الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٢
يتجسد التاريخ في مصر كائناً حياً ذي قدرة أبدية على مواصلة المنشط البشري على ضفاف النيل والأهم من ذلك القابلية لإجتراح تحولات مفصلية في مسيرة الثقافة المصرية بل والعربية كذلك. تحولات لا تبدو واضحة في سماء المرحلة الإنتقالية التي تمر بها مصر حالياً. المرحلة الإنتقالية التي تموج بصراعات حية ويومية على شكل الدولة، تلك الصراعات تبدأ من الاستحواذ على كعكة قطاعات وأجهزة الدولة الصلبة إلى جدل بيزنطي ولكن صحي أيضا يتردد صداه عبر الإعلام المصري حول هوية الدولة وماهية الفكرة التي تقف خلفها. يجب علينا أن ننتبه هنا إلى أن التاريخ إذ يصنعه البشر سواء بأفعالهم المتراكمة أو بهباتهم المفاجأة التي لا تعرف اللونين الأبيض والأسود فحسب، بل تتخللها الكثير من الظلال المواربة والمناطق الرمادية بين المثاليات التي تحرك جماهير الناس وينّظر لها المشتغلون بالسياسة والفكر ووقائع الحاضر، ونقصد هنا حاضر العرب بكل مافيه من احتقانات اجتماعية واقتصادية وسيناريوهات تفكك كياني يزّنر عدداً لا يستهان من بلدانهم، لذا كان من الطبيعي حد البداهة توقع أن تكون مآلات الثورات العربية المتتالية والتي أنحرفت في غالبها عن مسارها السلمي مرتبطة بتجربة الحراك الشعبي المصري التي استطاعت أن تمضي في درب الآلام الخاص بها رغم كل الكبوات التي لم تغير الإتجاه العام (دون نسيان الثورة التونسية) والسؤال هنا : لماذا؟ وإلى أين تتجه…