الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٢
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى كنز لا ينضب من الكهوف المعرفية التي لا يعلم إن كانت تحتوي كنزاً أو ستسقط على رؤوس أصحابها، فغدت هذه المواقع مكتباً لاستيراد وتصدير المعلومات بجميع أنواعها الحقيقية والمزيفة، وأحياناً - وبسبب تراكمها وانتشارها - تبلغ مرتبة التواتر الذي لا يجرؤ أحد على تكذيبه. وكثيراً ما أرى تداول معلومات مغلوطة مثل أن فيتامين سي يقي من نزلات البرد أو أن شرب الماء واقفاً يمنع تليف الكبد أو أن ربطة البقدونس تفتك بالخلايا السرطانية مثلها مثل العلاج بالكيماوي ولا أظن أن أحداً منا لم تمر عليه قصة الشيخ أحمد حارس القبر النبوي والذي رأى في المنام الرسول عليه السلام وهو يأمره بتحذير الأمة من الفساد وأمره بنشر هذه الرسالة بين الناس وكل من يمتنع عن نشرها فسيحرم من شفاعة النبي عليه السلام وبعد مرور أكثر من 100 عام على تاريخ ولادة هذه الأقصوصة إلا أنك ستظل تراها في قائمة الرسائل الأكثر انتشاراً بين الناس. صار أحد أشكال تصدير المعلومة وإثبات مصداقيتها هو إضافة اسم أحد الخواجات من ذوي الأسماء الأجنبية التي لا يمكن قراءتها إلا بعد أخذ شهيق وزفير لأن القاعدة الشعبية تقول إن الحق ما شهد به الأعداء، فأصبحت أسماء مجهولة مثل و«خرتشوف» و«أوكوياما» و«نفرتيتي» هي الدليل بحد ذاته وخصوصاً إذا تعلق الأمر بالإعجاز العلمي…