سعد الدوسري
سعد الدوسري
كاتب بصحيفة الجزيرة

تعديلات المواطن

الخميس ٢٥ يناير ٢٠١٨

لا بدَّ من احترام المؤسسة الرسمية التي حين تكتشف بأن التنظيم الجديد الذي أصدرته، لا يتلاءم مع تعاملات المستفيدين، تعود لتطوره، إلى أن يصل للمستوى المحقق للأهداف. بعد عدة أيام من تطبيق برنامج «حساب المواطن»، كانتْ هناك الكثير من التساؤلات حول فعالية ما يحتسب وما لا يحتسب، مما اضطر القائمون عليه إلى توضيح عدد من النقاط الجديدة، واستحداث آلية للشكاوى، يتم النظر فيها خلال فترة محددة، ويكون حق التعويض ضمنها مضموناً. ويوم أمس، صدر بيان جديد من البرنامج، يوضح الفرق بين الأهلية والاستحقاق وشروط استيفائهما، وآلية الاعتراض على الأهلية والشكوى على مبلغ الاستحقاق. وبيّن البرنامج أنَّ الأهلية هي استيفاء الأسرة أو الفرد للمعايير والشروط التي لابد من توفرها للتسجيل في البرنامج. أما الاستحقاق، فهو إمكانية المؤهَل من الحصول على الدعم. ما يشغلنا جميعاً، هو استمرار عدم وضوح الرؤية في آليات هذا البرنامج، على الرغم من وضوح الأهداف الموضوعة له. ما يعني أن هناك حاجة شديدة إلى الجلوس جلسة مطولة على كل الملاحظات والمقترحات التي تداولها المستفيدون، خلال الأسابيع الماضية، والاستفادة من كل الطرح الإيجابي فيها؛ فالمستفيد من خدمة ما، سيرى أحياناً ما لا يراه واضعها. المصدر: صحيفة الجزيرة

«منيو» لهيئة الترفيه

السبت ٠٣ سبتمبر ٢٠١٦

كان الحديث الأبرز في الأوساط الإعلامية بعد إجازة عيد الفطر هو نجاح الفعاليات الفنية التي أقامتها مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية. وأرجع معظم من تناولوا هذه القضية أسباب هذا النجاح إلى شغف الناس بالفرح وبالترفيه، وانحسار المعوقات التي كانت توجّه هذا الفرح إلى خانات غير خاناتها الحقيقية. المواطن يستحق الفرح، ويجدر بكل قطاعات الدولة الإسهام في خلق هذه الحالة الإيجابية، التي ستنعكس على حياته الأسرية، وعلى إنتاجه اليومي. التجهم والكآبة والعزلة والقيود غير المبررة لن تفرز سوى التشدد والإحباط والسوداوية. هذه هي أبجديات القراءة النفسية لسلوك الفرد أو المجتمع، وليست محاولة لانتقاد أحد. ما شهدناه خلال إجازة عيد الفطر الماضية كان استثنائيًّا؛ فلم تخلُ مدينة من مدن المملكة من فعاليات ثقافية وفنية للأطفال وللشباب، أقبل عليها الجميع بفرح شديد، ولم تتخللها - ولله الحمد - أية منغصات تُذكر؛ فالجميع كان ملتزمًا بما يجب أن يلتزم به، سواء من المنظمين أو من الحضور؛ مما سيشجع القائمين على البرامج الترفيهية على بذل المزيد من الجهد في المناسبات القادمة؛ بهدف خلق حالات فرح أكبر. وسيكون على هيئة الترفيه أن تستفيد من هذه التجربة، من خلال مؤشرات قياس موضوعية، وليست كالمؤشرات الاستهلاكية التي اعتدنا على نتائجها البعيدة عن أرض الواقع، كأن تقول بأن البرامج الترفيهية في المملكة تتفوق على كل دول الخليج! المصدر: الجزيرة

كيف يحضر الأصدقاء معاً؟

الأربعاء ١١ مايو ٢٠١٦

عودة البطل كيف يحضر الأصدقاء معاً؟ قبل قليل، كان محمد الثبيتي يشاركني وحدتي، والآن صالح العزاز. دخلت على صالح، رحمه الله، وطالعني نظرة وداع أليفة، ولم أرغب في أن أختلف معه، لأنه كان يغادرني إلى الأبد. هو يعرف حدتي طيلة علاقتي معه. حين أقول له لا، فهذا يعني أنه لا. لم أعش مع إنسان متسامح معي مثل «أبو شيهانة». كلما أقول له ما لا أحبه فيه، يخجل كما يليق بغيمة، ثم يثبت لي بعد ذلك أنه على صواب، وأنني على خطأ. تعلمت من صالح أن الآخر هو صديقك مهما اختلفت معه. وحتى اليوم، لا أزال أستمد تفاؤلي منه. صالح العزاز، للذين لا يعرفونه، ليس مبدعاً في مجال الصحافة والتصوير الفوتوغرافي، بل في مجالات كثيرة؛ هو متبحر في علوم القرآن وتفسيره، وفي الأزياء والعطور. هو موسوعي، يحب الجمال في اللغة وفي اللقطة وفي الرائحة. هو مُلهِم في أناقته وفي ذوقه الشديد في اختيار من يعيشون معه. حين تجلس إليه، تجلس إلى شاعر تقليدي حداثي مربك. يحب ابن لعبون كما يحب محمد الدميني. يلتقط صورة العباءة بعشق، كما يلتقط صورة العابرات على الشاطئ. غادرنا صالح العزاز، كما غادرنا محمد الثبيتي، دون ضجيج، ودون رصد لاستثنائيته. كان بطلاً لروايتي «الرياض نوفمبر 90»، رصدتُ من خلاله قصته وقصص أخرى لكثيرين، أحد أهم التحولات في…