محمد السماك
محمد السماك
أمين عام اللجنة الوطنية الإسلامية ـ المسيحية للحوار في لبنان . ــ أمين عام الأمانة الدائمة للقمة الروحية الإسلامية في لبنان . ــ عضو الفريق العربي الإسلامي المسيحي للحوار . ــ مدير تحرير مجلة " الاجتهاد " .

التحول من التغريب إلى التشريق

الجمعة ٠٩ سبتمبر ٢٠١٦

في عام 2008 صدر للكاتب السياسي الأميركي فريد زكريا (يتحدر من أصول هندية) كتاب عنوانه:«عالم ما بعد الأمركة»، رصد فيه حركة المتغيرات في العلاقات الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة، وبروز قوى اقتصادية وعسكرية جديدة كبرى (الصين– الهند – الاتحاد الأوروبي)، غير أن كتاباً جديداً صدر في الشهر الماضي يذهب أبعد من ذلك في رصد هذه الظاهرة، ويلقي الضوء على الآثار المباشرة وغير المباشرة لها في العالم، بما في ذلك في عالمنا العربي والإسلامي. والكتاب هو من تأليف المعلق السياسي في صحيفة «فاينانشال تايمز» جدعون راشمان. وعنوانه: «التشريق: الحرب والسلم في القرن الآسيوي». أمران لافتان في عنوان الكتاب،الأمر الأول، هو استخدام عبارة «التشريق» لتحل محل عبارة «التغريب». والتغريب هي الصفة التي كانت تطلق على محاولات الغرب بسط نفوذه ومدّ سيطرته إلى أنحاء عديدة من العالم خاصة في آسيا وأفريقيا. أما الذي يحدث الآن فهو على العكس، ولذلك استعمل المؤلف كلمة «التشريق». فالصين تبسط نفوذها وسيطرتها على مدى جوارها القريب (بحر الصين الذي تتنازع السيادة عليه مع دول المنطقة). وعلى المدى البعيد أيضاً حتى أفريقيا، حيث تقيم مستعمرات صينية لعمال المناجم والمزارعين الصينيين الذين يجري توطينهم –أو شبه توطينهم- في دول عديدة من دول القارة. في مطلع أربعينيات القرن الماضي، وبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، نصّب الغرب نفسه دياناً على مناطق واسعة…