الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣
حياتنا قصص، ولهذا نحبها، ونستمع بعفوية مطلقة لراويها، وما أروع الرواية عندما يكون الحبيب المصطفى عليه أشرف الصلوات مبشراً فيها، إذاً دعونا نقرأ: عن أَبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِبِلاَلٍ: «يَا بِلاَلُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإسْلاَمِ، فَإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ - حركة النعل وصوته على الأرض - نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ، قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أرْجَى عِنْدي مِنْ أَنِّي لَمْ أتَطَهَّرْ طُهُوراً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أنْ أُصَلِّي» [متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ البخاري]. دعونا نتمعن قليلاً في عمل الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه، هل كان خارقاً للعادة؟ أم كان صعب المنال حتى لا يصل إليه إلا النخبة؟ بالطبع لا، هذا العمل لا يستغرق منك إلا 5 - 8 دقائق فقط، وتكون قد أديت عملاً من أعمال أهل الجنة. السر يكمن بأن بلالاً، رضي الله عنه، كان «متميزاً» سبق غيره بعمله البسيط هذا، وكانت البشارة «الجنة»، وهنا الدرس: لا يهم العمل بسيطاً كان أم كبيراً، فقط «بادر بتميز». ولأن قصص الأولين لا تُملّ، دعونا نقرأ هذه القصة، والتي من روعتها كل ما قرأتها تخيلت نفسي أعيش أحداثها: حين كان في الشام، رأى بلال النبي صلى الله عليه وسلم، في…
الجمعة ١٢ يوليو ٢٠١٣
من أرقى فوائد «تويتر» هي الصحبة الحقيقية، فمن خلاله تعرفت على مجموعة من الشباب الجميل بأخلاقه والراقي بفكره، ولأن لهذا المقال قصة تدور حول أشخاص، فلا بد أن أذكر الأحبة سعد الربيعان، وجابر محمد، وعبدالعزيز فكري. القصة بدأت عندما دعانا سعد لحفل زفافه بالكويت في شهر سبتمبر من العام الماضي، فاتفقت مع جابر للسفر والحضور، وتمت إجراءات السفر بسهولة لتكون على متن «العربية». وفي الساعة الخامسة والثلث بتاريخ 12 - 9 - 2012 كان موعد المغادرة، وصلت المطار على الساعة الرابعة (حيث الاتفاق) أبحث عن جابر فلم أجده، اتصلت به وإذ لايزال ينتظر سائق التاكسي، فاقترحت عليه تركه وأن يأتي بسيارته وهذا ما فعله ولكن .. وللأسف كانت الشوارع واقفة كالمعتاد، وهو في الطريق اتصل بطيران فلاي دبي ووجد رحلة على السابعة مساءً، فأبلغني بذلك وقال ألحق بك بإذن الله. وعند دخولي لصالة الانتظار، إذا بمفاجأة سارة حيث رأيت عبدالعزيز مع الأخوين وليد وعبدالكريم آل علي، فقلت في خاطري: الحمدلله عوضنا الله عن جابر خيراً .. الغريب وبالرغم من سفر جابر متأخراً إلا أنه وصل موقع حفل الزفاف قبلنا! كانت ولله الحمد رحلة جميلة بمعنى الكلمة، أدينا فيها الواجب، واستمتعنا جداً بالمطاعم الكويتية التي تشتهر بالاهتمام بالتفاصيل ولهذا هي متميزة مثل مطعم «بزه» والكثير غيره. في هذه الرحلة لفت نظري…
الجمعة ٠٥ يوليو ٢٠١٣
سبحان الله، كيف انقضت الأيام كأنها كانت قبل لحظات ونحن نحتفل بقدوم العام الجديد 2013، ونحفز بعضنا في وضع أهداف نعمل على تحقيقها في هذا العام، أهداف ترتقي بفكرنا وعلمنا ومهاراتنا. اليوم أصبحنا في يوليو بمعنى انقضاء نصف السنة، وحان وقت التقييم: ماذا أنجزنا؟ وفي ماذا أخفقنا؟ نحتاج اليوم إلى وقفة لن تزيد عن ساعة، لكنها 60 دقيقة في غاية الأهمية تعود بنا إلى الوراء، نتمعن بها بعين تبصر مستقبل أفضل بإذن الله. أما من فاته ذلك بداية العام، لماذا لايبادر اليوم، ويضع خطة للنصف الثاني منه، وأنا على يقين لو بدأت بكتابتها اليوم ستجد حلاوتها غداً. مات موريس وضع نقاطاً تساعدنا في رسم خطة وأهداف تطويرية لنا، وقبل البدء أضع مقولته الهامة هذه: When it comes to doing something, planning what you intend to do is essential. Writing down what you want is the first step والآن نبدأ مع نقاط موريس: - ابدأ الآن: نعم الآن، هذه الخطة عبارة عن مشاريع أعمال وتحتاج إلى وقت، والوقت لا ينتظر أحداً، كلنا يشعر كيف الأيام تركض مهرولة بلا عودة. - بداية صغيرة .. نهاية عظيمة: بلاشك ستكون لديك أهداف كبيرة، حتى تشعر بلذة الإنجاز ضعها في أهداف أصغر، واحتفل عند إنجازها، ولاتغفل عن النهاية فهي المطلب! - تعلم من الآخرين: علمتني…
الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣
للوصول إلى الدولة الإسكندنافية فنلندا كان لابد لي من النزول «ترانزيت» في مدينة أوروبية، ومن هناك يكون الانطلاق من جديد إلى العاصمة هلسنكي .. لذلك قررت النزول في وارسو العاصمة البولندية ذات المباني الرائعة. ومن حسن الحظ، وخلال رحلتي التي اخترت فيها الطيران الفنلندي الذي أكمل في الخدمة عامة التسعين، وأثناء تحليق الطائرة المتجهة نحو البلد المشهور بلحم الغزال، تعرفت إلى الوزير الفنلندي للشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية الإسكندر ستب. نعم، تعرفت إليه، لكن ليس وجهاً لوجه، بل من خلال مقال رائع كتبه في المجلة الصادرة عن الطيران الفنلندي بعنوان It’s the Calender, Stupid، ولعله من المفيد أن أوجز لكم أهم النقاط التي جاءت في هذا المقال. يقول الوزير الإسكندر كثيراً ما يسألني الناس عن الوقت، لكن، كيف لي أن أنظم وقتي وأنا الزوج والأب والصديق والوزير والكاتب والرياضي ..؟ وعلى أي حال، فجوابي لهم جدُّ بسيط إنه الأجندة .. ! فأنا أضع جدولاً مكتوباً لكل مهماتي اليومية، وأسافر في السنة أكثر من 120 يوماً علاوة على 50 برنامجاً كل أسبوع ما بين لقاءات وزيارات واجتماعات .. وأحمد اللـه أن سخّر لي فريقاً رائعاً (السكرتارية) يقوم بتنظيم جدول الوقت والعمل بناءً على الأهم فالمهم، أما غير ذلك فلا مكان له عندي. ومن خلال خبرتي، فقد تعلمت أن إدارة الوقت الناجح تقوم…
الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٣
ذات صباح من أيام عام 2005 وقبل مغادرتي مائدة الإفطار وبينما أنا أقرأ ما حملته الصحيفة من أخبار، فإذا جرس هاتفي النقال يرن، كان رقماً غريباً، استجبت للطلب، فإذا بصوت نسائي من إحدى المؤسسات يبدأ بالسلام مبدياً رغبته في الكلام حول موضوع مهم؛ وبعد كلمة تفضلي، سرعان ما أبانت عن رغبة المؤسسة التي تعمل بها في عرض وظيفة علي للعمل فيها، فأخبرتها بأنني كنتُ ومازلتُ موظفاً في شرطة دبي. قالت المتحدثة: نعلم ذلك .. ولكننا نأمل أن تستمع لعرضنا، ولك الخيار .. ذهبت إلى مقر الجهة المعنية وكان هدفي الأول والأخير لا يتجاوز حب الفضول والاستطلاع، وهناك ـ في تلك المؤسسة ـ رحبت بي المسؤولة عن تنمية الموارد البشرية، واستفسرت عن بعض الجوانب التي تمسّ حياتي الشخصية ومؤهلاتي العلمية وخبرتي العملية، ثم وجهت لي السؤال الآتي، قالت: ما رأيكَ في العمل معنا ؟ رددت باختصار، قائلاً: «أنا ضابط، وقد حصلتُ على درجة الماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية برعاية كريمة من المؤسسة الأمنية التي أعمل بها، لذلك لا أعتقد ـ إطلاقاً ـ بأنني قادر على نكران الجميل لجهة أكنّ لها كل الولاء، فقد رعتني مذ كنتُ يافعاً ـ وبعد حصولي على الثانوية العامة ـ وهي مستمرة في نهجها ورعايتها لي حتى الآن، وأعتقد أنها لن تتخلى عني غداً أو بعد غد؛…
الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣
أعترف أنني في تاريخ 28 – 7 – 1993 ذهبت باختياري إلى أكاديمية شرطة دبي لألتحق بالدفعة الخامسة من الطلبة المرشحين، حيث لم تمضِ لحظات من وصولنا إلا واختفى شعر الرأس واللحية بدون مقدمات، وكان اللون الأخضر قد طغى؛ حيث كان هو اللون الذي تم اعتماده للدفعة والذي بسببه تمت تسميتنا بدفعة «الجراد» وللتسمية أصل، حيث بمجرد دخولنا للمطعم لانبقي على أخضر ولا يابس! في ذلك اليوم رأيت وجوهاً قد ألِفتُها منذ أيام المدرسة، ووجوهاً أخرى جديدة لم يسبق لي أن رأيتها من قبل، ورأيتُ وجوهاً من هنا وههنا، من البحرين وقطر وعمان والكويت، إنها أرواح إنسانية خالطتها، وقضيت معها أجمل الأوقات فأحببتها، وعشت بينها ومعها أربع سنوات، لم أعشها مع عائلتي. بدأت فترة الحجز الإجبارية واستمرت 45 يوماً بالتمام والكمال، كانت مليئة بالضغط والتعب والضحك مع الألم، وكان معنا من لم يستطع التكيف والاحتمال فخرج، وهناك من صبر وصابر واحتمل وواصل، وكنت من هؤلاء، «فمنذ أول يوم وضعت هدفاً لنفسي بأن أستمر مهما حصل، لعلمي اليقين بأنها فرصة لاتتكرر مرتين، وبهذه القناعة أنا اليوم برتبة مقدم ودكتور، والتوفيق من الله والفضل لشرطة دبي». لحظات وذكريات رائعة قضيتها مع أحبة، تعلمت منهم الكثير كما علمتني العسكرية كيف أتكيف مع الظروف والملابسات والأحوال. الأربعاء الماضي وبعد سنوات افتراق، اجتمعنا مجموعة كبيرة…
الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٣
أنا من الجيل الذي كان يصبح ويمسي على المسلسلات المصرية، حينما كانت هي المسيطرة في الثمانينات والتسعينات، قبل أن يتعملق الإنتاج السوري والآن التركي. وما أكثر التمنيات التي كانت تراودني ـ منذ الصغر ـ عند مشاهدة لقطة من مسلسل مصري، إذ كنتُ أتمنى لو أنني معهم في تلك الأمكنة الرومانسية الجميلة التي طالما حلمتُ بزيارتها، عسى أن أستمتع بجاذبيتها، وأسامر أهلها وأشرب من نيلها، لتسري علي المقولة المتداولة والمشهورة: «من يشرب من ميّة النيل يرجع لها»، تمنيت ـ حينذاك ـ تلمس قلاعها، والجلوس في مقاهيها، وزيارة ريفها وأهراماتها .. وقدر الله أن يتحقق هذا الحلم ـ منذ سنوات مضت ـ حين فاجأني عديلي «خالد» بأنه سيذهب إلى مصر، وبالتحديد إلى محافظة طنطا .. مركز السنطا .. كفر خزاعل، وأنه يرغب بصحبتي معه، لحضور حفل زفاف «حافظ» أحد الموظفين في شركته الخاصة. بالتأكيد كانت موافقتي فورية، وقلت له: على بركة الله. سبحان الله .. كانت هذه الرحلة بالذات من أروع رحلاتي، فقد تحقق الحلم وعشته باليقظة. أتذكر ـ الآن ـ عندما استقبلنا الخفر في منتصف الليل ليفتح لنا بوابة الكفر، وكم كانت روعة الترحيب والكرم المصري! وجدنا طاولة كبيرة ازدحمت بما لذّ وطاب، من المحاشي والمشاوي والكبدة والكباب. والمعروف أن «الأكل المصري دسم جداً» ومما أتذكر ـ يومذاك ـ لحظة بزوغ…
الجمعة ١٠ مايو ٢٠١٣
حينما شرعت بتحضير رسالة الماجستير في أمريكا كان من حسن حظي أن المحاضرات كانت مسائية، وهذا ساعدني كثيراً على أن أستغل الفترة الصباحية، وأنا شخص نهاري، بكل ما هو مفيد، فكنت يومياً بعد أن أودّع بناتي عند المدرسة، وفي طريق عودتي أُعرّج على فرع «ستاربكس» القريب من بيتي على Tigard Street لشرب القهوة وقراءة صحيفتي المحببة USA Today. وذات يوم دخلت المقهى فوجدته مزدحماً كالعادة، وكما تعلمون فإن الشعب الأمريكي يعشق القهوة بهوس، أخذت دوري في الطابور الطويل، وبعد دقائق وصلت إلى «الكاشير»، وطلبت قهوتي Caramel Macchiato، وبعد دفع الفاتورة انتقلت للجهة المجاورة كما تجري العادة في المقهى، لأخذ قهوتي عسى أن أسارع إلى طاولتي المعتادة المطلة على الشارع، إذ تتيح لي الاستمتاع بأشعة الأنوار وهي تنساب داخل المكان، لكنني في هذه المرة انتظرت لفترة طويلة، حتى إن بعضاً ممن كانوا خلفي في الطابور، منهم من أخذ طلبه وغادر، ومنهم من جلس على كرسيه مستمتعاً، فاضطررت إلى أن أذهب للموظفة مباشرة مشتكياً مما جرى، فاعتذرت الموظفة بلباقة، وطلبت مني الجلوس على طاولتي المفضلة، لأنها ستحضر لي طلبي بنفسها فوراً، لم تمضِ بضع دقائق حتى وجدت قهوتي أمامي مع كوبون مجاني من ستاربكس اعتذاراً على التأخير، فسرني ذلك التعامل الحضاري، لقد شعرت بأنها خدمة متميزة، وأنها دعمت وجهة نظري الخاصة بالشركات…
الجمعة ٠٣ مايو ٢٠١٣
Yanni عازف البيانو والموسيقار العالمي هو من أصول يونانية ومقيم في أمريكا حيث درس علم النفس في جامعة مينيسوتا وتخرج منها عام 1976. زار Yanni دولة الإمارات قبل أسابيع وأقام حفلتين في المركز التجاري بدبي، ومن شاهد الإعلانات الخاصة بالحفل وقرأ عن سيرة Yanni سيتبادر في ذهنه أنه ذاهب لسماع عازف البيانو Yanni فقط، ولكنه سيندهش عندما يبدأ الحفل والذي تتجاوز مدته الساعتين، بأن Yanni صمّم وأبدع كل مقطوعة موسيقية ليكون بطلها أحد أفراد فرقته وليس هو وحده كما تصوّرنا. فمثلاً عازف آلة «الديد جاريدو» الأسترالية كان بطل المعزوفة الأولى، في حين كان قائد المقطوعة الموسيقية الثانية هو عازف آلة «دودوك» الأرمنية، أما الثالثة فكان الملهم فيها هو ضارب «الطبل الهندي». Yanni لم يقتصر صنيعه على ذلك، بل كان بعد نهاية كل مقطوعة يقف ويمسك بالميكرفون وينهال على بطل المعزوفة بعبارات الحب والشكر والتقدير والتحفيز، وكان يحثّهم عن طريق لغة جسده وتعابيره الواضحة على إخراج طاقاتهم. وعلى الرغم من تعدّد الثقافات في فرقة Yanni والتي تضم أفراداً من دول مختلفة لا يتشابهون باللغة ولا بالعادات (فالبعض من علماء الإدارة يرون في تعدد الثقافات عائقاً للنجاح). إلا أن الفرقة أثبتت عكس تلك النظرية، فهم جابوا العالم لإقامة حفلاتهم التي تنفد تذاكرها بمجرد طرحها للجماهير، وكان أثر التحفيز والتشجيع فيها واضح على…
الخميس ٢٥ أبريل ٢٠١٣
تعرّفت إلى فهد الهرمودي في أمريكا العام 2001 خلال فترة الدراسة، ولا أنسى إلى اليوم فضله، فقد كان يساعدني على توصيل بناتي شيخة وهيا إلى المدرسة، لارتباطي بحصص دراسية في أول الصباح في معهد اللغة في جامعة بورتلاند (صديقي فهد .. لك شكري ودعائي)، والطريف ذكره أن بناتي من دون أي مقدمات كنّ يسمينه «عمي شهد»! .. فهد أنهى جزءاً من دراسته في أمريكا، واستكمل الباقي منها هنا في الدولة، رزقه الله بوظيفة في شركة بترولية، حيث طبيعة عمله تحتم عليه العيش في الخارج، حيث سبق له أن عاش في لندن ومدريد وميلانو. تبدأ القصة هناك في مدينة الأزياء والأناقة ميلانو عندما سمع من زملاء العمل عن محل يبيع الآيسكريم بطريقة خاصة جداً، زيارة واحدة كانت تكفي لإدمان فهد على الآيسكريم الإيطالي، فراودته فكرة الاستثمار في مثل هذا المشروع، خصوصاً أنها فكرة جديدة وغير مألوفة هنا في الإمارات، حيث تحتاج إلى جهاز خاص لعمل آيسكريم بطعم الفاكهة نفسها التي تحب، من دون أي إضافات صناعية، فمثلا مع الرمان، الذي أعشقه من محل فهد، ومن خلال الجهاز نأخذ الحبوب من الداخل ونعمل منه عصيراً وبعد ذلك تتم عملية تبريده، ليتم في المرحلة الأخيرة تغليفه من قشرة حبة الرمان نفسها ليكون صالحاً للأكل، الجميل أن فهد عمل على تطوير الفكرة وأدخل آيسكريم…
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٣
يُطلَق على مدينة بورتلاند في ولاية أوريجون الأمريكية «الروز سيتي»، حيث تشتهر بورود الروز الفائقة الجمال ذات الألوان الخلابة، ولهذا تكثر في المدينة الحدائق العامة، ومنها حديقة خاصة بورود الروز. وفي عطلة نهاية الأسبوع قررنا كعائلة الذهاب إلى هذه الحديقة مع دخول فصل الربيع، بيني وبينكم في ذلك اليوم لم أترك وردة جميلة في الحديقة إلا شممتها، فالمكان كان رائعاً والجو أروع، ولكن النتيجة كانت كارثية، ففي نهاية اليوم تجدد معي مرض الحساسية، ولكن بشكل مفرط هذه المرة. ومن ذلك اليوم بدأت المعاناة مع هذه الحساسية، فأصبح بدء شهر الربيع بمثابة الكابوس، ليس عندي فقط ولكن عند الملايين غيري من الشعب الأمريكي، أصدقكم القول: أحياناً لا أستطيع النوم طوال الليل حين تبدأ الحساسية في النشاط، ومن يعش في أمريكا أو أوروبا يلاحظ مع دخول شهر الربيع كيف تبدأ الصيدليات عروضها في بيع أدوية الحساسية «اشترِ واحدة، وخذ الثانية مجاناً» ..! ولأن حالتي أصبحت متطورة، فلم تنفعني كثيراً أدوية الصيدليات التجارية، فذهبت إلى الدكتور ليصرف لي ما يخفف عني فكتب لي بجانب الكبسولات قطرة للعين وأخرى للأنف، وهنا تذكرت الطبيب الذي زرته مع والدي، رحمه الله، وأنا حينذاك طفل أشكو من بدايات مرض الحساسية، وبعد أكثر من زيارة، أذكر جيداً أنه قال لوالدي: ابنك هذا لا تنفع معه قطرات الأنف، بل…
الأحد ٣١ مارس ٢٠١٣
الشهر الماضي، وفي القمة الحكومية التي كانت متميزة بكل شيء، وقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يجيب عن أسئلة المواطنين، ومن ضمن آلاف الأسئلة التي تدافعتْ وتسابقتْ إليه، كان السؤال الآتي: ما حلم محمد بن راشد لهذه الحكومة التي يقودها؟ وجاء الجواب حركياً؛ إذْ رَفع كفه للأعلى وقال: أحلم بألا يأتي المواطن إلينا، وإنما ينهي كل إجراءاته من خلال هاتفه المتحرك! الشيخ محمد إنسان «حالم» وذو رؤية بعيدة المدى، ولهذا نجد في لقاءاته كلها أفكاراً ومصطلحات ملهمة وذات طاقة إيجابية، فقد كانت كلمته خريطة طريق لحكومة هدفها المواطن أولاً والمواطن ثانياً، بل المواطن أوّلاً وآخراً، فقد كان سموه نجم القمة الحكومية بلا منازع، وكنتُ ـ أنا شخصياً ـ سعيد الحظ وسبّاقاً؛ لأنني استمعت إليه مباشرة. وسرعان ما تداعت الأفكار في ذهني «والشيء بالشيء يذكر»، فتذكرتُ بعضاً مما تؤمن به شركة «غوغل»، فهي تؤمن بعشرة أشياء، وكل ما عليك فعله بعد قراءة هذا المقال أن تذهب إلى محرك غوغل من خلال هاتفك وتكتب «شركة غوغل»، وفَوْرَ دخولك على موقعهم الرسمي، ستجد على يسارك رابطاً عنوانه What We Believe، فإذا ضغطتَ عليه سيحولك الرابط إلى صفحة كُتِبَتْ فيها النقاط العشر، وبما أنّ مساحة هذا المقال لن تتسعَ لها، فلا أقلّ من الإشارة إلى النقطة التي شدتني إليها، ألا وهي…