المشاريع الحكومية عندما يغيب الرقيب وينعدم الضمير
استبشر المكيون بتشغيل كوبري النوارية أخيرا بعد إزالة المعدات الإنشائية من الموقع، وهي التي تسببت في إحداث اختناق مروري طوال عام كامل استغرقه تشييد المشروع. غير أن سعادتهم لم تكتمل بعد أن رجح المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة إرجاء تشغيل الكوبري إلى رمضان المقبل، بعد أن كان مقررا له في رمضان الماضي، ثم عدل إلى موسم الحج. وعلى الرغم من المبررات التي ساقتها الأمانة للتأجيل «ترحيل تمديدات المياه والصرف الصحي والكهرباء يحتاج إلى تنسيق مع تلك الجهات، وهو ما يتطلب وقتا أطول»، إلا أن ذلك لم يمنع انتشار أقاويل تؤكد أن السبب الحقيقي يكمن في رفض مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد الدكتور باسم البدري استلام الموقع وتشغيله لوجود ملاحظات هندسية تشكل خطرا على مستخدمي الطريق، وأن المقاول المسؤول لا يملك الميزانيات الكافية لإعادة تعديل تلك الملاحظات، وهو ما لم يستطع متحدث الأمانة الإفصاح عنه. وسؤالي هنا للعقيد البدري: هل كان المرور ضمن الجهات المعتمدة لمخطط المشروع أم لا؟ وهل ما عرض عليكم مخالف لما تم تنفيذه؟ وأخيرا، هل وقفتم على المخالفات أثناء التشييد، أم إن الأمر لم يعنكم وقتها؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فلماذا وافقتم على المخطط ولم تعترضوا عليه قبل التشييد؟ وإن كان المخطط المعتمد سليما ومستوفيا لجميع الاشتراطات، وأن الخلل تم أثناء التنفيذ، فلماذا لم تسجلوا ملاحظاتكم أثناء…