الأحد ٢٦ أغسطس ٢٠١٨
تصدرت صور الحج معظم الصحف الأمريكية الصادرة أمس، بينما حملت التقارير والتعليقات الصحفية المرافقة إشارة للأعداد الهائلة من الحجاج الذين تستقبلهم السعودية وتستضيفهم خلال أيام معدودة في مساحة محدودة! الصحافة العالمية في مختلف القارات تمنح السعودية شهادات الإشادة بقدرتها على تنظيم أكبر تجمع بشري على وجه الأرض محدد الزمان والمكان، بينما وسائل إعلام عربية وبعضها للأسف خليجية كانت تترقب وقوع أي حادثة كي تقيم سرادقات العزاء واللطم على أحوال الحرمين في العهدة السعودية! لكن الله سبحانه خيب آمالهم، ونجحت السعودية كعادتها في القيام بواجباتها والاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن على أكمل وجه، لأن النوايا الصادقة والإخلاص التام كانا هما محرك العمل وغاية الإنجاز، لذلك بارك الله لهذه البلاد وعزها عبر الزمن ورد كيد كل من أراد بها شرا في نحره! صديقة أمريكية تدير مجلة مصورة متخصصة تصدر في سان فرانسيسكو قالت لي مرة إنها لم تجد صورا تكاد تنطق أكثر من صور الحج، فهي صور نابضة بالحياة والحركة وأكثر ما يميزها هو أنها توثق كيف استطاعت هذه المناسبة التعبدية أن تجمع البشر على اختلاف أعراقهم ومشاربهم لينصهروا في قالب بشري واحد! الذين لم تعجبهم هذه الصور الإيجابية للأسف لم يكونوا غرباء عن ديننا أو عرقنا، بل هم من جنسنا، أشخاص سيطرت عليهم مشاعر نفسية بغيضة وحركتهم حزبية دنيوية…
الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٨
في كل مرة أسافر فيها إلى الخارج أتلقى دعوات من طلاب سعوديين مبتعثين يصادف أن يعلموا بوجودي في ديارهم من خلال متابعة حسابي في «سناب»، وأسعد غالبا بتلبيتها ما استطعت، ذلك أن التعرف بالشباب السعودي في الغربة يمنحني فرصة ثمينة لقراءة أفكار هؤلاء الشباب ورصد بعض ملامح التغيير الذي سيرسمونه على وجه مستقبل بلادي ! قابلت عشرات الطلاب السعوديين وجالستهم في مطاعم ومقاهٍ وأماكن عامة في مدن أوروبا وأمريكا وآسيا، ولم أجد بينهم طالبا واحدا لم يترك في نفسي أثرا طيبا وشعورا بالفخر والاعتزاز، فقد جمعوا بين التهذيب والكياسة والوعي والذكاء والنباهة، ما جعلني في كل مرة أشعر بأن المستقبل واعد بهؤلاء المبتعثين الألمعيين، والأمل كبير بأن يكونوا من لبنات بناء الجسور التي سيعبر بها الوطن نحو الغد ! اعذروني على هذه المقدمة الطويلة، وأنا الذي اعتدت على أن أدخل مباشرة إلى موضوع أي مقال أكتبه، فشبابنا من طلاب العلم في الخارج يستحقون مثل هذا الاستثناء، فهم خير سفراء لوطنهم أينما حلوا ! لذلك عندما رصدت ردة الفعل وأنا في أمريكا لما قام بها مبتعثان سعوديان ضحيا بحياتيهما في سبيل إنقاذ أطفال من الغرق وإحاطة الأمريكيين لتضحيتهما بهالة البطولة الخارقة، لم أستغرب ما فعلاه، فالمروءة والنبل جزء أساس من تكوين إنسان هذه البلاد وعنصر متراكم من جينة قيمه التي ورثها…
الإثنين ٠٧ مايو ٢٠١٨
كتبت في مقال نشر الأسبوع الماضي بعنوان: «المعلم شريكٌ لا أجير»، أنه لا مكان للمعلم الذي يرى نفسه موظفا في المدرسة، ولا مكان للمسؤول الذي يرى المعلم موظفا في الوزارة ! فالأمم تنهض بمعلميها، واليوم تعلن وزارة التعليم عن برنامج كفايات الذي يهدف لتأهيل المعلم وإحداث نقلة نوعية في فكر ووسائل وبيئة التعليم، وتحقيق تحول تعليمي حقيقي يطوي صفحة التلقين النمطي ويفتح صفحة التحفيز العقلي بواسطة وسائل تعليم متقدمة تتوجه نحو الطلاب وفق مستوياتهم المتباينة، وخلق بيئة مشاركة محفزة للتفكير والتحصيل المعرفي ! البرنامج يمثل بالنسبة لي نافذة أمل لنهضة تعليمية حقيقية تواكب التحول الرقمي المتسارع للعالم نحو عصر الذكاء الاصطناعي، وهو تحول بات يفرض على دول العالم تحديات حقيقية لتغيير أنماط ووسائل التعليم وتأهيل أجيال قادرة على تلبية متطلبات المستقبل ! تحول أنماط ووسائل التعليم وتغيرها ليس بالأمر الجديد، فالأمم عبر التاريخ طورت من أدوات تأهيل أجيال مستقبلها، ولو استسلم الإنسان لمقاومة التغيير لكان ما زال ينقش على الحجر في كهفه حتى اليوم ! كل ما أخشاه هو أن يعلق بعض أبناء الجيل التعليمي الحالي في مكان مجهول، فتنفيذ برنامج كفايات سيستغرق بضع سنوات ليغطي جميع مدارس المملكة، وبالتالي أخشى أن يفوت قطاره البعض، وهو هاجس نقلته لوزير التعليم الذي أجاب بأن برامج أخرى كبرنامج خبرات والدورات الصيفية تعنى…
الإثنين ٣٠ أبريل ٢٠١٨
اعتمد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية خطة تنفيذ برنامج التخصيص الذي يهدف إلى رفع كفاءة أداء الاقتصاد وتحسين الخدمات، وقد حددت له معايير تسهم في رفع جودة الخدمة وزيادة فرص العمل والإنتاجية في بيئة تدعمها أحدث التقنيات والابتكارات للوصول إلى مؤسسات مؤهلة لتقديم الخدمات ذات الجودة العالية ! أهداف الخصخصة المعلنة تعانق السماء، لكن الأحلام وحدها لا تحقق الأماني، بل العمل الجاد الذي يقوم به الأشخاص المؤهلون المخلصون هو الذي يصل بالإنسان إلى سماء الواقع !. لذلك أعول كثيرا على أن يقف برنامج الخصخصة على أكتاف أشخاص مؤهلين يدركون أهدافهم ويعرفون كيفية تحقيقها، لأن ٢٠٣٠م في المنعطف القريب ولا تحتمل أي مغامرات أو اجتهادات تخرج بنا إلى المتاهات أو الطرق المتفرعة الوعرة عن جادة الطريق الممهد ! في قطاعي التعليم والصحة بالذات، نحتاج لأكثر العقول حكمة في التعامل مع أهم ملفين يلامسان حياة الناس ومستقبل أبنائهم دون أن يملكوا فيها أي خيارات أو بدائل، فالتعليم والصحة من أساسيات الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها أو البحث عن بدائلها الأقل ثمنا أو جودة، وبالتالي فإن المستهدف يجب أن يكون خصخصة جودة الإدارة والتشغيل وليس خصخصة فرص التعليم العام والحصول على العلاج التي يجب أن تبقى مجانية، بينما يجب أن يضمن المواطن الحصول على التأمين الطبي الذي يغطي حاجته الشاملة للعلاج والدواء !…
الثلاثاء ٢٤ أبريل ٢٠١٨
في زيارة لجامعة «كاوست» أتيح لي أن أتناول غدائي مع مجموعة مع الطلاب والباحثين الشباب من الجنسين السعوديين والأجانب في قاعة الطعام العامة، كان الأجانب من دول مختلفة، منها أمريكا وإسبانيا والبرازيل وبريطانيا وغيرها، السؤال الذي وجهته لهم ولغيرهم من الباحثين الذين التقيتهم في المختبرات والمعامل: ما الذي جاء بكم لطلب العلم في السعودية ؟!. كان الجواب أن الجامعة توفر لهم الأدوات اللازمة لإجراء أبحاثهم فتختصر لهم دائرتي المكان والزمان، فأحد الباحثين الأمريكيين، قال إنه احتاج للحصول على نتيجة تجربة في مجال بحثه للتنقل بين مختبرات ٣ ولايات أمريكية، لكن «كاوست» احتضنتها جميعها ! في مكتبة الجامعة المركزية التي تبدو خارج حدود الزمن بفضل التقنيات المستخدمة في خدمة الباحثين، التقيت مجموعة أخرى من الباحثين الشباب السعوديين الذين لم يكونوا يطلبون العلم بقدر ما كانوا يكتبونه في صفحات مستقبل واعد لوطن سيحمله أبناؤه على أكتافه نحو الغد، وقد لفت انتباهي دقة وندرة وتميز التخصصات التي يدرسها ويعمل على أبحاثها أبناؤنا وبناتنا ومنها تخصصات تخدم حاجات المملكة في مجالات عديدة تتصل بابتكارات تقنيات توليد الطاقة الشمسية وتحلية المياه وغيرها من العلوم !. أجمل شعور خرجت به بالإضافة لشعور الفخر بمن التقيتهم من الباحثين والعلماء الشباب والشابات من أبناء وبنات وطني، هو تخيل رنين إجابة الباحثين والعلماء الأجانب عندما يعودون إلى بلدانهم ويمارسون…
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٨
ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها نظام بشار الأسد المواد الكيماوية في ضرب أبناء شعبه، كما أنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها معاقبته عسكريا، لكن لم يتوقف الجاني عن تكرار جنايته، ولم تجدِ العقوبات العسكرية في ردعه !، لذلك عندما يقرر الرئيس الأمريكي وحلفاؤه اليوم توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري عقابا له على قصف «دوما» بالسلاح الكيماوي، فإن عليهم أن يختاروا بين ضربة فاعلة تجعله يفكر ألف مرة قبل تكرار جريمته، أو أن يتم الاكتفاء كما في السابق بضرب أهداف فارغة تم إخلاؤها ! في الحقيقة ما لم يتوجه أحد صواريخ «الكروز» الأمريكية إلى قصر «المهاجرين» الرئاسي في دمشق، فإن أي قصف لم يشكل فارقا لرئيس النظام السوري، فهو لم يكترث لأرواح أطفال ونساء وشيوخ ورجال شعبه الأبرياء حتى يكترث لأرواح جنوده !. ورغم أن جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية تستحق تدخل المجتمع الدولي ليس لمعاقبة النظام بالضربات الصاروخية، وإنما محاكمته بعد أن فقد شرعيته في الاستمرار في السلطة، إلا أن تعقيدات الدعم الذي يلقاه النظام من روسيا تجعل خيار التجريد من السلطة والمحاكمة بعيدة في هذه المرحلة، وبالتالي فإن خيار العقاب العسكري يجب أن يكون مؤثرا وفاعلا في الحد من قدرات النظام العسكرية وإعادته إلى نقطة تكافؤ على الأرض تدفعه للقبول بالتسوية السلمية وتدفع حليفه الروسي لبعض التواضع الواقعي،…
الأحد ١١ مارس ٢٠١٨
استقبلت بريطانيا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استقبال رؤساء الدول، وقدمت إشارات عديدة على أهمية ضيفها، منها لقاء مع الملكة العتيدة نادرا ما يحظى به غير رؤساء الدول في قصر باكنغهام، كما أن الزيارة تضمنت لقاءات ونشاطات على مستويات سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية عالية وفاعلة، مما يعكس اهتمام البلدين بعلاقات وثيقة تحقق مصالحهما المشتركة! والأكيد أن السياسة السعودية نجحت في تصويب المواقف البريطانية من العديد من القضايا الإقليمية التي تهم السعودية، وعلى رأسها القضية اليمنية حيث جاءت تصريحات وزير الخارجية البريطاني الحاسمة حول حق المملكة في حماية حدودها وسلامة أمنها لتطوي صفحة مواقف سابقة متذبذبة له حول الأزمة اليمنية! إعلان تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، ودعم الحكومة البريطانية لرؤية ٢٠٣٠، والتعاون في مجالات التعليم والصحة والثقافة والتجارة والاستثمار، بالإضافة لتعزيز التعاون العسكري والأمني، يؤكد من جديد أهمية المملكة للبريطانيين كأهم حليف وثيق في المنطقة، كما يضمن للسعوديين تفاهما مع السياسة البريطانية المؤثرة في القضايا الإقليمية والدولية، ودعما للمصالح السعودية التنموية والدفاعية! الأمير السعودي الشاب وصل إلى لندن تسبقه سمعته كشخصية فريدة تقود بلاده نحو التغيير، وغادرها وقد ترك فيها انطباعات تعزز صورته كقائد مختلف ينتمي لفئة صناع التاريخ! المصدر: عكاظ
الخميس ٠٨ مارس ٢٠١٨
نشرت وسائل الإعلام أمس صورا لأميري قطر الحالي والسابق وهما يحضران مباراة في كرة القدم أقيمت في باريس بين فريقي ريال مدريد الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي المملوك لجهاز قطر للاستتثمار! النادي الباريسي كان أحد الأقنعة الناعمة التي اتخذتها قطر ضمن سياسة رسم صورتها العالمية، فبعد فشلها في الاستحواذ على نادي برشلونة الشهير، اتجهت للنادي الباريسي المغمور لتعمل على الدفع به إلى واجهة كرة القدم العالمية، تغريها في ذلك تجربة المليونير الروسي أبراموفيتش عندما اشترى نادي تشيلسي ورفعه من منطقة الوسط ليجعله يناكف أكبر أندية الكرة الإنجليزية تاريخيا ليفربول وآرسنال ويونايتد! لكن أهداف المليونير الروسي كانت في الغالب استثمارية بينما اختلطت الأهداف السياسية بالاستثمارية في الحالة القطرية، وما المبالغة في دفع قيمة فسخ عقد وانتقال النجم البرازيلي «نيمار» من برشلونة إلى جيرمان والتي بلغت ٢٢٢ مليون يورو إلا مؤشر على أن الهدف يتجاوز تماما شراء الموهبة الكروية إلى شراء الهالة وفرض النفوذ الذي سعت سلطة قطر لتوظيف المال فيه سياسيا لشراء الأدوار والمواقف والمنصات التي تعطي قطر حجما يتجاوز مساحتها على الساحتين الإقليمية الدولية! السياسة بالنسبة لسلطة قطر ككرة القدم ليست سوى لعبة يمكن ممارستها، وتملك الكثير من المال الذي أفسد السياسة والرياضة، لذلك ستستمر مشاركة قطر في اللعب حتى وإن كان لعبا خشنا يفتقر للروح الرياضية، لكن المال لا…
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
ألغت هيئة الإذاعة والتلفزيون التعاقد مع موظفة قيادية بسبب لقطات مصورة لها نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثارت انتقادات واسعة، الأمر الذي أثار السؤال الجدلي المتكرر في معظم المجتمعات في مثل هذه الحالات حول الخط الفاصل بين العام والخاص في حياة الإنسان ! فهل أصبحت حياة الإنسان الخاصة رهينة لحياة وظيفته العامة ؟! سؤال إشكالي ستتباين الردود عليه من زوايا مختلفة، ورغم أنني من أميل لمقولة «دعوا الخلق للخالق» ما دام الإنسان لا يخالف قانونا ولا يرتكب جرما في تصرفات حياته الخاصة أو العامة، إلا أن هناك من يرى أن السلوكيات والتصرفات في الأماكن العامة ليست حياة خاصة ما دامت تتصل بالآخرين وتتفاعل مع ذائقة المجتمع وتتقاطع مع ثقافة هويته السائدة ! والحقيقة أن شاغل الوظيفة العامة يتحمل مسؤولية تتجاوز حدود مكتب عمله، عندما يصبح كشخصية عامة أنموذجا لا يمثل نفسه وحسب، بل يصبح مقيدا بحدود قالب هذا النموذج وتأثيراته على المجتمع، لذلك ينتظر دائما من شاغلي الوظائف القيادية ومشاهير المجتمع أن يعيشوا تحت الضوء حياة مثالية، وهذا يشكل عبئا كبيرا أعتبره من أعباءالوظيفة العامة والشهرة المكتسبة التي يجب أن يتم إدراكها عند توقيع عقود العمل أو الانطلاق في عالم الأضواء والشهرة !. المصدر: عكاظ
الخميس ١٨ يناير ٢٠١٨
أعفى وزير النقل مدير الطرق في جازان على خلفية وقوع حادث مروري ذهب ضحيته ٦ أفراد من عائلة واحدة بسبب سوء حال الطريق الواصل بين محافظتي صبيا وهروب، وقصور صيانته ! في الحقيقة أشعر بحنق كبير من مثل هذه الأخبار لسببين، الأول لفقدان أبرياء حياتهم بسبب تقاعس إدارات حكومية خدمية عن القيام بواجباتها، والثاني لأن الأمر استلزم موت ٦ أشخاص ليلفت نظر الوزير لسوء أداء أحد موظفيه ! ولدي سبب ثالث شخصي، فقبل بضعة أشهر زرت محافظة هروب وأثناء سلوك الطريق الواصل بين مركزي رازان والجبل الأسود، هالني تساقط الكتل الصخرية على الطريق مما جعل عبوره خطرا جدا، خاصة أنه يستخدم لنقل الطلاب لمدارسهم، وذهلت لأن تلك الكتل الصخرية تتساقط باستمرار دون أن تكترث إدارة النقل بالمنطقة لإزالتها أو تأمين أماكن سقوطها بشباك مخصصة للمنحدرات الصخرية الشبيهة، وقد قمت يومها بتصويرها وإرسالها فورا لوزير النقل السابق مع رسالة شخصية تلتمس توجيها لإدارة صيانة الطرق بالتدخل لمعالجة الحالة، وبدلا من أن يرد عليّ برسالة ابشر تم التوجيه ولو من قبيل المجاملة، كان جوابه أن الطرق تخضع لجدولة صيانة دورية، فأجبته ساخرا بأن ما يحتاجه الأمر هنا ليس صيانة «دورية» بل صيانة «فورية» ! في الحقيقة الأمر لا يحتاج لحوادث مروعة تنبهنا إلى أحوال بعض الطرق خاصة طرق السفر الواصلة بين محافظات…
الأحد ١٤ يناير ٢٠١٨
يبدو الغرب متعايشا مع نظام الملالي الإيراني، رغم كل العدائية التي يظهرها الطرفان لبعضهما منذ قيام الجمهورية الإسلامية، ورغم كل التناقضات التي تجسدها قيم ومبادئ وأهداف هذه الجمهورية الدينية الرجعية مع القيم والمبادئ والأهداف الغربية! تبدو العلاقة بين النظام الإيراني وحكومات الغرب علاقة شاذة بكل متناقضاتها التي ما زالت تبقي على شعرة معاوية مهما بالغ النظام الإيراني في تمرده على النظام العالمي، وتنمره على السلام الإقليمي، وطموحاته النووية، ودعمه للتنظيمات الإرهابية، وتدخله في شؤون جيرانه! أحيانا لا أفهم هذه العلاقة المتناقضة، ولا أجد سوى الخضوع لفكرة نظرية المؤامرة لمحاولة فهمها، فلا شيء يمكنه أن يبرر نجاح إيران في الإفلات بتمردها على القانون الدولي سوى أنها تلعب دورا لخدمة مصالح الغرب! بالأمس تمخضت تهديدات الرئيس الأمريكي بتقويض الاتفاق النووي زبدا سياسيا لا يختلف عن زبد البحر، فلا شيء تغير، فجعجعة الرئيس ترمب فيما يتعلق بإيران بلا طحن، أما اللافت فهو تمسك الإيرانيين الشديد بالاتقاق والتوعد بالويل والثبور في حال المساس به، في الوقت الذي كان المرشد خامنئي عند إبرامه يعتبره اتفاقا شيطانيا مس سيادة إيران فيما يشبه لعبة تبادل الأدوار بين المتشددين والمعتدلين في طهران، وفي إيران الاعتدال ليس سوى ثوب يرتديه المتشدد عند الحاجة! في الحقيقة طبيعة علاقة زواج المتعة الشاذة بين الغرب وإيران، تنبه دول المنطقة إلى أهمية الحذر،…
الخميس ١١ يناير ٢٠١٨
حصلت صباح أمس على فرصة ثمينة لحضور الاجتماع الأسبوعي للجنة التنفيذية لتحسين أداء الأعمال في القطاع الخاص المنبثقة من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ومشاركة وزراء ومحافظي هيئات وممثلي قطاعات حكومية متصلة بقطاع الأعمال والاستثمار ! الاجتماع في الحقيقة هو أحد مطابخ مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية لتحسين بيئة الاستثمار وتسهيل إجراءات ممارسة الأعمال التجارية من خلال مبادرة «تيسير» التي تجمع جميع معاملات وإجراءات ممارسة النشاط التجاري تحت مظلة منصة واحدة، تجعل الراغبين في الاستثمار ومؤسسي وممارسي الأعمال يتعاملون مع موظف حكومي شامل ينجز جميع الإجراءات والمتطلبات والتراخيص اللازمة دون عناء ! خلال الاجتماع الذي ضم أكثر من ٤٠ مسؤولا حكوميا رفيعا، اتخذت مقعدا خلفيا منزويا لأتفرج على مشهد لا يراه عادة أمثالي من العامة لكيف يدير كبار المسؤولين نقاشاتهم ويعبدون طرق قراراتهم، وكيفية تذليل العقبات لتحقيق الأهداف المنشودة واللازمة للوصول لرؤية ٢٠٣٠، و تمنيت لو أن بعض هذه الاجتماعات تسجل وتعرض على المجتمع ليتعرف الناس على الحراك الكبير الذي تشهده الحكومة لتحقيق أهدافها !. أجمل ما شهدته كان جو الشفافية والمصارحة بين كبار مسؤولي الدولة لوضع التحديات على طاولة التشريح، وحزم محاصرة خلق الأعذار في التقصير أو التأخير، فالعنوان الوحيد للمجتمعين هو المستقبل ولا مجال لأي أحد أن يتخلف عن ركبه !. المصدر: عكاظ