الثلاثاء ٠٧ يونيو ٢٠٢٢
«إلى متى؟» طَرْح هذا السؤال بتلك الصيغة هو أفضل طريقة للاحتجاج على فكرة غياب موضوع خطورة طرح برامج الواقع التي تمسّ خصوصية المجتمعات، وتستفز مشاعر المتابعين، خاصة إذا كان المعروض ينافي هوية المكان وسياقه الثقافي وطريقته في التعبير عن نفسه، مقارنة بالمجتمعات الأخرى، كما أن هذا الإلحاح الذي تبديه المنصات الإعلامية والترفيهية في إنتاج أو استقطاب «برامج تلفزيون الواقع» التي تلعب على وتر الإثارة، الحريات المزعومة والصور النمطية، يهدف إلى تحقيق أغراض جذب الاشتراكات ورفع مستوى المشاهدات، خاصة بين فئات الشباب واليافعين، واستقطاب المزيد من المعلنين على حساب الاستقرار النفسي والأمان الثقافي للمتلقي، فما هي مخاطر السكوت عن هذا النقاش المشروع؟ لقد كان السائد أن برامج الواقع تستقطب الفئات المهمشة في المجتمعات، وتمنح من لا يملك صوتاً للتعبير حضوراً ومنطقاً قد يقتنع به كثر، لكن الحقيقة أن فئات الشباب واليافعين ليست مهمشة، بل فاعلة بشكل كبير في توجهات المحتوى، ومؤثرة في الحراك الاجتماعي والفكري والاقتصادي، وما نغذي به هذه الفئة علي اعتبار أنه جزء من الواقع اليومي والمعيش، هو بذرة في نسيج المجتمع قد لا تكون صالحة بالضرورة، ما يؤثر وبشكل كبير على خيارات جيل الغد في السعي اليومي، والعلاقات الإنسانية، وحتى الانتماء للمنظومة القيمية، وهي الدرع الذي نرفعه في وجه الهزات المتسارعة في هذا العصر. الحقيقة أن فئات الشباب…
السبت ٢٣ أبريل ٢٠١٦
إنها رحلة التيه، بحثًا في الأسماء عن الاسم، وفي الطرقات عن الحقيقة وفي الأسئلة المتجردة عن الذات. هي تنطلق بصاحبها من ذاته وإلى ذاته مدفوعا بنوع مختلف من الجنون. ذلك الجنون الذي يتقاذف الروح كما يفعل مركب يصارع الموج في لجة من تيارات وعادات وتقاليد تكاد تتشابه في كل مكان على هذه البسيطة. تلك التعقيدات من أعراف لا تمت للدين ولا الانسانية بصلة والتي يمكن أن تحول أي شخص إلى ما هو أقل من الإنسانية، تلك التعقيدات التي تحول ملامح الوجه المنتمية إلى عرق مختلف إلى وجه باهت الملامح في دستور القبول المجتمعي. المشكلة إذن ليست في الأسماء بل بما يختفي وراءها. اسم يختاره شخص او اثنان ويقرر مجتمع بأكمله أن يتجاهله، ولا يشفع له القانون الذي يحفظ حقا أو يسقطه. الحكاية في «ساق البامبو» لكاتبها سعود السنعوسي، حكاية رغبة في التقارب الإنساني قبل الجسدي، وحكاية وعد قطعه الواجب قبل أن تقطعه العاطفة. حكاية هرب من جحيم يعيش فيه البشر باختيارهم أو رغمًا عنهم، جحيم يخلق نسخًا بشعة بثمن أو بدون ثمن. هي حكاية حب هزمته التقاليد ولفظه المجتمع لأسباب تعددت، حب لم تنجح الثقافة في الدفاع عنه ولا حقوق الانسان التي يؤذن بها حملة الشعارات الرنانة، وياللمأساة يصادرونه بعد أن يترجلوا عن صهوة الحقوقية. وهنا حيث لم تنجح الكتب…