الجمعة ١٤ يوليو ٢٠٢٣
خاص لهات بوست: عندما خلقهم ربي، لم يجعل لهم شبيه، وما أتاح قدره لأحد أن يتشبه بهم، لأنه سبحانه جعلهم رُسُل رحمة، لطفاً بعباده ورحمة بخلقه. لذلك مكّن لهم في أرضه، ولم يُرسخ تمكينهم في الأرض فقط، بل زرع لهم محبة وهيبة في كل القلوب التي جُبلت على الفطرة السليمة، والتي تعي صدق المشاعر وتفهم معنى السجية الطيبة دون تصنع. هم بكل ما يعنيه الإحساس رحمة وطمأنينة لمن صافح يمينهم، فكيف إذاً هو شعور من رزقه الله الجلوس معهم والاستماع لتلك النبرة الهادئة كمرور سحابة، اللطيفة كرذاذ مطر ديسمبر، الودودة كحضن أمٍ افتقدتَ حضنها لسنين. ذاك الهدوء الشافي لكل هم، وتلك الكلمات الوقورة المليئة بالتحنان الذي يغسل القلب ويشفي الروح. حين يبتسم وكأن العيد يُقبل عينيك، وحين يشجعك ويدعمك ويؤمن خوفك، كأنك بين #زايد بن سلطان و#فاطمة بنت مبارك. هذا هو #حمدان بن زايد ، عفواً .. هذا القليل من سمو الرقي والكرم ودماثة الأخلاق، جزء صغير لم تسعفني أيضاً فيه أبجديتي، التي مهما حاولت توسلها، ستبقى قاصرة عن وصف سيدي #قلب_الظفرة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أو بمعنى أصح الأب والأخ والإبن والصديق والخال والعم، لكل بيت في أم الخير. نعلم بأن سموه أكيد من حبنا له، ولكن…
الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥
حين يغادرنا ٥٢ كوكباً للسماء في ليلةٍ واحدة ، ويكون قد سبقهم ثلة من اخوانهم فكيف للأرض أن لا تنتحب ؟ كيف للقلوب أن لا تتشظى ! الفقد وجعه مُزري يترك في القلب تلك الهوّة التي لا تلتئم أبداً ، إلا إن رحمة الله الواسعة تربط عليها ومع الوقت يهدأ أنين الروح ولكنه لا يختفي . الحرب بشعة ووجهها مخيف ولكن لأنهم جُبلوا على البسالة والإقدام والكرم و ( هبة الريح ) لم تكن لتخيفهم أو تقلل من عزمهم في نصرة المظلوم وتلبية نداء الأخ والجار . نعم هذا هو نهج زايد فكيف لا يأتي أبناؤه بهذه الصورة الرائعة من البذخ في الشهامة و( المدات الوافية ) وبذل أغلى ما يملكون ونملك ( أرواحهم الطاهرة ) . الفاجعة كانت ولازالت فوق كل وصف وأبجدية ، فوق كل ما قد خبرناه من ألم ، ليست بالهينة علينا كل هذه الوداعات وكل هذه الدماء التي سقت أرض اليمن الشقيقة ، ولا هذه الدموع التي شهقت أسى وذُرفت وجعا . شعب الإمارات هاديء وطيب المعشر بطبيعته وبعيد كل البعد عن الحدة والمشاحنات وهذه الصدمة لم تمر به ولم يعهد مثلها أبداً ، صدمة اهتزت لها الأرض قبل الأرواح وبكت لها حتى الشوارع ومصابيحها ، وحتى النخيل الشامخة كساها الحزن في ( يوم الجمعة…
الإثنين ١٥ أبريل ٢٠١٣
في كل مرة تلتقيهم تشعر انك ولدت من جديد بقلب طفل وروح ملاك هؤلاء هم الملائكة في هيئة بشر، قلوبهم تعانق قلبك بدهشة مختلفة لا يشبهون فيها سواهم ، خلق الله لهم حب لا تستطيع وصفه أو تصنيفه تحت أي تعريف هكذا هم حالة خاصة جداً فالنفوس الرضيّة الحييّة كنسمة الفجر العذبة البكر الطاهرة لا تمر بقلوبنا إلا وتزرعها فرحا وطمأنينة ، هكذا كانت هي ، هالة من النور السماوي ، تنشر الفرح و البهاء أينما حلت هذه هي سمو الشمس / الشيخة شمسه بنت حمدان آل نهيان يتبعها الضيآء في حلها و ترحالها ، لا تستطيع إلا أن تحييها بصباح الخير في كل أوقاتها ، لأنها شمس لا تتوارى بغروب أبدا . هي من القلوب التي تهدينا إياها الحياة لتكون أجمل و أصدق قصيدة في أعمارنا . في زيارة سموها الأولى ازدادت قمم تلال ليوا سموا و فخرا و اعتزازا بإبنتها الغالية التي عادت لها بعد طول غياب ، لتعيد لها مجد أجدادها و ذكراهم الخالدة ، و التي احتضنتها واحات ليوا عقودا من الزمن حبا و وفاء ( للفلاحي و أولاده ) . نعم عادت الشمس لتطرزالغربية بخيوط الذهب و توشيها بالأحجار الكريمة رعاية و تحنانا ، مذهلة طيب ، مدهشة ذكاء و ثقافة ، لماحة كضوء الفجر…
الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٣
لآخر لحظة والعقلاء يمدون لكم كف العون ويقدمون النصيحة تلو الأخرى، لآخر رجاء ونحن ندعو الله ان لا يكون ما سمعنا صحيح وأن ما يتداول هو كابوس وسيأتي من يهزنا صباحا : ( نشوا الشمس ظهرت ) ولكن أبيتم بكل مكابرة إلا أن تدموا قلب الإمارات وتفطروا قلوبنا حزنا على إنسانيتكم التي تسببتم في إهدارها لمن لا يستحق. ( كيف هانت عليكم ) هل من عاقل يغدر بأبيه ويطعن أخيه ويروع قلب أمه ؟ كيف هانت كل سنين التعب والسهر لزايد واخوانه وجحدتم طيب وكرم خليفة ! كيف تجرأتم على جعل اسم الإمارات سهل المنال لكل حاقد وخبيث وظالم يتربص بكل نجاح ويحفر المكائد لكل طموح ومكافح ! ( يا قو قلوبكم ) حين خططتم وتواصيتم بهدم الروح فينا ثم ذهبتم لبيوتكم الأمنة والحديثة مستقلين سياراتكم المريحة من أحدث ماركات العالم ثم وضعتم رؤوسكم لتناموا وكأنكم لم تفزعوا في هذه اللحظات ( روح زايد ) ، زايد الذي أمضى الأيام متنقلا من إمارة لأخرى يمد اليد ويقدم الدعوة لإخوانه ليجمعهم تحت ظل الإتحاد، زايد الذي كان يردد في كل حديث الحمد لله. نمتم ولكن عين الله لا تنام وأعين كل مخلص لهذا الوطن العظيم ساهرة لحمايته من كل دسيسة ومكيدة داخله أو خارجه ، نمتم محصنين ضمن حدود يفخر بها…
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
الأحلام قد تنفى ولكنها لا تموت، الحلم هو القطرة الأولى لبداية الغيث الذي يروي أرض الفكر وتزهر منه رياض الروح، الحلم هو الوميض البكر لكل إنجاز أو معجزة تحققت كان أصحابها حينها يرمون بالجنون والسفه والتكفير أحياناً، فلم يكن الطيران سوى حلم لرجل مختلف سبق زمنه ولم يكن المشي على سطح القمر سوى فكرة لمتميز وهب التميز لكل الأجيال المقبلة من بعده. نفي الأحلام جريمة في حق العقول المتفردة والأرواح الوثابة نحو التغيير الإيجابي، فكيف لو كانت الجريمة أشد ضراوة من النفي بالقتل لهذه الأنوار الحالمة؟ لا ذنب للفجر إن لم تدركه وتشعر به سواد أرواحهم فالفجر مولد حياة رغماً عن كل الكفوف الظالمة له ولأهله، وفقدان حاسة الشم لا ينفي وجود بساتين التفاح أبداً. يجب علينا بتر كل الأيدي التي امتدت من العقول الهزيلة والصدئة لقتل تلك الأحلام ودفنها لأن السماح لها والسكوت عنها سيحول كل مسارات المستقبل نحو ضبابية موحشة وصحارى من الجهل الأرعن. قد أجد عذراً واحداً في المليون لمن يحاول قتل الأحلام الكبيرة لخوفه منها على منصب أو تغيير لا يدرك عواقبه ولكن لا أجد أبداً أي عذر لمن يحارب مواليد الأحلام الطاهرة الصغيرة لوئدها قبل أن تتنفس هواء بلادي. نحن نحلم بكل عفوية، نحلم من أجل الوطن، الأهل، الخير، من أجل غد أجمل وأكثر إشراقاً…
الثلاثاء ٢٢ يناير ٢٠١٣
لم نكن نعرف من تفاصيل حياته سوى اسمه الذي يناديه به الكبار في البيت ( حمّود ) ، دائم الإبتسامة وبسيط في تعامله مع الجميع ، الكل يمازحه ويتجاذب معه الحكايا الطريفة ، لم نكن ندري لما هو يتحدث بلهجة مختلفة عنا ولما يتمشى آمنا وهو حليق الذقن بين ( شوابنا ) دون ان تنزل الخيزران على ظهره مُعلنة عقابهم له لتخليه عن أحد رموز الرجولة ( اللحية ) ! كل هذه الألوان المصطفة برشاقة على أرفف دكانه ، كل هذه العلب والصناديق المرتبة فوق بعضها ، تشتت أذهاننا شغفاً بامتلاكها كلها دفعة واحدة لاكتشاف ما بداخلها ، تحرض عقولنا الصغيرة على دخول عالم من الخيال نسافر في آفاقه المدهشة لنرسم ما يمكن ان تحمل لنا صناديق هذا الدكان من فرح ومذاقات لذيذة . دكانه الذي كان يتوسط منازل قريتنا وكان يجاوره ثلاثة أخرى ،ولكن كان حمود هو من يحتل اختياراتنا الأولى لشراء مؤنة فترة المساء من عنده استعدادا لفقرة الرسوم المتحركة، ولذلك الإجماع عدة عوامل أولها موقعه حيث يحتل أول صف الدكاكين في الزاوية الشرقية يدعمها شخصية حمّود الألطف في التعامل مع تجمعاتنا المشاغبة نحن الصغار. بعد سنوات عرفنا انه من بلوشستان لذلك هو يتكلم بلهجة مغايرة ، العربية المكسرة مخلوطة مع بعض البلوشية ، أتى في صغره كمزارع…
الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣
الإنجاز ليس ان تكون في المقدمة بل ان تبقى جديراً بها و هكذا هي ، من أجمل أقمار بلادي و أكثرها نقاء ، حملت مشعل العلم و الأدب و التفاني لتكون لنا جميعا قدوة و قائد و أمنية رائعة نحث الخطى لنكون في يوم من الأيام مثلها ، مثل هذه المتفردة التي تأسرك بإبتسامة تقطر طيبا و بشرا ، و إن تحدثت تشعر بصوتها الهاديء الرخيم يحتضن روحك ، ليبث الطمأنينة في نفسك ، لا تستطيع إلا أن تحبها و تفخر بها و تدعو لها بالحفظ و السلامة دوما ، سيدة عظيمة من أسرة و بيت شع منه نور العلم و الأدب في وطني الغالي . فهي حفيدة الشاعر الكبير المغفور له بإذن الله حسين بن لوتاه ، و ابنة عوشة بنت حسين والتي يحمل اسمها رواق عوشه الآن ، السيدة البسيطة ابنة الإمارات والتي في الخمسينات من القرن الماضي تكتب عن تأميم قناة السويس وكانت تُقرأ رسائلها في الإذاعة وقد أحتج بعض أفراد أسرتها على سماع اسمها في الإذاعة ولكنها كانت مشرقة بالطموح والثقة ولم يقلل ذلك من عزيمتها ولم يعيقها أن تكون امرأة في مجتمع خليجي ، حررت عقلها بإرادة حرة ، ورسخت في نفسها ومن حولها احترام ذاتهم ، سواء كانوا نساء أو رجال ، ولذا كم…
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢
ويقترب العام من نهايته ، ونتطلع للعام القادم ، بحب، بأمل وبسؤال يلازمنا كل عام ، من بقي لقلوبنا ممن سكنوها ، ومن هم الذين اختاروا الرحيل عنا؟ ولنكن على يقين ان من رحل عنا برغبته ودون تقصير منا لم يكن يستحق البقاء ، ولا يجيده وان القادم سيكون أجمل بقدر عطاء قلوبنا وصدقها وحسن نواياها . لذلك استقبلوا عامكم بأرواح تولد من جديد مع أول ثانية من بعد منتصف الليل ، وأكرموا كل جديد قادم في حياتكم من قلوب وأشياء وأماكن فكلها بإذن الله ويقينكم بحقكم فيها ستحمل لكم السعادة والطمأنينة للقادم بأنه سيكون أجمل لا محالة . ان الوعي بأن لكل منا حياته التي وهبها له الواحد الأحد ، وهو وحده كفيل به وبطريقة تعامله وسلوكه ، يجعلنا واضحين في التعامل مع قراراتنا وسلوكنا وأكثر احتراما لحياة الآخر وقراراته وخصوصية سلوكياته ما دامت لا تمس الغير بضرر . و هنا يتضح مدى حبنا لذاتنا والذي تنبع منه كل محبة للغير ، فمن جهل التعامل مع مشاعره ظلم مشاعر غيره ، وهضم حق محبيه في إنزال قلوبهم منازلها التي تستحق وجديرة بها فوعيك بحق ربك ، وطنك ، أهلك ، وبحقك عليك أولاً ، يخلقك دوما من جديد ويعيد ترتيبك لأنك تجد روعة التعامل والتواصل في كل ما حولك…
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
متابعة المسؤولين الإداريين لهموم المواطنين ونزولهم للميدان في النطاق الذي يتماشى مع صلاحياتهم ومسؤولياتهم ولا يتجاوزها سيكون خطوة رائدة تتفرد بها بلادنا، وبما أننا سباقون بكل شيء جميل وخلاّق ومتميز، لماذا لا نبتكر أفكاراً جديدة لخدمة مجتمعنا وتتبناها مؤسساتنا وهيئاتنا الحكومية؟ لماذا لا تستحدث بادرات جديدة وغير مسبوقة يقوم عليها شباب الوطن خاصة أولئك الذين يتبوأون مناصب قيادية في كافة مؤسساتنا ووزاراتنا، ونطلق على تلك البادرات مسميات تعكس الأهداف النبيلة لها كأن نسمي بادرة ما باسم (فرسان الإدارة في الميدان) على سبيل المثال لا الحصر؟ لمَ لا يتم إقامة ملتقيات يشارك فيها المواطنون من مختلف الفئات والشرائح العمرية ويتم تفعيل جمعيات ذات النفع العام على النحو الذي يخدم مجتمعنا، ويكرس تلك العلاقة التي تنادي بها قيادتنا الرشيدة في تفعيل مؤسسات المجتمع المدني، لمَ لا نلغي الحواجز والجدران التي وضعها بعض ضيقي الأفق ممن يريدون أن يسرقوا منا المستقبل. ونمد أكفنا نحو كل ما هو أفضل؟! لا يمكن أن ننادي بتنمية شاملة والقيادات الإشرافية والتنفيذية بمعزل عن هموم المواطن البسيط وبعيدة عن طريقة تفكيره وتلمس احتياجاته، أنا هنا أقصد المواطن العادي في مختلف مدن بلادنا من السلع إلى رأس الخيمة، مروراً بقرانا الصغيرة، فأحلام البسطاء ليست مستحيلة، ولكنها بعيدة عن تخيل بعض خريجي الجامعات العريقة والأجنبية. كثير من العوام يتساءلون ويطرحون…
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢
( وحانعمل إيه ؟ ) .. عبارة يرددها بأسى كلما غص بمرارة سرد الذكريات العتيقة، والتي يراها قريبة جداً يكاد يلمسها ونراها بعيدة بل موغلة في القدم، ومعتقة بتاريخ حافل كنا نسمع عنه وقرأنا منه الكثير، تاريخ حافل بالأدب والثقافة والفنون، من أم كلثوم لنور الهدى، لعبدالحليم وفريد الأطرش، زمن مختلف لرموز مختلفة، طرزت حياة أجيال وأجيال بالروعة والدهشة . تنقل بين لبنان وجبل الدروز وصولاً إلى القاهرة ثم ليستقر بعد ذلك في أمريكا، ويكمل دراسته التي أرغمته لقمة العيش على قطعها بعد الثانوية، فنال درجة الدكتوراة والعديد من العضويات في الجامعات الأمريكية العريقة، له عدة مؤلفات غنية بالتجارب والنظريات العلمية والإنسانية، منها ما حقق أعلى نسبة مبيعات رحظي باهتمام بين الأوساط المثقفة وكذلك السياسية، وحرص الرئيس الأمريكي آنذاك الحصول على أحد مؤلفاته إبان حرب الخليج وتحرير الكويت . رغم أنه قد تخطى التسعين من العمر عتيّاً، مازال يحتفظ بذاكرة حديدية لأدق التفاصيل ويعمل على إعداد كتابه الجديد، وتجده متواصلاً مع العديد من الأصدقاء عبر الشبكة العالمية، يراسلهم باستمرار عن طريق إيميله وتشرفت أن أكون أحد أصدقائه في هذا العالم الرحب وذلك بعد ان التقيته ذات مرة صدفةً في فينيسيا بيروت، حيث يقيم الآن وذلك بعد أن استقر أبناؤه في أميركا، وكان قد باع منزله أثناء الحرب الأهلية في لبنان،…
الأحد ٢٦ أغسطس ٢٠١٢
بملامح يعلوها جليد من التبلد واللامبالاة ونوع من الغلظة، قال الشاب خلف مكتب الهجرة بالمطار حين وصل دوري لختم جواز سفري قادمة لحضن بلادي: تعالي! حينها تسارع تدفق الدم في عروقي بسرعة فائقة، وتسارعت دقات قلبي، وتزايد نبضي واحتقان وجهي، وربكة أطرافي، أسلوبه كان مفاجئاً ليس لأني لا أستحق مثل تلك المعاملة، بل لأن بلادي لا تستحق تعاملًا كهذا في واجهة منافذها، وهي التي تستقبل كل ضيوفها. تصرف يحمل طاقة سلبية يبعثها مثل هذا "الاستقبال" خاصة من موظفين من أبنائها الشباب الذين يعملون في الجوازات، والذين أغلبهم في مقتبل العمر والنشاط والحيوية، ويفترض فيهم التطلع نحو الأمل وحب الحياة وتقديم صورة تعكس الواجهة الحضارية لوطننا. حين تبدأ صباحك بابتسامة، وبالتواصل مع من تحب، يصبح يومك كما تحب، فقلوبنا بحاجة دوماً لقلب يحيط بنا وكفه وابتسامته التي تستدعيها ابتسامتنا في وجهه، ولا يمكن أن يعيش الإنسان وحيداً، وهو الاجتماعي بطبعه، ولا يكسب قلوب من حوله إلا بتلك الرسالة التي تبعثها "الساحرة" الابتسامة، وهي الخطاب واللغة الوحيدان اللذان يجيدهما العالم، كل العالم ولا تحتاج الابتسامة إلى علم وترجمة. شبابنا، الذين يمثلوننا عند مداخل البلاد ومخارجها، أكفاء لذلك، وهم دوماً عند حسن ظن قيادتهم ومجتمعهم، ولكن - ودون تعميم- بحكم تجربة بعضهم القليلة في الحياة، وهم في مقتبل العمر، يحتاجون إلى تكثيف تدريبهم…
الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٢
على هذه الأرض الطيبة، ومنها، تعلمنا الطيب ودماثة الأخلاق والكرم واللطافة مع محدثنا، ومهما اختلفنا في وجهات النظر، ومهما تباينت الآراء تبقى القيم العليا للحوار إحدى أهم مؤشرات احترام الذات. تربينا على (لبيه، عونك، غنيمة)، وكبرنا على الرد الجميل والذوق في اختيار مفرداتنا حين نحاور الآخر، بغض النظر عن جنسه أو دينه، أو حتى معتقده، فالمهم أن نوصل رأينا له بمنتهى التحضر وبأعلى ما جاد به سمو الطرح والحوار. نبرة الحدة والسباب، والصوت العالي والنشاز، تُفزع هدأة القلوب، وتسلب الأرواح المطمئنة نورها وتروعها بشكل ظالم، وأصحابها لا يملكون أي عذر في ذلك، عدا أن أكثرهم لا يملك الحق في أن ينعق بين سرب حمائم السلام، فبلادنا لم تعهد ضجيج الصراخ وأهلها لا يجيدون إلا لغة الحب والرفق والتؤدة، وذلك ديدنهم والشواهد كثيرة. كلنا يعلم أن الصوت العالي لا يمثل قوة شخصية صاحبه، بل على العكس هو دليل واضح على شخصيته المهزوزة غير الواثقة من موقفها، ودليل أيضاً على الحجة الواهية وغياب الوعي الفكري الذي عادة يكون سبباً في تهذيب وتشذيب النفوس قبل الكلمات. (المرء مخبوء تحت لسانه) كما يقول علي ابن أبي طالب، كرم الله وجهه. فاللسان ترجمان ما يعتمل في النفس البشرية، فإن كانت نفس الإنسان قد جبلت على نور الفجر وعطر البيادر، وتمازجت حروفها بشذاها عطرت الكون الذي…