السبت ٠٣ يناير ٢٠١٥
صاحب المنصب والجاه مغبوط من المحب ومحسود من الكاره. لكن بريق الصورة يتغير تدريجيا؛ إذ إن المسؤول الآن صار عرضة للنقد الشديد، إن لم يكن من خلال المنابر الرسمية؛ فإن ذلك يتم بالتأكيد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وأعرف جهات عدة، تولي الرصد الإلكتروني مكانة عالية، ليس من أجل الحساب والعقاب ضد الناقد، ولكن لأن هذه المواقع صارت أداة من أدوات قياس الرأي العام، والتعرف على الصورة النمطية، والسعي إلى تحسينها. شاركت قبل فترة في ورشة نظمتها إحدى المنشآت حول تحسين الصورة. قلت لهم أولى الخطوات أن تعيدوا صياغة خطابكم الإعلامي بشكل يجعلكم قريبين من الخبر والشائعة، حيث تتفاعلون مع الحدث بشكل مباشر، ولا يتم تأجيل الموضوع باعتبار أن الدوام انتهى وصاحب الصلاحية نائم. لم يعد الوزير يهنأ باله بعسل المنصب؛ إذ إن الأشواك تصادفه في كل لحظة. وهناك أناس يعتقدون أنهم صناع حلول، ويتحولون إلى ممارسة الافتراس لأن هذه الوزارة أو تلك لا تتجاوب مع ما يطرحونه. والوزير أحيانا يمارس صمتا مستفزا بالنسبة للناقد، لكن لسان حال هذا الوزير يقول "في فمي ماء" فهو لا يجرؤ أن يقول إن زميله الآخر في الوزارة يعطل جزءا من خطط الوزارة، لأن صلاحياته تتوقف عند جزئية معينة، ولا يمكنه تجاوزها حتى يوافق الوزير الآخر. كثيرة هي المشاريع التي يتم إجهاضها، لأن الصلاحيات…
الأربعاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٤
ليس أثقل على النفس من ابن عاق، تحبه فيجافيك، وتقربه فيؤذيك، إنها صورة أزلية، منذ نوح عليه السلام، حيث جاء صوت الأب “يا بني اركب معنا”، ولكنه آثر أن يتحدى الطوفان. هذه الصورة القديمة، سبقتها صورة هابيل وقابيل، حيث غواية القوة وشهوة القتل. الأبناء دوما، هم مصدر القوة والسؤدد، وبعضهم قد يكون مصدرا للضعف والفرقة والشتات. لا فرق في ذلك بين أب صالح ــــ آدم ونوح عليهما السلام ــــ ولا أب غير صالح. شاهدت في إحدى الدوائر الحكومية، شابا معتوها، يسخر من أمه التي جاءت تسعى لتطلب شفاعة أحد المسؤولين، كي يعيده إلى وظيفته. كان الابن يصوغ عبارته بصلف: فشلتنا هالعجوز! هذه النماذج ونماذج أبشع تراها داخل الأسرة، فتستغرب كيف يجور الأخ على أخيه؟! كيف يتعمد أن يشوه صورته؟ كيف يجعل من نفسه أمثولة بين الله وخلقه، في العقوق والحماقة التي لا يمكن معالجتها؟! إن أشد ما يتهدد المجتمعات، جور الإنسان على الإنسان، والشيء المحبط، أن يكون الجور من الأبناء والأحفاد. أينما التفت، تجد مثل هذه الصور البائسة، ومن اللافت للنظر أن بعض هؤلاء العاقين، يزعم الصلاح. وباسم الصلاح يمارس العقوق ضد أهله. وما غلمان “داعش” وممارساتهم ضد ذويهم ومجتمعاتهم عنا ببعيد. هناك أمر أخير: عندما تتغلغل في النفوس القسوة، وحب السلطة، والانتهازية، تتسيد المشهد كلمات ممجوجة عن المصلحة العامة،…
الإثنين ٢٢ ديسمبر ٢٠١٤
تركيبة العقل عند البعض مهيأة للاستلاب. تستهويها الشائعة، وتتملكها الأكاذيب التي يلقيها في آذانهم هذا أو ذاك. إنهم أسرى وغنائم يستغلها الانتهازي، ويستثمرها في تعظيم مكاسبه، في مقابل استسلام بعض المغفلين له. إن الذين يسكنون في دائرة الشائعة، يقومون بإلغاء العقل، فيسيئون إلى أنفسهم، ويسيئون إلى مجتمعهم، وقد يتحولون بتدوير هذه الشائعات وتداولها إلى أدوات طيعة في يد عدو يتربص بالإنسان والوطن. من المؤسف أن هناك مناخا يساعد على تأجيج الشائعات، في ظل طفرة معلوماتية وتقنية، لا تسمح بالبطء، ولا تعترف به. فالصمت عن الشائعة، يقرأه الآخر باعتباره تأكيدا لها. وهكذا تظل الشائعة تتدحرج مثل كرة الثلج. لقد كشفت الطفرة المعلوماتية والتقنية السائدة، أن بالإمكان التلاعب بالعقول والعواطف، ولا يمكن الاعتداد بالمعلومة الحقيقية ما لم تأت في الوقت المناسب. إن استغراق بعض الجهات المعنية في السبات، تجاه تسويق بعض الشائعات ذات العلاقة بحاجات الناس وآمالهم وتطلعاتهم، هذه المسألة تجعل المجتمع يغدو لقمة سائغة لجيوش جرارة يتكثف وجودها في وسائل التواصل الحديثة، وتبدأ في صياغة صورة موغلة في الإحباط. من المؤسف أن البعض يندمج داخل هذه الجوقة، لا شعوريا، فيتحول إلى عامل سلبي يسهم في تزييف صورة المجتمع وفي إشاعة الإحباط في نفوس الأجيال الجديدة، ويقتل أحلامهم. هو يظن من خلال استغراقه في السلبية أنه يمارس نقدا إيجابيا، بينما واقع حاله…
الأربعاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٤
قال لي: عندما كنت هناك، كان الأصدقاء الذين يحيطونني أكثر مما تتصور .. فجأة بدأ عدد الأصدقاء يتضاءل، وغابت الوجوه التي كانت تبتسم لي في الحضور والغياب. هذا جزء من حوار مع وزير كان في المشهد قبل سنوات صارت بعيدة. كنا نتحدث عن حركة التغيير الوزارية الأخيرة .. قال الرجل: أعان الله الوزراء الجدد على أصدقاء المرحلة. هؤلاء ـــ والكلام له ـــ يشبهون الصمغ شديد الالتصاق، لا تستطيع أن تتخلص منهم، وهم يتصرفون باعتبارهم قريبين منك، يتحدثون باسمك، ويتصرفون ويأمرون باسمك. وفي كثير من الأحيان أنت لا تعلم. والغريب أن البعض يستجيب لهم. تابع الرجل: عندما ينحسر الضوء عن المسؤول، تصيبه حالة إحباط، خاصة إذا لم يحقق نجاحا في المسؤولية التي ألقيت على عاتقه. ذلك أن أصدقاء المرحلة يتوارون من حوله، كما أن الناس لا يتذكرون له صنيعا واحدا يجعلهم يثنون عليه. لقد مر في تاريخنا مجموعة مميزة من المسؤولين في العمل الإداري الحكومي. ومع الأسف فإن قلة منهم، لجأت إلى تسجيل تجاربهم من خلال سير ذاتية مطروحة بين أيدي الأجيال، ومن هؤلاء الوزيران الراحلان الدكتور غازي القصيبي والدكتور عبدالعزيز الخويطر. إنني أتمنى أن نقرأ تجارب وزرائنا الآخرين، فهم شهود على مرحلة بناء وعطاء لهذا الوطن. لماذا لا نقرأ تجربة ومذكرات الوزير محمد أبا الخيل في وزارة المالية؟ والوزير الدكتور…
الإثنين ٠٨ ديسمبر ٢٠١٤
تخيل نفسك جالسا في مكان عام، ثم سمعت أحدا يشتم أباك أو أختك أو زوجتك. ويواصل الذم والتجاوزات التي تصل إلى الخوض في الذمم والأعراض، كيف تشعر؟ من المؤكد أن شعورك بالمرارة سيكون كبيرا، ولا شك أنك ستجد نفسك تراوح بين خيارات الرد على مثل هذه التجاوزات، أو السمو والارتقاء وممارسة الصمت، مع اللجوء إلى الجهات للحصول على الإنصاف ضد الجاني أو الجناة. إن عبقرية الإسلام، وعظمته، أنه ضيق مسألة التوسع في اتهام الناس، والخوض في أعراضهم. وهذا التضييق صاحبه حزم في العقاب، لمن يقترف مثل هذه الخطايا ضد الناس. ولكن الملاحظ أن البعض يجد في الاختلاف، فرصة للافتراس بأي طريقة، بما في ذلك السعي لتشويه سمعة الخصم وإلصاق تهم لا دليل عليها، وبالتالي فهي تفضي بصاحبها إلى أن يقام عليه حد القذف لو تم نقل مثل هذه القضايا إلى المحاكم الشرعية. لا أجد عذرا لمن يتجاوز نقطة الاختلاف في قضية عامة، إلى اختلاق أمور ليست صحيحة. ولا أجد عذرا لمن ينقل مثل هذا التجاوز ويردده لمجرد أن فلانا قد قال هذا. وأتمنى فعلا أن يأتي اليوم الذي يفكر فيه بعض سفهاء "تويتر" أكثر قبل أن يتجاوزوا في انتقاداتهم للناس. من الضروري أن يراقب كل إنسان كتاباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حتى لا يجد نفسه عرضة للتورط في دائرة الجرائم…
السبت ٠٦ ديسمبر ٢٠١٤
من القضايا التي لا تخفى على أحد، الكيل بمكيالين عند البعض. هو ينتقد سوء أخلاق الناس، ولكنه لا يرى سوء خلقه. يتحدث عن العدل بينما يتخبط في ظلم هذا وذاك. يتشدق بالحديث عن حقوق الإنسان، وقد تكون عاملته المنزلية تنتظره شهورا حتى يتكرم بمنحها راتبها. يرى سواه من الموظفين مفرطين، على الرغم من عدم التزامه بخدمة الناس من خلال الوظيفة التي يؤديها. إننا نخوض اختبارات يومية، أمام المبادئ اللفظية التي يجيد كل الناس التشدق بها، وبين الأفعال الشخصية التي لا تستحضر الواجبات وتلتزم بها في مقابل حديثها عن حقوقها. إن من المؤذي حقا، أن يكون من يطالب بالحقوق أول من يخرقها، إذ لا يمكن أن يحذر إنسان من السرقة وهو يمارسها، ولا أن ينهى عن الرشوة وهو يتورط فيها، ولا أن ينتقد الواسطة وأول شيء يخطر على باله عندما يريد إنهاء معاملة هو البحث عن واسطة. تناقضات الحقوق والواجبات، تلاحقنا في كل لحظة. المسألة تبدأ من الشارع وتمر ببيئة العمل وتنتهي بالمنزل. ما أكثر من يرصف كلمات جميلة عن الحقوق، ولكن تبقى هذه الكلمات مجرد نموذج مجرد نموذج يعكس حالة التناقض بين القول والفعل. إن الجمال الحقيقي للإنسان، ليس في أن يظهر على هذا المنبر أو ذاك ويتحدث بمنتهى الجمال، إذ لا قيمة للكلمات ما لم تقترن بأفعال توازيها. من…
الأربعاء ٠٣ ديسمبر ٢٠١٤
نحن نباهي بشبابنا، طاقة وعلما وتفاعلا وحيوية. وأستغرب حقيقة من كهل يستنكف ويتذمر من نشاط وفاعلية الشباب. هذا الأمر الذي قد يعتبره البعض إزعاجا، هو عنوان ملازم لحياة كل شاب وفتاة، مع اختلاف الحال بحسب الوقت والثقافة والوعي...إلخ. فتح النوافذ للشباب هو المنأى والملاذ الذي يحميهم من كل الموبقات، سواء كانت هذه الموبقات على هيئة تطرف أو تفريط. المخدرات و”داعش” ضدان لا فرق بينهما. إذ إن كل منهما يفضي إلى الموت وتبديد الحياة. لقد كانت الإرادة الملكية ببناء 11 مدينة رياضية على غرار جوهرة جدة، واحدا من أجمل الأخبار التي تخص شباب المملكة خلال 2014، يضاف إلى ذلك قرار الموافقة على إنشاء أندية جديدة في عدة مناطق. هذه وتلك نوافذ مهمة، والأمر يحتاج إلى نوافذ أخرى تستوعب المبدعين من شبابنا وفتياتنا في المجالات العلمية والثقافية والفنية. لقد نسيت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في فترة من الوقت قضية الشباب، واهتمت بالجزء الخاص بالرياضة فقط، واقتصر اهتمامها على الشباب بجملة من البرامج التقليدية التي أكل الدهر عليها وشرب. وانعكس هذا الخمول على الأندية الرياضية التي تشرع أبوابها للرياضيين فقط، ولكنها لا تقرن ذلك بالثقافة والفن وخدمة المجتمع. إن حاجتنا إلى تضافر الجهود من أجل احتضان الشباب ـ وليس احتواءهم ـ يتطلب قرارات ليس من المفيد تأجيلها، ويتطلب أيضا أن تتضافر جهود كل…
الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤
السؤال الذي لا بد من الإلحاح في طرحه، بهدف الحصول على إجابة، تفضي إلى تقديم حل ناجع: ما الشيء المغري الذي يدفع ثلة من أبنائنا للانضمام إلى أشرار "داعش"؟ هل المسألة لها علاقة بمزاعم "نصرة الإسلام"؟ إن تسويق فكرة النصرة للدين، من خلال القتل والتفجير والمشاركة في صراعات المجتمعات التي تعاني عدم الاستقرار، كان المسوغ الذي تم من خلاله اختطاف أجيال عدة في أفغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان وأخيرا في العراق وسورية واليمن... إلخ. قال اللواء منصور التركي في حديثه للإعلاميين البارحة الأولى، إن التنظيمات الإرهابية تستغل وسائل التواصل الاجتماعي في بث سمومها. وهذا أمر تواتر الحديث عنه، وهو مشهود. حتى الألعاب التي تتم عبر الإنترنت يتم التسلل إليها من قبل هؤلاء الأشرار لاصطياد الشباب والفتيات. الشيء المهم تأكيد الناطق الرسمي أن وزارة الداخلية تتحرى عن أصحاب المعرفات المشبوهة، وتتعاون مع الشركات المشغلة للتعرف والقبض عليهم. لقد أدت وزارة الداخلية واجبها على أكمل وجه، حينما ضبطت خلية "داعش" الأخيرة، التي نفذت جريمة الأحساء، تلك الجريمة التي وصفها المتحدث باسم وزارة الداخلية بـ "المؤامرة الدنيئة التي نفذت من قبل سعوديين مع الأسف". إننا كمجتمع متفقون على أن هذه الجريمة "مؤامرة دنيئة"، وينبغي ألا تتكرر. إن نجاح التطويق الأمني لـ "القاعدة" سابقا و"داعش" حاليا إنجاز كبير، لكن منع تكرار ذلك يحتاج إلى نظرة…
السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤
محصلة النقاشات والرسائل الشخصية التي وصلتني عبر عدد من الأفاضل، حول مقالة الأربعاء الماضي، التي كانت بعنوان "رسائلنا الإعلامية للخارج" كانت تقول الكثير من الكلام المهم. المقالة كانت تتحدث عن قصورنا الإعلامي في تقديم خطاب إعلامي يواكب الصورة الجميلة عن المملكة. ولأنني لم أستأذن أحدا في الاستشهاد بما قاله لي، فإنني سأجتزئ البعض من تعليقاتهم، مع عدم الإشارة إلى الأسماء، لأن الكلام كان عبارة عن نقاش شخصي، أهميته في أنه يثري الصورة. يلخص صديق في السلك الدبلوماسي القصة قائلا: "كأنك تتحدث عن النتيجة التي وصلت إليها بعد عملي ٣٠ عاما في هذا المجال". ويقول أكاديمي متخصص في الإعلام: "مع الأسف أن خطابنا لم يرتق لمستوى التطور الكبير في شتى مجالات الحياة لدينا". ودار نقاش طويل مع رجل معني بهذا الشأن أشار في ثناياه إلى أن "كثيرا من وسائل الإعلام الغربية لا تريد أصلا أن تنشر عن السعودية إلا ما يسيء. أنا شخصيا - والحديث للرجل - شاركت في عديد من اللقاءات مع BBC وكان المذيع كل مرة يحاول استدراجي لقول كلام سلبي عن المملكة لا علاقة له بالموضوع المطروح". يضيف الرجل: "هذا لا يعني طبعا أن نقف مكتوفي الأيدي. هناك الكثير مما يمكن عمله، لكن المطلوب مزيد من العمل والتنسيق بين جهات عديدة ذات علاقة، وزارة الإعلام جزء منها..". ويكمل:…
الأربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤
هنـــــاك سلسلة موضوعات يتكرر طرحها في الإعلام الغربي عن المملكة العربية السعودية، ومع الأسف فإن الصدى لها أحيانا يكون حالة صمت مطبق. وتظل هذه الموضوعات تتدحرج مثل كرة ثلج، ثم تتغير من مجرد فرضية خاطئة أو كذبة متعمدة إلى مسألة يتعامل معها الرأي العام الغربي باعتبارها حقيقة. وهناك من يجتهد في نفي هذه الأمور من خلال الإعلام المحلي فقط، ولكن هذا لا يكفي. قصور القادرين على الكمال في خطابنا الموجه للخارج، يواكبه تقصير من منشآتنا الكبرى في تكريس صور إيجابية، أتكلم هنا عن أشياء في منتهى البساطة، على غرار الحضور الإعلاني الإيجابي في وسائل إعلام لها تأثير مثل الـ CNN والـ BBC. وأنا ألحظ أن منشآت خليجية إماراتية وقطرية وبحرينية وعمانية تطل من نوافذ هذه الفضائيات عبر رسائل إعلانية إيجابية تقدم في ثوان محدودة تفاصيل ترسم صورة ذهنية إيجابية عن هذه المجتمعات. ومن المؤسف، أنك لا تجد حضورا لمنشآت محلية يفترض أن تشارك في إثراء الصورة. هنا يقفز إلى ذهني جهات بينها: أرامكو، سابك، هيئة سوق المال، هيئة الطيران المدني، الهيئة الملكية للجبيل وينبع، شركة بن لادن، والخطوط السعودية والبنوك التي يفترض أن يكون لها دور مشابه للأدوار التي أخذت بها دول خليجية وتحقق من خلاها أثر إيجابي. إننا في أشد الحاجة إلى مواجهة خطابات سلبية يتم ضخها عبر وسائل…
الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤
في فيلم يستغرق نحو 42 دقيقة، أنتجته الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع مؤسسة التراث، ثمة رصد لبعض جهود الحفاظ على التراث العمراني في مناطق المملكة. عرض الفيلم لقطات من جدة التاريخية، الهفوف، الغاط، والدرعية. الفيلم الذي يحمل اسم "رواد التراث العمراني" أعطى نماذج عديدة مثل قصر سلوى وحي الطريف في الدرعية، وقصر الغاط، والقرية التراثية في أشيقر، وبيت نصيف ومواقع أخرى في جدة التاريخية، وقصر إبراهيم، ومسجد الجبري والمدرسة الأميرية في الهفوف...إلخ. يكشف الفيلم أن أمانات المناطق ضخت في 2012م نحو 800 مليون ريال للعناية بالتراث العمراني. هذه تعد نقطة تحول مؤسسي تحققت بتحفيز وتعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها، وأدى ذلك إلى توجه البلديات لإنشاء أقسام للعناية بالتراث العمراني. ينظر الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى تكريم رواد التراث العمراني من خلال مؤسسة التراث، باعتبار أن مواقع التراث العمراني ليست مجرد مبان، إذ هي تروي قصصا للأماكن، وتقدم منظومة للقيم التي حملها الأجداد، وهذه القيم هي التي صاغت الصورة المميزة لوحدة هذه البلاد. ويأمل الأمير سلطان أن يكون هؤلاء الرواد قدوة للأجيال الجديدة. الفيلم يرصد تطورا شاملا يضيء الصورة، ويشيع الفرح في نفوس المتحمسين للعناية بالتراث العمراني. هناك حاجة إلى زيادة الوعي بأهمية التراث العمراني، هذا الأمر بدأت ملامحه تتشكل. لكن علينا الاعتراف…
الأربعاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٤
تعكس الأحساء صورة نموذجية في التنوع الثقافي والديني، إذ تجد في داخل هذه المدينة العريقة الأسر والبيوتات التي قد تختلف في المذهب، لكنها تتفق في محبتها لدينها ومليكها ووطنها. هذا النموذج يختزل القصة العبقرية التي صاغتها وحدة هذه البلاد الشامخة، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها. عندما وقعت جريمة الأحساء البارحة الأولى، تداعت الأصوات الحاقدة، تريد استغلال هذه الجريمة المنكرة من العقلاء. لكنها وجدت حائط صد قويا من كل الأطياف. المشهد بالأمس جاء ليعكس حرصا ودأبا لدى الأكثرية العاقلة، إذ بادرت باستنكار الجريمة، والتأكيد على ثقتها بوزارة الداخلية ورجالها الوطنيين. وكان هؤلاء الرجال عند حسن الظن بهم، إذ لم تمر ساعات على الحادثة حتى أطل المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية ليعلن عن عملية أمنية متزامنة في عدة مناطق أسفرت عن ضبط المتورطين في هذه الجريمة. هذا التعاطي المسؤول مع الحادثة، واكبه تعاط مسؤول من النخب والمواطنين الشرفاء في الأحساء وفي بقية مناطق المملكة العربية السعودية، إذ وقفوا بالمرصاد، لكل متربص أراد استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية والتشفي والتحريش. بيان هيئة كبار العلماء والكلمات الحصيفة التي صدرت من رموز في المجتمع السني والشيعي، كانت محصلتها النهائية: نحن بخير، ونحرص على هذا الوطن، ولن نسمح لأي كان أن يخرق السفينة ويهدد سلام وأمان المجتمع. نحتاج في هذا الوقت، أكثر…