الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٨
هذه هي الإنجازات الحقيقية، وهذه هي رسالة الدول المتحضرة، وهذا هو دور القادة المتميزين، ففضلاً عن بناء دولهم وإسعاد شعوبهم، يساهمون في حل مشاكل العالم والإصلاح بين المتخاصمين، فمشهد يوم البارحة في أبوظبي كان متميزاً ومختلفاً، ويجعل كل إماراتي يفتخر ببلده وقيادته، بل ويجعل كل شريف في العالم يشعر بأن الخير لا يزال موجوداً، وما زال هناك قادة في العالم يمتلكون الحكمة والبصيرة الثاقبة والرغبة الحقيقية في أن يعم الأمن والسلام هذا العالم. إن ما حققه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من إنجاز لم يتمكن من تحقيقه الكثيرون من قبله، فبحكمته ورغبته الحقيقية في إنهاء أزمة حقيقية بين بلدين شقيقين نجح في إنهاء خصام وجفاء، بل وحرب استمرت عشرين عاماً بين الجارتين إثيوبيا وإريتريا، وهذا الإنجاز ليس إنجازاً سياسياً فقط، بل بالدرجة الأولى هو إنجاز إنساني كبير، فقد شاهدنا جميعاً خلال الأيام الماضية لقاء الأسر من كلا البلدين، والأشخاص الذين حرمتهم الخلافات والصراعات من أن يروا بعضهم بعضاً، كما أن بهذه المصالحة تتوقف قافلة الضحايا من كلا الطرفين، بعد أن راح ضحيتها قرابة الـ80 ألف شخص. وتقدير الشيخ محمد لهذا الإنجاز تلخص في تصريحه بالأمس عندما قال: «الخطوة الشجاعة والتاريخية، التي اتخذها قائدا البلدين الصديقين لإنهاء الصراع وفتح آفاق…
الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٨
بعد زيارتين ناجحتين للرئيس الصيني إلى الشقيقتين الكبريين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية في عام 2016، يصل اليوم فخامة شي إلى دولة الإمارات في زيارة تاريخية يترقبها حكومة وشعب الإمارات على حد سواء، فوصول أحد أصدقاء الإمارات في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين لا شك يعتبر حدثاً مهماً، وما بعد هذه الزيارة بلا شك سيكون مختلفاً عما كان قبلها، وتصريحات الطرفين تؤكد أنها زيارة ستفيد مستقبل البلدين والشعبين، وستزيد متانة العلاقة بين البلدين الصديقين. الرهان على الصين ليس على حساب العلاقات مع الغرب، فكلا الطرفين تربطنا بهما مصالح مشتركة، والصينيون أثبتوا أنهم أكثر وفاءً والتزاماً مع أصدقائهم، وأثبتت الصين أنها دولة متوازنة في علاقاتها الدبلوماسية وفي مواقفها السياسية، وبلا شك أنها تمتلك حساً أخلاقياً تفتقده بعض دول العالم الكبرى! لقد أدركت الصين مؤخراً أن عليها وضع خطوط عريضة لسياستها تجاه المنطقة العربية بأسرها، فقامت في عام 2016 بإصدار وثيقة «سياسة الصين تجاه الدول العربية»، التي تكشف حرص القيادة الصينية على رسم خطط مستقبلية للتعاون الصيني العربي القائم بالأساس على مبدأ المنفعة المتبادلة، بعيداً عن أي تدخلات في الشؤون الداخلية أو السياسية. والمثير للاهتمام أن هذه الوثيقة وضعت أسساً جديدة للعلاقات بين الطرفين لا تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية، بل تشمل الجوانب الأمنية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والتعليمية والفكرية…
الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨
ما يجمع دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية كثير من نقاط الاتفاق، وتتشاركان في الرؤى التي يمكن أن تجعل العلاقات بين البلدين ناعمة وقوية ومتصلة مثل خيوط الحرير، وبالرجوع إلى خطاب الرئيس شي جين بينج في افتتاح المؤتمر القومي التاسع عشر للحزب الشيوعي في نهاية العام الماضي، فإن العالم ينتظر دولة مؤثرة على الساحة الدولية وذات دور متزايد، فقد حدد الرئيس شي في كلمته رؤية طموحاً تمتد على مدى العقود الثلاثة القادمة، واعداً بإرساء «دولة اشتراكية حديثة عظمى» بحلول منتصف القرن الواحد والعشرين، حين تصبح «قائداً عالمياً من حيث القوة الوطنية المركبة والنفوذ الدولي» باقتصاد حديث وثقافة متقدمة وقوات مسلحة من المستوى العالمي. لقد نجحت الصين خلال السنوات الماضية وخصوصاً الخمس الأخيرة، في تحقيق الرخاء لأفراد المجتمع الصيني، وأصبح الشعب يتمتع بحياة أكثر «سعادة وأمناً وصحة»، وهذا ما يجعل الرئيس الصيني أكثر طموحاً ممن سبقوه، الأمر الذي بدا واضحاً خلال خطابه عندما حدد خطة للتنمية من مرحلتين كل منها تستمر لخمسة عشر عاماً، وتبدأ المرحلة الأولى من عام 2020 وتنتهي عام 2035 يتم خلالها العمل على بناء مجتمع رغد على نحو شامل. ومن المقرر أن تشهد البلاد عندئذ طفرة كبرى في قوتها الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، وتكون في مقدمة ركب الدول المبتكرة، كما وستعمل على أن تكون حقوق الشعب في المشاركة المتساوية،…
الإثنين ١٦ يوليو ٢٠١٨
ليس غريباً أن تكون أول زيارة لرئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، بعد إعادة انتخابه إلى دولة الإمارات، فالعلاقة التي تجمع البلدين تجعل من هذه الزيارة طبيعية، وحجم الثقة المتبادلة بين قيادتي البلدين يجعل من هذه الزيارة مهمة جداً، والتي ترسخ وتؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية بين شريكين سياسيين واقتصاديين متميزين، بل وصديقين خاصين على المستويين الثقافي والإنساني. صحيح أن فارق الحجم الجغرافي بين البلدين هائل، لكن الأمر الصحيح الآخر هو أن حجم التفاهم السياسي والاقتصادي والإنساني بين البلدين هائل أيضاً، ويجعل من العمل المشترك بين البلدين ممكناً، بل وناجحاً جداً، فدولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية تتميزان بسياسة تصالحية وتوافقية مع الجميع، وفي الوقت نفسه لديهما هدف واضح نحو المستقبل، وهو بناء دولة قوية وبناء مواطنين أكفاء، ومن يدقق في تجربة الصين يكتشف أنها نجحت في أن تكون ضمن القوى العظمى في العالم، وذلك ليس من خلال عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى أو احتلالها للدول أو تدخلها بقوة السلاح، وإنما من خلال خلق الصداقات، ومن خلال الاقتصاد والتطور العلمي والتكنولوجي، وهي في خطتها نحو المستقبل تسير بثقة وتتقدم بقوة، مما يجعل رغبة دول العالم في تكوين علاقات سياسية واقتصادية متميزة معها أمراً واضحاً، وما يشجع الدول نحو هذا الاتجاه هو الشعور بعدم وجود أطماع سياسية أو عسكرية…
الإثنين ٠٢ يوليو ٢٠١٨
الحقيقة في الحديدة وعلى طول الساحل الغربي لليمن هي أن القوات اليمنية المشتركة وقوات التحالف العربي تسيطر على الوضع وتحقق الانتصارات، والحقيقة أيضاً أنها اليوم صاحبة الكلمة العليا على الأرض، فبعد سلسلة الهزائم التي ألحقتها خلال الأسابيع الماضية بميليشيات إيران الحوثية أصبحت الكلمة الأخيرة للتحالف والشرعية، لذا فقد قررت أن تعلن الهدنة وتوقف عملياتها العسكرية قبل أسبوع لتعطي المبعوث الأممي فرصة للتحرك، وتعطي الميليشيات الحوثية فرصة أخيرة للانسحاب، وترك ميناء ومدينة الحديدة بسلام وبلا شروط. هدنة أسبوع كافية جداً كي تأخذ الميليشيات الحوثية قرارها النهائي وتنسحب بلا شروط، وهذه ليست فرصتها الأولى، فقد كان عليها أن تسلم ميناء الحديدة للإدارة الأممية منذ أشهر، لكنها ماطلت وتأخرت في تنفيذ هذا الأمر، ظناً منها أن القوة بيدها. اليوم تغيرت المعطيات على أرض الواقع وأصبح على الحوثيين ومقاولهم الإيراني أن يدركوا أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وأن خيار الحوثي الوحيد أصبح الانسحاب بلا شروط من مدينة الحديدة ومينائها، وهذا ما أكده الوزير أنور قرقاش بالأمس: «أوقفنا مؤقتاً عملياتنا في الحديدة لمنح المبعوث الأممي فرصة لإقناع الحوثيين بالانسحاب»، فالتحالف العربي يتحرك بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفه ويعطي جميع الأطراف الفرص التي يحتاجونها حتى لا يكون لأحد عذر بعد ذلك. والحكومة اليمنية الشرعية واضحة أيضاً في مواقفها وقراراتها، فقد أكدت أن: «الانسحاب الكامل وغير المشروط…
الأحد ٠١ يوليو ٢٠١٨
من المفارقات المثيرة أنه بعد يوم واحد من مرافعة قطر ضد دولة الإمارات في محكمة العدل الدولية وادعائها وجود «تمييز إماراتي ضد مواطني قطر» نجحت الإمارات في انتزاع شهادة دولية من العديد من المنظمات الحقوقية الدولية بإنجازاتها في مجال حقوق الإنسان، وذلك خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف لاعتماد التقرير الوطني الثالث لدولة الإمارات. وما تم إقراره في هذه الجلسة اعتراف جديد من دول العالم والمجتمع الدولي بتطور سجل حقوق الإنسان في الإمارات، التي تبادر دائماً بتحسين حقوق الإنسان في الدولة، والتي نجحت في الوقت نفسه في تحقيق الأمن والأمان وتطبيق القانون على الجميع في بلد يضم أشخاصاً من أكثر من مئتي دولة يعيشون في الإمارات. وفيما يتعلق بالادعاءات القطرية ودعواها ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية في لاهاي حول التمييز ضد القطريين فندت الإمارات كل الادعاءات، وفشلت قطر في تقديم أدلة مقنعة وموثقة إلى هيئة المحكمة فيما يخص ادعاءاتها ضد الإمارات بشأن تمييز تجاه المواطنين القطريين وانتهاك حقوقهم، وكل ما استندت إليه هو تقارير غير موثقة لمنظمات قطرية لحقوق الإنسان، أو تقارير أممية لم يتم اتخاذ الإجراءات الرسمية حيالها، وبالتالي لا يحق للمحكمة الاستناد إلى هذه التقارير؛ لأن قطر قامت بتسريبها دون إذن من الجهات المختصة. أما الخسارة الأخرى التي منيت بها الدوحة خلال الأسبوع…
السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٨
منذ أيّام وميليشيات الحوثي تتجرع من كأس الهزيمة كما لم تتجرعها من قبل، فاستعادة مطار الحديدة من قِبَل لواء العمالقة، بإسناد من قوات التحالف العربي، كشفت للحوثيين حقيقة وضعهم، ورأوا قوة الجيش اليمني والتحالف العربي، فسقط المطار في غضون أيّام، وهرب الحوثيون وتناثروا في كل مكان، ولكنهم بطبعهم الجبان اختاروا أن يختبئوا خلف المدنيين الأبرياء، فرأينا دباباتهم تتمترس في الأحياء السكنية وبين بيوت المواطنين!! لأنهم يدركون أن قوات التحالف والقوات اليمنية المشتركة، تتفادى إصابة المدنيين، فهذه القوات اجتمعت وتشكلت وتحركت وجاءت من أجل إنقاذهم وحمايتهم. وهذا يكشف الحقيقة التي يجب أن يدركها العالم، وهي أن من يحاصر الحديدة هم الحوثيون باستخدامهم أبناء المدينة دروعاً بشرية، وزرع الألغام في كل مكان، وإغلاق مخارج المدينة بهدف تنفيذ تهديدهم بوقوع مأساة إنسانية. لدى العالم خلال هذه الأسابيع القليلة، فرصة كبيرة لتحويل مجرى الحرب في اليمن، ووضع نهاية فعلية للأزمة فيه، فتحرير مدينة الحديدة ومطارها وإكمال ذلك بتحرير الميناء، يشكل أهمية استراتيجية للوضع هناك، وسيدفع الحوثي للرضوخ للقرارات الدولية والعودة إلى مفاوضات سلام عملية وجادة، ومن ثم يبدأ العالم في إغاثة الشعب اليمني في الحديدة وغيرها عبر مطار الحديدة ومينائها، هذا ما يجب التركيز عليه خلال المرحلة الحالية، والجهود الدولية والإقليمية يجب أن تتركز على إنهاء حالة الحرب لا استمرارها. أما تلك التقارير الدولية…
الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٨
بعد أن لحقت الهزيمة النكراء بالحوثيين في مطار الحديدة بالأمس، وطردوا منه تحولت أسلحتهم ودباباتهم مباشرة إلى الأحياء السكنية وبين البيوت، وبدؤوا بترويع المدنيين الآمنين، ولم يردعهم شيء من استخدام أولئك الأبرياء دروعاً بشرية حتى لا تهاجمهم القوات اليمنية، وقوات التحالف العربي! هذا سلوك الحوثيين ليس بالجديد، فقد راهنوا على تركيع أهالي الحديدة عبر الحصار والتجويع والمتاجرة بمأساتهم الإنسانية، إلا أن أهالي الحديدة أثبتوا صموداً أسطورياً لثلاث سنوات متوالية. والانتصار الذي حققته ألوية العمالقة والقوات اليمنية مشتركة بدعم ومساندة من القوات المسلحة الإماراتية ضمن التحالف العربي انتصار كبير، وتأكيد على التحالف العربي مع رجال اليمن، قادرين على الانتصار واستعادة الأراضي والمدن التي استولت عليها المليشيات الحوثية بدعم مباشر من نظام طهران. الجنود الذين اتجهوا لتحرير الحديدة كانوا على ثقة كبير بأنهم منتصرون، لذا فإن تقدمهم كان بثبات وعلى الرغم من العمليات الإرهابية التي قامت بها مليشيات الحوثي في الحديدة، وما قابلها من حرب إعلامية داعية لتشويه دور المقاومة اليمنية والقوات اليمنية المشتركة وقوات التحالف العربي، إلا أن هؤلاء لم ينظروا إلا إلى ساعة النصر، فتحقق الانتصار الأول، وتمت استعادة المطار، وتبدأ المرحلة الأهم في معركة الحديدة، وهي استعادة الميناء الذي تستخدمه المليشيات الحوثية لتسلم الأسلحة والاستيلاء على إيراداته، وبالتالي إطالة أمد الحرب. المليشيات الحوثية ومقاولهم الإيراني يدركون أن القوات المشاركة…
الثلاثاء ٠٥ يونيو ٢٠١٨
تدخل أزمة قطر مع جيرانها العرب عامها الثاني بعد أن أنهت عاماً من المقاطعة والقطيعة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، لقد حاولت الدول الأربع المقاطعة لقطر، وهي المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، وجمهورية مصر العربية، ومملكة البحرين، أن تعيد النظام القطري إلى صوابه وأن تجعله جزءاً مسؤولاً من هذه المنطقة ويشارك الآخرين هموم المنطقة وتحدياتها، ولكن قطر رفضت ذلك قبل المقاطعة وأصرت على الرفض بعد المقاطعة، الأمر الذي وضعها في موقف صعب جداً. وقد أصبح النظام القطري وحيداً في منطقة يفترض أنه جزء منها، وبدلاً من أن يفعل هذا النظام أي شيء يعيده إلى محيطه العربي أصر على الابتعاد أكثر، واختار الذهاب إلى الغريب والارتماء في أحضان طهران وأنقرة. ثلاثمئة وخمسة وستون يوماً من العناد والمكابرة ونشر الأكاذيب ورفض الاستماع إلى صوت العقل، اثنا عشر شهراً من الجري وراء الوهم والبحث عن حلول غير واقعية عند دول وأشخاص لا يملكون الحل ولا يعرفون كيف يضعون نهاية للمشكلة، فقد ذهب النظام القطري إلى الغرب والشرق وجلس في الولايات المتحدة يبحث عن حل لمشكلة المقاطعة التي يعاني منها أشد المعاناة، ذهب مسؤولو النظام بعيداً آلاف الكيلومترات ونسوا أن الحل قريب منهم لا يبعد سوى مئات الكيلومترات! عام كامل كان كفيلاً بأن يكشف كل ألاعيب وتصرفات قطر، وكل ما قام به نظام قطر ضد دول…
الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٨
شهدت أبوظبي ليلة أمس اجتماع وزراء إعلام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، شارك فيه وزراء إعلام كل من الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، وحضره ولأول مرة عدد من الإعلاميين والكتّاب من الدول الأربع، وتكمن أهمية هذا الاجتماع في أنه يضم دولاً اتخذت قراراً جاداً بمحاربة الإرهاب دون أن تنتظر العالم والمجتمع الدولي، فبلا شك أن هذه الدول تتعاون وتعمل مع دول العالم لمحاربة الإرهاب، ولكنها في الوقت نفسه اتخذت قراراً ألا تنتظر حتى يقرر العالم متى يتحرك أو يصنف هذا المجتمع الدولي من هو الإرهابي ومن يمارس الإرهاب، فهذه الدول الأربع تحملت مسؤولية مكافحة الإرهاب. ولا شك أن للإعلام دوراً مهماً جداً في مكافحة الإرهاب، بل هو دور رئيسي، فأهم أدوات الجماعات والمنظمات الإرهابية هي الإعلام من خلال نشر الأفكار المتطرفة، وكذلك إفساح مجال للإرهابيين في وسائل إعلامية مختلفة، وكذلك انتشارهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبثهم رسائلهم الإرهابية عبر الشبكة العنكبوتية، وفي الوقت نفسه قيامهم بتجنيد الشباب من خلال هذه الوسائل، وهذه هي الأساليب التقليدية لاستخدام الإرهابيين للإعلام، أما الاستغلال غير المباشر لتغلغل الإرهاب في الإعلام، فله مئات الأشكال والوجوه والأساليب. أهمية دور الإعلام يعكسها تصريح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله وزراء إعلام الدول الأربع، أمس، عندما قال: «محاربة التطرف والإرهاب إعلامياً وفكرياً لا تقل أهمية عن محاربته أمنياً…
الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٨
يبقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هو الداعم الكبير والدائم للإعلام والإعلاميين، والمكرمة التي أعلن عنها بالأمس لجمعية الصحفيين بالدولة، ما هي إلا شيء بسيط في سجل دعمه واهتمامه ورعايته للإعلام والإعلاميين، واللقاء الذي يجمع فيه الإعلاميين والصحفيين الإماراتيين والعرب والأجانب كل شهر رمضان، دليل اهتمام وتقدير، لذا نجد حرص جميع الإعلاميين على الوجود في هذا الحدث السنوي المهم الذي يلتقون فيه سموه، ويستمعون إلى توجيهاته حول الإعلام والمسؤولية الإعلامية، وكذلك ليستمع سموه إلى أفكارهم ومقترحاتهم وآرائهم. وما أدلى به سموه بالأمس من تصريحات، يعتبر خارطة طريق لكل إعلامي في الإمارات، وربما في المنطقة العربية، حيث أكد سموه أن الإعلام مرآة للحقيقة، وأكد أيضاً دور الإعلاميين في كشف الأجندات الخاصة التي تسعى إلى قلب الحقائق وتضليل الناس، ليكون الإعلام دائماً حائط صد، يصون المكتسبات، ويحمي المجتمع مما قد يستهدفه من نوايا سيئة لا تهدف إلا إلى إثنائه عن عزيمة البناء والتطوير. أما فيما يتعلق بالتحديات المحيطة بِنَا، فقد أكد سموه أن التعامل معها يتم بحكمة وإدراك كامل لأبعادها، وتصورات واضحة ودقيقة لتداعياتها، مشيراً إلى التركيز على المستقبل. وجاءت كلمات سموه وتقديره لجمعية الصحفيين، وساماً على صدر كل أعضاء الجمعية، وعلى صدر كل صحفي، كما أنها في الوقت نفسه تحمل…
الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٨
أمام النظام الإيراني فرصة جديدة كي يضع الأمور في نصابها ويصحح من وضعه، وتكون إيران دولة مسؤولة ضمن المجموعة الدولية، فالشروط التي تحدث عنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها، وعدم السماح لطهران للتمادي فيما هي فيه، وإذا لم تستجب فالعقاب سيكون قاسياً. يجب أن يدرك النظام الإيراني أنه يسير في طريق الخسارة، وأن الدائرة تضيق عليه، ووضعه يزداد سوءاً ليس من الداخل فقط، بل وحتى من الخارج، والتصريحات الروسية الأخيرة حول ضرورة خروج القوات والميليشيات الأجنبية من سوريا، مؤشر يجب ألا تغفله طهران وألا تقفز عليه، فضلاً عن أنها يفترض ألا تكابر أكثر في التعامل معه، فوضعها في سوريا خاطئ وغير سليم، وطلب حليفتها الأولى روسيا يبدو طلباً عقلانياً في المرحلة الحالية قد ينقذها من خسائر أكبر. ما فعله وزير الخارجية الأميركي، أمس، هو أنه شرح وجهة نظر الرئيس الأميركي في انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، وقال إن الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض على اتفاق جديد مع إيران، وعرض الوزير الأميركي النقاط الاثنتي عشرة للاتفاق، والتي يبدو أنها منطقية، وتضمن التوافق بين جميع الأطراف، بل وتجعل الاتفاق حقيقياً يخدم المجتمع الدولي بأسره ودول المنطقة عندما يضع حدوداً واضحة لتصرفات إيران، ويرفع عنها العقوبات مقابل التزامها بشروط تساعد على حفظ الأمن والاستقرار في دول العالم. والمطالب…