الإثنين ٢٧ ديسمبر ٢٠٢١
لا ينكر غلاء الأسعار وارتفاع تكلفة المعيشة سوى شخص يتقاضى راتبا كبيرا لا تهمه فوارق الزيادات، أو ثريا لا يتسوق بنفسه، أما عامة الناس فيكتوون بنار الأسعار لأنهم على تماس مباشر معها طوال الوقت! واستعراض بعض الأسباب محرج لأنه يسبب حساسية مفرطة عند بعض المسؤولين، لكن مقارنة بسيطة لتكلفة بعض السلع والخدمات ببعض الدول المجاورة أو المشابهة لنا في التركيبة الاجتماعية والاقتصادية تكفي للدلالة على أننا نعاني من ارتفاع في الأسعار والتكاليف لا يرتبط بارتفاع الأسعار العالمي وحده، ويمكن خفضه ببعض الإجراءات خاصة ما يتعلق بالرسوم! لم يعد الجشع المتهم الأول بغلاء الأسعار، ولأول مرة يغيب التاجر عن الواجهة فهو أيضا يعاني من تحمل تكاليف وأعباء تضاف إلى قيمة السلعة أو الخدمة النهائية، ولعل قرارات بعض الوزارات والهيئات المعنية بالرقابة وتطبيق المخالفات وتحصيل الغرامات بتخفيف إجراءاتها ونماذج رقابتها دليل على تراجع عن خطأ وإقرار بتقييم غير واقعي سابقا لقدرة تحمل السوق واستقرار ممارسة الأعمال التجارية خاصة للأنشطة الصغيرة والمتوسطة! باختصار.. من المهم قبل إصدار أي قرار يتعلق بممارسة الأعمال التجارية وتحديد قيمة الرسوم أن نفكر بتأثيره على المستهلك لأنه في النهاية الطرف الذي يتحمل قيمة الفاتورة النهائية ! المصدر: عكاظ
الخميس ١١ نوفمبر ٢٠٢١
سافرت هذا الأسبوع للخارج للمرة الأولى منذ اجتياح جائحة كورونا للعالم، عدت لإسبانيا لنفس البلد الذي كنت فيه عند بدء الجائحة، أتذكر يومها أنني كنت أجد صعوبة كبيرة في العثور على معقم أو كمامة لعدم أهميتها في المتاجر والصيدليات، كما أن الناس كانوا يعيشون بإهمال شديد كما لو أن أخبار الجائحة لا تعنيهم! قبل عودتي للرياض بيومين توقفت في مدريد العاصمة وشاركت في مهرجان السردين حيث تجمع الآلاف في مدينة مدريد للاحتفال بمناسبة تاريخيه جماهيرية، وبعد أسبوع من مغادرتي انفجرت فقاعة مدريد وأعلنت السلطات إغلاقها بينما منعت السلطات السعودية السفر لها بعد يومين من عودتي! باشرت يومها حجرا منزليا طوعيا، لكنني لم أستغرب تدهور الوضع لديهم مع الإهمال الذي لمسته على المستويين الرسمي والشعبي، بينما في السعودية كنت في اليوم التالي أزور المركز الوطني للكوارث والأزمات وأستمع إلى خطط استباقية للتعامل مع الجائحة، وفي ذلك الوقت لم تكن أعلنت أي حالة في السعودية! اليوم أعود إلى إسبانيا لأجد مجتمعا مختلفا، فالثقافة الوقائية المكتسبة من الجائحة عالية جدا، فهناك التزام تام بالكمامات حتى في الأماكن العامة رغم أن إلزاميتها قاصرة على الأماكن المغلقة، بينما تتوفر المعقمات عند كل زاوية وفي كل مكان بالمجان، لقد دفع الإسبان ثمنا باهظا للشفاء من الجائحة، لكنهم في النهاية كانوا أكثر صلابة من دول أوروبية أخرى…
الأربعاء ٢٩ سبتمبر ٢٠٢١
طيلة عقود من الزمن حرمت أجيال من مواصلة تعليمها الجامعي وتعزيز فرصها في الحياة بسبب شرط عدم مرور ٥ سنوات على التخرج للدخول إلى الجامعات، كان شرطا قاسيا أشبه بحكم الإعدام على مستقبل كل شخص لم يلتحق بالجامعة خلال السنوات الخمس التالية لإنهاء دراسته الثانوية ! اليوم يعلن وزير التعليم د. حمد آل الشيخ إلغاء هذا الشرط بحجة أن يكون التعليم متاحا للجميع مدى الحياة وفق مفهوم برنامج تنمية القدرات البشرية، لكن السؤال لماذا الآن وليس قبل، ومن سيعوض أجيال فقدت فرصها في الحياة وحرمت من إكمال تعليمها الجامعي لأن القائمين على التعليم طيلة عقود افتقروا للرؤية الصحيحة، وكان على المجتمع أن ينتظر طويلا من ينير لهم بصيرتهم برؤيته الثاقبة للمستقبل ؟! غالبية الجامعات في دول العالم لم تكن تشترط مدة زمنية للالتحاق بها، بل إن فرص القبول بها تجاوزت حتى شروط نسب ودرجات النجاح في الثانوية العامة بإجراء اختباراتها الخاصة بالقبول بهدف منح كل إنسان فرصته العادلة لمواصلة تعليمه الجامعي، أما عندنا فقد بدت الإجراءات والشروط كما لو أنها تهدف لتقليص الفرص والحد من أعداد الملتحقين بالجامعات بسبب السعة المقعدية، وهذا إجحاف بحق الراغبين في التعلم، وبدلا من ابتكار حلول التعلم كان التخلص من الأعداد الفائضة أسهل الطرق للتخلص من مشكلة القبول في الجامعات ودفن الرأس في الرمال !…
الأربعاء ١٥ سبتمبر ٢٠٢١
احتلت المملكة في مؤشر جودة الطرق العالمي المرتبة ٢٦ عام ٢٠١٩ بعد أن قفزت ١٠ مراتب خلال ٣ سنوات فقط، وتستهدف احتلال المركز السادس عالمياً بحلول ٢٠٣٠، وهو هدف مشروع وقابل للتحقيق لسبب بسيط أنه أحد مستهدفات الرؤية الطموحة التي تعمل على تحقيق مستهدفاتها في ظل أدوات قياس أداء ومراقبة إنتاج ومتابعة دقيقة من القيادة تحفز جميع القطاعات الحكومية للوفاء بالتزاماتها وتحقيق نصيبها من المستهدفات! فالاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذا العام تتضمن حزمة من المشاريع الكبرى والمبادرات التي تعمل على خفض نسبة تأخر تنفيذ مشاريع الطرق بنسبة ١٠٪ وتعزيز جودة الطرق والاستمرار في خفض نسبة الوفيات على الطرق، حيث أسهمت مبادرات السلامة التي نفذتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية مع الجهات ذات العلاقة في خفض نسبة الحوادث على الطرق إلى ٥٦٪، والوفيات بنسبة ٥١٪، والإصابات بنسبة ٣٠٪، مما وفّر عائداً مالياً للمجتمع بقيمة ٨.٥ مليار ريال! ولا بد من الإشارة إلى أن منتدى التنافسية العالمي قد وضع الطرق السعودية في المرتبة الأولى من حيث ترابطها، حيث يبلغ إجمالي أطول الطرق الوطنية اليوم أكثر من ٧٥ ألف كم، وهي أطوال لافتة بكل المقاييس تؤكد الاهتمام الذي حظي به قطاع الطرق والنقل منذ تأسيس المملكة لربط مدنها ومناطقها وتعزيز حركة وسائل نقل المركبات والشاحنات…
الإثنين ٣٠ أغسطس ٢٠٢١
«شعرت بعودة الحياة الطبيعية».. هكذا أجاب ابني رياض عندما سألته عن شعوره وهو يعود للمدرسة بعد طول انقطاع. كان يتحدث وهو مفعم بالحيوية والسعادة، فقد كان واضحاً أنه افتقد أجواء المدرسة ومخالطة أقرانه من أصدقاء الدراسة وزملائها ! وصف لي الإجراءات التي اتبعتها المدرسة في دخول الطلاب والتحقق من تحصينهم، وتنظيم أوقات الدراسة وتوزيع الطلاب في مجموعات لتحقيق التباعد فشعرت بأن جهداً كبيراً يستحق الثناء بذل من الإدارة التعليمية وكوادر المدرسة لبدء العام الدراسي، وكنت قبلها بأيام قد توجهت للمدرسة لاستلام كتب أخيه عبدالعزيز الذي يدرس في المرحلة الابتدائية وينتظر أن يلتحق بالدراسة الحضورية قريباً حسب الخطة المعلنة من وزارة التعليم ! الوزارة التي نجحت في مواجهة تداعيات الجائحة وتنظيم الدراسة عن بُعد بكل اقتدار لم يكن ليعجزها تنظيم العودة للدراسة الحضورية ووضع الخطط المناسبة للتعامل مع احتياجات المرحلة، فكل الشكر للمسؤولين عن التعليم وكل التقدير للكادر التعليمي الذي يضع فيه المجتمع كل ثقة لرعاية أبنائه ويأتمنه على مستقبلهم ! أيضاً أحيي الوزارة على تأجيل احتساب الغياب في الأسبوعين الأولين لطلاب مراحل التعليم العام والجامعي والتقني للطلاب غير المحصنين، فهو قرار يراعي ظروف بعض الطلاب ويمنح الفرصة للطلاب لاستكمال تطعيمهم، لكن على الطلاب وأولياء أمورهم استشعار المسؤولية في تأثير الغياب على تحصيلهم العلمي ! باختصار.. عودة مباركة لأحد أهم ملامح…
الثلاثاء ٢٩ يونيو ٢٠٢١
رفعت آيسلندا كافة القيود المفروضة بسبب تفشي جائحة كورونا بعد أن بلغت نسبة تطعيم سكانها ٨٧٪، لتصبح بذلك أول دولة أوروبية وربما في العالم تعود إلى الحياة الطبيعية ! في السعودية أعلنت وزارة الصحة أن ٧٠٪ من السكان البالغين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاحات فايروس كورونا، حيث تجاوز عدد الجرعات المعطاة حتى يوم أمس ١٧ مليون جرعة، وبدأت الوزارة أمس في تطعيم الفئات العمرية أقل من ١٨ سنة، كما بدأ تخفيف القيود فعليا بالسماح بتنظيم الحفلات والفعاليات الترفيهية وحضور المباريات مع استمرار التشديد على تطبيق إجراءات التباعد الاحترازية ! لكن السؤال الذي يطرح هل يسمح للمطعمين بعدم لبس الكمامة كما فعلت بعض الدول ومنها إسبانيا وأمريكا ؟! بعض المسؤولين بوزارة الصحة لديهم قناعة بأهمية الاستمرار في اتباع الإجراءات الاحترازية ومنها لبس الكمامة دون استثناء المطعمين الذين تلقوا جرعات اللقاح، حيث تؤكد الحالات التي أصيب فيها مطعمون مرة أخرى بالعدوى من وجهة نظرهم الحاجة للحذر والاستمرار في التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية لقطع الشوط الأخير من السباق مع الجائحة ! هل هي قناعة صحيحة أم فيها مبالغة تجاه المطعمين، الجواب يحتمل الجدل، وشخصيا أؤيد أن يعفى المطعمون من وضع الكمامة خاصة أن جميع الأماكن العامة أصبحت اليوم محصورة بالمحصنين، كما أن سلطات دول متمرسة في التعامل مع الجائحة فعلت ذلك،…
الأربعاء ٠٩ يونيو ٢٠٢١
حتى خامنئي لم يحصل على درع من «حماس»، وحده الحوثي حصل على هذا الشرف، عندما استقبل محمد علي الحوثي ممثلا لحركة حماس في صنعاء يدعى معاذ أبو شمالة واستلم منه درعا تعبيرا عن الشكر لدعم المقاومة الفلسطينية الحمساوية ! اللافت في الخبر الرسمي أن القيادي الحوثي بحث مع أبو شمالة آخر تطورات القضية الفلسطينية، وهو بحث لا شك سينعكس على مسار هذه القضية، خاصة إذا تم البحث مع «مخمخة» التخزين ! ولأن الطيور على أشكالها تقع فإن اجتماع أذناب إيران في الوطن العربي ليس مفاجئا، فعرب دكاكين الشعارات باعوا الشعارات لإيران وأصبحوا بضاعة في مشروعها التوسعي في المنطقة ! أما المثير للشفقة فهو أن يجد خطاب عربي يرفع الراية الإيرانية صداه في الوقت الذي تخوض إيران ومليشياتها في دماء العرب والمسلمين في العراق وسورية واليمن ولبنان، وأقول الشفقة لأن ٧٠ عاما من تجارة الشعارات المزيفة لم تكسب رواد دكاكين الشعارات أي مقدرة على تمييز البضائع المغشوشة ولا الحذر من التعامل مع التجار المحتالين والوسطاء المخادعين ! الخضوع والتمجيد عند بعض فصائل المقاومة الفلسطينية كان دائما لمن يضربها على رأسها ويطعنها في ظهرها، بينما الجحود والنكران كان دائما لمن يبذلون العطاء بلا شرط ولا منة، ولو أحصينا كم قتل من الفلسطينيين على يد محور المقاومة وأنظمة الصمود والتصدي لوجدنا أنهم أكثر…
الخميس ٠٣ يونيو ٢٠٢١
سيدرس طلابنا في المرحلة المتوسطة العام المقبل عدد ساعات أكثر من أي دولة في العالم، بينما سيحتل طلاب المرحلة الابتدائية المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية، هل هذا كافٍ لتطوير التعليم العام ورفع كفاءة مخرجات التعليم لتواكب متغيرات المستقبل ومتطلبات سوق العمل الجديد ؟! الجواب نصف نعم، فالمقارنة بساعات الدراسة في الدول المتقدمة تعليمياً ليست منصفة؛ لأنها دول تقدمت منذ عقود، وبالتالي فإن زيادة عدد ساعات الدراسة في السعودية هو جزء من عملية لحاق بركب التعليم المتقدم ! لماذا نصف نعم ؟! لأن ساعات التعليم والمناهج وحدها لا تضمن تعليماً متقدماً ومخرجات ناجحة، فالبيئة التعليمية جزء أساس من عملية التعليم، وما لم تتطور هذه البيئة فإن وزارة التعليم ستكون بمشروعها الجديد كمن يبذر ويسقي صحراء مقفرة فيهدر الماء ولا ينبت الشجر ! أعلم أن التحدي كبير والعمل جبار، لكنه تحد يقف على حافته مستقبل البلاد، وعمل يكافح على عدة جبهات، داخل الوسط التعليمي لتعزيز فاعلية أدوات التعليم وتأهيل كوادر التعليم، وعادة يجد أي مشروع تغييراً في قطاع التعليم مقاومة من داخله وخارجه، لذلك من المهم أن يكون التغيير مرتكزاً على أرض صلبة وغير مهتزة تضمن النجاح وتجعل من منسوبي التعليم عنصر دعم وضمانة نجاح ! ولست في وارد تقييم خطة الفصول الدراسية الثلاثة، فأهل الاختصاص أجدر بذلك، لكنني أستغرب ممن…
الثلاثاء ٠١ يونيو ٢٠٢١
ماذا لو تحررت فلسطين غدا، وقامت دولة فلسطينية تحكمها «حماس»، أي نوع من العلاقة ستربط هذه الدولة بالدول العربية وخاصة السعودية ؟! ظاهريا تبدي حماس ومعظم الفصائل الثورية الفلسطينية عداوة للسعودية لا تقل عن عداوة إسرائيل إن لم تكن أعظم، فالخطاب الفلسطيني -غير الرسمي- السياسي والإعلامي والشعبوي تجاه السعودية هو خطاب تحريضي تخويني معاد في ظاهره وباطنه ! وتبدو «حماس» والفصائل الثورية الفلسطينية كالجهاد الإسلامي أكثر ارتباطا بإيران وسياساتها، وأوثق تحالفا مع مليشياتها مثل حزب الله اللبناني والحشد العراقي والنظام السوري، ولا تؤثر الجرائم التي ترتكبها الأذرع الإيرانية بحق العرب والمسلمين السنة في العراق وسورية واليمن ولبنان في هذه العلاقة رغم السياسة الطائفية التي تنهجها إيران في مشروع هيمنتها على المنطقة ! إذن أي تأثير سيخلفه قيام دولة فلسطينية تحكمها حماس أو الجهاد الإسلامي في ظل تراجع شعبية فتح وانحسار تأثير وحضور المكونات التقليدية لمنظمة التحرير الفلسطينية ؟! الأكيد أن أي دولة فلسطينية تحكمها «حماس» لن تكون دولة عربية تسهم في حماية الأمن القومي العربي في وجه مد النفوذ الإقليمي الإيراني أو التركي، أو تحد من حالة التشرذم والتمزق التي يعاني منها الوطن العالم العربي، بل ستكون دولة عدوانية للعرب تدور في فلك المحور الإيراني، وتصبح إحدى أدواته ! باختصار.. قبل تحرير فلسطين من إسرائيل يجب تحرير الفلسطينيين من إيران…
الخميس ٢٧ مايو ٢٠٢١
أحالت وزارة التجارة ٩ أشخاص للجهات المختصة بوزارة الداخلية بسبب قيامهم بجمع تبرعات مالية لحفر آبار خارج المملكة، والنظام في السعودية حصر التبرعات الخيرية للخارج بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذلك لمنع وصول أي أموال يتم جمعها تحت ستار الأعمال الخيرية إلى المنظمات والجماعات الإرهابية ! للوهلة الأولى يبدو هذا حد من نشاط بعض الأفراد الذين عرفوا بتسخير جزء من أوقاتهم للأعمال الخيرية في جمع التبرعات الخيرية وتمويل حفر الآبار وفتح المدارس وتبني الأيتام وبناء المساجد في الخارج، لكنه في الحقيقة يوجه العمل الخيري الفردي نحو المؤسساتية، فالأفراد المجتهدون في العمل الخيري يمكنهم العمل من خلال مئات المؤسسات الخيرية المرخصة التي تصب جميع تبرعاتها للخارج من خلال قناة واحدة تتمثل في مركز الملك سلمان تضمن قانونية وشرعية استفادة مستحقيها منها ! كما أن العمل المؤسسي يضمن استدامة النشاط، بينما ينقطع عمل الفرد بمرضه أو وفاته، ولأن مضار وشبهات جمع الأموال تفوق فوائد العمل الفردي فإن المصلحة العامة حتمت حصر التبرعات الخارجية من خلال القنوات الرسمية ويمكن لأي فرد أن يتبرع من خلالها آمناً مطمئناً من أي مساءلة أو ملاحقة قانوية في الداخل والخارج ! ويجب أن يتنبه الجميع أن حسن النية لا يعفي من المساءلة أمام القانون، لذلك من المهم أن يعي المجتمع قواعد وسبل وقنوات الانخراط في النشاطات…
الإثنين ١٣ أبريل ٢٠٢٠
بدأت السعودية تشغيل رحلات جوية لنقل الآلاف من مواطنيها العالقين في الخارج، وهناك أنباء عن تجهيز أكثر من ١١ ألف غرفة فندقية لتطبيق إجراءات الحجر على العائدين ! الغالبية سيعودون على مراحل من دول تعاني من تفشي الوباء كبريطانيا وإسبانيا وفرنسا وأمريكا، ورغم أن السفارات السعودية في الخارج عملت في الغالب على أن تكون إقامتهم في فنادق معزولة وتأمين احتياجاتهم في غرفهم، إلا أن مسؤولية الدولة تجاههم ستستمر طيلة فترة الحجر اللازمة عند وصولهم في فنادق فاخرة تلبي كافة احتياجاتهم ! لا أظن أي دولة في العالم بالإضافة لبعض دول الخليج فعلت ذلك مع مواطنيها، اعتناء بالإقامة والإعاشة في الخارج وتكفل بنفقات العودة وحجر في غرف الفنادق عند العودة، فمعظم الدول عرضت على مواطنيها في الخارج تأمين رحلات العودة لكنها اشترطت عليهم دفع تكلفة ذلك أو اعتبرته دينا يتم سداده لاحقا، وعند العودة يتم الحجر في مراكز إيواء متواضعة ! هذا التصرف من المملكة وبعض دول الخليج ليس مفاجئا وليس الأول من نوعه، فقد اعتنت الحكومات الخليجية بمواطنيها في الخارج دائما خلال الأزمات وعند مواجهة الكوارث، ودول تعتني بمواطنيها جيدا في الداخل لن تتخلى عنهم في الخارج ! هل علمتم الآن لماذا اعتبر الوزير الجبير أن حقوق الإنسان تتمثل في اهتمام الحكومات بتقديم التنمية لمواطنيها والتعليم الجيد والرعاية الصحية المجانية،…
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠
عدت قبل يومين من إحدى العواصم الأوروبية مرورا بأبوظبي التي توقفت رحلة المواصلة فيها 7 ساعات، تخيلت وضعي لو أن قرار منع السفر من وإلى الدول التي حددتها وزارة الداخلية، ومنها الإمارات، قد صدر وأنا عالق هناك خلال تلك الساعات السبع، كيف سأتصرف؟! لذلك كنت أرجو أن يمنح القرار مهلة للمواطنين والمقيمين للدخول أو الخروج للدول المذكورة على غرار المهلة التي منحت قبل إغلاق منافذ السفر البرية مع دول الخليج، أو على الأقل إرشاد المواطنين لما يتعين عليهم فعله، فليس كل مسافر قادر على تحمل مصاريف الإقامة والمعيشة لمدة تتجاوز مدة سفره المعلومة التي قد تكون رحلة عمل قصيرة أو إجازة خاطفة برفقة العائلة! ولا شك عندي أن الدولة ستقف إلى جوار مواطنيها كما تفعل دائما وستفتح السفارات السعودية صدورها قبل أبوابها لتقديم كل مساعدة للمواطنين العالقين في تلك الدول والترتيب لعودتهم، فقد مدت الدولة يد العون لانتشال المواطنين المخالفين الذين سافروا إلى إيران فكيف بالمواطنين الذين سافروا بشكل نظامي ولأسباب مشروعة قبل أن يداهمهم قرار إغلاق أبواب السفر المفاجئ، لكن الإعلان عنها مقرونا بالبيان كان سيوفر الكثير من الإرباك والقلق على المسافرين العالقين في الخارج! والأكيد أن الكثيرين في الداخل قد تخلوا عن خططهم للسفر غير الضروري للخارج، كما أن المتواجدين في الخارج قد حرصوا على العودة، فالظروف التي…