الأربعاء ٠٧ سبتمبر ٢٠١٦
الديمقراطية كمصطلح يعني ديموس "الشعب" وكراتوس "السلطة أو الحكم"، أي ببساطة "حكم الشعب" باللغة اللاتينية .. الأكيد أن باستطاعة العرب وبحكم اعتزازهم بلغتهم، ولهم كل الحق أن يطلقوا على الديمقراطية مصطلح "سَلَطة الشعب" والسلطة هنا بفتح السين وااللام. وقبل إنزال اللعنات على كاتب المقال، والحكم عليه انطلاقاً من عواطفنا الجياشة والتواقة للديمقراطية، دعونا نتأمل هذه السَلَطة ونحللها أولاً. اتفاق الأغلبية على رأي ما، لا يجعل ذلك الرأي صحيحاً، ففي فترة من فترات التاريخ، كان جميع سكان الأرض يعتقدون أن الأرض مسطحة، وهذا لم يجعلها في يوم من الأيام مسطحة. حينما استدعوا الأستاذ الفيلسوف سقراط للمحاكمة، كانت أثينا آنذاك تحت حكم الديمقراطية، ووجدت هيئة المحكمة وبالأغلبية أخانا سقراط مذنباً بتهمة ازدراء المقدسات، وإفساد الشباب، وحكمت عليه بالإعدام، فلم تفده محاوراته التهكمية، ولا حججه القوية، ولا حتى الواسطة، إذ إنه كان معروفاً ونجماً من نجوم المجتمع. في أمريكا العظيمة بدستورها الذي يمنح الفرد حرية التعبير والخطابة، واختيار الدين، والذي يعتبر كل المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات .. وبعد صياغة هذا الدستور، استمر البيض "الأغلبية" يمارسون فيها التفرقة العنصرية بشكل سافر على السود، ما دفع السود إلى النضال والمقاومة إلى أن نالوا حقوقهم. مما لا شك فيه أن الديمقراطية جميلة في كثير من جوانبها، ولكن الأهم هنا هو ثقافة الشعوب التي تحكم، فإذا…
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦
الديمقراطية كمصطلح يعني ديموس "الشعب" وكراتوس "السلطة اوالحكم" اي ببساطة "حكم الشعب" باللغة اللاتينية، الأكيد ان بإستطاعة العرب وبحكم اعتزازهم بلغتهم، ولهم كل الحق ان يطلقوا على الديمقراطية مصطلح "سَلَطة الشعب" والسلطة هنا بفتح السين وااللام. وقبل إنزال اللعنات على كاتب المقال، والحكم عليه انطلاقاً من عواطفنا الجياشة والتواقة للديمقراطية، دعونا نتأمل هذه السَلَطة ونحللها أولاً. اتفاق الأغلبية على رأي ما،لا يجعل ذلك الرأي صحيحاً،ففي فترة من فترات التاريخ،كان جميع سكان الأرض يعتقدون ان الأرض مسطحة،وهذا لم يجعلها في يوم من الأيام مسطحة. حينما استدعوا الأستاذ الفيلسوف سقراط للمحاكمة، كانت أثينا آنذاك تحت حكم الديمقراطية، ووجدت هيئة المحكمة وبالأغلبية أخونا سقراط مذنب بتهمة إزدراء المقدسات، وافساد الشباب، وحكمت عليه بالإعدام، فلم تفده محاوراته التهكمية، ولا حججه القوية، ولا حتى الواسطة حيث انه كان معروفاً ونجم من نجوم المجتمع. في أمريكا العظيمة بدستورها، الذي يمنح الفرد حرية التعبير والخطابة، واختيار الدين، ويعتبر كل المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، وبعد صياغة هذا الدستور، استمر البيض "الأغلبية" يمارسون فيها التفرقة العنصرية بشكل سافر على السود، ما دفع السود الى النضال والمقاومة الى ان نالوا حقوقهم. مما لا شك فيه ان الديمقراطية جميلة، في كثير من جوانبها، ولكن الأهم هنا هو ثقافة الشعوب التى تحكم، فإذا كانت هذه الشعوب الى الآن تتناحر فيما بين…
الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠١٥
ما الذي يجري في أخلاق شباب الوطن العربي؟ سؤال لابد ان يكون قد طُرح من قبل الكثرين منا، بعد إلقاء نظرة خاطفة على الأخبار ومشاهدة بعض الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي. من منكم بوسعه ان يقدم لنا تفسيراً منطقياً لحالات التحرش الجماعية في الوطن العربي. سيقول قائل انها حوادث نادرة، ولا ترتقي بأن تكون ظاهرة، وسيضيف بعد ذلك متعمداً الإبتعاد عن النقطة التى ننقاشها ذاكراً ان هذه الحالات تحدث في الغرب ايضاً، ثم سيلجأ الى التحصن بالدين، حينئذ سيذكر لك ان ديننا الإسلامي كفيل بردع وانهاء مثل هذه الأحداث، ليوصد باب النقاش في وجهك بعد ذلك. وبعيداً عن التعمق والغوص في التاريخ، ومقارنة ما يحدث الآن وما قد يكون حدث في الماضي، دعونا نلقي نظرة سريعة على هذه الحالات لنستخلص منها وجهة نظر قد تصيب وقد تخيب. في حالتنا الأولى يكشف شبابنا عن وجههم القبيح، على كورنيش بلد خليجي محافظ تشكل مادة الدين في مدارسها التى تخرج او مازال أولئك الشبان المتحرشون يدرسون فيها، عصب الدراسة، وفضلاً على ذلك كن الفتيات في ثياب محتشمة، وفي مكان عام، كما ان رجال الحسبة هناك يعلبون دوراً حيوياً، حيث انهم لا يتهاونون بعقاب المذنبين لاسيما في القضايا الأخلاقية. أما في المثال الثاني فإنه يتخذ مكاناً عاماً مسرحاً له ايضاً، حيث نشاهد مجموعة…
الأربعاء ٠٥ مارس ٢٠١٤
اعلم ان الكثرين سيشجبون وينكرون، وسيردون نتيجة هذه النظرة الثاقبة في أعماق الشخصية العربية، وهذا حقهم، ولا يجوز لاحد حرمانهم من هذا الحق، ولكننا سنعرضها على أية حال كما وصلتنا. مشكلة المواطن العربي الحقيقية، وكما توصل اليها الدارسون والمراقبون لسلوك المواطن العربي، هي تاريخه العظيم، وحصته من ميراث كل تلك الحضارة، والعظمة والمجد، والبطولات، والأندلس ومعركة القادسية، والخلافة الأموية والعباسية، والإنتاج الإبداعي الأدبي منه والعلمي، و قيادة اجداده العلماء لكل بديات العلم، بل وشرح الفلسفة اليونانية، والإضافة عليها، ثم إهدائها للغرب بروح رياضية بمناسبة عيد ميلادهم "الكريسماس". ماذا تتوقعون من مواطن وارث لكل هذا المجد؟ ان كنتم تتوقعون ان يبني على ميراثه الضخم المشرف هذا ويستثمره فيما هو خير له ولأهله وللعالم، فأنتم مخطئون حتى النخاع، وان كنتم تعتقدون بأن ميراثه العلمي سيقوده الى منافسة العالم الغربي، من اجل استعادة دوره الثقافي والعلمي والقيادي للعالم، فأنتم اصحاب نظرة سطحية جداً جداً، انتم كالأطفال الذين يفتقرون لعمق الرؤية التحليلية، وتأخذون الأمور بسذاجة معجونة بالحمق. التركة العربية العظيمة، فرضت على كل عربي، وبغض النظر عن انتمائه لاي قطر عربي، او مستواه الثقافي او الإجتماعي، او انتمائاته الطائفية، او حتى لمستواه الإقتصادي، نوع من التكبر، واسبغت عليه اهمية لا يراها غيره. هذا الإرث العظيم، والثروة المعنوية التى ورثها العربي، جعلته يشعر بأنه أفضل…
الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣
ليس لأن دبي بها أطول بناء بناه الإنسان على مر العصور، وليس لأن بها بنية تحتية حديثة بمعايير عالمية، وحتماً ليس لكونها تحتضن أغلى سباق خيل في العالم، يتابعه الملايين حول المعمورة. ولن ندعي ان السبب هو " النخلة" أعجوبة العالم، الذي شكك في امكانية حدوثها الكثير من الذين لم يعهدوا إرادة دبي، أو بسبب التنظيم المحترف لإجتماع البنك الدولي، او من أجل ذلك النجاح الباهر الذي حققه مهرجان دبي للسينما. وانسوا ان مدينة دبي ستضيف على عدد الغرف الفندقية الموجودة فيها حالياً، نحو 18 ألفاً و930 غرفة جديدة، حتى عام 2015، لتتصدر مدن العالم في عدد الغرف، حسب تصريح إدارة تصنيف الفنادق في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، أو أن عدد السياح الذين زاروا مدينة دبي العام الفائت، لامس التسعة مليون سائح حسب تقرير نشرته شركة الاستشارات العالمية "بزنس مونيتور انترناشونال"، أو نأتي على ذكر ان أكبر مركز تجاري في العالم فيها، "مول دبي" قد استقطب علي ما يزيد عن 54 مليون زائر. والأكيد لن نتخذ مطار دبي الدولي، الذي يستوعب 60 مليون مسافر، والتى تتوقع إدارة المطار ارتفاع عدد مستخدميه الى 98 مليون مسافر في 2020، والذي يعتبر المطار الوحيد في العالم الذي يحتوي على أول مبنى من نوعه مخصص لإستخدام طائرات إيرباص أيه 380 العملاقة، كسبب…
الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣
لا أعتقد أن ثمة أحد منا لم يقابل في حياته "أبو العريف" ذلك الشخص الذي يمتلك دائماً معلومات سرية، وتفاصيل عن كيفية تدبير الأمور والأحداث في العالم، الشخص الذي إذا أراد الإدلاء برأيه في حدث ما، بدأ حديثه ب" حدثني صديق مقرب من السلطة وهو من الثقاة"، ثم يتبعه بمعلومات أو نظريات سيؤكد على صحتها، ولكنها ستتركك في: إما ذهول تام يدفعك أن تردد في نفسك " كل هذا ونحن لا ندري"، او استفهام ببلاهة ولسان حالك يقول "ولكن الواقع مغاير تماماً؟؟" ليعود ويؤكد لك أن ما يقوله هو الصحيح، والواقع خدعة كبيرة نحن نعيش في إطارها. شخصية أبو العريف غالباً ما تكون قد مرت بطفولة مهمشة من قبل أصدقائه، أو حتى من قبل إخوته، أو ربما والداه، لذلك يستميت في محاولات إثبات أهميته، حيث أن امتلاكه للمعلومات الحساسة، التى لا يعرفها غيره وأجهزة المخابرات التابعة للدول القوية فقط، ما هي إلا طريقة للانتقام من كل أولئك الذين سفهوه في طفولته، وتجاهلوه في المجالس. يتميز أبو العريف، بخبرة واسعة في طريقة إضفاء المصداقية على حديثه ومعلوماته الخطيرة، فيتعمد خفض صوته، والتحدث بهدوء تام، وبصوت عميق، والتحديق في عيون محدثيه، وذكر أرقام وبعض الأسماء الكبيرة، ذات المراكز الحساسة. يطيب لأبو العريف الحديث عن السياسة ووضع الحكومات، بل حتى أن باستطاعته إطلاعك…
الجمعة ٠٥ يوليو ٢٠١٣
في العصر الحديث، الفلسفة الوحيدة التى أنتجتها الولايات المتحدة الامريكية للعالم، هي الفلسفة البرجماتية. وفي أبسط تعريف للفلسفة البرجماتية حسب وليم جيمس ( 1842- 1910م) هو أن الفكرة كورقة النقد تظل صالحة للتعامل بها، إلى أن يعترضها مُعترض ويثبت زيفها وبطلانها، وتستمر صلاحيتها ما دامت سارية المفعول فنحقق بها ما نريد من أغراض" أي أن معيار الصدق في البرجماتية لأية فكرة إنما يكمن فيما يترتب عليها من نتائج عملية، تنفع صاحبها. فإذا كان اعتقاد الناس بالدين يفيدهم ويجلب لهم المنفعة، إذاً ليكن الدين حقيقة، وقس على ذلك أي فكرة أو تصرف أو اعتقاد. ولذلك نقرأ أو نسمع في نشرات الأخبار دائماً أن الولايات المتحدة الأمريكية تكيل بمكيالين، أوتنعت أيضاً بازدواجية المعايير، لأنها ببساطة تهتم بما سيترتب على مواقفها مع مختلف الدول من منفعة لها، وليس على مبدأ الوقوف مع الحق. البرجماتية هي الفلسفة المفضلة لدى المتسلقين والسياسيين، وواقعياً هي الوحيدة التى تناسبهم، وتبرر لهم رفع شعارات هم أول من يكفر بها، فهم يرون على المستوى السياسي أنه لا فرق بين المصلحة العامة والخاصة، ولا ضير في الكذب قليلاً كان أو كثيراً، ما دام أن النتيجة في النهاية ستكون لصالحهم ومنفعتهم. هذه الفلسفة انتشرت حول العالم وتبناها الكثيرين، وكما يوجد في العالم من يتخصصون في الطب وآخرون في الفيزياء والإدارة وغيرها…
الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣
كثيراً ما تتردد عبارة "ابن ناس" كمدح أو كإشادة لشخص ما، وغالباً ما نعتقد أن من يستحقون لقب ابن ناس حصرياً، هم أولئك الأشخاص المنحدرين من سلالة الدماء الزرقاء الملكية، أو سليلوا أسر من الطبقة البرجوازية، أو أقلّه أبناء لتجار يمتلك ما يربو عن خمس أو ست بقالات. مما يدخل البقية منا الذين لا ننحدر من تلك الأسر، ورأس مالنا، معاش على "قد الحال" ننتظره بفارغ الصبر في آخر الشهر، في حيرة من أمرنا، فنحن أيضاً أبناء ناس، ونحن متيقنون أن آبائنا وأمهاتنا ينتمون لفئة البشر، ولكن هل يكفي ذلك أيّاً منا لكي يمنح لقب "ابن ناس" رغم بساط الفقر الذي نجلس عليه؟ يكمن الإبداع في عبارة "ابن ناس" في كونها ترتقي في مفهومها، بنوع العائلات إلى مصاف الإنسانية، وفي كونها تختزل المدح والإطراء في ضربة واحدة على الآباء والأمهات والأبناء، بينما معيارها الوحيد لاستحقاقها: هي تصرفات الأبناء فقط، فالذي يحدد ما إذا كان والدا شخصٌ ما، ينتميان الى فئة الناس، وهي صفة كما تعلمون عظيمة، وخاصة في مواقف معينة، هو تصرفات وأخلاق الأبناء فقط، بغض النظر عن انحداره الأسري، أوعن حساب الوالد أو الوالدة في البنك. تصرفاتك وطريقة معاملتك للآخرين، هما معيار الاستحقاق لتكون ابن ناس يشار إليه بالبنان، الأخلاق ثم الأخلاق ثم الأخلاق، هي ما تجعل الآخرين يثنون…
الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣
حدثنا شَعَبْ بن عَرَبْ قال: بعد أن طالت مدة سجننا، وانكسر الأمل في خروجنا، وبات الذل طعامنا، والقسوة أساس يومنا، والإهانات شعار وجودنا، قررت ومعظم زملائي الهرب. سجننا لم يكن بالسجن العادي، وإن كان حارسه سادي، يتلذذ بالآلام، وينتهك الأحرام. كان السجن واسع الرقعة، إلا أنه قذر البقعة، خبيث الهواء، به أعداداً غفيرة من بشر وحيوانات كثيرة، يزاحم بعضنا بعضاً، كلٍ يتلمس طريقه ليمضي يومه، حتى إذا حل الظلام، يستسلم لنومه، عالم آخر، به السيارات تسير، والظلم هو السيد الذي يدير، ولا محاسبة لفساد الوزير، ولكن الويل كل الويل إذا سرق الفقير! سجن بلا جدران مادية، ولكن يمتليء بأعين استخباراتية، لها السلطة النهائية، والأحكام الانتهازية. طلبت من المسجونين الاجتماع، وفتح آذانهم والاستماع، وإن أعجبهم حديثي؛ فالانصياع، ولهم الحق بأن يدلوا بدلوهم، ويقترحوا رأيهم. يقول شعب بن عرب: فتحلقوا حولي، واشرأبت الرقاب نحوي، وقبل أن أنطق، صرخ أحدهم أنهم موافقون على ما سأخططه، وعلى كل ما سأرتبه، فنهاه زعيم الدراويش، يسمى بـ أخ بن مسلم، ويكنى بالمرشد، يترأس مجموعة منظمة، كانت من ضمننا، وكأنها ليست مننا، تسيطر على البقالات، وتبيعنا الخضروات، وتعرف كيف تتحدث بلسان أهل السنة والجماعة، وتلحن القول وتظهر السماحة، تحبب الإحسان، وتخاصم النكران، تتلون حين يتطلب التلوين، وتتلوى بعذابات المسجونين، حين تعلو صرخات المظلومين، تطلق على نفسها اسم…
الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣
الفكر الذي يتربى عليه الناس، ويتشبعون به، يغدو مع مرور الوقت، المعيار الأوحد للحكم على حوداث الحياة، بل على الحياة نفسها، يتطورهذا الفكر ليصيرَ فلسفة و أيدلوجيا، لا يستطيع معتنقوها التفكير أو الرؤية خارج إطارها. لذلك يقتنعون قناعة تامة، أن الحق وكل الحق، هو مع من يؤمن بفكرهم، وغيرهم بلا استثناء على خطأ، وأنهم أي أتباع فكرهم، هم الطيبون، الغيورين على مصالح مجتمعهم، الأبطال، المغاوير المضحين بحياتهم من أجل مصلحة الأمة، ومصلحة وطنهم، التى لن تتحقق إلا على أيديهم. تجدهم يغالون في إقصاء كل من يخالفهم الرأي، ويتفنون في تشويه سمعة من يتركهم، ولديهم خبرة في تدمير كل إنجاز لم يخرج من تحت عباءتهم، ولهم وجهة نظر خاصة بالنسبة للتاريخ: فالتاريخ يتوقف ثم يبدأ من جديد مع بداية فكرهم، والعالم يتخذ منحنى جديداً في لحظة ولادة أفكارهم، فنراهم على كل منبر يمجدون فكرهم، وأبطالهم، وإنجازاتهم التى مازالت وستزال على الأرجح، حبرا على ورق، ويدافعون باقتناع ويقينٌ تام، عن أهدافهم، بخطابات إنشائية، لا تغني ولا تسمن من جوع، كلمات رنانة ترسم أحلاما وردية، تُحْمل سامعيها على التحليق في سماء خرافة المدينة الفاضلة. من الصعب جداً، بل يكاد يكون مستحيلاً في معظم الأحيان، إمكانية إقناع مثل هؤلاء، أنه ربما ولعل وعسى، هم مخطئين في فكرهم، أو أقلةً مخدوعين، وأن الواقع مغاير لما…
السبت ٠٦ أبريل ٢٠١٣
حكايتنا اليوم لم تنتهي احداثها بعد، مازلت تتفاعل الى هذه اللحظة، نعم الى هذه اللحظة التى تقرؤون فيها، هذه الأسطر، هي لا تبدأ بكان يامكان، وانما ب ومازل فريق أسرة المخادعون، يتكبد الفشل تلو الأخر ، فبعد ان قرر الأب، الزج بإبنه الثاني، في صفوف الفريق، بعد ان تعفن على دكة الإحتياط، وهو يحلم باليوم الذي سيلعب فيه، ويخطف الأنظار من أخيه، محبوب أبيه، وقرة عين الأسرة، جاءه الفرج بانكشاف سر أخيه الدفين للجمهور، برغم محاولات إخوته جميعهم التستر عليه، ألا وهو انه قد سبق ولعب ذات مرة في منتخب بلد اخر "أمريكا" حتى نكون دقيقين. يجب ان تعلموا قبل ان نكمل، ان هذا الفريق، يتكون فقط من الإخوة، ولا يسمح لأي شخص خارج العائلة ان يلعب معهم، والأب هو المدرب بسلطات مطلقة، لا يتجرء احد من أبناءه على معارضته، وتبلغ سطوة الأب وجبروته، من القوة والنفوذ حداَ، بحيث أنه استطاع ان يؤسس فرق اخرى، في بلدان مختلفة، بعضها استطاعت ان تصل لتكون هي المنتخب الوطني في تلك البلدان، لتفشل بعدها و تتخبط وتضطرب على الغير المتوقع منها، وبعضها الأخر ما زالت تحاول وبقوة، طرح نفسها كبديل للمنتخبات الموجودة، رغم ان المنتخبات التى تحاول ان تحل محلها ناجحة بكل المقاييس، ووصلت للعالمية، وتُأخذ كنموذج للنجاح. صاحبنا كان دائماً في كامل…
الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٣
أعاد أحد أصدقائي، والذي يدّعي أنه اكتشف نظرية "الوهم"، تعريف ما هو الوهم، وكيف أنه مصطلح أشمل وأعم مما نظن. فالناس -كما يوضّح- إن لم يكن جميعهم متوهمون، فأغلبهم كذلك، وما الأمل، والأحلام، والطموح، والرغبة، والإرادة، و.. و إلا أفرعاً للوهم، الذي يخترق كل مناحي حياتنا فيصبح جزءا منا. وفي تقسيمه للوهم، يمضي ويفسر: على صعيد الأفراد، هناك من يتوهم بأنه يستحق الاهتمام الشديد، لأنه ببساطة: ابن رجل مهم، فتجده يتوهم أنه ليس من المشمولين بالاصطفاف في الدور، أو رفض معاملة تعود له، وهذه النوعية بالذات ترفض رفضاً قاطعاً تطوير ذاتها، ويطلق عليها "وهم ابن الذوات". ويوجد من أنواع الوهم أيضاً "وهم المشاهير" كوهم تلك المطربة التى أطربتنا بأغانيها، فأحببناها، فتوهمت بما أنها محبوبة الجماهير، يحق لها أن تتحدث في العلن بلغة سوقية، وتوجيه الإهانات، والانتقاص من قدر معجبيها، لأن حبهم الكبير لها أعمى وسيغضون الطرف عن ما يبدر منها من سباب، وسيظلون دائماً وأبداً يكنون لها المودة والاحترام، أو ذلك الفنان الذي مثّل مسرحية أو مسرحيتان، وتوهم أن الناس جميعا تتعرف عليه أينما حل، وأن لعنة الشهرة تطارده، والناس لا هم لهم سواه. وهنالك "الوهم المزدوج"، تجده في ذلك السمين ذو الوزن الزائد، من يتوهم أن باستطاعته البدء في تخفيف وزنه متى شاء، وأن شطيرة البرغر التى بين يديه…