الإثنين ١٠ نوفمبر ٢٠١٤
الوطن ليس رقصة في الأعياد والمناسبات فقط، الوطن ليس غناء وسيوفاً مشعة وملابس مزركشة وأجساداً تتمايل يمنة ويسرة، الوطن ليس برنامجاً تلفزيونياً وإذاعياً ينتهي بلملمة أوراق المذيع وإنهاء واجبه الوظيفي. الوطن هو حق لنا جميعاً وأن نعيش على هذه الأرض التي تحمل في باطنها ملامح أمهاتنا وآبائنا وأجدادنا. الوطن هو هذه التربة المعجونة بصور أصدقائنا الذين عبروا الى الضفة الاخرى وهم يحملون في قلوبهم التي توقف نبضها، ولم ولن يتوقف نبض الوطن بأجياله المتعددة. لم نكن نعرف الى ما قبل جهيمان والقاعدة والنصرة وداعش والإخوان ان هذا سني وان هذا شيعي وذلك من القبيلة الفلانية. الدين الحقيقي.. والذي تعلمناه لا يهرب الى الوهم والكذب والازدراء لكنه يبني العلم والحقيقة والبحث والإضافة والإبداع، الدين الحقيقي... يعشق الابتسامة والفرح. كل تاريخنا الذي نعرفه مملوء بالغناء في كل المناسبات، من زراعة وبناء وسفر، كنا نغني من قلوبنا حبا لهذا الوطن وأهله، أنقياء كنا حتى وصلتنا الكراهية ونبذ الآخر، أنقياء حتى فرقنا اكثر من اسلام واكثر من سنة واكثر من شيعة وانسونا الاسلام الحقيقي المبتسم المتسامح الذي لا يحمل بين جوانحه سوى حب الانسانية والإضافة. الاسلام لا يحمل أعلام سوداء كريهة تذبح الآخر كما تذبح الخراف.. ما هذا التدمير الذي حلق ببغداد الجميلة ودمشق الحسناء وصنعاء الكروم، وطرابلس ليبيا والمألوف الذي يصدح بالغناء؟؟ أهو…