مشاري الذايدي
مشاري الذايدي
صحفي وكاتب سعودي

اليمن ينتفض على الحوثي… أخيراً

الإثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠١٧

كلمة السرّ في بيان علي عبد الله صالح «الانتفاضي» ضد الحوثيين هي هذه: «انتفضوا لوحدتكم ومن أجل دولتكم». خاطب بها الشعب اليمني، خاصة منه شعب الشمال، وهو الشعب الذي نجح في ثورته الجمهورية، ثورة سبتمبر (أيلول) 1962، على حكم دولة الأئمة الزيدية، وهو يعلم، أعني صالح، أيّ وتر يحركه بهذا النداء. ما جرى في الأيام الماضية، لحظة فاصلة في تاريخ اليمن الحديث، ربما تفلح في طي صفحة المشروع الزيدي الثوري، بنسخته الحوثية المتخيمنة، للأبد، أو لحقبة مديدة من الدهر. هل يلام صالح على تحالفه مع الحوثي، وهو الذي يعلم، وحزبه، حزب المؤتمر الشعبي، أيّ فكر يستند إليه هذا الكيان الخرافي الإمامي السلالي مع التطعيم الخميني العدواني ضد العرب؟ نعم كان يعلم، وتحالف معهم بوعي تامّ، وهو جزء من إيصال اليمن إلى وضعه الكارثي هذا، عبر زجّه اليمن في دروب الفتنة والخطر، وهو الذي كفل له الحلُّ الخليجي الخروج من الحكم بصكّ أمان حياتي ومالي وعائلي، ولكن، ما مضى فات والمقدّر غيب... بكل حال نحن الآن أمام واقع جديد، وجيد، يجب دعمه بكل سبيل، وقوة، فصالح، أثبت أنه لاعب أساس في الملعب اليمني السياسي، أحببت ذلك أم كرهته، هذه حقيقة، ساعد عليها الحصاد المرّ الذي حصده اليمنيون، من السنوات الثلاث العجاف تحت حكم العصابات الخمينية الحوثية، خدماتياً وأمنياً وسياسياً. الخطر الأكبر،…

هل أوروبا متراخية مع إيران؟

الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠١٧

كنت أتابع إجابات الصحافي البريطاني المخضرم مايكل بنيون عن أسئلة الإعلامية منتهى الرمحي، على شاشة «العربية» في البرنامج الشهير «بانوراما»، حول موقف الغرب، تحديداً أوروبا، من تشبيه السعودية الخطر الإيراني بخطر هتلر في منتصف القرن الماضي. لم يرق التشبيه للصحافي البريطاني، أو على الأقل نقل أن هناك من لم يوافق عليه في الغرب، ولا يعتقد أن الخطر الإيراني يشبه الخطر النازي، ولا أن خطر مرشد الجمهورية الخمينية الإيرانية، هو بمثابة خطر الزعيم النازي، قائد الرايخ الثالث. لم يفهم مايكل بنيون، أو نقل عن آخرين غربيين، تحذير السعودية من خرافية النظام الخميني المسلحة، وأنه يصعب؛ إن لم يكن محالاً، التفاهم من نظام يعتقد في نظريات ولاية الفقيه وتمهيد العالم لظهور المهدي المنتظر، كما حذّر الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي. الحجة، كما «تجلّى» صحافي الـ«تايمز» البريطانية، هي أن الخطر الإرهابي هو كما يراه الغرب؛ من السنّة وليس من الشيعة. هذه هي الخلاصة، وهي في الوقت نفسه الأزمة التي يعاني منها العقل الأوروبي بشكل خاص، تجاه أزمة العرب، ولا أقول السنّة فقط، مع الخطر الخميني، ومظاهره في العراق وسوريا ولبنان واليمن ودول الخليج، وليس فقط دول الخليج. ربما يستند «اللاشعور» الغربي العميق هذا إلى تاريخ مديد من الصراع الإسلامي - المسيحي الأوروبي؛ منذ أيام الحروب الصليبية لحدّ اليوم، وهي صراعات كان…

هتلر الشرق… ونصائح جنبلاط!

الإثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧

ما يحسن ببعض الساسة والمراقبين بلبنان وغير لبنان التركيز عليه هو أنهم أمام سعودية جديدة، بسياسة مختلفة، ونهج مغاير، يرفد ذلك، مع إرشاد وتوجيه الملك سلمان، عزيمة ولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، وهو قائد شاب، متوقد الذهن، شديد العزم، يستشير ويقلّب الرأي على أوجهه، لكنه إذا عزم... توكل على الله، وأقدم بكل تصميم. في حواره الأخير مع الصحافي الأميركي توماس فريدمان، بجريدة «نيويورك تايمز» - لا نظن أن أحداً يتهم هذه الصحيفة بمحاباة السعودية! - تحدث الأمير عن قضايا عدة، من ذلك مشكلة إيران. لخّص الأمير محمد الحال مع إيران، وهو يخاطب جمهوراً غربياً: إن «المرشد الأعلى الإيراني هو هتلر جديد بالشرق الأوسط». وأضاف: «تعلمنا من أوروبا أن التهدئة لا تنفع، ولا نريد أن يتمكن هتلر الجديد الإيراني من أن يكرر بالشرق الأوسط ما حدث بأوروبا». تشبيه خطير ومثير، ليس فقط بسبب العقائد السياسية والخرافات التاريخية التي تجمع بين مرشد الخمينية و«فوهرر» النازية، فإلى ذلك، هناك عدم وجود قادة بأوروبا وقتها على قدر الخطر الذي شكله النازي هتلر. كان في بريطانيا رئيس وزراء ضعيف البصيرة واهن العزيمة، هو «نيفيل تشامبرلين» أقنع نفسه بجدوى التزلف لهتلر «والحوار معه» حتى أفاق من وهمه بغزو النازي لبراغ، وخرج تشامبرلين من القرار ليخلفه بطل بريطانيا التاريخي، ونستون تشرشل. من يتوهم أنه يمكن «إقناع»…

جماعة «الإخوان»… أمّ الإرهاب!

الجمعة ٢٤ نوفمبر ٢٠١٧

في ملاحظة سديدة، كتب الدكتور عبد المنعم سعيد بهذه الصحيفة في مقالته الأسبوعية، عن أن «أصول الإرهاب» الفكرية في عالمنا المسلم، تجد نفسها في تربة «الإخوان» الخصبة. كتب ذلك وهو يوجز خلاصته التي خرج بها من مطالعة «وثائق أبوت آباد» التي تخص مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. يقول سعيد: «كان لافتاً للنظر ضمن هذه الأوراق أن الأصول الأولى للفكر الإرهابي، الذي امتلك الرجل وهيمن على أفكاره، جاءت من تلمذته على فكر جماعة الإخوان المسلمين». وبعد طواف في تاريخ الجماعة، وصيغ التلون التي أبدعت بها، خصوصاً في احتكارها الصوت المسلم في المهاجر الغربية، وهذه مسألة خطيرة بحق، يقدّم عبد المنعم سعيد خلاصته الجامعة المانعة؛ وهي: جماعة الإخوان هي الحاضنة الأولى والمدرسة الكبرى والعالمية للحركات الإرهابية كافة (...) أسامة بن لادن وأيمن الظواهري لم يكونا أول من تخرج في مدرسة «الإخوان»، والمرجح أنهما لن يكونا آخر الخريجين. أقول؛ أما عن إخوانية أسامة بن لادن، فلا غبار عليها ولا شِيَةَ فيها؛ قد تحدث هو بنفسه عنها؛ سواء في «وثائق أبوت آباد»، أو في أحاديثه السرية والعلنية. وفي الكتاب الثري للصحافي الأميركي الصبور لورانس رايت «البروج المشيّدة»، نجد الدلائل الساطعات على التربية الإخوانية التي تربّى عليها أسامة بن لادن؛ بل يكتب رايت في أحد هوامشه أن النسبة الصحيحة لأسامة هي جماعة «الإخوان» وليست…

إيران… معركة كل العرب

الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧

هل المشكلة مع إيران محصورة بالسعودية؟ ربما يبدو السؤال غريباً للبعض. غير أن واقع الحال الذي نراه في أغلب الإعلام العربي يوحي بذلك. الأغرب أنه لا يوجد غزو إيراني مباشر وظاهر للسعودية. أصلا هذه مغامرة انتحارية. لكن الموجود هو غزو لليمن والعراق وسوريا. وشبه احتلال وحكم وصاية على لبنان، من خلال الوكيل المحلي حزب الله. ما يوجد في السعودية هو نشاط إيراني تخريبي على شكل خلايا إرهابية في القطيف والأحساء شرق البلاد. ودعم خبيث تحت الأرض لشبكات «القاعدة»، تلاميذ أسامة بن لادن والظواهري. وما خبر إقامة أبناء أسامة وبناته في كنف الحرس الثوري بإيران عنا ببعيد. على سبيل المثال العابر فقط. من حذر من الهلال الشيعي قبل عدة سنوات هو ملك الأردن عبد الله الثاني. ومن غضب من مشاريع التشييع على النهج الخميني في داخل البلاد، هي دول مثل الجزائر وتونس والمغرب والسودان والسنغال. ومن قطع العلاقات قبل الجميع مع النظام الخميني هي دولة مصر. و البلاد التي تم فيها تفجير موكب رأس الدولة، وخطف طائرات الناقل الوطني هي الكويت. لم يحصل للسعودية شيء من هذا من طرف الجمهورية الخمينية. نعم حصل لها من بركات الخمينية جرائم أخرى. حتى قبل الحرب الحوثية باليمن. مثل جريمة الحرس الثوري بحج 1987. وتفجيرات المنطقة الشرقية من الثمانينات إلى تفجير أبراج الخبر 1996. وأشياء…

الأمم المتحدة باليمن… مع من؟

الإثنين ٠٩ أكتوبر ٢٠١٧

هل تقارير الأمم المتحدة حول أزمات الشرق الأوسط، محايدة؟ وهل هي بريئة من الاختراقات «اليسارية» الأوبامية والخمينية - الإخوانية؟ نتحدث تحديداً عن القضية اليمنية، لن نشير لمواقف وتقارير ومقاربات هذه المؤسسة تجاه الكارثة السورية، يا رعى الله المفاوض الاستراتيجي «الناظر» دي ميستورا. صدر مؤخراً تقرير عن الأمم المتحدة عن اليمن، أول أمر عجيب فيه أنه يساوي بين اللاشرعي والشرعي، بين الحوثي وصالح، من طرف، وحكومة الشرعية اليمنية والتحالف الداعم للشرعية، أو هكذا تبدو المقاربة. ركّز التقرير على انتهاك حق الطفل، وابتلع كثيراً من الدعايات الحوثية المضللة، وطبعاً إعلام المخلوع المنتقم صالح. حول الملف الإنساني. نعلم، وقد كتب الصحافي اليمني همدان العليي الكثير عن اختراق نشطاء من الحوثيين والمتعاطفين معهم خمينيو المهجر الغربي، وفلول اليسار «المحترف» كره السعودية، عن صور من هذا الاختراق للمؤسسات المنتمية لفكرة حقوق الإنسان. خطورة هذه التقارير، هي أنها مبنية في الغالب على «رأي ورؤية» العقل الحوثي والصالحي للقصة اليمنية. الشواهد كثيرة. والخطر الآخر هو أنها تكون مقدمة وتهيئة لقرارات سياسية أممية. لذلك يكون مواجهة هذه الدعايات باكراً من الضروريات، طبعاً هذا أمر يلام فيه إعلام الشرعية ونشاطه المدني بالغرب. التقرير الأممي الأخير، عن اليمن استنكره الأمين العام الخليجي وأمين التعاون الإسلامي لأنه اعتمد على تقارير من الجعبة الحوثية. الحكومة اليمنية الشرعية أشارت في ردها إلى «تزوير…

المرأة السعودية… بل تقودين!

الجمعة ٢٩ سبتمبر ٢٠١٧

قُضِي الأمر الذي فيه تستفتيان، ومنح الملك سلمان المرأة السعودية حقها الطبيعي في قيادة سيارتها في طرقات البلاد. قضية استنزفت سمعة السعودية، واعتصرت الجهود الداخلية نحو ثلاثة عقود من السنين، منذ أن ظهرت القصة على السطح إبان حرب تحرير الكويت، حين قادت نسوة، من تلقاء أنفسهن، السيارات بالعاصمة الرياض بما يشبه التظاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1990. جنّ جنون أبناء التيار الحركي الإسلاموي حينها، وعملوا على تهييج المجتمع السعودي وحمّلوا الأمور ما لا تحتمل - عادتهم! - وقالوا وأعادوا وزادوا وتمادوا كثيراً. منذ تلك اللحظة والملف «مشلول» أُرِيقَت فيه أحبار الكلام، وتنازل على حلبة الملف الفرسان، والملفّ لا يلفّ مذ ذاك الوقت. مجلس الشورى لم يدخل ميدان القضية إلا متأخراً، وكانت البداية مع الدكتور المؤرخ، المتحمس لقضية المرأة، محمد آل زلفة، عضو مجلس الشورى الذي أثار الأمر تحت قبة المجلس عام 2008، لكنه جوبه بهجوم «صحوي» من الطراز المألوف منهم، وقيعة وشتماً وتشكيكاً. وأُعِيد طرح الأمر مجدداً بعد دخول السيدات للمجلس في عهد الملك عبد الله، وكان السبق للسيدات أعضاء الشورى: لطيفة الشعلان، هيا المنيع، منى آل مشيط. وأحبط الأمر حينها، من داخل المجلس! لكن ومع الدورة الثانية لم تقنط لطيفة وأكملت المشوار. كل هذا الأمر صار من الماضي الآن، بعد القرار التاريخي من رئيس مجلس الوزراء، ملك البلاد، خادم…

هل تفعلها إيران بطريقة كوريا الشمالية؟

الإثنين ١١ سبتمبر ٢٠١٧

تخيلوا لو أن الجمهورية الخمينية الإيرانية امتلكت القدرة النووية التي يمتلكها عظيم بيونغ يانغ الكوري! بعد حفلات النار التي أشعلها الرفيق كيم على سماء ومياه المحيط الهادي، مروراً بالأجواء اليابانية، استيقظت المخاوف الإنسانية القديمة من وحش الفناء النووي، وكان لمرور الصاروخ الكوري النووي فوق اليابان دلالاته الخاصة بهذا السياق، فاليابان هي البلد الذي ذاق أهله في هيروشيما وناجازاكي عصير الموت النووي في الحرب العالمية الثانية. ماذا يفعل الغرب مع كوريا الشمالية؟ العجيب أن الغرب، البعيد جغرافياً عن الجزيرة الكورية، مع اليابان وكوريا الجنوبية طبعاً، الأكثر قلقاً وانشغالاً بنووي وهيدروجيني كوريا الشمالية. أما بقية الدول الآسيوية والعربية، فلا يحفلون بحفلات الرفيق كيم... هل هي شجاعة أم من باب اليأس وتكّسر النصال على النصال! قد تكون الجمهورية الخمينية الإيرانية هي الأكثر اهتماماً بحفلات بيونغ يانغ. وقبل أيام زار رئيس مجلس الشعب لكوريا الشمالية طهران، ومعه وفد عسكري وتكنولوجي، بعيد الحفلات النووية والهيدروجينية. مرشد الخمينية الحالي السيد علي خامنئي نفسه معجب بالتجربة الكورية الشمالية، منذ كان في وزارة الدفاع عقب قيام الجمهورية الخمينية بقليل، على ما توسع بشرحه أمير طاهري في مقالة سابقة له بهذه الصحيفة. إيران مقيدة، حسبما يقال، باتفاقية تمنعها من التخصيب النووي، ببركة الآفل باراك بن أوباما، وحماسة الأوروبيين، وفي مطلعهم الزعيمة الألمانية أنجيلا ميركل. رئيسة الحكومة الألمانية، ميركل، اقترحت،…

الرافثون بالحج… طهران و{بعض} الدوحة

الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠١٧

اقترب موسم الحج الديني، واقترب معه موسم المزايدات والمحاولات التي لم تنته لتوظيف الحج، وهذا التجمع الميلوني في عدة أيام، للدعايات والأكاذيب والسياسات، بالعادة كان من يقوم بذلك الخمينيون، ببدعة» البراءة» التي ضخمها الخميني وتلامذته، وحشاها بمضامين دعائية إعلامية تثويرية تخدم النظام الخميني. الجديد هذا الموسم هو دخول السياسات القطرية، ولا أقول الدولة أو الشعب القطري، في سوق المزايدات المحاولات على قصة الحج، ولو كانت المحاولات تنفع قطر، لنفعت ايران التي هي أكثر عددا ونفيرا من قبل! من اليوم الأول لوصول الخمينية لحكم إيران 1979 وهي قد وضعت موسم الحج هدفا رئيسيا لها، ومعه قيمة الحرمين المكي والمدني، فالغصة التي شرق بها الحلق الخميني، ومعه الحلق الإخواني بشكل مخاتل، وطبعا الحلق القذافي المشروخ، هي غصة الخدمة السعودية للحرمين، والقيام التامّ على رعاية الحج والعمرة. من أجل ذلك سعى ويسعى الخمينيون، ومن يتشّبه بهم اليوم، من بعض ساسة قطر، وغيرهم من عرب وعجم، للتشكيك والتخريب حول الحج والعمرة ومكة والمدينة، وهو أمر قديم ومخطط له بيقظة وإدارك. يحدثنا باحث لبناني»مسيحي» عن هذا المسعى الخميني القديم، وهو الدكتور نبيل خليفة. يقول خليفة واصفا السياسة الخمينية هذه: «لأنها اقلية ديمغرافية - جغرافية داخل العالم الإسلامي اعتمدت استراتيجية هجومية وأساليب البروباغندا الموجهة لتأكيد وجودها وفعاليتها ومصداقيتها كحركة إسلاميي جذرية في مواجهة السنوية التقليدية: .…

قطر والإعلام الغربي

الجمعة ١١ أغسطس ٢٠١٧

ربما تابعت أو شاركت أيها القارئ الكريم هذه الأيام في نقاش عن مشكلة قطر، أو بالأحرى السياسات القطرية؛ إذ إن الشعب، والدولة القطرية منذ قيامها على يد الشيخ قاسم، أمر آخر غير سياسات حمد بن خليفة آل ثاني ومساعده حمد بن جاسم بن جبر. الميديا الخادمة للسياسات القطرية، المباشرة وغير المباشرة، العربية وغير العربية، المسلمة وغير المسلمة، تشتغل بأقصى طاقتها في حروب التعبئة الإعلامية وتشتيت الأنظار عن (جوهر) المشكلة إلى هوامشها. يساعد هذه الميديا حزام عريض من الأنصار أضخم بكثير من النواة القطرية نفسها. حزام ومدار يحلق فيه آلاف من الشظايا والأحجار الإخوانية والخمينية واليساريجية العالمية... ليس حباً في الدوحة بل كرهاً في الرياض والقاهرة... وأبوظبي والمنامة. جوهر المشكلة مع السياسات القطرية هو إسهامها الفعال في تمويل التطرف والإرهاب و(خربطة) الوضع الأمني والتوافق الاجتماعي في الدول الأخرى، ليس فقط الدول الأربع، بل غيرها كليبيا واليمن... مثلاً. الدوحة هي مركز التمويل والدعم الإعلامي لكل الفوضى التي حصلت في ديارنا منذ عقدين تقريباً. كما أن إيران الخمينية هي جيش الإرهاب والفتن الطائفية... وكما نعلم فإن الإخوان الذين يستخدمون اسم أو (شرعية) دولة قطر الدولية، هم في كل محطاتهم أولياء الإسلام الخميني. هناك نجوم إخوانية اشتهرت بهواها الخميني الغلاب... والهوى فضاح كما قال أهل الوجد والعرفان... منهم التونسي راشد الغنوشي والمصري كمال الهلباوي…

لبنان وتحالف الأقليات… للأسف!

الإثنين ٠٧ أغسطس ٢٠١٧

كان لافتاً لدى ساسة المسيحيين اللبنانيين، وقواعدهم الاجتماعية، شبه الإجماع على دعم حزب الله الشيعي في حربه على جماعات سورية راديكالية على الحدود اللبنانية - السورية. حتى الزعيم اللبناني الأعلى صوتاً في مناهضة المشروع الإيراني، سمير جعجع، تراجع خطوة إلى الخلف، ولم يواصل ذا الخطاب الحادّ ضد حزب الله ودولته الحاضنة؛ الجمهورية الإيرانية التي أسسها رجل الدين الراديكالي الثوري، السيد الخميني، حسب ملاحظة الزميل والإعلامي اللبناني نديم قطيش بهذه الجريدة. أن يدعم أشخاص مثل جبران باسيل أو سليمان فرنجية أو الرئيس عون، حروب حزب الله «الطائفية» الخادمة للمشروع الإيراني، فهذه «شنشنة نعرفها من أخزم»، كما يقال، لكن أن يصل هذا الحماس لقواعد مسيحية حامية للجمهورية، تقليدياً، باعتبارها «أم الصبي» ومن أجل ذلك ترفض المشاريع الإقليمية المخترقة لسيادة لبنان، ومنها المشروع الإيراني، فهذا تطور جدّ خطير، وجدّ مثير. خطير في دلالاته على يقظة المشاعر الطائفية الرثّة، وعلى فكرة سيئة هي الأخرى، نبعت حين حاول التيار العوني ومن ينظر له، الترويج لها، وهي فكرة «تحالف الأقليات»، ضد من؟ بوضوح ضد أهل السنة.. حتى لو كانوا من قماشة رفيق الحريري أو فؤاد السنيورة. كتب أخيراً المفكر اللبناني رضوان السيد واضعاً يده على هذا المنحنى الكارثي واصفاً إياه بالوهم، وقال: «الأوهام لا تتعلق فقط بوهم أنّ الحزب يقاتل من أجل لبنان. بل هناك وهمٌ…

الكويت تغضب على إيران

الجمعة ٢١ يوليو ٢٠١٧

أن تطرد الكويت دبلوماسيي الجمهورية الخمينية الإيرانية من أراضيها وتغلق مكاتب السفارة الفنية، فهذا يعني أن السيل بلغ الزبى لدى هذه الدولة الخليجية الودودة مع الجار الإيراني. الكويت صبرت صبر أيوب على شرور الجارة الكبيرة، ولعبها بصميم الأمن الوطني الكويتي، ليس من اليوم، بل مذ ولد هذا النظام الإرهابي المتأسلم الطائفي الخطير عام 1979 حين بدأت حكاية العصر الخميني. من فجّر موكب أمير الكويت السابق المرحوم الشيخ جابر الأحمد؟ من فجّر مقاهي الكويت الشعبية؟ من خطف الطائرة المدنية؟ من جنّد خلية التفجيرات الكويتية في مكة؟ أخيراً، من أنشأ أخطر خلية إرهابية خمينية في الكويت، خلية أو شبكة العبدلي؟ الداخلية الكويتية، كانت قد أعلنت في أغسطس (آب) 2015 عن ضبط عدد من المتهمين مع كمية كبيرة من الأسلحة عثر عليها في مزرعة بمنطقة العبدلي قرب الحدود العراقية، وفي منازل مملوكة للمشتبه بهم، وشملت المضبوطات 19 طناً من الذخيرة، و144 كلغم من المتفجرات، و68 سلاحاً متنوعاً و204 قنابل يدوية، إضافة إلى صواعق كهربائية. في وقتها تواقحت السفارة الإيرانية، وأصدرت بياناً استنكارياً ضد الداخلية الكويتية، وهو الأمر الذي استفز عدداً من أهل الكويت، وحق لهم، واليوم تصدر الخارجية الإيرانية استنكاراً ووعيداً ضد الكويت بسبب حقها «السيادي» الأخير بعدما قال القضاء الكويتي كلمته في حق إرهابيي خلية العبدلي. أعضاء الخلية الآن تحت الرصد والملاحقة،…