“فواكه” مي خريش
السياسيون يبرعون بالكلام، بديعه وغثه، ويتهافتون على الميكروفونات. ولو اختفت المنابر، لضاقت صدورهم، كأنما يصعدون في السماء، ولتساقطوا صرعى جماعات ووحدانا. إذا اعتمدنا «أحدث» معلومات أدلت بها حزبية لبنانية متنفذة، علينا أن «نعرف» أن بلادنا، كانت جزءا من «اطلانتس»، وبطفرة بركانية حادة، قبل شهرين أو سنتين أو أكثر قليلا، انبثقت إلى سطح الأرض، مزاحمة جمهورية المنامات للمرشد خامنئي. وغير ذلك ضلال مبين. السيدة مي خريش نائب رئيس الحزب الوطني الحر (حزب الرئيس عون). وهي حزبية متطرفة ومتنمرة، بدت كأنما تجرعت كأس السم (على الطريقة الخمينية)، وفضلت إيران على السعودية، في مقابلة، الأسبوع الماضي، قدمها الإعلامي الفذ طوني خليفة. وبررت المفاضلة بسطحية أثارت الفواكه في تويتر. وتلعثمت لأن في «فيها ماء». مثل تلاميذ المدارس، قالت إن «أصدقاء» زاروا إيران وحدثوها، (وكأنها تتحدث عن «بقالات»)، ولأنها تهوى «حياكة السجاد»، ولأن إيران ذات تاريخ وحرية. ويبدو لم يخبرها أحد أن التاريخ يصنع بالتساوي في كل الدنيا وحيثما تسير الأقدام. أما حرية إيران فحدث ولا حرج تحت بساطير الباسيج. وطبعا، لا يمكن أن تختار خريش غير إيران، لأن زعيمها ينسج علاقة مصلحية شخصية مع نظام الملالي الديني الطائفي، بينما يطرح نفسه علمانيا ليبراليا. وهذا تناقض لا يحدث قط إلا في تبادلات المنافع الشخصية، إذ عون مدين للمرشد خامئني بوصوله إلى قصر بعبدا، و«كفى». إيران…