الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٢
نحن بالتأكيد لسنا مجتمعاً ملائكياً، وكل بئر تحتوي على رملها وحصاها، ولذلك من الطبيعي أن نجد في كل جماعة وعصر مخطئين ومذنبين، وعليه جاء الحديث الشريف «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، ومن يأخذ حالة تقع في مجتمع أو بيئة معينة ويحاول تعميمها على الجميع ويبني على تعميمه أحكاماً ويستخلص من أحكامه مطالبات مسبقة، هو إنسان لديه أجندته الخاصة التي يسعى من خلال أحكامه المتعسفة وتهويلاته المرعبة إلى الوصول إلى أمور في ذهنه ليس من بينها بالتأكيد حسن الظن، والنظرة الواقعية للأمور، والرغبة الحقيقية الصادقة في الإصلاح، ولم يخل حتى مجتمع النبوة الزاهر والقرون الخيرة من مذنبين ومخطئين ووالغين في المشكلات، ولهذا السبب نزلت الشرائع ووضعت التنظيمات، وهذا هو حال المجتمعات الإنسانية بما هي إنسانية. وحين تقول الدكتورة موضي الخلف نائب الملحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن للشؤون الثقافية والاجتماعية للمدينة، إن إجمالي مشكلات المبتعثين في الولايات المتحدة لا تزيد على 1600 حالة من إجمالي عدد المبتعثين الذين يقدر عددهم بحوالي 80 ألف مبتعث، فإن هذا يعني أن اثنين فقط من كل مائة مبتعث يقعون في المشكلات، وهي نسبة ضئيلة جداً إذا أخذنا في الاعتبار الفئة العمرية التي ينتمي إليها المبتعثون، وهم من جيل الشباب الذين يمتازون بفورة الحماس والاندفاع مقارنة بالكهول والشيوخ الذين يميلون أكثر…