الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨
«سنعزز تحالفاتنا القديمة وسنشكل أخرى جديدة». كانت هذه كلمات الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني) في مراسم تنصيبه. هذا المبدأ الحاكم في سياسة ترمب الدولية، هو المفتاح الذي ندخل به دهاليز السياسة الأميركية الحالية في الشرق الأوسط؛ موقفه الصلب من النفوذ الإيراني، موقفه الضاغط على الأوروبيين بخصوص مراجعة الاتفاق «السيئ» كما يصفه دوماً مع إيران بخصوص برنامجها النووي (5+1)، كما يلاحظ الجميع. ضمن هذا السياق أتت الخطوة الأميركية التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، الاثنين الماضي، أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال فريق دبلوماسي إلى أوروبا، والفريق سيبحث «كيف يتسنى لنا التعاون بصورة أكبر بشأن مواجهة الأنشطة الإيرانية التي لا علاقة لها بالبرنامج النووي»، من ذلك صادرات إيران من الأسلحة «إلى اليمن وأماكن أخرى». في هذا السياق أيضاً نفهم المقالة الكاشفة للباحث الأميركي جاي سولومون، الزميل الزائر بـ«زمالة سيغال» معهد واشنطن، ومؤلف «حروب إيران: ألعاب التجسس، معارك المصارف، والاتفاقات السرية التي أعادت تشكيل الشرق الأوسط». المقالة منشورة على شبكة «إم بي إن» الأميركية، وفيها تحدث سولومون بتوسع عن الضغط الأميركي على الدول التي لها علاقة بإيران في المنطقة، حتى لو كانت علاقة وساطة مع إيران أيام أوباما، حسب سولومون كانت سلطنة عمان هي مثال المقال. كما تحدث عن ازدياد الدعم اللوجيستي والاستخباري الذي تقدمه الولايات المتحدة…
الإثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨
هل يمكن أن يعود الوئام للسوريين بعد أن تخمد نار الحرب، بل الحروب التي تشتعل بجسد سوريا وروحها؟ هل يمكن تجاوز خنادق الكره وصدوع الحقد العميقة، بعد أكثر من 6 سنوات من أبشع حرب أهلية يشهدها العالم حالياً، وليس فقط العالم العربي؟ كيف يتعالى السني الحلبي والحمصي والحموي والإدلبي وأهالي مضايا والزبداني وجوبر ومخيم اليرموك وأسر حوران، من فظاعات قوات بشار وميليشيات نصر الله وحرس خامنئي، ومجرمي الحشد العراقي، وعجم الهزارة الأفغان؟ كيف يأمن العلويون، من الأهالي العاديين، بالساحل السوري وجبال الساحل وريف حمص من فظاعات «داعش» و«النصرة» وغيرهما؟ كيف يركن المسيحيون في وادي النصارى وحلب وحمص ودمشق بعد تفشي الثقافات المتطرفة السوداء؟ المجرم الأول بكل ما جرى، معلوم، وهو النظام الذي يحكم، لأنه هو المسؤول، بصفته قائد الدولة، عن صون السلم الاجتماعي واتحاد البلاد وردع الغزاة، لكن الذي فعله نظام بشار هو جلب العصابات الطائفية من كل مكان، وتسليم البلاد للغازي الإيراني والتدخل الروسي، وبذر سموم الفتنة الأهلية واستباحة الدماء والأموال والأعراض، والتسبب بتشريد ملايين السوريين بمنافي الأرض. لولاه، لما فقست بيضة داعش الشيطانية، ولما تبرعمت ورقة القاعدة الشوهاء على ياسمين الشام. لكن نرجع للسؤال الأول، هل يمكن لأهل سوريا أن يجتمعوا على كلمة سواء بعد كل هذا الهول؟ وعلى أي أرض؟ ربما هناك بقعة ضوء بعتمة الظلام، فقبل…
الإثنين ١٥ يناير ٢٠١٨
حزب الدعوة العراقي، الذي يحكم العراق منذ 2005 حتى اليوم، من خلال إبراهيم الجعفري، ثم نوري المالكي، ثم حيدر العبادي، يبدو اليوم أمام امتحان صعب بقرب الانتخابات البرلمانية العراقية الحاسمة، وموعدها الأولي 12 مايو (أيار) المقبل. العبادي أتى بديلاً للمالكي الذي احترقت صورته بعد فضيحة سقوط الموصل بيد «داعش»، ورائحة الفساد المالي والإداري التي أزكمت الأنوف. نجح العبادي بدعم عراقي وإقليمي ودولي في «ترميم» شيء من الضرر الذي أحدثته حقبة المالكي التي امتدت من 2006 إلى 2014. ومن أعظم خطايا العهد المالكي تكريس الاستقطاب الطائفي في العراق دون حجاب. «الدعوي» حيدر العبادي وعد بوحدة وطنية وثورة على الفساد والمحاصصة وهزيمة «داعش»... فهل وفّى بهذه الوعود؟ الرجل أعلن للعراقيين النصر على «داعش» بالعراق، مع أن فلول الجماعة الشيطانية ما زالت تنشط هنا وهناك، لكن لا ريب في أن العبادي قاد جهداً رائعاً للقضاء على عاصمة «داعش» بالعراق؛ الموصل. لكن يظلّ الوعد بالقضاء على الفساد، وتحسين الخدمات؛ الكهرباء خاصة، وصون القرار العراقي من التأثير الخارجي، خصوصاً الإيراني، وتمكين الدولة العراقية بالضد من منطق الميليشيا، والقضاء على المحاصصة الطائفية... وعداً بعيد المنال. العبادي عنون قائمته بـ«النصر»، والمالكي بـ«القانون»، لكن ما زال العراقيون على بعد مسافات ومفازات من الوصول لمياه الأمل وشطآن المستقبل. العبادي قال في بيان تشكيل قائمته، إنه شكل ائتلافاً «عابراً للطائفية»…
الإثنين ٠٨ يناير ٢٠١٨
هذه الأيام تنتشر في منصة «تويتر» السعودية حملة، أو بلغة «تويتر»: «هاشتاغ»، لحظر متابعة مشاهير «السوشيال ميديا»، أو بلغة «تويتر» أيضاً: «تبليك» المشاهير. والحجة هي تفاهة ومنفعية واستهتار هؤلاء المشاهير بعقول وأخلاق الناس. هذه هي الحجة العامة والخطوط العريضة، وتحتها طبعاً تفاصيل وحاجات أخرى، و: في النفس حاجات وفيك فطانة... كما قال بيطار النفوس، المتنبي. نعم هناك فقاعات بشرية وظواهر شوهاء تفشت مثل وباء طارئ ماحق، انزلقت مثل حبات الماء المتطاير من مستنقع موبوء ساخن، مذ احتلت هذه المنصات شطراً كبيراً من وقتنا وأعصابنا، وأصابت أكثر الناس بالهوس، وصارت مما «عمت به البلوى» حسب لغة الفقهاء؛ بل وصار لأفراد من البشر ليس لهم سابق كدح في دنيا الصحافة أو سالف قدح في أسهم الاقتصاد وعلومه، رأي وأثر واجتهاد واقتراح؛ بل وصلت العنجهية الجوفاء بهؤلاء الأفراد إلى دعوى أنه لولا «دردشاتهم» على «تويتر» لما تغيرت حياة الناس للأفضل! «يقولون هذا عندنا غير جائز... ومن أنتمُ حتى يكون لكم عندُ؟!». وبصراحة يتحمل قسطاً من اللوم في ترميز هؤلاء الفقاعات جهات رسمية وشركات كبرى، عبر ضخ الملايين في أرصدة هؤلاء البنكية، من خلال «شوية تويتات» فقط، وكم «سنابشات»... وكفى الله المؤمنين القتال. هذا يكرس الخفة والتفاهة والمظهرية وزخرف القول. هل هذه اليقظة الحالية مجرد «فشة خلق» لا معنى لها؟ أو ربما رأى فيها…
الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧
الصاروخ الحوثي - الإيراني الذي جرى تفجيره فوق سماء جنوب الرياض، دليل جديد على: لماذا حرب عاصفة الحزم في اليمن ضرورة الضرورات؟ هل يحتمل بلد ضخم مثل السعودية هذا التهديد؟ بلد يحمل على كاهله الانطلاق بالشعب نحو المستقبل وفق قطار الرؤية 20 – 30، وفي اليوم الذي تناثرت فيه قطع الصاروخ الإيراني بيد حوثية تم الإعلان عن ميزانية عامة قال عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «الإعلان عن أكبر برنامج للإنفاق الحكومي في تاريخ المملكة يعتبر دليلاً راسخاً على نجاح جهودنا في مجال تحسين إدارة المالية العامة رغم تراجع أسعار النفط». النقاش في مصدر هذه الصواريخ التي تطلق من منصات بصعدة وحجة وعمران، هل هي إيرانية أم لا، عبث ومسخرة، على طريقة حسن نصر الله، خطيب الضاحية، الذي استخدم كل حيله الخطابية لإقناعنا أن صواريخ مداها أكثر من ألف كيلومتر هي من إبداعات الصناعات العسكرية الحوثية الاستراتيجية العظمى! إلا إذا كان جنرالات الحرس الثوري الإيراني، الذين شغّلوا الصواريخ من اليمن، تم منحهم الجنسية اليمنية!! لا مجال للجدال في أن القدرات الباليستية الإيرانية مصدر خطير وتهديد كبير ليس للسعودية أو الإمارات، بل للإقليم كله، وخارج الإقليم، فمن يضمن أن الصواريخ ذات الألفي كيلومتر ليست في حوزة الحزب الإيراني العسكري في لبنان؟! وعليه فأرض أوروبا، نظريا، تحت مرمى هذه الصواريخ. وزير…
الإثنين ١٨ ديسمبر ٢٠١٧
الناقد والصحافي والكاتب السعودي علي العميم، يملك رؤية فريدة من نوعها في حمأة اللزوجة الكتابية التي غاصت بها الأقدام. في هذه الصحيفة ختم أمس الأحد سلسلته التي خصصها لنقض مقالة الكاتبة اللبنانية - الشيوعية سابقاً، دلال البزري، في مقاربتها لموقع الإخوان المسلمين في الراهن. علي، ثمّن عاليا، في مستهل حلقاته، قدرات البزري الكتابية والثقافية، لكن أخذ عليها، في منازلات نقدية مبهرة، جرأتها في الأحكام عن الإخوان، التي هي في جوهرها نتاج الماكينة التأويلية الإخوانية، وكان لزاماً عليها عدم «تدوير» دعاوى الجماعة، حتى وإن ألبست غلالة علمانية ثورية. وقد ركّز على أوهامها عن صاحب الحاكمية والجاهلية والمفاصلة الشعورية، سيد قطب. يمكن الرجوع لسلسلة العميم الثرية حول أوهام دلال البزري، يهمني هنا الإشارة الأخيرة في حلقته الأخيرة، التي سعى فيها ناقدنا علي العميم إلى تفسير النزعة العدائية للسعودية في نسيج الكتابة البزرية وروحها. بعيداً عن المنبر، القطري – اللندني، الذي اختارته للكتابة، هناك تفسير أقدم يتعلق بالتكوين الثوري الأحمر، المتوهج احمراراً، لدى الكاتبة، وفي هذا الاحمرار، فإن كره السعودية، والتنظير له، جزء من تقاليد الحمر، القدامى منهم والجدد، المتحول منهم والقارّ. المثال الظريف الذي تسببت به العقدة السعودية، كما ساق العميم، هو قراءة الكاتبة دلال البزري لحركة جهيمان، التي احتل أفرادها الحرم المكي أسبوعين عام 1979. دلال، حسب علي، تعتقد أن جهيمان…
الإثنين ١١ ديسمبر ٢٠١٧
أفهم، وأتفهم، الغضب الإسلامي والعربي، بل وحتى عند بعض العالم الآخر من القرار الأميركي بنقل سفارة واشنطن للقدس الغربية، بوصفها عاصمة إسرائيل. كلمة القدس بحد ذاتها، مثيرة وتحرك الوجدان العام، الإسلامي في المقام الأول، وطبعاً المسيحي، وتحصيل حاصل اليهودي. مدينة الصلاة، كما قالت أغنية فيروز، وعاصمة الروح، وبها تتلامس بالأنوف مقدسات لثلاثة أديان، هي الأديان السماوية. صورة مساجد القدس مطبوعة على العملة السعودية منذ زمن، ترجمة للمكانة الخاصة التي توليها السعودية لمسألة القدس، سياسياً ومالياً وحتى عسكرياً، كما في حرب 1948، وملك المغرب هو رئيس لجنة القدس المنبثقة من المؤتمر الإسلامي، الذي صار منظمة التعاون الإسلامي، وملك الأردن لديه مسؤولية خاصة تجاه القدس لأسباب كثيرة. إيران، بنسختها الخمينية، حاولت، متأخرة، توظيف هذه المكانة الخاصة للقدس، فرأينا يوم القدس، وفيلق أو قوة القدس - حسب تصحيح نصر الله! - وليس للقدس من اليوم أو الفيلق الإيراني إلا الاسم، والباقي يترجم قتلاً وتشريداً بحق السوريين، وتخريباً بحق العراقيين واللبنانيين والبحرينيين واليمنيين، ببركات فاتح القدس الأكبر، الحاج قاسم سليماني. كيف وصلت الأمور لهذا اليوم؟ قصة معقدة وقديمة ومؤلمة، ساهم فيها الفلسطيني، كما ساهم فيها عرب ومسلمون، وطبعاً ورَّط بها الدنيا كلها، سلطات الاستعمار البريطاني. لكن اليوم، ليس الأمس، فهل اعتبر الفلسطينيون والعرب والمسلمون من عِبر الماضي ومآسيه، وكيف اعتصرت ورقة القدس وفلسطين في…
الإثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠١٧
كلمة السرّ في بيان علي عبد الله صالح «الانتفاضي» ضد الحوثيين هي هذه: «انتفضوا لوحدتكم ومن أجل دولتكم». خاطب بها الشعب اليمني، خاصة منه شعب الشمال، وهو الشعب الذي نجح في ثورته الجمهورية، ثورة سبتمبر (أيلول) 1962، على حكم دولة الأئمة الزيدية، وهو يعلم، أعني صالح، أيّ وتر يحركه بهذا النداء. ما جرى في الأيام الماضية، لحظة فاصلة في تاريخ اليمن الحديث، ربما تفلح في طي صفحة المشروع الزيدي الثوري، بنسخته الحوثية المتخيمنة، للأبد، أو لحقبة مديدة من الدهر. هل يلام صالح على تحالفه مع الحوثي، وهو الذي يعلم، وحزبه، حزب المؤتمر الشعبي، أيّ فكر يستند إليه هذا الكيان الخرافي الإمامي السلالي مع التطعيم الخميني العدواني ضد العرب؟ نعم كان يعلم، وتحالف معهم بوعي تامّ، وهو جزء من إيصال اليمن إلى وضعه الكارثي هذا، عبر زجّه اليمن في دروب الفتنة والخطر، وهو الذي كفل له الحلُّ الخليجي الخروج من الحكم بصكّ أمان حياتي ومالي وعائلي، ولكن، ما مضى فات والمقدّر غيب... بكل حال نحن الآن أمام واقع جديد، وجيد، يجب دعمه بكل سبيل، وقوة، فصالح، أثبت أنه لاعب أساس في الملعب اليمني السياسي، أحببت ذلك أم كرهته، هذه حقيقة، ساعد عليها الحصاد المرّ الذي حصده اليمنيون، من السنوات الثلاث العجاف تحت حكم العصابات الخمينية الحوثية، خدماتياً وأمنياً وسياسياً. الخطر الأكبر،…
الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠١٧
كنت أتابع إجابات الصحافي البريطاني المخضرم مايكل بنيون عن أسئلة الإعلامية منتهى الرمحي، على شاشة «العربية» في البرنامج الشهير «بانوراما»، حول موقف الغرب، تحديداً أوروبا، من تشبيه السعودية الخطر الإيراني بخطر هتلر في منتصف القرن الماضي. لم يرق التشبيه للصحافي البريطاني، أو على الأقل نقل أن هناك من لم يوافق عليه في الغرب، ولا يعتقد أن الخطر الإيراني يشبه الخطر النازي، ولا أن خطر مرشد الجمهورية الخمينية الإيرانية، هو بمثابة خطر الزعيم النازي، قائد الرايخ الثالث. لم يفهم مايكل بنيون، أو نقل عن آخرين غربيين، تحذير السعودية من خرافية النظام الخميني المسلحة، وأنه يصعب؛ إن لم يكن محالاً، التفاهم من نظام يعتقد في نظريات ولاية الفقيه وتمهيد العالم لظهور المهدي المنتظر، كما حذّر الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي. الحجة، كما «تجلّى» صحافي الـ«تايمز» البريطانية، هي أن الخطر الإرهابي هو كما يراه الغرب؛ من السنّة وليس من الشيعة. هذه هي الخلاصة، وهي في الوقت نفسه الأزمة التي يعاني منها العقل الأوروبي بشكل خاص، تجاه أزمة العرب، ولا أقول السنّة فقط، مع الخطر الخميني، ومظاهره في العراق وسوريا ولبنان واليمن ودول الخليج، وليس فقط دول الخليج. ربما يستند «اللاشعور» الغربي العميق هذا إلى تاريخ مديد من الصراع الإسلامي - المسيحي الأوروبي؛ منذ أيام الحروب الصليبية لحدّ اليوم، وهي صراعات كان…
الإثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧
ما يحسن ببعض الساسة والمراقبين بلبنان وغير لبنان التركيز عليه هو أنهم أمام سعودية جديدة، بسياسة مختلفة، ونهج مغاير، يرفد ذلك، مع إرشاد وتوجيه الملك سلمان، عزيمة ولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، وهو قائد شاب، متوقد الذهن، شديد العزم، يستشير ويقلّب الرأي على أوجهه، لكنه إذا عزم... توكل على الله، وأقدم بكل تصميم. في حواره الأخير مع الصحافي الأميركي توماس فريدمان، بجريدة «نيويورك تايمز» - لا نظن أن أحداً يتهم هذه الصحيفة بمحاباة السعودية! - تحدث الأمير عن قضايا عدة، من ذلك مشكلة إيران. لخّص الأمير محمد الحال مع إيران، وهو يخاطب جمهوراً غربياً: إن «المرشد الأعلى الإيراني هو هتلر جديد بالشرق الأوسط». وأضاف: «تعلمنا من أوروبا أن التهدئة لا تنفع، ولا نريد أن يتمكن هتلر الجديد الإيراني من أن يكرر بالشرق الأوسط ما حدث بأوروبا». تشبيه خطير ومثير، ليس فقط بسبب العقائد السياسية والخرافات التاريخية التي تجمع بين مرشد الخمينية و«فوهرر» النازية، فإلى ذلك، هناك عدم وجود قادة بأوروبا وقتها على قدر الخطر الذي شكله النازي هتلر. كان في بريطانيا رئيس وزراء ضعيف البصيرة واهن العزيمة، هو «نيفيل تشامبرلين» أقنع نفسه بجدوى التزلف لهتلر «والحوار معه» حتى أفاق من وهمه بغزو النازي لبراغ، وخرج تشامبرلين من القرار ليخلفه بطل بريطانيا التاريخي، ونستون تشرشل. من يتوهم أنه يمكن «إقناع»…
الجمعة ٢٤ نوفمبر ٢٠١٧
في ملاحظة سديدة، كتب الدكتور عبد المنعم سعيد بهذه الصحيفة في مقالته الأسبوعية، عن أن «أصول الإرهاب» الفكرية في عالمنا المسلم، تجد نفسها في تربة «الإخوان» الخصبة. كتب ذلك وهو يوجز خلاصته التي خرج بها من مطالعة «وثائق أبوت آباد» التي تخص مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. يقول سعيد: «كان لافتاً للنظر ضمن هذه الأوراق أن الأصول الأولى للفكر الإرهابي، الذي امتلك الرجل وهيمن على أفكاره، جاءت من تلمذته على فكر جماعة الإخوان المسلمين». وبعد طواف في تاريخ الجماعة، وصيغ التلون التي أبدعت بها، خصوصاً في احتكارها الصوت المسلم في المهاجر الغربية، وهذه مسألة خطيرة بحق، يقدّم عبد المنعم سعيد خلاصته الجامعة المانعة؛ وهي: جماعة الإخوان هي الحاضنة الأولى والمدرسة الكبرى والعالمية للحركات الإرهابية كافة (...) أسامة بن لادن وأيمن الظواهري لم يكونا أول من تخرج في مدرسة «الإخوان»، والمرجح أنهما لن يكونا آخر الخريجين. أقول؛ أما عن إخوانية أسامة بن لادن، فلا غبار عليها ولا شِيَةَ فيها؛ قد تحدث هو بنفسه عنها؛ سواء في «وثائق أبوت آباد»، أو في أحاديثه السرية والعلنية. وفي الكتاب الثري للصحافي الأميركي الصبور لورانس رايت «البروج المشيّدة»، نجد الدلائل الساطعات على التربية الإخوانية التي تربّى عليها أسامة بن لادن؛ بل يكتب رايت في أحد هوامشه أن النسبة الصحيحة لأسامة هي جماعة «الإخوان» وليست…
الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧
هل المشكلة مع إيران محصورة بالسعودية؟ ربما يبدو السؤال غريباً للبعض. غير أن واقع الحال الذي نراه في أغلب الإعلام العربي يوحي بذلك. الأغرب أنه لا يوجد غزو إيراني مباشر وظاهر للسعودية. أصلا هذه مغامرة انتحارية. لكن الموجود هو غزو لليمن والعراق وسوريا. وشبه احتلال وحكم وصاية على لبنان، من خلال الوكيل المحلي حزب الله. ما يوجد في السعودية هو نشاط إيراني تخريبي على شكل خلايا إرهابية في القطيف والأحساء شرق البلاد. ودعم خبيث تحت الأرض لشبكات «القاعدة»، تلاميذ أسامة بن لادن والظواهري. وما خبر إقامة أبناء أسامة وبناته في كنف الحرس الثوري بإيران عنا ببعيد. على سبيل المثال العابر فقط. من حذر من الهلال الشيعي قبل عدة سنوات هو ملك الأردن عبد الله الثاني. ومن غضب من مشاريع التشييع على النهج الخميني في داخل البلاد، هي دول مثل الجزائر وتونس والمغرب والسودان والسنغال. ومن قطع العلاقات قبل الجميع مع النظام الخميني هي دولة مصر. و البلاد التي تم فيها تفجير موكب رأس الدولة، وخطف طائرات الناقل الوطني هي الكويت. لم يحصل للسعودية شيء من هذا من طرف الجمهورية الخمينية. نعم حصل لها من بركات الخمينية جرائم أخرى. حتى قبل الحرب الحوثية باليمن. مثل جريمة الحرس الثوري بحج 1987. وتفجيرات المنطقة الشرقية من الثمانينات إلى تفجير أبراج الخبر 1996. وأشياء…