السبت ٢٩ أغسطس ٢٠١٥
لا شك أن مبادرة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وتوجيهه لمحافظي مكة المكرمة بلقاء عاجل مع شيوخ القبائل لإعداد وثيقة تحدد "مهر الزواج" للحد من العنوسة، تعد مبادرة جميلة وتستحق التطبيق في كل مناطق المملكة.. ولكن هل العزوف عن الزواج من كلا الجنسين سببه غلاء المهور؟ لو كان السبب في تأخر الزواج وتفشي العنوسة هو غلاء المهور لكان الأمر سهلا، فالدولة مشكورة تمنح قرضا حسنا دون مقابل للمقبلين على الزواج وهو يعادل نصف قيمة المهر لدى العائلات والقبائل المغالية في مهور بناتها.. ولكن المشكلة أكبر من غلاء المهور وتحتاج إلى تحرك على الأصعدة كافة. الحياة برمتها أصبحت غالية ومرهقة للبدن والنفس البشرية.. كل شيء ارتفعت أسعاره والشباب وصل بهم الوعي مبلغا يمنعهم من تكوين أسرة وهو غير قادر على توفير سبل العيش الكريمة لها. المقبلون على الزواج يحتاجون إلى السكن، وتوفير المسكن أصبح أكثر تعقيدا في زمننا هذا وتعانيه الأسر القديمة، فما بالك بمن هو مقبل على الزواج.. الإيجارات مرتفعة ومرهقة لأي شخص من الطبقة المتوسطة، والتملك أصبح مستحيلا في ظل احتكار الأراضي وارتفاع أسعارها بشكل مهول وتقاعس وزارة الإسكان عن توفير المساكن وتعثر الكثير من مشاريعها. صعوبة الحياة والغلاء في كل شيء جعلت من حلم الزواج أمرا صعبا، وجعلت الكثير يتردد في الإقدام على مشروع الزواج، فمن…
السبت ٢٢ أغسطس ٢٠١٥
من سنوات وكل شيء يرتفع في السعودية، عدد السكان، أسعار السلع، المساكن، حتى الرواتب ارتفعت، الشيء الوحيد الذي ما زال ثابتا والبقية متحركة ويقاوم ولم يرتفع ولا تزال بعض الصحف "التقليدية" تكرره في كل عام هو عدد المقاعد الدراسية والطلاب. هؤلاء الطلاب متوقفون عند العدد "خمسة ملايين" لا ينقصون طالبا ولا يزيدون، وفي كل عام وفي مثل هذا الوقت الذي يسبق العام الدراسي تجد بعض الصحف تكتب "خمسة ملايين طالب يتوجهون لمقاعد الدراسة غدا" أو "المدارس تستقبل غدا خمسة ملايين طالب". لو كتبت في أي متصفح بحث في الإنترنت "خمسة ملايين طالب" ستجد العجب العجاب.. في كل سنة تكتب.. يزيد عدد المواليد في السعودية بشكل كبير ولا يمكن أن يتغير عدد الطلاب وهو ما يسمى في علم الصحافة بـ "قص ولصق" لا إحصاءات دقيقة ولا صحافي يتعب نفسه في البحث والتحري ولا رقيب ذاتي أو إداري يمكن أن يقول للصحافي "من أين لك هذا؟". بعض الصحف مع الأسف الشديد لا ترهق نفسها في العمل، وبعض الصحافيين أيضا مع الأسف الشديد تعود على الاستعانة بالبيانات وإعادة كتابتها تحت المكيف من منزله أو مكتبه، أو العودة لما كتب من سنوات وإعادة نشره، على الرغم من أن المعلومة تحتاج إلى تعب ونزول للميدان وبحث وتحر ودقة في النقل. ليست كل الصحف ولا كل…
الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠١٥
لا يمكن أن يمر يوم إلا وترى أحدهم يبحث عن "واسطة" لعلاج قريب له في أحد المستشفيات الحكومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كم هائل من المناشدة والتوسل الذي يصل في أحيان كثيرة إلى "التسول". موضوع مكرر وتحدث عنه الجميع سواء في مواقع التواصل أو في وسائل الإعلام، ومع ذلك ما زال الوضع يتفاقم دون مجيب. لا يهم إن كانت وزارة الصحة تتلقى ميزانية تعادل ميزانية دول، وغير مهم تلك الصور والأخبار التي نطالعها في الصحف وتتحدث عن افتتاح مزيد من المستشفيات الفخمة في كل مناطق السعودية، المهم هل يجد المواطن الباب مفتوحا له للعلاج في أي مستشفى دون واسطة أو منة؟ بالطبع لا ولو كان يجد لما رأينا كثرة التوسلات الباحثة عن "واسطة". هاجس العلاج لا يصيب المرضى فقط الذين يموتون ببطء وهم يبحثون عن واسطة لمراجعة طبيب، أو ينتظرون في قائمة الانتظار بحثا عن سرير، بل أصبح هاجسا للأصحاء أيضا الذين يتخوفون أن يصيبهم مرض أو يصيب أحد أفراد أسرهم ــ لا سمح الله ــ ويجدون أنفسهم مع المتوسلين والباحثين عن واسطة لدخول مستشفى يخفف من آلامهم. خلال الأسبوع الماضي أعلنت الحكومة الصينية عن إدراج كل المواطنين الصينيين العاملين منهم والعاطلين في نظام التأمين الصحي، الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 1.3 مليار نسمة، وهو عدد مهول لو تمت مقارنته…
السبت ٠٨ أغسطس ٢٠١٥
لرجال قوات الطوارئ السعودية مكانة كبيرة في نفوس العرب والمسلمين لا تقل عن مكانتهم في نفوس أبناء وطنهم السعوديين، وتأتي تلك المكانة المميزة نظير ما شاهدوه من صور تناقلتها وكالات الأنباء العالمية لهم وهم يقومون بدورهم في خدمة ضيوف الرحمن في كل موسم حج، والمحبة لم تنبع من الخدمة فهي واجبهم ولكنها نابعة من مشاهد العطف والرحمة تجاه الصغير والكبير من حجاج بيت الله الحرام. ومن هنا كان للتفجير الإجرامي الذي طال مسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير أمس الأول وتسبب في استشهاد وإصابة عديد منهم وهم ركع سجود في أثناء أدائهم الصلاة، وقع مؤلم على أنفس كل المسلمين. هذا الوقع الموجع للحدث الإرهابي الإجرامي وضح جليا في مواقع التواصل الاجتماعي عبر تغريدات بسيطة في عدد حروفها ولكنها عظيمة في معانيها. قد يخفى على البعض أن رجال قوات الطوارئ وهم يملكون يدا عطوفة ورحيمة تجاه حجاج بيت الله الحرام، أنهم يملكون أيضا يدا قوية ضاربة كانت السبب بعد الله ــ سبحانه وتعالى ــ في سحق الإرهاب الذي طال السعودية مطلع الألفية الثالثة، وهم سبب رئيس في دحر الإرهاب قبل وقوعه من خلال توجيه ضربات استباقية لتلك الفئة الضالة التي عاثت فسادا في الأرض وروعت الآمنين ولم تسلم منهم حتى دور العبادة. يقول الله في منزل كتابه "ومن يقتل مؤمنا متعمدا…
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠١٥
في 20 أيار (مايو) اكتشفت أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" في كوريا الجنوبية، وبعدها بشهر وتحديدا في الـ 13 من حزيران (يونيو) الماضي وصفت منظمة الصحة العالمية المرض في كوريا بـ "الضخم والمعقد"، وبالأمس قال لـ "الاقتصادية" مسؤول في السفارة الكورية في السعودية إنهم بصدد إعلان خلو البلاد من الفيروس القاتل بعد محاصرته وتحييد خطره في أقل من شهرين، وفي السعودية بلد المنشأ للفيروس ما زال المرض ينتشر ولم نستطع القضاء عليه رغم اكتشاف أول إصابة في عام 2012 أي قبل أربع سنوات. السؤال الذي يلوح في ذهن كل من يقرأ تصريح المسؤول الكوري لـ "الاقتصادية" هو: "ما الذي جعل كوريا تحاصر المرض وتقضي عليه في أقل من شهرين ونحن هنا في السعودية لم نستطع محاصرته منذ أربع سنوات؟ لا أعتقد أن فروقات الوعي بين الشعبين السعودي والكوري هي السبب ــ كما يلوح البعض ــ فالوعي تجاه الفيروس القاتل بلغ مبلغا كبيرا لدى السعوديين حد "الهلع"، والجميع يذكر أن وسائل النظافة من مطهرات وغيرها قد نفدت من الأسواق السعودية في أوقات كثيرة. كل التعليمات التي وجهتها وزارة الصحة السعودية لنا طبقناها بحذافيرها، وتلك التدابير سهلة التطبيق ولم نعان منها كثيرا، وتتمحور حول غسل اليدين جيدا بعد كل عودة للمنزل، ووضع واق "منديل" عند العطس ورميه سريعا في حاوية النفايات، وعدم…
الأربعاء ١٥ يوليو ٢٠١٥
خبرة عريضة في مجال التطوير العقاري يتسلح بها الوزير الجديد لوزارة الإسكان ماجد الحقيل، الذي نال ثقة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز فجر الإثنين الماضي، عندما صدر أمرا ملكيا بتعيينه في منصبه الجديد. ويأتي تعيين الحقيل امتدادا لتجارب كثيرة قامت بها الدولة أخيرا بالاستعانة بكوادر القطاع الخاص للعمل الحكومي، والاستفادة من تجاربهم، وقد رأيناها في أكثر من جهة ووزارة خدمية، لعل آخرها في وزارتي الصحة والتعليم، والآن تتجدد الخطوة في قطاع الإسكان، وهو ثالث أهم قطاع في الدولة بعد قطاعي التعليم والصحة. للوزير الجديد أطروحات سابقة يرى فيها حلولا لأزمة الإسكان في السعودية، التي تعانيها منذ عقدين أو أكثر، ولعل من أهم تلك الأطروحات هو حثه لتوجيه التطوير الإسكاني والعقاري إلى داخل المدن وعدم التوسع أكثر نحو الأطراف كما يحصل حاليا. لا شك أن هذه الخطوة ألا وهي التطوير داخل المدن وفي الأحياء العشوائية والقديمة تعد من أهم الحلول للأزمة السكنية، فتلك الأحياء الشعبية هجرت من المواطنين ويقطنها حاليا عمالة أجنبية في الغالب هي "متخلفة" أو مخالفة لنظام العمل والإقامة، وفي تطويرها تحقيق نجاحات إسكانية وعقارية وأمنية أيضا، خاصة متى ما علمنا أنها أصبحت أوكارا للمجرمين ومروجي المخدرات ومصنعي الخمور. الدولة بدأت بالفعل في الاستراتيجية التي تحدث عنها الوزير، ألا وهي التطوير العقاري داخل المدن، وشكلت أخيرا لجنة وفريق…
الأحد ١٤ يونيو ٢٠١٥
كان المدعو حسن "زميرة" قائد الميليشيات الشيعية في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت يخرج للإعلام في العام الواحد مرة أو مرتين، ولكنه في الأشهر الثلاثة الماضية ظهر "نائحا" تسع مرات بمعدل يقترب من إطلالة في الأسبوع الواحد. هذا الظهور المتكرر والمكرر والجرعة الزائدة من الشتائم والمفردات البذيئة تعبر عن المأزق الكبير الذي يقع فيه الحزب الإرهابي وقائده "زميرة"، وتعبر أيضا عن مأزق يعانيه أسياده في طهران، فالمثل يقول "على قدر الألم يأتي الصراخ"، وهو ما يفعله "زميرة" حاليا. المشروع الإيراني في المنطقة بدأ في التفكك والانحسار بدءا من التراجع والهروب للقوات التابعة للنظام في سورية والميليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية التابعة لعصابة طهران، بفعل الضربات الموجعة التي تلقوها على أيدي الثوار السوريين في حلب وإدلب ودرعا والقلمون، مرورا بهزائم الحكومة الطائفية في العراق وتهاوي الميليشيات الحوثية في اليمن بعد ضربات التحالف العربي والمقاومة الشعبية في اليمن. كل هذه التراجعات في المشروع الإيراني الفارسي أخرجت حسن "زميرة" عن وقاره المصطنع وبدأ بالصراخ تارة والنحيب تارة أخرى، ولم يجدِ معه شراب "الليموناضة" في التهدئة من روعه وانفلاته الأخلاقي. لم تفلت الأمور من قبضة عصابة طهران في العراق واليمن وسورية فحسب، بل حتى الضاحية الجنوبية في بيروت معقل الحزب الإرهابي والطائفي ثارت على المجرم "زميرة"، فقبل أيام خرجت إحدى النساء من الضاحية عبر…
الأربعاء ١٠ يونيو ٢٠١٥
الخبر يقول إن هيئة التحقيق والادعاء العام ووزارة الصحة قد باشرتا التحقيق مع سبعة قياديين تابعين لوزارة الصحة في تهم عدة أبرزها هدر 200 مليون ريال كبدلات غير نظامية، إضافة إلى التنفع والتربح من الوظيفة. هذا الإجراء الذي كشفت عنه إحدى الصحف المحلية خلال الأسبوع الماضي، ربما يؤكد صحة حديث بعض كتّاب الرأي الذين يشددون دوما على أن الخلل في قطاع الصحة لا يمس الرأس فقط، بل الجسد أيضا، وأن استبدال وزير بآخر كما يحدث منذ أكثر من خمسة أعوام لن يسهم في تطوير القطاع ما لم يحدث معه تغيير في جميع القيادات الصحية المتمسكة بالكراسي منذ سنوات. لا نشكك في الكل، ونتهمهم بالفساد، ولكن التأخر في كشف مثل هذه التجاوزات المالية وحالات الفساد وهدر المال العام، دلالة على أن "الدرعى ترعى" في هذا القطاع المهم في البلد الذي يمس أغلى ما يملكه المواطن ألا وهو صحته، وأن الرقيب والحسيب يغط في سبات عميق. ربما هذه الحالات والقيادة الفاسدة التي أحيلت للتحقيق ــــ متى ما ثبتت التهمة عليها ــــ مجرد بداية لكشف حالات فساد أكبر، فكما يقول المثل الدارج "رجل الديك تجر الديك"، وربما ما كشف عنه حاليا مجرد "رجل للديك" والديك قادم بفعل التحقيقات. لا يكفي التحقيق مع هؤلاء المتهمين بالفساد، بل الأمر يتطلب أيضا العقاب المعلن لهم وإعادة…
السبت ٢٣ مايو ٢٠١٥
تأليب الطوائف على بعض وضربها في بعض هي سياسة إيرانية، أحيانا تنفذها عصابة طهران بنفسها، وأحيانا أخرى توعز لأذرعها وأذنابها في المنطقة للقيام بها من أجل تحقيق أهدافها في تمزيق لحمة أي مجتمع تريد التغلغل فيه. وعندما نريد الحديث عن الانفجار الذي حدث في بلدة القديح في القطيف بعد صلاة جمعة أمس وأسفر عن استشهاد 19 شخصا ونحو 100 جريح، علينا أن نعود إلى الماضي ونستذكر أحداثا أخرى أجزم أنها مرتبطة ببعض. العملية الإرهابية التي حدثت بالأمس في "القديح" هي امتداد لعمليات إرهابية أخرى طالت كثيرا من المدن السعودية، ومنها القصيم والرياض والمدينة والأحساء، وكثير من العمليات التي ذهب ضحيتها العشرات من الضحايا والمستفيد واحد. الأساليب القذرة في إدارة الصراعات ومنها العمليات الإرهابية هي ثقافة إيرانية محضة، وتأليب الطوائف على بعض كما حدث في اليمن والعراق وسورية ولبنان سياسة إيرانية، وهي تسعى الآن لإحداث الشرخ ذاته في السعودية لتحقيق الفوائد نفسها ألا وهي تمزيق البلدان العربية وإحداث الفوضى والتغلغل إليها تحقيقا لأهدافها التوسعية المعلنة. ونحن نتحدث عن حادثة القديح الإرهابية يجب ألا نغفل عن التهديد الصريح والواضح من أحمد رضا بوردستان قائد القوات البرية الإيرانية الذي أطلقه بعد "عاصفة الحزم" التي هزت أركان إيران ونظام الملالي في طهران، عندما قال موجها حديثه نحو السعوديين "ما بالهم لو انفجرت عدة مفرقعات…
الأربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥
تداول أخيرا نشطاء في "تويتر" مقطعا يشير إلى سائق نقل معلمات يقود مركبته بسرعة جنونية، وأظهر مصور المقطع جانبا من "مؤشر" السرعة لمركبته وهو يلامس الـ 180 كيلو مترا في الساعة دون أن يتمكن من تجاوز سيارة نقل المعلمات. الحاجة وحدها هي التي دفعت الكثير من بناتنا "المعلمات" إلى الخروج من منزلها في ساعات الصباح الأولى للمناطق النائية بحثا عن لقمة العيش، الحاجة لا سواها جعلتهن يلجأن إلى سائق متهور يغيب عنه العقل بفعل السهر وأحيانا بفعل أمور أخرى. الحوادث التي تتعرض لها المعلمات والتي تتكرر كل أسبوع وتسببت في مصرع ووفاة الكثير منهن هي نتاج إفراط في السرعة وقيادة غير متزنة من قبل سائق نقل خاص غير خاضع للضوابط. قضية حوادث المعلمات لم تكن وليدة اليوم بل هي ممتدة منذ سنوات، ولم تلق أي تحرك فعال لا من قبل وزارة التربية والتعليم ولا الجهات الأخرى ذات الاختصاص، وكل التحركات في هذا الشأن لم تتجاوز التصريح في الإعلام. لم نر مشروعا فعالا واحدا على أرض الواقع يمكن من خلاله حل تلك المشكلة والحد منها، وكأن أرواح بناتنا غير مهمة ولا تستفز المسؤول ــــ أيا كان ــــ للتدخل حفاظا عليها ووقف تلك المهازل واجتثاث المشكلة من جذورها. لو أن ابنة المسؤول تتعرض لتلك المخاطر لوجدنا حلولا سريعة لتلك المشكلة التي أزهقت…
الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٤
عندما يلجأ أحدنا لمواقع التواصل الاجتماعي مناشدا المسؤولين وفاعلي الخير توفير العلاج له أو لأحد أقاربه، فهي دلالة على أنه قد استنفد وسائل المناشدة كافة، وأنه قد مر على المستشفيات واحدا تلو الآخر ولم يجد معينا، ومارس "هَم" مراجعة وزارة الصحة أيضا ولم يجد نصيرا، ولجأ لكل مسؤول يعتقد أن المواطن أمانة في عنقه ولم يجد مجيبا. لا نتحدث عن حالة عابرة ولا عن حالتين أو عشر، بل في "تويتر" مئات الحالات التي تتوسل العلاج سواء الداخلي منه أو الخارجي، ولو أن مسؤولا في وزارة الصحة أجرى بحثا في "تويتر" بـ "مريض يناشد المسؤولين"، لوجد ما يندى له الجبين. لا نبالغ في الأمر؛ بل نحن أمام معضلة حقيقية فالمواطن يعاني وهو يبحث عن العلاج، ومن العيب أن يلجأ لمواقع التواصل الاجتماعي باحثا عن فاعل خير، أو اللجوء لصديق أو قريب يتوسط له للعلاج في مستشفى حكومي، فالعلاج حق للمواطن يجب أن يقدم له دون توسل أو واسطة أو منّة أيضا. الغريب أن الكثير من الحالات يوجد لها علاج في السعودية ولكن يعوقها عدم وجود أمر من أحد المسؤولين، والأكثر غرابة أن مستشفياتنا الحكومية مفتوحة لأغلبية العمالة الأجنبية في حين أن السعودي مغلقة أمامه. لا ننكر الجهود المبذولة من وزارة الصحة في التوسع في المستشفيات الجديدة وزيادة طاقة القديمة، ولكن وعلى…