السبت ١١ أبريل ٢٠٢٠
يكتب محمد العريان، كبير الاستشاريين في «أليانز»، بشكل شبه يومي وبعمق عن الأحداث التي تحيط بالأسواق العالمية، وآخرها انتشار وباء «كوفيد-19»، وفي هذا المقال ألذي بين أيدينا اليوم، يدير العريان عصفاً ذهنياً بين 3 خبراء في الصحة والسلوك الاجتماعي والاقتصاد، تقمّص بنفسه أدوارهم في رحلة البحث عن قرار حكيم بالنسبة للحكومات في هذه المرحلة غير المسبوقة. وتالياً نص المقال: يشجع التفاؤل المبدئي في أجزاء من أوروبا والولايات المتحدة الناتج عن تحول إيجابي في معدلات الإصابة بفيروس كوفيد-19، المزيد من الناس على البدء في التفكير في كيفية وتوقيت إقلاع الاقتصادات من جديد. إنها قضية حاسمة ومعقدة تنطوي على مجموعة غير عادية من المخاطر والشكوك والتوازنات والقرارات الصعبة. المؤكد هو أنني لا أملك إجابة جاهزة، وكذلك الأشخاص الذين أتحدث إليهم وأحترمهم كثيراً. وبهدف ابتكار مزيد من الأفكار، أقترح الانخراط جماعياً في تمرين عصف ذهني على الشكل التالي: تخيل أنك قائد لدولة تدار بنظام ديمقراطي ليبرالي، عليك أن تتخذ القرار بناءً على الحوار التالي بين ثلاث مجموعات من الخبراء والتي سنجمعها في خبير واحد لكل مجموعة، وتشمل الصحة والاقتصاد والسلوك الاجتماعي تبسيطاً للحوار. - خبير الصحة: لدي أخبار جيدة. نشهد تراجعاً في معدل الإصابات بفضل سياسة العزل والتباعد الاجتماعي. - خبير السلوك الاجتماعي: هذه أنباء رائعة، خاصةً أنني أسمع المزيد من الأشخاص يتساءلون…
السبت ٠٨ أكتوبر ٢٠١٦
ركزت في مقال سابق على الرياح العكسية التي تواجه النظام المصرفي الأوروبي وعلى الآثار الأوسع نطاقاً لاهتزاز الثقة بمصرف «دويتشه بنك»، وانخفاض سعر سهمه بنسبة تتجاوز النصف. دعونا الآن نلقِ نظرة أكثر قرباً على العوامل الخاصة بالبنك، والتي تشمل ما يمكن أن يحدث، وما لن يحدث على الأرجح، بادئين بالاحتمال المخيف، الذي أراه غير قابل للتصديق، الخاص بتحول المصرف إلى «لحظة ليمانية»، نسبة إلى «ليمان براذرز» البنك الذي تسبب في الأزمة المالية العالمية عام 2008. العبارة بنصها، مستمدة من الآثار المؤلمة للأزمة المالية العالمية قبل 8 سنوات. و«اللحظة الليمانية» يقصد بها «التوقف الفجائي» للاقتصاد العالمي، بمعنى حدوث هبوط، في وقت واحد، في التجارة، والاستثمار، والاستهلاك. السبب التقريبي لذلك، هو فقدان الثقة داخل النظام المالي، بسبب تفكك المؤسسات، نتيجة لقلقها من الخطر الذي يشكله «الطرف الآخر» في تعاملاتها مع الأنظمة المالية المماثلة. وفي هذه الحالة، تنسد وسائل التحويل داخل النظام المصرفي، ويجف الائتمان، وحتى المقترضون الذي يتمتعون بجدارة ائتمانية، يجدون صعوبة في ترتيب تمويل تجاري بسيط لأعمالهم. وهذه التطورات هي المعادل الاقتصادي للنوبة القلبية؛ وبالتالي فإنها إذا لم تُعالج بسرعة، فإن الكثير من الأعضاء الأخرى في الجسم، ستفقد قدرتها على العمل بصورة طبيعية، ما يؤدي إلى انتشار حالات فشل متتالية، في مختلف أنحاء النظام. ليس من المرجح أن يؤدي ما يحدث…
السبت ١٢ سبتمبر ٢٠١٥
قد يكون مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في ورطة بسبب استعدادهم لاجتماع السياسة النقدية المقرر يومي 15 و16 سبتمبر (أيلول) الحالي، حيث يؤدي التباين المتزايد بين اقتصاد الولايات المتحدة الجيد نسبيًا، والاضطراب في أماكن أخرى إلى تعقيد مداولاتهم حول تقرير إما بدء حملة رفع معدل الفائدة أو تأجيل اتخاذ أي إجراء حتى ديسمبر (كانون الأول) أو بعد ذلك. وستكون الوظائف في الولايات المتحدة هي النقطة الفاصلة، سواء كانت قوية أو ضعيفة أو متوسطة. وإذا كانت البيانات الاقتصادية المحلية هي كل ما ينظر إليه مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعين الاعتبار، فإن الرغبة في رفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ تسع سنوات لن تُقاوم على الأرجح، حيث يتم خلق فرص العمل بشكل ثابت، ويستعيد النمو المحلي الإجمالي توازنه بعد أن كان مخيبًا للآمال خلال الربع الأول. ولا تتمثل الصعوبة التي تواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ضعف الاقتصاد العالمي فحسب، ولكن أيضًا عدم اليقين بشأن إمكانية أن تؤدي إجراءاته السياسية في نهاية المطاف إلى تقويض النمو المحلي بشكل غير مباشر، ولا سيما عن طريق زيادة عدم الاستقرار المالي الدولي، لأن الخطر السلبي يرتد مرة أخرى من خارج حدود الولايات المتحدة. وليس هناك شك في أن العالم الناشئ - بقيادة الصين – يتباطأ، بطريقة ليس من المرجح أن يقابلها تسارع نمو في أوروبا والولايات المتحدة.…
السبت ١٨ أبريل ٢٠١٥
أتاح اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي انعقد في واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، فرصة سانحة أمام محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية والاقتصاديين وأرباب الصناعة المصرفية العالمية، للتدبّر مليّاً في القضايا المطروحة والعمل على أساس من التعاون. ولسوء الحظ، وبعيداً عن المحادثات ثنائية الأطراف التي دارت بين المشاركين على هامش الاجتماع، بما فيها تلك التي عقدت بين اليونان وصندوق النقد الدولي، فقد خلا من المشاركين الفاعلين الذين يمكنهم أن يعملوا على الدفع بمبادرات عملية منظمة على المستويات الوطنية والإقليمية ومتعددة الأطراف بما يصبّ في مصلحة الاقتصاد العالمي. وقد وضع صندوق النقد الدولي تصوراً للسياق الذي يصدر هذه الاجتماعات في نشرات مطبوعة، خاصة منها تلك التي تتضمن نسخة محدثة حول وضع الاقتصاد والتقرير المتعلق بالاستقرار المالي العالمي. وتقدم هاتان الوثيقتان اللتان صيغتا بطريقة جيدة، صورة عامة عن التعافي النسبي للاقتصاد العالمي الذي لا يزال يتميز بشيء من الهشاشة والضعف الواضح في بنيته الهيكلية. وهناك الكثير من الأسباب التي تدفع للاعتقاد بأن هذه التوقعات تمثل الصيغة المتواضعة للنقاشات التي دارت خلف الأبواب المغلقة بين الفرقاء وأعضاء المجموعات التنفيذية الذين يمثلون 188 دولة عضواً في الصندوق. وهناك بندان وردا في التقرير ينطويان على أهمية خاصة، ويعتبران دليلاً فعالاً يصلح للاهتداء به بالنسبة لمعظم الدول المشاركة في اجتماع واشنطن. ويشير أولهما…
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠١٥
يأتي الكم الهائل من البيانات الاقتصادية الصادرة خلال الأسبوع الحالي في الولايات المتحدة (والبيانات الأقل الصادرة في الصين ومنطقة اليورو) في لحظة خاصة مناسبة. وتنتشر الآراء الخاصة بالفرص المتاحة أمام الاقتصاد الأميركي على نطاق واسع. وهناك تباين كبير في التقييمات الخاصة بتأثير احتمال زيادة مصرف الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة خلال العام الحالي. كذلك هناك اختلاف أكبر في الآراء بشأن بما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تساعد في انتشال باقي العالم من التراجع أم أنها ستنجر إليه. وكان هذا التنوع في الآراء نتيجة العوامل المحلية والعالمية. وعبر الجدل حدود الزمن والجغرافيا. في الولايات المتحدة، لم يتفق خبراء الاقتصاد بعد على الحد الذي يمكن أن ينجح فيه التعافي المستمر للاقتصاد في التصدي للرياح المناوئة الداخلية التي يشير إليها من يشعرون بالقلق من حدوث ركود للاقتصاد القائم على السوق. ولم يقدم سوى عدد قليل حلا حاسما لمشكلة الأجور التي تتمثل في الفجوة الهائلة بين توافر الوظائف والدخل المنخفض. ويبدو أنه لا يوجد تناسب بين إجمالي توجهات الإنتاجية وتأثير التكنولوجيا التحويلية على الأرض. على الجانب الآخر، التأثيرات النهائية للانخفاض الحاد في أسعار النفط، والتقدير الملحوظ للدولار، غير مفهومة تمامًا، خاصة في ظل سعر الفائدة المنخفض جدا المصاحب لهذين التوجهين. كذلك يتسم السياق العالمي بسيولة أكبر، وهناك صعوبة أكبر في توقع مساره. وتتسع دوائر عدم…
السبت ٠٧ مارس ٢٠١٥
الصيف الماضي وبعد فترة طويلة غير معتادة من الاستقرار النسبي، بدأت أسعار النفط رحلة هبوط، حيث انخفضت بمقدار النصف في غضون ستة أشهر فقط. مع ذلك، خلال الأسابيع القليلة الماضية، عملت السوق على إرساء أساس يتيح للأسعار استعادة بعض قوتها المفقودة. ورغم ذلك، من غير المرجح أن تعود مرة أخرى إلى حاجز المائة دولار للبرميل قريبا، وستظهر عواقب الانخفاض بشكل كامل لاحقا. من أسباب هذا الانخفاض الحاد في أسعار النفط زيادة المعروض من المصادر التقليدية وغير التقليدية للطاقة على حد سواء، مثل الغاز الصخري، وكذلك انخفاض الطلب، خاصة من الدول كثيفة الاستهلاك مثل الصين، وتبدّل رغبة منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بوجه عام، والمملكة العربية السعودية بوجه خاص، في الاستمرار في لعب دور المنتج المتأرجح، الذي يتمثل في خفض الإنتاج عند انخفاض الأسعار، وهو ما وفر قاعدة تمهيدية أكثر اتساعا للسوق في الماضي. وكشفت الصدمة الناجمة عن انخفاض أسعار النفط عما يصفه خبراء الاقتصاد بالتحركات غير الإيجابية على نحو غير معتاد في منحنيات العرض والطلب على حد سواء. وباغتت تلك التطورات مجتمعة الجميع. أما الآن، فالانخفاض الحاد في أسعار النفط يؤدي إلى تقويض كبير للعرض سيظل متقدما في مساره، حيث تسبب انخفاض أسعار النفط في فقدان الكثير من حقول النفط الموجودة لقدرتها التنافسية، وعرقلة مصادر طاقة بديلة، وتجميد استثمارات طويلة…
السبت ٢٨ فبراير ٢٠١٥
نجحت اليونان ومنطقة اليورو في تجنب أزمة جديدة، مؤخرا؛ فبعد مفاوضات مكثفة، نجحوا في التوصل لاتفاق - من حيث المبدأ على الأقل - حول تمديد لمدة 4 أشهر لبرنامج التمويل الخارجي الذي يدعم جهود الإصلاح والتعافي الاقتصادي بالبلاد. من جهتها، احتفت الأسواق المالية بالخبر، ولم يمر وقت طويل قبل أن يخرج بعض المفاوضين ليعلنوا انتصارهم، رغم أن الجانبين طرحا وجهتي نظر متنافستين (وإن كان يظل من الممكن التوفيق بينهما). وبدلا من تحقيق إنجاز حاسم، يعد الاتفاق بمثابة خطوة صغيرة في خضم عملية معقدة. وبدأ اختبار هذا الاتفاق لإظهار مدى قوته عندما يصبح لزاما على اليونان طرح قائمة بالسياسات التي تنوي إقرارها للموافقة عليها من جانب وزراء مالية منطقة اليورو. إلا أن هذا الإقرار لا يعدو كونه واحدا من التحديات التي تواجه اليونان، قبل أن تتمكن بصورة مستديمة من إعادة تنظيم علاقاتها بشركائها الأوروبيين وتعزيز عضويتها بمنطقة اليورو. وبمجرد تغلب اليونان على عقبة اليوم، سيخضع الاتفاق للموافقة من جانب برلمانات كثير من الدول الأعضاء بمنطقة اليورو. والمؤكد أن هذه المناقشات السياسية ستتسم بالحماس وستكشف النقاب عن رأيين متعارضين حيال السبيل نحو المضي قدما. داخل بعض البرلمانات - خاصة برلماني ألمانيا وفنلندا، بجانب بعض الدول الدائنة الأخرى - ينصب الاهتمام الرئيس حول ما إذا كانت منطقة اليورو أذعنت مجددا لضغوط اليونان. وتعتمد…
الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥
تم خلال الأسبوع الحالي، عقد 3 اجتماعات تهدف إلى مواجهة 3 تهديدات مختلفة للاقتصاد العالمي. واتسمت كل الاجتماعات بأجواء مثيرة، وشهدت حركات درامية، وبعض السخط العلني. وكانت النتائج متشابهة أيضا، حيث انتهى الحال بالمشاركين إلى المماطلة لكسب الوقت دون القيام بالكثير، أو ربما دون القيام بأي شيء على الإطلاق، من أجل بدء معالجة الأسباب الكامنة لما يحدث من أزمات. كان الحدث الأول هو سفر كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مينسك من أجل إجبار الرئيسين الروسي والأوكراني على وضع حد للعنف المتزايد في شرق أوكرانيا، الذي راح ضحيته نحو 5 آلاف شخص. وبعد جلسة مفاوضات استمرت طوال الليل اتفقا، يوم الخميس الماضي، على وقف إطلاق النار اعتبارا من نهاية الأسبوع الحالي. وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، اجتمع وزراء مالية دول منطقة اليورو في بروكسل في محاولة للتوصل إلى أرضية مشتركة في ما يتعلق باليونان. وبعد سبع ساعات من النقاش لم يفلحوا حتى في الاتفاق على خريطة طريق لمفاوضات مستقبلية. مع ذلك، في ظل تبني كل من وزيري مالية ألمانيا واليونان موقفا متشددا، وإشارتهما إلى مواقف متعنتة تتسبب في تعثر المفاوضات على ما يبدو، تمكن كل من ميركل، وأليكسيس تسيبراس، رئيس الوزراء اليوناني المنتخب حديثا، من إظهار القيادة و«التصرف كالرؤساء». وصرح كل منهما يوم الخميس…
الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥
كان يناير شهراً مثيراً وغير عادي بالنسبة لأسواق المال. فقد عاد التذبذب إلى أسواق الأسهم، وأظهرت ثلاثة أرباع أيام التداول تحركات أكثر من مائة نقطة على مؤشر داو جونز للشركات الصناعية، وانخفضت العائدات على السندات الحكومية، وسجلت أسواق النقد الأجنبي تذبذبات ملحوظة في أنظمة أسعار الصرف حتى في دول مثل سنغافورة وسويسرا. وتعكس كثير من هذه التطورات تأثير «التباعد» الناجم عن الانحرافات الكبيرة والمتواصلة بين الدول المهمة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأداء الاقتصادي وآفاق السياسات النقدية. وفي غياب ردود سياسية شاملة وقيود على فوارق أسعار الفائدة، فإن هذا التباين يضع أعباء كبيرة على كاهل العملات، ويجعلها وسائل لامتصاص الصدمات الكبرى. وفي موسم النتائج الأخير، أكد عدد من الشركات أن تحركات أسعار العملات كانت بمثابة عوامل سلبية. ولأن كثيراً من المستثمرين في أسواق الأسهم الدولية تركوا انكشافاتهم على العملات من دون تحوط، كان من الحتمي أن تترجم خسائر العملات الأجنبية إلى تطورات سلبية في صناديق الأسهم. وأدت التحركات الحادة في أسعار النفط إلى انتشار عدوى التطورات السلبية، حيث واصلت السوق التكيف مع التغير الجذري في ظروف معروض النفط، فأجبرت أسعار النفط المنخفضة شركات الطاقة على تقليص النفقات الرأسمالية. ويزيد ذلك من الشعور بعدم الاستقرار الذي عززته الأحداث السياسية والجيوسياسية. فبعد انتخابها قبل أسبوع مضى بأغلبية قوية، لم يستغرق الأمر طويلاً من…
الجمعة ٠٢ يناير ٢٠١٥
أفضل أنا وابنتي أن نقوم برحلة سنوية إلى مدينة نيويورك لمشاهدة عروض برودواي. تمتعنا بوقت جميل خلال الأيام القليلة الماضية عند مشاهدتنا لبعض الأعمال الكلاسيكية الناجحة، مع مشاهدة «استعراض عيد الميلاد» في قاعة «راديو سيتي هول». لكننا لم نكن مستعدين لحضور استعراض غنائي قررنا مشاهدته في اللحظات الأخيرة بناء على أبحاث ابنتي على أرض الواقع. سيتم إغلاق هذا العمل الإنتاجي الأسبوع المقبل رغم أنه رائع، بعد مرور شهرين ونصف الشهر فقط على بدء عرضه في برودواي. يدل هذا، في تأكيد على نظرة اقتصادية قديمة بشأن الإشارات والمعلومات غير المتكافئة، على الكثير بشأن قوة العلامة التجارية على حساب الجودة في هذا العالم الغريب الذي نعيش فيه. العمل عنوانه «عرض جانبي»، مقتبس من قصة حقيقية عن ديزي وفيوليت هيلتون، وهما توأمتان ملتصقتان اكتشفهما وكيل أعمال كان في زيارة إلى عمل «عرض غريب» في ولاية تكساس. وفي محاولة منهما للتخلص من أغلال حياة الاستغلال الفظيعة التي يحدق خلالها الناس في شكلهما الغريب، رحلت الفتاتان عن تكساس من أجل أن تصبحا نجمتين غنائيتين ومشهورتين على مستوى البلاد. يشاركنا هذا العمل الإنتاجي، من خلال أغان ورقصات قوية وجذابة، في الارتفاعات والانخفاضات التي تواجهها التوأمتان. فهو يولي اهتماما خاصا للإجابة عن سؤال يتمثل في: هل يمكنهما من خلال الموهبة والعمل الشاق الهروب من نظرة المجتمع ومعاملته…
السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤
ترتب على المراجعة المذهلة، التي صدرت مؤخرا، لأرقام الربع الثالث من العام بشأن نمو الاقتصاد الأميركي، الذي ارتفع من التقديرات السابقة البالغة 3.9 في المائة إلى 5 في المائة، 4 مسارات مهمة وهي: أولا، تشير القفزة في نمو إجمالي الناتج المحلي إلى اتساع نطاق ما كان يعتبر انتعاشا أميركيا خجولا؛ فبعد الانتعاش القوي خلال الربع الثاني من العام بنسبة 4.6 في المائة، والمكاسب الكبيرة التي تحققت في تقرير الوظائف لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) بـ321 ألفا، وهو رقم مفاجئ كذلك، تؤكد مراجعة الربع الثالث من العام على أن الانتعاش القوي استقر أخيرا. ولكن تعزيز ديناميات النمو ليس مؤكدا ويقينيا؛ فالتقديرات المخيبة للآمال التي صدرت لأرقام السلع المعمرة تعتبر تنبيها بأنه ما زال هناك حاجة إلى مزيد من الوقت للوصول للتعافي؛ ولكن محركات النمو أصبحت أقوى كثيرا واتسع نطاقها، وسوف تستفيد من زيادة مشاركة الشركات ذات الميزانيات الجيدة والأموال المعطلة الكثيرة. ثانيا، سيقوي رقم النمو عزيمة بنك الاحتياطي الفيدرالي على البدء في رفع معدلات الفائدة في منتصف عام 2015؛ فبعد أن أعلن البنك خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) تخليه التام عن سياسته الخاصة بالتسهيل الكمي، ما زال يتحسس ما ينبغي القيام به بعد ذلك، ومتى. عليك أن تراقب البنك المركزي، مع وجود هذا الرقم الأحدث في جعبته، في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق…
الأربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٤
تحول يوم الجمعة الماضي إلى يوم جيد بالنسبة لكل من «مين ستريت» و«وول ستريت». فقد ساهم تقرير الوظائف الشهري الأميركي الذي كان قويا على نحو لافت، بدلا من حدوث عمليات بيع كبيرة في الأسهم، في ارتفاعات قياسية لأسواق الأسهم مع نهاية ذلك اليوم. وإذا استمر هذا التوافق الجديد، فإنه قد يؤدي إلى نتائج متعددة. فلم يظهر في البداية، أنها ستتحول بهذه الطريقة. وعندما ظهرت أرقام الوظائف، انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل يعكس رد الفعل غير المتوقع لبيع الأسهم، تحسبا لحدوث تحولات في سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي. ولكن الأسواق استعادت وضعها فعوضت الخسائر وحققت مكاسب أيضا. يعتبر هذا التفاعل الإيجابي من السوق غير عادي بالنظر إلى التوجهات التي كانت موجودة أخيرا. فلقد ظل ولفترة طويلة ينظر إلى الأخبار الجيدة من «مين ستريت»، رغم أنها تعزز الانتعاش الاقتصادي المأمول، على أنها أخبار سيئة بالنسبة لـ«وول ستريت». وذلك لأن الأسواق تقوم عادة بتفسير البيانات الجيدة على أنها تزيد من سرعة خروج بنك الاحتياطي الفيدرالي من سياساته الخاصة بالتحفيز النقدي غير المسبوق، ومن ثم، سحب البساط من تحت الأصول المالية التي تعتمد بشكل كبير على هذا الدعم، بما في ذلك معدلات الفائدة المنخفضة للغاية. وعلى النقيض من ذلك، يتعامل المستثمرون مع الأخبار السيئة بشأن الاقتصاد على أنها أخبار جيدة، وذلك لأنها تساعد على…