«سراق الإبل»
في مدينة بيضاء مشوبة بالزرقة، وفي محفل ثقافي جمله حضوره وحاضراته، قال «يوسف زيدان» إن عرب الجزيرة ما قبل الإسلام لم يكن لهم حضارة، وكانوا مجرد «سراق إبل»! في البدء أعلن تقديري الكامل للدور المميز للكاتب والمفكر والباحث والروائي المصري «يوسف زيدان»، وما قدمه من كتب تحتاجها المكتبة العربية وما تميز به في البحث فيما يمكن تسميته بالمناطق الوعرة. وتابعته في بعض محاضراته ولقاءاته التلفزيونية، ولا أخفي إعجابي بدقة بحثه واستنتاجاته وآرائه، وواقعيته في كثير من آرائه، وهو لكل ذلك استحق التقدير والشكر، ولن أستعيد القول المأثور الخائب «من علمني حرفا صرت له عبدا» لأن العلم الذي يؤدي إلى العبودية، لا خير فيه، بل هو جهل مذموم. وصف «زيدان» في ذلك المحفل عرب الجزيرة بـ «سراق الإبل» مضيفا ألا حضارة لهم، وزاد على ذلك بأنهم حتى لا لغة لهم، وأن من كتب لغتهم هم «الأمازيغ»! ناسيا أنه في كثير من أقواله وآرائه كان يستند إلى كثير من موروث «سراق الابل»! قال ذلك وسط استنكار الحاضرين وضحكهم ورفضهم لقوله. لا أدري ما هو مفهوم الحضارة لديه، لأن الحضارة بمعناها الشامل والواسع، تعني كل تجمع بشري وكل ما ينتج عن ذلك التجمع من عادات وتقاليد وسلوك ومنتوج فني أو أدبي أو فكري. والعرب في ذلك الزمان كانوا قوما منتجين فكرا تمثل في…