السعد المنهالي
السعد المنهالي
كاتبة إماراتية

تاج القوانين

الأحد ٠٦ نوفمبر ٢٠١٦

‏تماما.. هذا ما يجب: قانون القراءة الوطني. كان لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينتهي عام القراءة هكذا.. وكأنه عام احتفالي عادي تستضيف فيه المؤسسات بعض الكُّتاب والمؤلفين لكي يتحدثوا عن تجاربهم أمام الموظفين لحثهم على القراءة والانتفاع بها! كان لا يمكن أن يكون عام القراءة مجرد فرصة، لتُقيم فيه الدوائر المحلية بعض المعارض الصغيرة للكتب والمجلات التي تحصل عليها «مجاناً» من دور نشر وطنية وكتاب إماراتيين يحضرون توقيع كتبهم، ويلتقطون صوراً مع المسؤولين فيها، تصلح لتكون عناوين لأخبار المؤسسات التي ستنشرها في كل الصحف كمعيار لتجاوبهم مع التوجيهات السامية الخاصة بعام القراءة!، كان لا يمكن أن ينتهي الأمر هكذا بكل سطحية!، كان لا يمكن لمبادرة بهذا التسامي والجمال أن تنتهي وكأنها شيئاً لم يكن بسبب بعض الجهات التي بها متشدقين ودعائيين من الذين لا علاقة لهم بالقراءة، لأنه ببساطة لا يصح إلا الصحيح، ولأن صدق النوايا لا يُخلف إلا أجمل الأعمال. ولأننا قبل كل شيء نستظل تحت حكومة - بحمدالله - على رأسها قادة لهم نظرتهم الثاقبة التي يضعون فيها مستقبل إنسان هذا المكان قبل كل شيء، كان «القانون الوطني للقراءة»، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ليضع للجميع أُطرا تشريعية وبرامج تنفيذية ومسؤوليات محددة لترسيخ قيمة القراءة في دولة…

بداية العُمر!

الأحد ١٦ أكتوبر ٢٠١٦

«اليوم تماماً.. هو بداية ما بقي لي من حياتي». جميلة هذه الجملة ولها أبعاد عميقة لكل من ينطق بها ويمنح نفسه وقتاً ليتأمل مغزاها، ويستشعر الطاقة العظيمة التي تبثها. الجميع يبحث عن البدايات الجديدة، أول العام.. الشهر.. أول الأسبوع، عتبة جديدة.. صداقة جديدة.. حب جديد. نبحث عن البدايات الجديدة لأنها تَعد بالفرح والأمل بأنها ستكون أجمل ولا تشبه ما فات بكل ما كان فيه.. مهما كان. ورغم أن كل يوم هو بداية لما بقي من حياتنا، فإننا لا نعي ذلك ونظل باحثين عن بدايات أخرى «مادية» جاهزة أو بدايات مرتبطة بغيرها لتسعدنا وتغيّر حياتنا نحو الأفضل! بالنسبة إليّ اليوم فعلياً هو بداية ما بقي لي من حياتي، وكعادتي في ذكرى ميلادي أنشغل كثيراً بالجديد الذي حدث في شخصيتي في زحمة ما مضى، وبما أريد أن أحمله معي في عامي الجديد، وما يجب أن أتركه يمضي بسلام بعيداً في سلة الذكريات. يُطلق على هذه العملية «الوعي باللحظة»، ورغم بساطة العبارة، فإنها من أصعب التحديات التي يواجهها الإنسان العاقل. يحدث ذلك بقرار عندما تقف في مكانك فتنظر بامتنان إلى الماضي دون انشغال به، وتتطلع إلى المستقبل بفرح دون مطالب لحوحة. يحدث ذلك عندما تنشغل بكيانك في اللحظة التي تعيشها لأنها الحقيقة الوحيدة التي تملكها الآن، ولأنه اليقين الذي تملك قراره وخيارك الذي…