرى من أجل الخروج على الشرعية. ومن الغريب أن الهول أصاب أصواتا موالية لطهران، فحاولت تغيير الحقائق والزعم أن دعم الشرعية تدخل. ولكنها وهي تطرح هذا المنطق الهش لا ترى في تحريض الحوثيين على التفرد بالسلطة وتسليحهم أي مشكلة. لقد أعطت قمة شرم الشيخ، وقبلها الأصوات المنصفة من مختلف أرجاء العالم، دفعة لعاصفة الحزم. كما أنها بعثت رسالة إلى الأطراف التي كانت تتربص باليمن، بأن اليمن لا يمكن السماح بتحويله إلى دولة فاشلة وبوابة تهديد وقلق تجاه السعودية والخليج العربي، فهذا الأمر خط أحمر لا يمكن السماح…