الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٥
نتيجة لا تسر، التي أعلنت قبل أيام، عن البطالة في العالم العربي. فما يحصل في منطقة الشرق الأوسط، محبط ومقلق، ليس فقط على مستوى الأحداث السياسية، بل على مختلف الأصعدة، ومنها الاجتماعية. يقول تقرير منظمة العمل الدولية، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المرتبة الأولى عالمياً في معدل البطالة عام 2014. بينما تحسنت المعدلات في بقية دول العالم. والمشكلة أنها في ازدياد، ما يعنى أن الأوضاع في تراجع، رغم كل الخطط والطموحات بفتح فرص عمل جديدة، وتشجيع القطاع الخاص ومحاربة الفساد، لتأتي الأرقام صادمة، فنسبة البطالة بين الشباب 30 في المئة، مقارنة مع 13 في المئة النسبة عالمياً. وهذا يعنى أن البطالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكثر من ضعف معدل البطالة عالمياً. والنتائج واضحة، فمزيد من البطالة هو باختصار مزيد من الإرهاب والعنف والجريمة. شباب هم ضحايا لخطط فاشلة، وحكومات عجزت أن تترجم طموحات التنمية إلى واقع فعلي، وانشغلت بالسياسة والعسكرة على حساب التنمية وبناء الإنسان. مقارنات مخجلة في حق الإنسان العربي، وحتى المناطق التي كانت الأقل نمواً والأكثر بطالة في أفريقيا جنوب الصحراء والبحر الكاريبي، تقول المنظمة إن معدلات البطالة تتراجع فيها، بعكس منطقة الشرق الأوسط التي ترتفع فيها البطالة. أيُّ مستقبل ينتظره الشاب العربي إذا كانت فرص العمل تتراجع ومجالات التنمية تتقلص. ومعدلات النمو الاقتصادي بالسالب.…
الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠١٥
العالم العربي يحتاج إلى بوصلة تحدد مساره في المرحلة المقبلة. الخلل في النظام الإقليمي العربي وسلبية جامعة الدول العربية، أوجد فراغات في الفضاء العربي وأعطت فرصة لقوى إقليمية في المنطقة للتمدد في المنطقة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وهذه المرحلة التي جعلت الدول العربية مسرحاً لنشاطات سياسية وعسكرية لدول كبرى وإقليمية ينقلنا للمشهد الأخير في تراجع الأمن الإقليمي العربي. وتتجه الأنظار إلى محور مهم ومؤثر في المنطقة وهو المحور السعودي- الإماراتي. ويتفق كثيرون أن العلاقات الاستراتيجية بين السعودية والإمارات أصبحت تلعب دوراً مهماً ليس فقط في القضايا البينية بين الدولتين، ولكن على مستوى المنطقة. وكان التنسيق عالي المستوي بين الدولتين هو الذي أنقذ المنطقة من منعطفات كبيرة ومصيرية. وضح هذا الدور بشكل جلي في دعم مصر والوقوف إلى جانب خيار الشعب المصري في ثورة 30 يونيو. وفي اليمن تجسد التعاون في أفضل صوره في مشاركة الجيشين في نصرة الشعب اليمني والوقوف في وجه الأطماع التوسعية لدول إقليمية. وامتزجت دماء الشهداء من الدولتين وبقية دول الخليج في تقديم صورة صادقة لهذا التحالف، وفي رسالة نبيلة بهدف دعم اليمن وإعادة الشرعية والأمن والاستقرار له. ما يجمع السعودية والإمارات أكثر من كونه فقط مواقف سياسية وتقاطع مصالح، بل هي مبنية على أسس حقيقة ووعي سياسي. وهناك علاقة بين الشعبين تتجاوز الأطر السياسية،…
الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٥
الحديث في واشنطن بدأ يتغير، والسؤال الذي أصبح يطرح هل يمكن أن يفوز "دونالد ترامب" بمنصب الرئاسة الأميركية. هذا الذي كان أضحوكة للسياسيين والمحللين بدأت المتابعة تتحول، والاستفتاءات تؤكد تقدمه على جميع منافسيه في الحزب الجمهوري. وتزامنت زيارتي لواشنطن مع المناظرة، التي أدارتها قناة سي إن إن مع ستة عشر مرشحاً من الحزب الجمهوري وبدأ واضحاً كيف أن المرشحين تعاملوا بجدية مع ترامب، وتعرض لهجوم قوي وحاولوا كشف ضعفه في المعرفة السياسية. وهو في هذا الجانب أثبت جهله السياسي، ولم تستطع جرأته، بل ووقاحته في تغطية هذا الجانب حتى إنه بدأ مرتبكاً أكثر من مرة. وكانت إجاباته تركز على العموميات، وأنه يريد إعادة هيبة الولايات المتحدة، لكن الذي كان واضحاً أنه لا يملك برنامجاً لتطبيق هذا المشروع وتحويله إلى حقيقة. الصحافة الأميركية وقنوات التلفزيون تتابع كل خطوة وكلمة تصدر من ترامب ليس لإعجابها أو قناعة بأفكاره بقدر ما تحول هو ذاته إلى مادة إعلامية متابعة من الجمهور، وبالتالي فإن المنافسة في الوسائل الإعلامية تجعل الجميع يتلهف على رصد تحركاته وتصريحاته حتى تكسب هذه الوسيلة الإعلامية جمهوراً أكبر. وهذا خطأ الإعلام الذي ينزلق في سباق المنافسة مع الوسائل الأخرى، ويفقد رصانته ودوره كونه سلطة رابعة في الدولة. كما أن الجمهور نفسه ليس متابعاً لترامب من باب التوافق مع أفكاره وتوجهاته، بل…
الأربعاء ٠٩ سبتمبر ٢٠١٥
الإمارات العربية المتحدة الدولة التي كانت مع العرب في كل مراحلهم، وتمد يد الخير والمساعدة وتقف إلى جانب مبادرات الصلح وجمع الشمل، تتعرض للجحود ممن كان يفترض فيهم الوفاء ورد الدين. كان الشيخ زايد رحمه الله، وبطبعه العربي الأصيل يخاطب العرب ويناشدهم أن يجتمعوا على الخير وأن يتحدوا من أجل مصلحة شعوبهم. وكثيرة هي مبادرات الصلح بين دول عربية كانت دولة الإمارات هي التي تقوم بوساطات الصلح. كما أن المساعدات إلى اليمن بكل طوائفه ومكوناته كانت مستمرة على الدوام. وحينما كان التحالف العربي كانت الإمارات الدولة الوفية التي شاركت بفعالية من أجل شعب شقيق يتعرض لمحاولة استلاب حقوقه وتحويله إلى محمية تتبع المرجعية الإيرانية. شعب اليمن الأصيل المعروف بعروبته ومبادئه وأخلاقه يتعرض إلى هجمة من طائفة خالفت كل المواثيق والاتفاقيات وتمادت في التوسع مستندة إلى دعم خارجي. وكانت السعودية وبوقفة الملك سلمان بن عبد العزيز الحازمة، الذي دشن عاصفة الحزم بتحالف عربي ودولي نادر. وبادرت دولة الإمارات وبقية دول الخليج في المشاركة في تكوين هذا التحالف العربي الذي يعد سابقة في المنطقة، وهم هكذا الخليجيون حينما تمتزج دماؤهم من أجل هدف نبيل هم يعطون رسالة للحاضر والأجيال القادمة أن الخليج مصيره واحد، وأن تحالف الخليجيين وتكتلهم كوحدة واحدة هو الذي يحميهم من التحديات الخارجية. تجربة دول الخليج في وقفتها التاريخية…