الثلاثاء ٠٢ يناير ٢٠١٨
كما توقع كثيرون، بدأت بعض المتاجر والمقاهي والمطاعم بالتلاعب بالأسعار فور سريان تطبيق ضريبة القيمة المضافة، فرفعت أسعارها بشكل غير معلن لجبر كسور الهلل مع الضريبة ! وإذا كان مراقبو وزارة التجارة يبذلون جهودا لرصد المخالفات والتجاوزات فإن أعدادهم تجعل من تغطية جميع زوايا السوق أمرا مستحيلا، لذلك فإن وعي المستهلك وتدقيق فواتيره ثم إرشاد المراقبين لمواقع المخالفات هو خط الدفاع الأول عن حقوقه ووسيلة الردع الأساسية للتجاوزات !. صحيح أن هناك تكلفه زادت على التاجر بتطبيق الضريبة على نفقاته التشغيلية وعقود الإيجار، لكن هذا لا يبرر تمرير زيادات في الأسعار وصلت قبل احتساب الضريبة في بعض الفواتير المتداولة إلى ١٠٪ ! بعض التجار لا يكتفي باستغفال المستهلك، بل واستغلاله، فعلى سبيل المثال رفع سعر كوب قهوة ١٠٪ لتعويض تكلفة ٥٪ ضريبة على تكاليف التاجر يعني أنه سيضع ٥٪ فائضة في جيبه، بينما يدفع المستهلك في النهاية زيادة ١٥٪ على ما اعتاده لنفس المنتج، وهذا استغلال لا يبرره أي حديث عن ارتفاع التكاليف على التاجر ! وكنت سأقترح فرض ضريبة على الجشع، لكنني أدرك أن التاجر الجشع سيدفعها من جيب المواطن أيضا ! المصدرك عكاظ
الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧
يقال الصراخ على قدر الألم، وبالنسبة للميليشيات الحوثية الإيرانية، فإن «الصاروخ» على قدر الألم ! في كل مرة يرسل فيها الحوثيون صاروخا باتجاه الأراضي السعودية أو يشنون هجوما يائسا على الحدود، فإنهم يعبرون عن حالة الضغوط التي يتعرضون لها سياسيا وعسكريا داخل اليمن، وزاد وضعهم بؤسا سقوط ورقة الرئيس اليمني السابق علي صالح وحزبه، التي وفرت لهم بعض الغطاء لمشروعهم الانقلابي ! اليوم يعيش الحوثي تحت وطأة النقمة الشعبية في صنعاء والهزائم العسكرية في محافظات يمنية عديدة، ساهم قتل الرئيس السابق في تزعزع جبهاتها وانقلاب سكانها على المشروع الحوثي الذي يزداد تشرخا يوما بعد يوم ! إطلاق الصواريخ الرديئة الكفاءة في الحقيقة لا يقدم شيئا للحوثيين بقدر ما يقدم المبررات للتحالف العربي لتشديد ضرباته، ويسهل إقناع المجتمع الدولي بخطر أفعال الحوثي والتدخل الإيراني في دعمه بالأموال والأسلحة والخبراء، كما أنه يسرع في حصول المملكة على الأنظمة الصاروخية الدفاعية المتطورة ! باختصار.. كل صاروخ يطلقه الحوثي باتجاه السعودية يسقط حقيقة في صعدة ! أما صواريخنا فأطلقها إعلان أكبر ميزانية في تاريخ السعودية تحمل آمالنا وتطلعاتنا وطموحاتنا نحو المستقبل! المصدر: عكاظ
الأحد ١٧ ديسمبر ٢٠١٧
طيلة عقود من الزمن انحصرت لعبة شعارات القومية والتحرير والمقاومة في «القومجية» العرب، عزفوا عليها لتأطير الأنظمة الثورية الدكتاتورية، وتسلحوا بها لقمع الشعوب وتخوين المخالفين، وجعلوا منها مشروعاً تصغر أمامه كل مشاريع تنمية الأوطان وبناء الإنسان ! كان الخليجيون يقفون دائما على مسافة من عرب الشعارات الثورية، رفعوا الشعارات القومية دون أن تكون على حساب المسؤوليات الوطنية والتنموية، وآمنوا بمشروع تحرير فلسطين ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي دون أن يفرطوا بالعقلانية في التعاطي مع الواقع، هذا التوازن الناجح في التعامل مع قضية الشرق الأوسط الرئيسية جلب للخليجيين نقمة أنظمة فشلت في تحقيق أي من أهداف شعاراتها الثورية والسياسية والتنموية، وكراهية وحسد شرائح من شعوب نفست عن غضبها من أنظمتها الفاشلة، بالغضب من أنظمة الخليج الناجحة ! اليوم هناك تغير في المشهد الخليجي، نجد سلطة قطرية تعزف نشازا بألحان «القومجية»، ويضع تاجرها كرسيه وسط دكاكين الشعارات، وإعلاما محسوبا على أموالها يزايد في سوق الشعارات على سلع دكاكينها ! اللافت أن هناك في الدوحة من يريد أن يجمع النقيضين، يُلبس جسد الرفاهية التنموية ثوب القومجية الثورية، مستغلا سذاجة نفس الجمهور الذي خدع لعقود من الزمن من الأنظمة الثورية التي تاجرت بمشاعره وباعت قضاياه بأبخس الأثمان، أما المشترك بين الدوحة وعواصم شعارات المقاومة والتصدي فهو أن العدو لديهم ليس إسرائيل بل السعودية، والمستهدف ليس تل…
الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠١٧
منذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا ألمس مشاعر كراهية غير مفهومة لدى كثير من العرب تجاه الخليجيين والسعوديين تحديدا، وطيلة عقود من الزمن لم أجد مبررا لهذه المشاعر السلبية المتوارثة سوى الغيرة والحسد، ليس من امتلاك دول الخليج العربية للثروة النفطية بل من تطويعها لنماء الأوطان ورخاء الإنسان ! فالثروة النفطية التي حباها الله لدول الخليج العربية، قد وهبها الله أيضا لدول عربية أخرى كالعراق وليبيا والجزائر، وزاد عليها لهم مصادر المياه وخصوبة الأرض والمعادن الطبيعية والغاز، لكن جميع تلك الدول غرقت في الدكتاتورية السياسية والفقر الاجتماعي والتخلف التنموي، بينما سخرت دول الخليج ثرواتها لنماء مجتمعاتها ! وفي الوقت الذي لا يخلو فيه بلد عربي من مشاريع تنموية مولتها الحكومات الخليجية، أو تضم خزائنها أموال الهبات والودائع الخليجية، نجد أن الجحود والنكران هو الفائدة الوحيدة التي تجنيها دول الخليج على هذه الأموال الطائلة ! وبينما تاجرت العديد من الأنظمة العربية الثورية والأنظمة المتعاقبة بالقضية الفلسطينية ولم تقدم لها سوى الشعارات والخذلان، نجد أن حكومات وشعوب الخليج العربي ناصرت هذه القضية في جميع المحافل الدولية، وقدمت للشعب الفلسطيني الدعم المادي في أرضه والاحتضان لمغتربيه في أرضها، في الوقت الذي حوصر فيه مهجروه في مخيمات دول التصدي والممانعة بين مطرقة التضييق المعيشي وسندان التضييق الأمني، ورغم ذلك نجد أن الأعلام الخليجية…
الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠١٧
استطاع عون أن يحب ألد أعدائه، سورية وحزب الله، اللذين أسقطا حكومته العسكرية ودفعاه للهرب من قصر بعبدا عام 1990م بشكل مهين لشرفه العسكري ومذل لرجولته وهو يخلف وراءه أسرته، لكنه لم يستطع أن يحب السعودية التي لم تمس يدها شعرة واحدة من رأسه، أو تؤذي أذنه بكلمة واحدة، وحققت له حلم الرئاسة بمباركتها لاتفاق التسوية الذي أخرج لبنان من فراغها الرئاسي ! لماذا يكرهنا «عون»؟! سؤال يبحث له السعوديون عن إجابة، فإذا كان بعض اللبنانيين يكرهون السعودية بسبب ارتباطهم الطائفي بإيران أو السياسي بسورية، فما الذي يدفع سياسيا لبنانيا مسيحيا كانت الخصومة مع النظام السوري وحزب الله الإيراني التبعية عقيدته السياسية طيلة حياته لكراهيتنا؟! ولو سألت أي مواطن سعودي سواء كان شيخا كبيرا أو طفلا صغيرا عن علاقة السعودية بلبنان، لأجاب بأنها علاقة عطاء سخية قدمت فيها السعودية للبنانيين كل شيء لدعم استقرار بلادهم السياسي ونمائه الاقتصادي، وفتحت لهم أبواب الرزق في المجتمع السعودي كما لم تفتحه لأي جنسية أخرى، لذلك يجد أغلب السعوديين صعوبة في فهم سر كراهية بعض اللبنانيين لبلادهم! فإذا كنا نفسر كراهية عرب دكاكين الشعارات بسبب الغيرة والحسد والحقد فإن أي مبرر لا يبدو منطقيا مع من قاسمناهم مالنا في بلادهم وفرص عيشنا في بلادنا! لا شيء يفسر كراهية «عون» سوى أنها جزء من اضطراب…
الأحد ٠٥ نوفمبر ٢٠١٧
تعقيبا على مقالي المنشور في «عكاظ» بتاريخ 2/11/2017، حول معاناة ملاك العقارات المؤجرة مع الإجراءات الطويلة والمتعثرة في المحاكم، التي تمنح المستأجرين الممتنعين عن إخلاء المساكن المؤجرة، رغم انتهاء مدة عقود إيجارها، فرصة المراوغة وإطالة أمد التقاضي، مما يسبب المعاناة الشديدة والخسائر المالية لأصحاب العقارات ويحرمهم من الاستفادة من أملاكهم، أوضح المتحدث لوزارة العدل ماجد الخميس أن هذه المعاناة ستنتهي قريبا وستجد حلا جذريا، عندما يتم نقل دعاوى الإيجار لمحاكم التنفيذ ! في الحقيقة هذا خبر جيد، ويضرب عصفورين بحجر واحد، فنقل اختصاص النظر في دعاوى الإيجار لقضاء التنفيذ سوف يجعل عقد الإيجار سندا تنفيذيا، وتطبق بحق من يخل به عقوبات نظام التنفيذ ولائحته التنفيذية، وهو حسب ما فهمت متصل بالمشروع المشترك بين وزارتي العدل والإسكان لإطلاق برنامج إيجار الذي يوفر مناخا جديدا وقاعدة بيانات للعلاقات التعاقدية في تأجير العقارات، بما يحفظ حقوق جميع أطراف العلاقة التعاقدية، وينتظر أن يطلق هذا البرنامج خلال الأشهر القليلة القادمة ! الحجر الثاني هو تخفيف العبء على المحاكم العامة وتوفير وقتها وجهدها لقضايا أهم، حيث تشكل دعاوى عقود الإيجار نحو 20 - 30% من مجموع قضايا المحكمة العامة ! المصدر: عكاظ
الإثنين ٣٠ أكتوبر ٢٠١٧
في حوار أجرته معه محطة «سي بي اس» الأمريكية قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إن أحد أسباب الخلاف مع جيرانه أن بلاده تدعو لحرية التعبير بينما ترى دول التحالف الأربع في ذلك تهديدا لها، وأكد أن حكومته لن تغلق قناة الجزيرة، وأنه يقبل بالحوار منذ اليوم الأول شريطة ألا يتدخل أحد في سيادة بلاده! طبعا من يستمع لحديث المسؤولين القطريين عن حرية التعبير يظن أن قطر هي ركن «هايد بارك» الخليج، بينما تمتلئ سجونها الأمنية بكل منتقد لسياسة الحكومة نثرا أو شعرا، وتشهد حدودها على نفي وسحب جنسية كل معارض لها، أما صحفها التي تابعتها في كل مرة زرت فيها الدوحة أو مررت بأجوائها على متن الخطوط القطرية فمن النادر أن تجد فيها انتقادا يتجاوز قشور الخدمات البلدية! أما قناة الجزيرة فحريتها طالت كل بقاع الأرض باستثناء الدوحة، حيث وقعت محاولة انقلابية، وجرى تهجير 6 آلاف مواطن قطري إلى الحدود، وفتح مكتب تجاري إسرائيلي في قلب قطر، وتجول رؤساء ووزراء إسرائيليون في شوارع الدوحة وداخل مكاتب الجزيرة نفسها دون أن يكون لذلك نصيب وافر من أخبار نشراتها أو نقاشات برامجها! ومن حق أمير قطر أن يدافع عن سيادة بلاده ويطالب بعدم التدخل فيها، لكن هل احترمت حكومة بلاده طيلة 20 عاما سيادة الآخرين؟! لا لم تفعل، فتدخلاتها في…
الأحد ٠٨ أكتوبر ٢٠١٧
لو كنت أملك عصا موسى ومال قارون لمنحت كل مواطن أرضا وقرضا من صندوق التنمية العقاري، لكنني لا أملكهما ولا الصندوق العقاري يملكهما أيضا، وبالتالي فمطالب عودة الصندوق لنظامه القديم في منح القروض السكنية لبناء المساكن مع منح الأراضي غير منطقية، لأن الصندوق غير قادر على تلبية الطلبات القديمة ناهيك عن تلبية الطلبات الجديدة ! لنكن واقعيين، فعدد سكان المملكة تضاعف 3 مرات منذ تأسيس الصندوق عام 1975، ورأسماله اليوم مع معدل التحصيل يحتاج إلى نحو 40 عاما لتلبية الطلبات الحالية بمعدل 12 ألف طلب سنويا، ويتوقع أن تتجاوز الطلبات المستقبلية المليون طلب، وبالتالي فإن قدرة الصندوق على مواكبة الطلب بوتيرته المتزايدة تبدو مستحيلة، كما أن من سلبيات نظامه في السابق أنه لم يفرق بين المواطن المستحق وغير المستحق، فلا فرق بين فقير بحاجة للسكن وغني يستطيع توفير السكن، لذلك لا تتحقق عدالة الاستحقاق والغاية الأخلاقية من فكرة قيام الصندوق أصلا، وبالتالي كانت هناك حاجة ملحة لخلق آليات وأدوات وطرق جديدة للتعامل مع الأزمة السكنية وتلبية احتياجات المجتمع ! أعلم أن البعض يشعر بحالة ارتباك في فهم وتقييم السياسات الإسكانية الجديدة، لكن من المهم أيضا فهم تحولات وتغيرات الظروف الاقتصادية والكلفة التنموية، وأنها باتت تفرض واقعا جديدا على الدولة في تنفيذ إستراتيجيات وبرامج التوازن المالي والتحول الوطني والرؤية المستقبلية مما…
الأربعاء ٠٤ أكتوبر ٢٠١٧
خلال رحلة قطار داخل إيطاليا تستغرق 4 ساعات جلس أمامي مسافر أمريكي أبيض، ترافقه زوجته الجنوب أفريقية من أصول هندية، ولم نملك خلال الساعات الأربع إلا أن نتبادل حديثا لم يخل، كالعادة في مثل هذه الحوارات، من رغبة المتحاورين في سبر أغوار ما خفي من الثقافات بين الشعوب ! أدهشني في البداية سعة اطلاعه على ما تمر به المنطقة من أحداث، وأظهر إلماما لافتا كونه ليس إعلاميا أو سياسيا بالخلاف الخليجي مع قطر والأحداث في سورية والعراق، والدور الإيراني في أزمات المنطقة، لكنه لم يفوت الفرصة لطرح السؤال الذي أتلقاه أينما ذهبت: لماذا لا تسمحون للنساء بقيادة السيارة، فهذا المنع غير مفهوم بالنسبة للأجانب، كان جوابي أن بلادي تشهد تغييرا نحو تحقيق رؤية جسورة لمواكبة تحديات الزمن والمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالعالم، وأن مواضيع مثل منع قيادة المرأة ستكون من الماضي وسيستوعبها المجتمع ويدرك أنها لا تصطدم بثقافته الإسلامية ومعايير قيمه الأخلاقية! قال هل الديمقراطية من ضمن المتغيرات، قلت له أحيانا عندما تريد إحداث تغييرات جذرية وتحولات عميقة في مجتمع جامد فإن الديمقراطية قد تكون محصلة وليست محركا، واليوم يقود التغيير في السعودية أمير شاب طموح، لكن التغيير لا يعني الضغط على زر لمرة واحدة أو أن يتم بسرعة تغيير ثوب، فهناك تحولات تتطلب عوامل مساعدة، ومتغيرات كبيرة…
الثلاثاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٧
ربما كنا البلد الوحيد في العالم الذي يجلس فيه رؤساء الأندية على مقاعد البدلاء في مباريات كرة القدم، وهو وإن زعم بعض الرؤساء أن هدفه الدعم المعنوي لفرقهم إلا أنه شكل في غالب الأحيان عبئا على منظمي وحكام المباريات، وضغطا نفسيا على مدربي ولاعبي الفرق! لذلك أجد نفسي منسجما تماما مع قرار اتحاد كرة القدم منع رؤساء الأندية من الجلوس على مقاعد البدلاء خلال المباريات المحلية، وهو قرار يستمد قوة تنفيذه من التنسيق مع الهيئة العامة للرياضة التي تفرد عضلاتها منذ مجيء تركي آل الشيخ مدفوعا بخطة مدعومة لتصحيح الكثير من الاعوجاج والخلل في القطاع الرياضي لتكون الرياضة أحد مقومات تحقيق رؤية 2030 ! لقد عانى القطاع الرياضي كثيرا وطويلا من حالة انفلات تسببت في فوضى داخل الملاعب وخارجها، سمحت باقتحام بعض ممن لا صلة لهم بالرياضة لميدانها طلبا للشهرة والوجاهة وتحقيقا للمنافع الشخصية مما أفسد مناخها، وأربك أداءها، وغيب معاني التنافس الشريف ومس الروح الرياضية وتسبب في احتقان الجماهير وتأجيج التعصب والكراهية ! يبدو أن الخطة ليست تحسين بيئة الملاعب وحسب، بل تحسين بيئة الرياضة نفسها، بتنقيتها من المنتفعين والمتعصبين، ممن لم يميزوا بين الخدمة العامة والمنفعة الخاصة، وسمو الرياضة وتعصب الميول ! المصدر: عكاظ
الإثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠١٧
تمضي إيران في سعيها لامتلاك القدرات النووية على خطى كوريا الشمالية، ولن تمنعها عقوبات الغرب ولا تهديداته الإعلامية من بلوغ غايتها، تماما كما فعلت كوريا الشمالية ! القصة النووية الإيرانية تكاد تكون نسخة مكررة للقصة الكورية، طموح لا يردعه تهديد ولا تكبحه عقوبات، يسابق الزمن ليكون أمرا واقعا يفرض نفسه على المجتمع الدولي ! ما يقلق فعلا هو أننا نعلم نهاية القصة الإيرانية، ونشاهد حاليا كيف يقف العالم عاجزا أمام امتلاك كوريا الشمالية القدرات النووية، فرغم كل التهديدات التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلا أن الواقع يفرض نفسه، فأي خطوة عسكرية لتجريد كوريا من سلاحها النووي سيكون ثمنها حربا نووية مدمرة لربع الكرة الأرضية، وبالتالي لن تتجاوز التهديدات الأمريكية سقف الصوت، وهو ما سيحدث أيضا مع البرنامج النووي الإيراني عندما نفيق ذات صباح على خبر إجراء إيران تفجيرها النووي الأول! السؤال الذي يطرح نفسه على أي حافة ستقف المنطقة بعد امتلاك إيران السلاح النووي، وأي وسيلة يمكن أن تدافع بها دولها عن نفسها في وجه نظام لم يتوقف طيلة ٤٠ عاما عن التوسع ومحاولة فرض هيمنته الأيدلوجية والعسكرية على المنطقة ؟! من حق العرب والخليجيين تحديدا أن يبدوا قلقهم من طموحات جارهم النووية، فهذا الجار تورط في جميع الحروب التي وقعت في المنطقة وله إصبع في كل أزمة تعاني…
الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧
العلاقة بالوطن كالعلاقة بالأم، كل الأيام فيها أيام بر ووفاء وعطاء، وما تحديد يوم في السنة للاحتفاء بهذه العلاقة إلا دلالة رمزية على رابط يبدأ بين طرفين منذ الولادة وحتى النهاية ! وكما أن المواطنة ليست شعارا يكتب أو شعرا يردد، فإن الوطنية ليست علما يرفع ولا نشيدا يردد، هي علاقة تكاملية متكافئة بكل واجباتها ومسؤولياتها، لذلك عندما نتحدث عن الوطن والمواطن فإننا نتحدث عن عقد شراكة ممتد يستلهم من الماضي ويبني الحاضر ويرسم المستقبل ! حب الأوطان عند الإنسان حب فطري كما هو حب الأم، فهو مصدر الهوية ومعنى الانتماء ودافع التضحية ومحفز البناء، نبنيه لنعيش فيه، ونرفع أسواره لنحتمي به، كما هو يعيش بنا ويبنى بسواعدنا ! وعندما نحتفل اليوم بمرور ٨٧ عاما على ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية، فإننا في الحقيقة نحتفي بإرث أجدادنا وآبائنا الذين جاهدوا وكافحوا وكابدوا حتى نحتفل اليوم بوطن يزهو بثياب التقدم والازدهار والرفاهية والأمن والسلام ! اليوم نستلهم من قصة الملك المؤسس عبدالعزيز معاني المثابرة على تحقيق الأهداف والغايات ورؤية المستقبل، ونستشعر أهمية مواصلة الكفاح لنستكمل المسيرة نحو مستقبل جاهد أجداد الماضي في التأسيس له وآباء الحاضر في التمكين له، وسيحمل الأبناء راية مسيرته! كل عام وكل يوم وكل لحظة ووطني عزيز وإنسانه شامخ ! المصدر: عكاظ