الأربعاء ٢٠ أغسطس ٢٠١٤
أعتقد أن أمام دول المنطقة فرصة نادرة للسيطرة على حالة الفوضى الأمنية الحاصلة فيها والقضاء على «المليشيات» الإرهابية التي لا تهدد دولا معينة فقط، بل تهدد كل المنطقة، بما فيها التي تعتمد عليها في الإخلال بالأمن الداخلي للآخرين؛ مثل إيران التي تخلت عن حليفها «المتعنت» نوري المالكي في حين أنها ترفض التخلي عن النظام في سوريا. عندي شك كبير في استمرار تعاون إيران مع السعودية، سواء بشأن العمل على استقرار العراق الذي يعتبر نموذجاً حقيقياً للفوضى الأمنية في المنطقة التي يتخوف الكثيرون من انتشارها، أو من خلال تهدئة الملفات الأخرى في المنطقة. والسبب في ذلك أن إيران معروفة تاريخياً بأنها لا تسعى إلى التعاون مع الآخرين طالما لم تكن تحت تهديد مباشر. وفي حالة المالكي فإن فشله في الحفاظ على المصالح الإيرانية في العراق الذي أدى إلى «ثورة السنة» هدد في بدايته بإنهاء السيطرة الإيرانية بالكامل في العراق. كما أن حالة تمدد ما يعرف بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وسيطرته على مساحات كبيرة في العراق، أجبرت إيران على أن تتخلى عنه (المالكي) وترغمه على قبول التنحي. عودتنا إيران على «تكتيكات» تقوم بها عندما تجد نفسها في مأزق، لكنها تعود إلى سياستها عندما تجد نفسها قد خرجت منه. حدث ذلك من قبل في لبنان وكذلك في الملف النووي. كما عودتنا…
الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠١٤
تدور في الساحة الداخلية الإماراتية (المجتمع الحقيقي والافتراضي) أسئلة كثيرة حول الأهداف الحقيقية لحالتي الاعتداء ضد الأسرتين الإماراتيتين في العاصمة البريطانية لندن. الفضول يقتل الناس لمعرفة من المستفيد من الاعتداءين، أو من الذي يقف وراءهما، بل يصل الأمر أحياناً إلى الاستفهام عما إذا كان هناك استهداف للإماراتيين، أم أن الأمر محض مصادفة، على اعتبار أن الجريمتين تُعتبران سابقة فيما يخص الإماراتيين، وعلى اعتبار أنهما وقعتا في مدة زمنية قصيرة وفي مكان واحد، هو فندق كمبرلاند الذي لا يبعد كثيراً عن بادينجتون، وكذلك لأن طريقة تنفيذ الجريمتين تقريباً كانت متشابهة، على الأقل من حيث الأدوات التي كان يحملها المجرمون، وهي المطارق والسكاكين. تبدو أسئلة الرأي العام الإماراتي وقلقه طبيعيين في ظل مجموعة من الاعتبارات. أول تلك الاعتبارات: هناك إدراك إماراتي لقدرات الشرطة البريطانية «اسكتلنديارد» في القبض على المجرمين والكشف عن تفاصيل أي قضية وفي زمن قياسي، وهم يستندون في هذا الإدراك إلى حادثة تفجير محطة القطارات في لندن عام 2005، وهي تُعتبر أكبر في تفاصيلها من هذه الجريمة. ثاني تلك الاعتبارات: معروف عن مدينة لندن أن مناطقها وشوارعها مراقبة بكاميرات تسجل ما يتم لحظة بلحظة، بل إن الإحصائيات العالمية تقول، إن نحو 20 في المئة من كاميرات المراقبة في العالم موجودة في لندن، ما يعني أن مسألة كشف أحداث الجريمتين ممكنة…
الأربعاء ٠٩ أبريل ٢٠١٤
يبدو أن حالة التواجد لجماعة «الإخوان» المسلمين في المجتمع البريطاني سد على المراقبين؛ عرباً وأجانب؛ كل الاحتمالات التي يمكن أن تتخذها الحكومة البريطانية من قرارات لحماية أمنها الوطني، مفترضين صعوبة حدوث ذلك. لهذا؛ فإن حالة التشكك من اتخاذ إجراء ضد «الإخوان» هي المسيطرة من نتائج قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي أصدره الأسبوع الماضي حول فتح تحقيق حول فلسفة وسلوك «الإخوان». البعض يعتقد أن القرار يخدم الجماعة أكثر مما يقلقها أو يضرها. أتفق مع الذين يستبعدون بأن يكون الهدف من إجراء التحقيق هو حاجة الحكومة البريطانية لمعرفة طبيعة الجماعة وفكرها، وذلك لأكثر من سبب. السبب الأول؛ أن علاقة بريطانيا بجماعة «الإخوان» علاقة تاريخية منذ نشأة الجماعة في مصر عام 1928 في عهد مؤسسها حسن البنا. السبب الثاني؛ أن البريطانيين مطلعون على تفاصيل منطقة الشرق الأوسط أكثر من غيرهم؛ وربما أكثر حتى من أبناء المنطقة نفسها؛ وبالتالي تكون مسألة الحاجة للمعرفة أمراً يكاد يكون غير منطقي. السبب الآخر؛ أن هناك جالية كبيرة من «الإخوان» في بريطانيا، ومنهم قيادات سياسية وفكرية، وبعضهم يحمل الجنسية البريطانية والبعض الآخر من مواليد بريطانيا؛ وبالتالي فالمعرفة «المتبادلة» بين الجانبين أمر مفروغ منه. إذن، الأمر لا يخلو من استعدادات الحكومة البريطانية لاتخاذ إجراءات ضد «الإخوان»، قد لا تكون جذرية في الوقت الحالي، لكنها تؤكد مسلكاً جديداً…
الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠١٤
جعلت دولة الإمارات من استقرار مصر قضية أساسية. وتصرفت معها منذ سقوط «الإخوان» في يوليو 2013 على أهمية عودتها إلى الساحة العربية لتقود الموقف الاستراتيجي العربي «المترهل»، في مقابل الدول الإقليمية الأخرى؛ إيران وتركيا اللتين تستغلان كل ضعف عربي. لهذا؛ فإنه يبدو من تنازل الإمارات لحقها في استضافة القمة العربية القادمة أنه يصب في خانة عزم الإمارات على العودة الاستراتيجية العربية بقيادة مصر. ومن هذا المنطلق؛ هناك أكثر من سبب حول رغبة الإمارات وعزمها على عودة الدولة المصرية لقيادة العرب. السبب الأول: أن هناك تنافساً إقليمياً (تركيا وإيران)، ودولياً (الولايات المتحدة وروسيا)، على الاستفادة من الوضع السياسي العربي الذي يعاني فراغاً سياسياً منذ أواخر 2010. وأعتقد أن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للسعودية تصب في خانة التنافس الدولي بعدما شعرت الإدارة الأميركية بالتحرك الروسي نحو المنطقة. إضافة إلى حاجة واشنطن لمعرفة وجهة نظر إقليمية في الكثير من الملفات الداخلية ومنها ملف «الإخوان المسلمين». السبب الثاني: أن هناك انشغالا عربيا كاملا لكل دولة بالوضع الداخلي لديها، بعضها بسبب التدخلات الخارجية وبعضها لأن هناك دولا عربية تدعم تيارات سياسية معينة تتسبب في وجود خلافات عربية كبيرة لم تستطع «ترميمها» القمة العربية التي عقدت الأسبوع الماضي في الكويت والتي كان يتوقع لها أن تقلل من تلك الخلافات؛ ولعل السبب هو الافتقار للدور القائد…
الأربعاء ١٩ مارس ٢٠١٤
أعتقد أن تنظيم منتدى «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»؛ الأسبوع الماضي، في أبوظبي والاقتراحات التي صدرت عنه، لاسيما ذلك البند الخاص برعاية دولة الإمارات فعاليات المنتدى المستقبلية، كان واحداً من الأخبار والأحداث الإيجابية التي باتت نادرة للإنسان المسلم والعربي. إن مثل هذا الحدث، بلا شك، من حيث المعاني التي يحملها، كان ينتظره الكثيرون من المراقبين في العالم الإسلامي وخارجه، لأنه دليل حقيقي على رغبة سياسية حقيقية في انتشال الإسلام وأفراده من الذين يسيئون إليه، وبالتالي تكون مسألة إعادة الدين الإسلامي إلى أفراد المجتمع باعتباره قيمة إيمانية وإنسانية، ويكون إبعاده عن السياسة هو أكبر إنجاز لخدمة الإسلام والمسلمين. كان الإسلام في السابق، وقبل اختطافه من السياسيين كأيديولوجية، عامل قوة للمجتمع، فحققت المجتمعات الإسلامية نهضة تعليمية وحضارية كبيرة. وحتى عهد قريب كان الإسلام عامل قوة للكثير من المجتمعات؛ خاصة تلك التي فيها أكثر من طائفة؛ وليس عامل ضعف كما يحث اليوم. متصدرو الفتوى من «أشباه العلماء»، كما وصفهم الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية، في كلمته الافتتاحية التي كانت جريئة ومباشرة وابتعدت عن لغة العموميات، هؤلاء استغلوا وسائل الإعلام المحلية (في الدول العربية) والأجنبية، وتسببوا بطريقتهم في تسهيل قضية إلصاق الإرهاب والتطرف بالدين الإسلامي؛ وباتت المقولة التاريخية للذين يدخلون الإسلام حديثاً «حمداً لله، أسلمت قبل أن أتعرف على المسلمين» متكررة بسبب تسييس…
الأربعاء ٠٥ فبراير ٢٠١٤
يبدو أن المدعو يوسف القرضاوي، أحد المحسوبين على دولة قطر الشقيقة وكذلك على تيار «الإخوان المسلمين»، قد استهوته لعبة الإساءة إلى دولة الإمارات وحكامها، وذلك بإطلاق الخرافات واختلاق الأكاذيب باعتبارها حقائق. الكثيرون من أبناء الإمارات والخليج شعروا بالاستغراب والأسى من الموقف الرسمي «الباهت» لدولة قطر، والذي عبّر عنه وزير خارجيتها خالد بن محمد العطية، بشأن تطاول القرضاوي على الإمارات وحكامها، فتم استدعاء السفير القطري في أبوظبي وتسليمه رسالة احتجاج في سابقة خليجية لم تكن الإمارات ترغب فيها. ولم يكن تبرؤ وزير الخارجية القطري، هو التصرف الذي ننتظره ممن نفترض أنه تربطنا به علاقات عائلية وسياسية لا تسمح لأي شخص كان بأن يمسها. وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة إلى قطر، فإننا في الإمارات لا يمكننا وصف ما قاله القرضاوي إلا بأنه أسلوب رخيص يحاول من خلاله تكريس أوهامه على أنها حقائق، وبالتالي يجب على دولة قطر ألا تسمح له باستخدام منابرها الإعلامية والدينية في الإساءة إلى أشقائها. لم تُواجه تصريحات القرضاوي التي جاءت قبل أسبوعين على منبر الجمعة، والتي زعم فيها أن «الإمارات تقف ضد كل حكم إسلامي» أي تصعيد من قبل الإمارات، انتظاراً لموقف حكومة دولة قطر، لكن جاءت تصريحات وزير خارجيتها بعيداً عما كان متوقعاً في حده الأدنى. ولم تلق تصريحاته أي اهتمام؛ لأن الإماراتيين وكثيراً من المسلمين وغيرهم…
الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠١٤
تعطي مسألة تكرار تنظيم فعاليات إعلامية في دول الخليج العربي مؤشرات إلى إدراك القائمين عليه بأن هناك خللا في تعامل وسائل الإعلام الخليجية مع بعض القضايا الوطنية، وبالتالي يجب إعادتها إلى وضعها الصحيح من خلال تنشيطها بالمناقشات. إن انعقاد مؤتمرات إعلامية متكررة؛ خلال فترات قصيرة؛ لفت انتباه الكثيرين، وخاصة أن بعض تلك الفعاليات تتعدى مسألة العموميات إلى أن تكون مؤتمرات متخصصة، فكان في الإمارات «ملتقى الإعلام الإماراتي الأول»، وكان هناك «الإعلام الخارجي: التحديات والحلول والإعلام الأمني في البحرين». وسبقت ذلك ندوة عن وسائل التواصل الاجتماعي في أبوظبي. وفي الأخير كانت ندوة «التعاون الإعلامي الإماراتي البحريني في ظل التحديات الراهنة في المنطقة العربية» التي نظمها «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، ما يعني أن الساحة الخليجية تحولت إلى ما يشبه ورشة عمل إعلامية. أعتقد أن هناك جهداً خليجياً، وخاصة من الإمارات، لمراجعة دور وسائل الإعلام الخليجية والعربية في تغطية الأحداث التي مرت بها المنطقة، على اعتبار أن هناك افتقاداً حقيقياً للإعلام الموضوعي في نقل الحقيقة؛ وهذا ما يؤثر في استقرار المجتمعات. ولأن هناك تراجعاً في الإعلام الخليجي والعربي في مقابل تصاعد التغطيات التي يقوم بها الإعلام الغربي عن منطقتنا؛ يكون من المهم التفكير بشكل جمعي لإيجاد حل. ويظهر من طريقة تناول بعض الأوراق أنها امتازت بالجرأة في نقد العمل الإعلامي الخليجي، وهذا…
الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣
كل إعلاميي الإمارات (تقريباً) تحدثوا عن منتدى الإعلام الإماراتي الأول. وهو المنتدى الذي انعقدت أعماله يوم الثلاثاء الماضي بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والعديد من السياسيين والفاعلين في مواقع التواصل الاجتماعي. وقد جمع المنتدى عدداً من الإعلاميين الإماراتيين من الرعيل الأول، وكذلك الشباب الذين ينتظرون دورهم لخدمة هذا الوطن. وقد ناقش المنتدى قضايا عدة، فكانت القضية الأولى حول توطين الإعلام، ليس في المجال الإداري فقط، حيث تشير الأرقام إلى أن أغلب التوطين منصب على الجانب الإداري، ولكن في الجانب التحريري والكتابي، وهذا هو الأهم. وبحسب ما ذكر في المنتدى فإن نسبة توطين هذه المهنة في الإمارات لم تتعد 25.2 في المئة، وكان أغلبه في الجانب الإداري، مع أن الطموحات في بداية الثمانينيات من القرن العشرين الماضي كانت تشير إلى أن نسبة التوطين في عام 2001 ستكون 100 في المئة. في زمن إعلام «التواصل الاجتماعي» بات مستحيلاً على الدول أن تراقب العمل الإعلامي، خاصة بعدما سجلت بعض المواقع الإعلامية زيارات للجمهور تفوق أحياناً المؤسسات الإعلامية التقليدية، لكن ما يمكن أن يفعله السياسيون هو إيجاد إعلام وطني يؤمن بما تقوم به الدولة، وخاصة من الجيل الجديد الذي يجيد التعامل مع الإعلام الحديث، بفضل المسؤولية الاجتماعية التي نمت عنده، وبالتالي فإن…