الثلاثاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢٠
مثّلت الإنجازات الإماراتية الأخيرة في مجالات الفضاء والطاقة والصحة حالة فريدة من تكامل الاستراتيجيات، التي تصبُّ في مسار واحد، وهو مسار رفاه الإنسان، وجودة حياته، وحماية مستقبله، الأمر الذي يؤكد صواب تفكير وحكمة القيادة التي رأت أن الاستثمار في شباب الدولة وتجهيزهم بالمهارات والمعارف، الرهان الرابح لضمان استمرارية التقدم والتطور، بشكل يعزز من قوة الدولة ومكانتها. الإمارات وخلال فترة وجيزة أرسلت 3 رسائل للعالم، تؤكد فيها أن استراتيجيتها المستقبلية تسير بثبات، فبإطلاق «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ، إلى دخول عالم البحث عن اللقاحات وانتهاء بتشغيل محطة «براكة» للطاقة النووية السلمية تسير الدولة في إطار منظومة متكاملة.. هذه المنظومة بنظرتها الشمولية تسعى إلى إيجاد حلول علمية للتحديات، التي فرضتها تطورات العصر. إن استكشاف المريخ يعد فرصة للإسهام الفعلي مع الدول المتقدمة مثل الصين وأمريكا، للحصول على معلومات قيّمة عن كوكب آخر في النظام الشمسي، بشكل يوفر معلومات مهمة حول آليات مواجهة مشكلات الأرض، مثل: الاحتباس الحراري والتصحر والمشكلات البيئية وغيرها، والتركيز على الطاقة النظيفة والتي تعتبر محطة براكة جزءاً منه، ما يُسرِّع من عملية الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر ضمن استراتيجية أكبر للطاقة المتجددة بهدف الحفاظ على البيئة والإنسان. وبجانب ذلك يشكل الدخول إلى مجال اللقاحات تدخلاً صحيّاً لحماية الملايين من الأرواح، وبهذه المشاريع الاستراتيجية تبرز تكاملية استراتيجية الإمارات الهادفة بشكل رئيسي إلى…
الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٩
«حينما كان بعض حلفاء (الناتو) يسحبون قوّاتهم العسكرية من أفغانستان، أرسل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المزيد من مقاتلات «إف 16»، وأفراداً من «القوات الخاصة»، مزيحين ضغوطاً عن الجيش الأميركي من حيث تعويض النقص الذي حصل بسبب القوات المغادرة. لم تكن هذه الفقرة التي وردت في كتاب وزير الدفاع الأميركي السابق جيمس ماتيس (استدعاء إشارة الفوضى Call Sign Chaos) مجرد حادثة تاريخية يرويها قائد عسكري كان مشاركاً في صناعة الحدث وشاهداً عليه، بل جاءت ضمن سياق الحديث عن التحالفات الدولية، وكيف تُبنى الثقة بين الدول، وكيف للقادة الحقيقيين أن يؤسسوا تاريخاً مشرفاً لدولهم، متسلحين بالمصداقية والوقوف إلى جانب حلفائهم في أصعب الظروف، وعندما تتعقد الأزمات وتنتهي إلى مفترق طرق. من يقرأ كتاب ماتيس يشعر بمدى الثقة التي يوليها العالم للإمارات، ففي ظل حالة الانفتاح غير المحدود الذي فرضته تطورات العصر، لا يمكن لأي دولة أن تسير وحدها في هذا الفضاء الواسع، بل يتحتم على الدول نسج تحالفات وشراكات تمكنها من بلوغ أهدافها، وهذا ما يؤكده وزير دفاع أكبر دولة في العالم بقوله: «أصدقاء مثل الإمارات وقفوا معنا حينما احتجنا إليهم». هذا التقدير العالمي للإمارات ولجيشها هو نتاج رؤية ثاقبة وفكر استراتيجي تبنته قيادة الإمارات، فالدول لا يمكن أن تنهض اقتصادياً من دون أن تكون لديها قوة قادرة…
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨
اتفاق الحديدة الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية خلال مشاورات السلام التي عُقدت في السويد، قد يكون بصيص النور المنتظر في نهاية النفق الذي احتجز الحوثيون فيه اليمن وشعبه منذ استيلائهم على السلطة الشرعية في عام 2015. فما الذي تغير في هذه المشاورات؟ ولماذا أنتج أسبوع استوكهولم ما لم تنتجه جولات عديدة وطويلة سابقة؟ وهل الأزمة اليمنية باتت أقرب إلى الحل السياسي من أي وقت مضى؟ أم أنها حلقة جديدة من حلقات التلاعب الحوثي؟... تساؤلات عديدة مطروحة اليوم بعد الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة بين وفدي الحكومة اليمنية الشرعية والميليشيات الحوثية. الجهود السياسية للأمم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية، كانت ولا تزال تلقى كل الدعم من التحالف العربي، الذي كان واضحاً منذ اليوم الأول لتدخله، فلا مكاسب أو مغانم له في اليمن، سوى تهيئة الظروف المناسبة للأطراف اليمنية كافة للجلوس إلى طاولة المفاوضات، والبحث عن حلول سياسية تفضي إلى تسوية دائمة تعيد إلى اليمن دوره الطبيعي في المنطقة، بعيداً عن الصراعات الطائفية التي أشعلتها الميليشيات الحوثية خدمةً لإيران، وتنفيذاً لأجندة طهران التي تعتمد على تأجيج النزعات المذهبية والطائفية، لتدمير المجتمعات العربية والتغلغل فيها عبر هذه النافذة المقيتة. من المعروف أن المشاورات السياسية في أي نزاع أو أزمة يحكمها الواقع على الأرض، وموازين القوة والربح والخسارة، وهذه العوامل حاضرة دوماً في أي مفاوضات…
الإثنين ٢١ مارس ٢٠١٦
تحتفي الإمارات بأمها.. فتزداد ألقاً على ألق، فهي تكرم سيدة العطاء صاحبة الخصال الحميدة والقيم النبيلة. الإنسانة التي آمنت برسالتها وأدركت عظم مسؤوليتها، فكانت القدوة والمثل، لتملك القلوب والعقول بتواضعها وتفانيها لأجل الآخرين، وبإيمانها بأن الحياة مسيرة كفاح وإنجاز. فالتحية لك في يوم الأم يا «أم الإمارات»، يا رفيقة درب المؤسس ونبع الخير «أبونا زايد»، يا من قدمت للعالم أنصع صورة عن المرأة العربية المسلمة، الفخورة بدينها وتقاليدها وأصالتها. عندما نذكر اسمك يا أمنا نختزل كل معاني الوفاء والعطاء والإنسانية، ومعاني الريادة واستشراف المستقبل، وتعجز الكلمات عن الوصف، ونقف وقفة عز وشموخ أمام حجم الإنجاز، واتساع الأفق الذي ميزك منذ بدايات تأسيس الدولة، فوقفت إلى جانب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تؤازرينه وتساندينه في مساعيه الخيرة المتطلعة للوحدة والاتحاد، ولبناء دولة يفخر كل أبنائها بأنهم يحملون اسمها ويفترشون أرضها ويستظلون بسمائها. ففي الوقت الذي كان القائد المؤسس يبني دولة تعانق السماء مجداً وعزاً، كنت يا «أم الإمارات» تبنين أسرة قادرة على العطاء والإنجاز، فبرؤيتك الثاقبة ونظرك البعيد آمنت بأن المجتمعات لا تستمد قوتها فقط من قوة اقتصادها ونجاعة سياستها، بل كذلك من جهود أبنائها المؤمنين بوطنهم، فأوليت الأسرة جُل اهتمامك يقيناً منك بأن الأسرة المتماسكة هي نواة الدولة القوية والقادرة على الاستمرار والتقدم والتطور. ولأن…