مسؤولية الخبر ونقله
يشهد عالم الإعلام ونقل المعلومات تقلبات غير مسبوقة منذ أكثر من عقد بسبب نقلات تقنية نوعية خلال هذه الفترة. هناك 3 حالات مترابطة تواجهنا اليوم في نقل المعلومة، وهي باتت تؤثر في تصورات مجتمعات كاملة، وأحياناً قد تؤثر في مسار دول بأكملها. الحالة الأولى هي قدرة أي شخص اليوم أن يكون مصدراً للمعلومة ونشرها على نطاق واسع. الحالة الثانية، هي سعي وسائل الإعلام للحصول على أكبر عدد من المتابعين والمشاهدين، متنافسين مع ناشرين مستقلين لا يتحملون المسؤولية نفسها، مما قد يجعلهم يقومون بنقل معلومات خاطئة. أما الحالة الثالثة، وربما الأخطر، فهي نشر المعلومات الخاطئة بشكل متعمد، ولأغراض زعزعة الاستقرار ونشر الذعر بين الناس. بالنسبة للحالة الأولى، التطور التقني جعل كل شخص يحمل هاتفاً «ذكياً» فيه كاميرا ومتصلاً بشبكة الإنترنت، أن يسجل بالصوت والصورة أي حدث يشهده، وينقله عبر الفضاء الإلكتروني. وقد احتفل هاتف «آيفون» بعيده العاشر قبل أشهر قليلة. ومثل غيره من الهواتف الذكية بات عنصراً أساسياً في حياتنا المعاصرة. ومع تنامي شبكات التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك»، أصبح من الممكن نشر هذه الأحداث، مما يعني أن كل من يحمل هاتفاً ذكياً ولديه حساب على وسيلة إعلام اجتماعية أصبح ناشراً. ومع هذه القوة تأتي مسؤولية كبيرة. فبات من يتمتع بقدرة نشر الأخبار أو الصور اليوم غير مسؤول أمام محرر يتأكد…