الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥
نحن العرب كل المؤتمرات الدولية التي تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الخاصة بقضايانا أصبحت عقدتنا النفسية، وتكونت هذه العقدة النفسية بسبب أننا لم نحصل منها على حق، ولكن حصلنا منها على باطل في كل قضايانا! منذ المؤتمرات الخاصة بقضية فلسطين التي اغتصبها اليهود والتي لم نخرج منها بشيء! مرورًا بالمؤتمرات الخاصة بالعراق الذي قسموه وقدموه على طبق من ذهب إلى أطراف دولية وخصوصا إيران التي كان لها نصيب الأسد! وإلى المؤتمرات الخاصة بسوريا التي يحاولون فيها الإبقاء في الحكم على شخص واحد وهو الأسد! واستبعاد الشعب السوري وثورته! والآن يحاولون في اليمن! قالوا لنا ذاهبون لجنيف للتشاور لا للتفاوض لأن كل شيء متفق عليه، ولكن العاقل يعرف أن أي مؤتمر خاص بالعرب في جنيف سوف يفشل، وأن جنيف مقبرة قضايانا العربية العادلة. لا تنتظروا بعد مؤتمر جنيف الأخير والخاص باليمن شيئًا، فجنيف دائمًا يريدونها مصيدة لنا كعرب، ومؤتمرات جنيف الهدف منها سحب البساط من تحت أرجلنا ووضع قضايانا في الأرشيف! وإلا كيف نفسر أن الجميع ذاهب على أساس قرار مجلس الأمن 2216 وإذا بالحوثيين وأتباع المخلوع صالح لا يعترفون بالشرعية، علاوة على أن وفدهم لمؤتمر جنيف تكون من أكثر من 14 فردًا وهم منقسمون إلى فريقين. كيف نحاور فريقين لكل واحد منهما وجهة نظره الخاصة به؟ لا…
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠١٥
لم يكن الأمن الخليجي مهددا من الخارج كما هو عليه اليوم، النيروز الإيراني الذي يأتي في فصل الشتاء كشر عن أنيابه تجاه دول الخليج العربي، وما كان بالأمس مجرد تخمين أصبح اليوم مشهدا وواقعا وحقيقة واضحة لا لبس فيها، خاصة بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء، لدرجة أن أصبح مطار صنعاء يستقبل الطائرات الإيرانية لنقل المساعدات «الإنسانية لنصرة المظلومين في اليمن»! بلا رقيب ولا حسيب. أصبح الأمن الخليجي محاصرا بين تهديدين مصدرهما واحد وهو إيران، ولكنهما مقبلان من جهتين؛ تهديد مقبل من العراق بعد تدخل إيران الصريح بحجة محاربة «داعش»، وهي التي كانت بالأمس ترفض الاشتراك مع التحالف الدولي، واليوم تدعم الميليشيات الشيعية في العراق جهارا نهارا وجنرالات إيران يصولون ويجولون في العراق ويعدون الخطط العسكرية لا بغرض تخليص العراق من الدواعش ولكن لغرض في نفس يعقوب! والتهديد الآخر مصدره الحوثيون في صنعاء الذين يتلقون الدعم من إيران، والذين أصبحوا يحشدون قواتهم استعدادا لحرب عدن التي سوف تحسم الموقف إما للأحزاب اليمنية أو للحوثيين. إن الدور الإيراني في اليمن لم يعد منحصرا في الغرف المغلقة ومقتصرا على أجهزة الاستخبارات، بل تجسد بشكل علني عبر دعم الحوثيين وجعلهم مرآتهم الوحيدة داخل المشهد اليمني، وهو ما يبين جنوح طهران نحو تأجيج الصراع وجره إلى منحى طائفي ديني، قوامه نشر التشيع ودعم الجماعات الشيعية…
الثلاثاء ٠٣ فبراير ٢٠١٥
يكاد يكون من المستحيل أن يتوقف أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله عن تصريحاته النارية التي تؤجج الطائفية والفتنة الشيطانية في البحرين بين فترة وأخرى وذلك لعدة أسباب؛ أولها أسباب شخصية، فالسيد حسن نصر الله يعتبر نفسه أنه القائد الملهم الذي يدافع عمن يعتبرهم المظلومين في العالم وشخصية مرضية من هذا النوع تعاني من البارانويا (جنون العظمة) لا تجد نفسها إلا في مثل هذه المواقف المشاكسة وهي التي أدخلت لبنان في عمليات اغتيال وعنف ومنها اغتيال الشهيد رفيق الحريري وقيادات من تيار المستقبل في لبنان حيث ثبت تورط عناصر «حزب الله» في هذه الاغتيالات، وكذلك أدخل لبنان في أزمة سياسية لم تنته بعد، وثانيا أسباب خارجية فالسيد حسن نصر الله صرح أكثر من مرة أنه يمثل إيران في المنطقة فهو يرأس أكبر حزب تحت تصرف الحرس الثوري الإيراني وينفذ مخططات إيران في المنطقة. إن ما يقوم به حسن نصر الله هو أكثر من دعم سياسي للطائفيين ومثيري أعمال الشغب والعنف في البحرين، إنه يقوم بالتحريض وإثارة الفتنة بين الطائفتين السنية والشيعية في البحرين والتحريض لا يقل خطرا عن التدخل العسكري. إنه يشق المجتمع وينشر التفرقة فيه، ومنذ أن بدأت الأزمة في البحرين وحسن نصر الله مستمر في مثل هذه التصريحات ولكن هذا التصريح الأخير هو أشدها لأنه يعكس…
الثلاثاء ٠٦ يناير ٢٠١٥
لست من الذين يقرأون الفنجان، ولا من المؤمنين بهم، ولكن أرى أن عام 2015 سوف يكون عام إنجازات للأمة العربية؛ قد لا نحقق كل، شيء ولكن سوف نحقق بعضا منها. هذه الأفكار راودتني وأنا أتلمس موضوعا لكتابته، ليس من نسج الخيال، ولكن من ضوء قراءتي للواقع العربي، رغم أن الوضع لن يتغير فجأة، فسوف يستمر في عام 2015 بعض من التحدي وصراع البقاء للأمة العربية الإسلامية نكون فيه أو لا نكون، وذلك بسبب أنها لا تزال تهددها المخاطر المحدقة بها، سواء كان مصدرها نابعا من الداخل أو من بيئتها الإقليمية والعالمية، ولكن الذي يثلج الصدر أن قوى المقاومة والتغيير قد واصلت فعلها الإيجابي، كما تمثل ذلك في استمرار صمود المقاومة الفلسطينية، ومثابرة المقاومة العراقية على إنهاك المحتل واستنزافه، واستمرار الشعب السوري في نضاله، والصعود النسبي لبعض قوى التغيير وحركة الجماهير في عدد من الأقطار العربية، الأمر الذي يمكن النظر إليه باعتباره إشارة واعدة بمستقبل عربي أفضل. الأمة العربية لديها من عوامل القوة والصمود ما لا تملكه أي أمة في العالم، وما وُجدت هذه الأمة إلا لتبقى. لا تحسبوا أمة العرب هي أمة النفط والثروات، ولكنها أمة المبادئ والقيم الروحية والدينية، أمة ظهر فيها أطهر إنسان مشي على وجه الأرض، وهو الرسول العربي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومن رحم هذه…
الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤
شهدت الساحة العربية كثيرا من الدروس المستفادة، خاصة بعد ما سمي بـ«الربيع العربي». لقد كانت كثير من الحقائق مطمورة تحت الأرض وجاء «الربيع العربي» ليعطينا بعض الدروس والعبر المستفادة من الشوارع المستباحة، ولعل أهم هذه الدروس هو كشف حقيقة الإخوان وأساليبهم ونياتهم تجاه مجتمعاتهم وأسباب سقوط المشروع الإخواني السياسي، وهذا ما تمثل في فشلهم في الانتخابات التي تمت في كثير من الدول العربية سواء في الانتخابات النيابية كما حدث في البحرين، أو الوزارية أو حتى الرئاسية، كما حدث في تونس؛ ففي غمرة التطورات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة العربية كان لافتاً خلال عام 2014 تراجع تيار الإسلام السياسي متمثلا بشكل أساسي بجماعة الإخوان في مصر ثم تونس والبحرين وليبيا. وسقوط الإخوان لم يكن سقوطا سياسيا فحسب، إنما كان سقوطا فكريا، وحري بالإخوان أن يراجعوا مشروعهم السياسي أفضل من أن يظلوا يدورن في الدائرة المفرغة التي أنهكت دولهم وأنهكتهم، فهم الآن بحاجة إلى 6 عقود على الأقل من الزمان لكي يستعيدوا قوتهم. مشكلة الإخوان الرئيسية أنهم انفصلوا عن المجتمعات التي يعيشون فيها فكريا واجتماعيا ودخلوا في حالة عداء مع مجتمعاتهم، لقد كانوا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم هم النموذج الذي يجب أن يحتذى به، ولم يعترفوا بالآخر. النرجسية التي اتصفت بها شخصيتهم هي التي جعلتهم دائما في صدام مع المجتمع وفي أحيان…
الثلاثاء ٠٩ ديسمبر ٢٠١٤
المخاض العسير الذي مرت وتمر به الدول العربية منذ ما سمي بـ«الربيع العربي» إلى الآن ينبئ عن بوادر ولادة محور عربي جديد، فلا استقرار ولا تنمية للدول العربية ولا مسايرة مع تقدم وتطور الأمم الأخرى في العالم ونحن في حالة تشتت للموقف، ودون توحيد للموقف العربي المعتدل لن يحقق العرب أهدافهم، وأثبتت الأزمات والأحداث التي مرت بها الدول العربية ولا تزال أن العرب متى ما اشتدت بهم الأزمات التي تحيط بهم وتأزم الموقف فإن حالة من الانفراج السياسي تبدأ تأخذ طريقها متمثلة في توحيد الصف والكلمة، وما حدث من انفراج في الموقف بين بعض دول الخليج في علاقاتها مع قطر لهو أكبر دليل على ذلك، ومن جانب آخر أن ما يفرض قيام هذا المحور هو أنه تأكد بالدليل القاطع أنه لا ثقة للعرب في أي طرف أجنبي يدعي مساندة قضاياهم سواء كان دوليا أو إقليميا، فلا تنتظر الدول العربية ذلك لا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولا من أميركا والدول الكبرى التي لا تبني مواقفها إلا على ما يخدم مصالحها الخاصة وأكبر دليل على ذلك موقفها من قضية الشعب السوري الذي لا يزال يذبح ويشرد والعالم يتفرج! إن غياب الدور العربي هو أهم أسباب ضعف العرب وتخلفهم وعجزهم عن مواجهة مشكلاتهم وتكالب دول محور الشر عليهم وأولاها إيران التي لا…
الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠١٤
الشعوب بطبيعتها وبفطرتها تتوق إلى التوافق والمحبة والسلام، ولكن هناك أحيانا من يريد أن يجرها إلى الصراعات بمختلف أشكالها العنصرية والطائفية والمذهبية. السعودية منذ أن أنشأها الملك عبد العزيز بن سعود - رحمه الله - وهي بلاد التآخي والتعاضد، وتتمتع جميع الطوائف فيها بالمساواة والعدالة الاجتماعية، فالذي وحد الجزيرة العربية المترامية الأطراف أسسها على هذه الثوابت والمبادئ والقيم الإنسانية؛ قيم الإسلام السمحة، وهي فوق ذلك بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، ومصدر الأمن فيها دعوة سيدنا إبراهيم؛ إذ قال تعالى: «وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا وأجنبني وبني أن نعبد الأصنام». بيد أن بعض الجماعات نشأت على الكراهية والحقد فيما بينها وبين الجماعات الأخرى، وهي موجودة في كل المجتمعات البشرية. بالنسبة للسعودية فهي لم تعرف الإرهاب إلا في السنوات الأخيرة بظهور «القاعدة» وغيرها من الجماعات الدينية المتطرفة، وكان هناك مصدر خارجي للإرهاب في السعودية، وخاصة في موسم الحج عندما عملت بعض الدول على تسييس الحج؛ ولذا فالإرهاب ليس شيئا متأصلا في السعودية، ولكنه مستورد وكل مستورد مآله إلى الزوال. الأحداث الطائفية الإرهابية التي حدثت في الأحساء مؤخرا ليست من طبيعة أهلها، ولكن من أفراد عائدين من بعض الدول التي تحتضن الإرهاب، وبالمقابل، ومما يؤسف له، أن الخطاب الديني، ليس في السعودية فقط، ولكن في معظم الدول الإسلامية، تميز بالتحريض…
الثلاثاء ٠٧ أكتوبر ٢٠١٤
السؤال الحري بنا أن نسأله هو من أطلق هذا المارد الداعشي من عقاله؟ كيف نشأ وتكون؟ أيعقل أن يمتد نفوذ جماعة إرهابية من سوريا إلى العراق في ليلة وضحاها؟ يجب ألا ننجر كعرب ومسلمين وراء ما تبثه وسائل الإعلام الغربية! إنما كان يجب التريث والتقصي عن حقيقة هذه الجماعة. ما كانت «داعش» لتتوسع وتنمو لولا البيئة الحاضنة للإرهاب التي أوجدها النظام السوري على مرأى ومسمع وصمت العالم الغربي وأميركا والعالم أجمع عن مجازر ارتكبت، وقتل للأطفال والنساء بالغازات السامة التي قتل بها النظام السوري الأبرياء ألا يسمى ذلك إرهابا! ولولا اللعبة الشيطانية التي لعبها النظام السوري بتسهيل دخول الإرهابيين من كل مكان في العالم إلى سوريا، ودخول الجماعات المسلحة من كل صوب وحدب لتتقاتل فيما بينها لغرض في نفس يعقوب، مما أدى إلى ظهور «داعش» وأخواتها في سوريا، ولذا فالنظام السوري هو يتحمل قدرا من المسؤولية في ظهور هذه الجماعات المارقة، إذن ما الجديد في الأمر الذي جعل أميركا والناتو يهرولان لتكوين تحالف دولي لمكافحة «داعش»؟ هل اختزل الإرهاب في «داعش» فقط؟ أم أن الساحة مليئة بالداعشيين المطلوب محاربتهم كـ«حزب الله» وإيران اللذين تدخلا في سوريا وقاما بأعمال الإرهاب في سوريا والعراق واليمن والبحرين، وهذا ما تم تثبيته عند اللجنة الدولية لحقوق الإنسان التي أكدت أن ما يجري في سوريا…
الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤
يأتي موسم حج هذا العام لكي تكون له خصوصية عند المسلمين في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب التي نشرت الرعب والخوف في العالم، وفي العالم الإسلامي على وجه الخصوص، أي سمعة تلك التي ألصقتها الجماعات الإرهابية المتأسلمة بالإسلام والمسلمين، التي أعطت للغرب صورة سلبية عن الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو للسلام والأمن والمحبة، فها هم إرهابيو جماعة «داعش» الذين وضعوا العالم على فوهة بركان يرفعون الرايات السوداء بيد ويمسكون برؤوس الأبرياء باليد الأخرى. ويشاء الله أن يأتي حج هذا العام متزامنا مع تصاعد أعمال الإرهاب وحرب التحالف الدولي عليه، ليكون لهم الحج بلسما وليخفف عنهم ما هم فيه. يا لها من مفارقات بين فلسفتي الحج والإرهاب. إن ركن الحج فريضة الله على المسلمين لكي يحقق لهم غاية هذا الدين وهي التوحيد، وهو إدخال الأمة المسلمة في تجربة التوحيد والوحدة، أي بصورة فعلية وليس من خلال مجرد الدعوة والحثّ على ذلك، فمن خلال مناسك الحج عندما يرتدي الحجاج لباسا واحدا وهو لباس الإحرام ويطوفون حول الكعبة المشرفة، ويقفون على جبل عرفات ويرمون الجمرات في زمان ومكان محددين، فإن كل هذه المناسك تعطي دلالات الوحدة والتماسك، وهو ما لا مجال فيه للشعارات الحزبية أو التجمعات الطائفية أو الاستقطابات السياسية، بل فيه براءة من كل مبدأ يخالف نهج الكتاب والسنة، لا فرق بينهم في…
الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠١٤
تشهد دول الخليج العربي حراكا سياسيا نشطا على أعلى المستويات لمواجهة أي أعمال إرهابية محتملة، وحتى لا تتكرر فترة الرعب الذي مارسته «القاعدة» والخلايا النائمة لـ«حزب الله» ولا تزال، حيث تعرضت هذه الدول لأعمال إرهابية، ومن هنا كان على دول الخليج العربي أن تأخذ استعداداتها لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية التي هي غريبة على دول الخليج العربي. ولذا أدى هذا الحراك السياسي إلى وجود حالة من «فوبيا الإرهاب» بين شعوب هذه الدول كبقية دول العالم، وهذا أمر طبيعي، وخاصة بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة التي تمثلت بتوسع نفوذ (داعش) في العراق والذي أصبح خطرا يهدد العالم أجمع. إن ظاهرة الإرهاب الممنهج أصبحت تمثل خطرا ضاغطا على دول الخليج العربي، مما أدى بها إلى تكثيف جهودها لمواجهة هذا الخطر، ومن هنا جاء انعقاد مؤتمر جدة الذي شارك فيه وزراء خارجية 11 دولة من مختلف قارات العالم لبحث التصدي للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وأوصى اجتماع جدة بالإسراع لإنشاء مركز مكافحة الإرهاب الذي كانت السعودية قد اقترحت تأسيسه عام 2005، ودعمته بنحو 100 مليون دولار في أغسطس (آب) الماضي. ومشاركة عدة دول في هذا المؤتمر ليعبر عن حجم هذا الخطر الذي بات يهدد المنطقة. وانعقاد المؤتمر في جدة له عدة معان أهمها أنه يعبر عن العزيمة والإصرار الذي يتحلى به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله…
الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠١٤
أصبح الإرهاب ظاهرة عالمية ذات جذور تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية، ومعالجة ظاهرة الإرهاب في العالم واجتثاثها من جذورها يفرض ألا يتم التعامل مع هذه الآفة من الناحية الأمنية فقط، فلقد ثبت أن استخدام القوة وحدها لا يكفي وذلك لأن العنف لا يولد إلا العنف، ولذا إذا ما أرادت دول العالم وخاصة الدول الكبرى والأمم المتحدة القضاء على هذه الظاهرة عليها معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الموجودة في دول العالم وخاصة في آسيا وأفريقيا، حيث الدول الفقيرة التي تعاني من الفقر والبطالة والأمراض. ومن الناحية السياسية ورغم تقدم القوانين الدولية التي تفصل في المنازعات والحروب الإقليمية والجرائم الدولية التي ترتكب بحق الشعوب، فإن الدول الكبرى الممثلة في مجلس الأمن لا تزال تتعامل مع الصراعات والحروب والمنازعات في العالم بسياسة الكيل بمكيالين، فهناك دول لا تحاسب على انتهاكاتها لحقوق الإنسان مثل إسرائيل والنظام السوري اللذين ارتكبا المذابح والمجازر والاعتقالات بحق الشعبين الفلسطيني والسوري وما أن يصل موضوع محاسبتهما إلى مجلس الأمن إلا وتستخدم أميركا حق الفيتو في أي إدانة لإسرائيل وآخرها المذابح التي شهدها قطاع غزة حيث لم تحرك أميركا ساكنا بحق هذه الأعمال، وكذلك عندما ارتكب النظام السوري الذي يذبح أطفاله ونساءه ويشرد شعبه، إلا أن مجلس الأمن لم يتخذ أي خطوة نحو هذا النظام الدموي رغم مرور أربع سنوات على الأعمال…