الأربعاء ٠٩ سبتمبر ٢٠١٥
سيبقى يوم الأحد، الموافق 29 أغسطس 2015 (14 ذو القعدة) واحدا من أهم المحطات في تاريخ المملكة؛ ففيه ترشحت المرأة السعودية -للمرة الأولى- لتمثيل أهلها من الرجال والنساء في المجالس البلدية، بادئة بذلك فصلا جديدا في مسيرة عطائها الوطني، وبه أيضا أثبتت الدولة التزامها بالعهد الذي قطعته قبل أربع سنوات، بأن تكون هذه الانتخابات خطوة أخرى جسورة وفارقة باتجاه تمكين فئات المجتمع كافة من المشاركة في إدارة الشأن العام. ومع أن هذه الخطوة تبدو -في تقدير البعض على الأقل- متأخرة نسبيا قياسا للتطور الذي بلغته المملكة في مختلف المجالات، فإنها تعكس طبيعة الرؤية الاستراتيجية التي تتعامل بها القيادة السعودية مع القضايا الكبرى، وهي رؤية تتسم بثلاث خصائص أساسية هي: الهدوء، والشمول، وبعد النظر. أما الأولى فشكلت باستمرار حائط حماية للدولة والمجتمع في مواجهة المطالب التي تظهر بين حين وآخر، بتغييرات فورية دون أن تأخذ في اعتبارها مخاطر ذلك على أمن الوطن ووحدته، بينما مثلت الثانية ضمانة بأن يكون الإصلاح فعلا متصلا وشاملا ومقبولا وذا ثمار ناضجة، يستفيد منها جميع المواطنين، لا مجرد ردود فعل متسرعة على مطالب موسمية طارئة.وبالمثل كان لبعد النظر الذي يميز هذه الرؤية فوائده الكبيرة، خصوصا في مجال تفادي الاستقطابات الخطرة، والشاهد على ذلك أن مشاركة المرأة كانت قبل سنوات محل رفض واسع من قبل شرائح مجتمعية وثقافية…
الجمعة ١٤ أغسطس ٢٠١٥
حسنا فعل وزير الخارجية عادل الجبير حين أكد من موسكو وفي حضور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، تمسك المملكة برحيل بشار الأسد من المشهد السوري كخطوة لا بد منها كي يتمكن الأشقاء السوريون من إعادة بناء بلدهم، على أسس الحرية والكرامة والاستقلال. لم يترك الجبير فرصة للتخمين أو الاستنتاج، إذ قال بوضوح ألا مكان للأسد في مستقبل سورية، مشددا على أن موقف المملكة لم يتغير رغم مرور أربع سنوات على اندلاع الثورة الشعبية ضد النظام البعثي الذي احتمى في مواجهة شعبه بانتمائه الطائفي، ثم بتقاطعه المصلحي مع بعض القوى الإقليمية الساعية إلى فرض نفوذها في المنطقة، بصرف النظر عن الأرواح التي تهدرها في سبيل ذلك. لقد أنهت تصريحات الجبير حالة التشويش التي سادت السياسة الإقليمية خلال الفترة الماضية جراء التطور الذي لحق بالملف النووي الإيراني وكان من تداعياته التقارب المتنامي بين طهران وواشنطن. كما أنها قطعت الطريق على مزاعم أطلقها منتفعون ببقاء الأسد عن وجود تغيير في السياسة السعودية، والأهم أنه رد على الذين توهموا بوجود مقايضة بين التقدم السعودي على الجبهة اليمنية وتحريك ملف التسوية السلمية في سورية. من جهة ثانية، أظهرت تصريحات الجبير التي تضمنت تمييزاً ناضجاً بين بشار ورجاله من جهة ومؤسسات الدولة السورية من الجهة الثانية، أن السعودية تتحسب من الحلول غير العقلانية وتعمل على التصدي…
الجمعة ٠٣ يوليو ٢٠١٥
ما الذي دفع شابا في مقتبل العمر إلى ترك أهله ووطنه وحياته الرغيدة والسفر إلى دولة مجاورة لتفجير نفسه في مصلين صائمين لا يعرفهم فيقتل ويصيب العشرات؟ السؤال كان الأهم بين أسئلة عدة فجرتها جريمة الانتحاري السعودي فهد القباع مفجر مسجد الصادق في الكويت يوم الجمعة الماضي، ولعل كثيرا من الأطروحات والتحليلات والتفسيرات التي قدمها كتاب ومحللون سعوديون قد طرحت أجوبة ناجعة عن هذا التساؤل وغيره. غير أن بعضهم، في سياق تحليله وتفسيره للحادثة الإرهابية المشار إليها تحدث بمسحة يختلط فيها جلد الذات بالتشاؤم، عما يمكن تسميته "طابور الانتحاريين السعوديين" محملا المجتمع مسؤولية تزايد عدد الانتحاريين والمتطرفين السعوديين، وتحديدا ممن هم دون سن الثلاثين، والحقيقة أن هذه الرؤية ليست منصفة ولا تحمل توصيفا دقيقا لواقع المجتمع الذي نعيش فيه. وتقديري أن مجتمعنا على الرغم من خصوصته وتمايزه عن مجتمعات أخرى من حولنا إلا أنه –بالقطع- ليس مسؤولا عن تطرف بعض أبنائه، فقد وفر لهم الرعاية والاحتضان والإمكانات تماما كغيرهم من الأسوياء، صحيح أن المتطرفين السعوديين هم طبقة مميزة في التنظيمات الإرهابية، لا سيما "داعش" إلا أن هناك جنسيات عربية وأجنبية أخرى من بينها جنسيات لدول أوروبية، حيث المدنية والحداثة والتنوير والمجتمعات المفتوحة! وبالطبع، فإن ما سبق ليس دعوة إلى عدم وضع الأصابع على الجرح وتحديد العلاج، فقد كتبت في هذه…
الأحد ٣٠ نوفمبر ٢٠١٤
لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة تلك التي يخرج علينا مسؤول أو شخصية رياضية شهيرة، أو محلل محسوب على الإعلام الرياضي بتصريح أو تغريدة أو إشارة تؤكد أن أزمتنا الحقيقية في نخبتنا الرياضية بالدرجة الأولى، وليست في الجمهور وحده، الذي يهوى البعض تحميله مسؤولية كل الموبقات. سأكون واضحاً وأقولها بلا مبالغة أو مواربة: إن نخبتنا الرياضية - إلا قليلا - متحيزة بتعصب، مندفعة بغير مسؤولية، ومهتمة بحساباتها الضيقة على حساب المصلحة العامة. ولم يكن غريباً وهذه هي الحال التي تعاني منها رياضتنا أن يخرج الدكتور حافظ المدلج، عضو اللجنة التنفيذية ورئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي، ليحمل الجمهور مسؤولية هزيمة المنتخب السعودي أمام نظيره القطري وخسارته كأس الخليج، والسبب أن الجمهور شكل طاقة سلبية بصمته عن التشجيع! الجمهور هو المسؤول!.. جملة قيلت من المدلج ومن أكثر من كاتب وإعلامي رياضي، ففي البداية الجمهور مسؤول لأنه لم يحضر، وفي النهاية الجمهور مسؤول لأنه حضر صامتاً، ولم يهتم أحد - كثيراً - بالبحث عن أسباب عدم حضور الجمهور في البداية، وحضوره في النهاية صامتاً. لماذا تطلبون "الفزعة" من الجمهور ثم تنقلبون عليه بسرعة وتحملونه ثمن الإخفاق والفشل وتهاون مدرب وانهزامية لاعبين؟ قبل أن نلوم الجمهور علينا أن نسأل أنفسنا.. ماذا قدمت النخبة غير التغريدات المثيرة والتصريحات النارية و"الهوشات" العنترية التي لن تقدم…
الأحد ٢١ سبتمبر ٢٠١٤
كلما اطلعت عن قرب على آليات العمل في معظم القطاعات الحكومية، وكلما اقتربت أكثر من المكاتب وتغلغلت في التفاصيل، ستتلاشى الكثير من علامات الاستفهام والتعجب التي عادة ما تبرز مع أي عمل بدت مخرجاته غير متناسبة البتة مع حجم اعتماداته المالية أو مع ما هو مثيل له عند غيرنا، وليس بالضرورة أن يكون هذا الغير خارج الحدود، فيمكن المقارنة مع القطاع الخاص عندنا، وحتما هذا العمل قد يكون مشروعا، وقد يكون تنظيما، وقد يكون مبادرة، وقد يكون إشرافا، وقد يكون رقابة، وقد يكون سلوكا، فالهوة كبيرة بين ما نراه عند غيرنا، وبين ما نراه عندنا، ولهذا بات أي عمل يأتي على خلاف ما هو مألوف وعلى خلاف ما هو متوقع من الرداءة والتعاسة يناله المدح والثناء، ويلقى اهتماما كبيرا كون ما هو مفترض أن يكون عليه الحال من الجمال والجودة والتمام بات نادرا، بينما الصحيح أن تكون المعادلة بالعكس بحيث يبقى العمل غير المتسم بالجودة والجمال هو الشاذ، وهو ما لا يعتد به ولا يقاس عليه. أقول من واقع تعاملي وقربي من العمل في عديد من القطاعات الحكومية، ومن خلال حديث ونقاش ما ينتهي بيني وبين من يعملون في هذه القطاعات، منهم من هو برتبة وزير، ومنهم من هو برتبة سكرتير، بدت العلة فيما أشكو وفيما تحوم حوله علامات الاستفهام…
الجمعة ٠١ أغسطس ٢٠١٤
"تعطل سير العفش في مطار الملك خالد ربما يؤدي إلى تكليف شركة أرامكو بتشغيل سيور المطارات"، هذه العبارة متداولة في الأيام الماضية على (تويتر) وحتما كاتبها يطرح سؤالا مهما يكرره معظم أبناء الوطن مفاده (ألا يمكن لقطاعات الدولة الكثيرة القيام بواجباتها والالتزام بمعايير الجودة والتشغيل والصيانة والرقابة والمتابعة مثلما تعمل أرامكو؟ أليس من يرأس ويعمل ويتابع وينتج في أرامكو هم من أبناء هذا الوطن؟ إذن لماذا هناك فارق كبير في مستوى العمل والإنتاج والمتابعة؟). لعل مواطنين كثرا يدركون أنه منذ أن بدأت الدولة في تكليف شركة أرامكو بتنفيذ مشاريع نوعية ظهرت المقارنات بين ما تقوم به أرامكو وما تقوم به الجهات الحكومية كالوزارات والأمانات والمؤسسات، وأظهرت المقارنة فارقا كبيرا بين المشاريع التي تنفذها أرامكو وما تنفذه جهات حكومية من حيث الجودة والزمن الذي يستغرقه المشروع والكلفة المالية للمشروع، حتى بات المواطنون يتمنون أن تقوم الدولة بتكليف أرامكو بتنفيذ كل المشاريع المهمة، وبالطبع هذا أمر مستبعد، فضلا عن أنه لو افترضنا أن قرارا صدر بذلك فلن تستطيع أرامكو القيام به. هذا الطرح الذي بات مكررا وهذه المطالب التي باتت حاضرة بقوة مع كل مشروع متعثر ومع كل أمنية ورغبة في تنفيذ عمل خلاق وجميل ومفيد ينبغي ألا ننظر لها من باب التهكم والسخرية فقط مثلما أورد أحد المغردين حينما قال إن…
الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤
أعرف سعوديين شبابا لا يمكن لهم أن يخرجوا عند باب منزلهم بثوب النوم حتى لو كان طارق الباب صديقا حميما أو قريبا أو حتى سائق الجيران، وحتى لو كان ظهورهم لن يستغرق وقتا أكثر من استلام مفتاح سيارة مثلا، إذ يظن هؤلاء أنه ليس من الذوق مقابلة الناس، بمثل هكذا مظهر، ولعل كثيرين وأنا واحد منهم نتذكر أنه منذ سنين طويلة ناقش الإعلام وناقش كثيرون منا ظاهرة ذهاب البعض إلى المساجد بثوب النوم والتي استشرت حتى بات بعض العرب المقيمين يقلدون السعوديين فيها، ورغم قدم هذه الظاهرة ورغم التنبيه إليها مبكرا والتذكير بقول الله سبحانه وتعالى "خذوا زينتكم عند كل مسجد.." إلا أن شيئا من التغيير تجاه هذه الظاهرة لم يحدث، وظل الوضع كما هو، حتى بتنا في السنوات الأخيرة نشاهد هؤلاء المغرمين بثياب النوم ينقلون عادتهم هذه إلى الخارج، فتراهم بثياب النوم في المجمعات التجارية، وفي الشوارع وفي أماكن التبضع بشكل عام دون أي خجل منهم، ودون مبالاة بنظرات الناس غير المتقبلة لمظهرهم هذا خاصة من أبناء جلدتهم الذين يظنون أن هؤلاء يسيئون إليهم. في الصين شاهدت سعوديا يسير في شارع مزدحم بالمحلات التجارية بثوب النوم وينتعل خفا أبيض مما تضعه الفنادق في غرف النوم لاستخدامه داخل الغرفة أو في دورة المياه، وأذكر أنني طاردت ذلك الرجل حتى أتمكن…
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤
تتوالى الأخبار المثيرة من العراق، حيث "داعش" تجول بين المدن العراقية بعد أن سيطرت بالكامل على ثاني أكبر المدن العراقية، ولعل أكثر ما توقفت عنده من أخبار وردود فعل لما آل إليه الوضع في الموصل، طلب رئيس الوزراء العراقي المالكي من الولايات المتحدة الأميركية توجيه ضربات جوية للإرهابيين في العراق، وهو حتما يقصد "داعش" في الموصل، أثارني هذا التصريح، كون رئيس دولة بمثل العراق يطلب من دولة أخرى القيام بما يفترض أن يقوم به تجاه تنظيم أو جماعة، وهو من ادعى طوال السنوات الماضية أنه يمسك بزمام الأمور السياسية والأمنية في بلاده، وها هو يقر بأنه غير قادر على حماية مدن بلاده. تذكرت هنا تعليقات ضاحي خلفان، نائب قائد شرطة دبي، الذي علق على ما حدث بقوله: إن المالكي غير قادر على إدارة مدرسة فكيف يمكن له إدارة بلد بحجم العراق؟. هذا العبث الذي ما انفك عن العراق منذ الغزو الأميركي، وما ترتب عليه من تداعيات دامية لم تنته حتى اللحظة، وبالمثل ما يحصل في سورية وليبيا واليمن، شاهدٌ على أن الفوضى لا تنتج إلا فوضا وظلاما وموتا وخوفا. هذا المشهد المؤلم المكرر في أكثر من بقعة وفي أكثر من وطن، بكل ما نتج عنه من تخلف سياسي وانهيار اقتصادي وتدهور إنساني ودمار لكل البنى التحتية، إلا أن بعضا منا…
الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣
ما الجديد عندما تقول هيئة مكافحة الفساد إنها كلفت ممثلاً عنها لرصد ومتابعة ظاهرة الازدحام المروري على جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين، خصوصاً في أوقات الذروة، وخلال مواسم الإجازات؟ وما الجديد عندما تقول إنه تبين لها عدم توفير الأطقم البشرية اللازمة لتشغيل كل "كبائن" الجوازات، إذ كل كبينة من تلك الكبائن تعمل على الجانبين بشخص واحد بينما هي مخصصة لموظفين، إضافة إلى عدم انتظام تواجد الموظفين في الكبائن خلال أوقات العمل، ونقص الكوادر العاملة بإدارة الجوازات في الجسر التي تقوم بإنهاء إجراءات بعض المسافرين عندما يتطلب الأمر ذلك، الأمر الذي أدى إلى حدوث ازدحام للمسافرين، بسبب تأخر إجراءات سفرهم. وما الجديد عندما تقول الهيئة إنه اتضح لها قلة وجود سيارات المرور الميدانية والسرية التابعة لإدارة مرور المنطقة الشرقية لتنظيم دخول الشاحنات في الأوقات المحددة لها نظاماً على الطريق السريع لمحافظة الخبر باتجاه جسر الملك فهد، وقلة دوريات مرور جسر الملك فهد، التي تختص بتنظيم حركة السيارات على الجسر في المسارات المحددة لإنهاء إجراءات السفر؟ هذا الكلام وهذا الاكتشاف التي أعلنته الهيئة ـ قبل يومين عبر وسائل الإعلام ـ أمر معلوم منذ أكثر من عشر سنوات، ويحدث يوميا ويشكو الناس منه يوميا ولا يكاد يمر يوم دون أن يتم تناول هذا الموضوع إما في الصحف التقليدية والإلكترونية أو في…
الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣
من خلال عملي في حقل الإعلام والعلاقات العامة لاحظت أن عددا ليس بقليل من المسؤولين التنفيذيين، تؤرقهم كثيرا ردود فعل الرأي العام السلبية والغاضبة والمشككة أحيانا تجاه قرارات أو مشاريع أو خطوات لها علاقة بعملهم، ويؤكدون بالوثائق والمعلومات أن ما يتداول بين الناس غير صحيح وأن ما كتب في الإعلام أيضا غير صحيح. هؤلاء المنزعجون من غضب الناس اعتادوا على طرح مثل هذه المشاكل بحثا عن حل لها ولإيقاف تداعياتها، لكنني لم أسمع قط من أحد منهم حرصه على معرفة الأسباب قبل سماع ما يمكن أن يتم اقتراحه لتصحيح الصورة عند الرأي العام. أقول من واقع معاش ومن حالات وقفت عليها وتعاملت معها: إن كل المشاكل تكمن في حجب المعلومات عن الناس وعدم التواصل معهم، إما بجهل وقلة وعي بأهمية الاتصال وبأهمية الإعلام أو لتحفظات وحذر لا قيمة له في يومنا هذا. أصحاب القرار في القطاع الحكومي والخاص ومعهم المتحدثون الرسميون ومديرو العلاقات العامة والإعلام، دائما ما تأتي خطواتهم للتواصل مع الجمهور متأخرة وكردة فعل لحدث قد وقع، وهنا تكمن المشكلة، فهم لا يبادرون بتوفير المعلومة وإيصالها للناس قبل السؤال والبحث عنها، ولهذا عندما تغيب المعلومات يبحث الناس، ومنهم الإعلاميون، عنها، وحتما لن تأتي المعلومات دقيقة وشاملة عندما يتم جلبها من غير مصادرها، وبالتالي عند نشرها يغضب صاحب القرار كون…
الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠١٣
بدا لي أن مساحة الفرح والمتعة باليوم الوطني في هذا العام، كانت أكثر حضورا مما كان عليه الحال في السنوات الماضية، وإلى حد كبير تبددت حالة القلق والتأزم والفوضى التي عادة ما كانت تصاحب مثل هكذا مناسبة. ما يؤكد الفارق بين ما مضى وما كان عليه الحال في هذا العام، ظهر جليا في أمنيات ودعوات انطلقت من شتى المدن ترجو أن يتوالى ويتكرر هذا المشهد الإيجابي في قادم السنوات وأن تطغى مشاهد الفرح وصور السعادة ، ويبرز الوعي بأهمية مثل هذه المناسبات الوطنية، وكيفية الابتهاج بها على أي مشاهد أخرى. البعض رأى أن حالة الرضا الخاصة باليوم الوطني، ما كان لها أن تكون لو لم يكن هناك حضور مكثف لرجال الأمن في كل مكان، وفي ظني أن هذا لا يعد مأخذا، لأنني على يقين أن الوعي وحده لا يمكن أن يكون كافيا لتحقيق أي مبتغى، أو أي هدف، نظرا لوجود أناس كثر في كل المجتمعات لا يرتدعون إلا بالحزم وبتطبيق القوانين وتنفيذ العقوبات، ولهذا لا حرج في وجود رجال الأمن في مثل هذه المناسبات، ولا حرج في إصدار تحذيرات مسبقة بفرض عقوبات قاسية على المشاغبين والفوضويين وحجز مركباتهم، فقد بات جليا فوائد مثل هذه التحذيرات والتي واكبها تواجد أمني مكثف ليؤكد جدية التحذيرات والقدرة على تطبيقها. ولعل المشهد المفرح المغاير…
الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣
من منا قادر على أن يحصي عدد المؤتمرات والندوات والاجتماعات وورش العمل، التي أوصت في نهاية أعمالها بتضمين عشرات المسائل في مناهج التعليم، إما للقضاء على ظواهر سلبية متفشية في المجتمع، أو للتثقيف والتوعية والتعريف بمسائل بات الجهل بها أو تجاهلها سببا في معاناة الدولة والشعب جراء تداعياتها، مثل المخدرات والجريمة والعنف الأسرى والانتحار وقتلى حوادث السير والغش والاحتكار وغياب الإخلاص واستشراء الفساد وضياع الذمة. أنا على يقين أن الدولة لو أخذت بتلك التوصيات ووجهت وزارة التربية والتعليم بتضمينها في مناهج التعليم لفاقت الكتب المخصصة لها عدد كتب المناهج المعتمدة، ولما أتت هذه السياسة بما عولت عليه تلك التوصيات، بل أجزم أن النتائج ستكون عكسية، ولعل منهج "الوطنية" خير شاهد على ذلك فهو منهج غير مرحب به لدى الطلبة، ولم يحقق الأهداف التي كانت وراء فرضه، فالفجوة الكبيرة الموجودة في فكر ونفسيات جل الطلبة تجاه التعليم ذاته وتجاه المدرسة كافية لاتخاذ الطلبة موقفا سلبيا من مناهج التعليم كلها، وبالتالي لن تكون للمناهج الإضافية مساحة قبول. وكل السلوكيات والممارسات الخاطئة والظواهر الخطيرة التي نشكو منها ومن فاعليها كان إجماع الناس في مجالسهم ونقاشاتهم، وكذا ما يتم تناوله عبر وسائل الإعلام، أنه لا حل لها إلا من خلال مناهج التعليم. ولن أحدثكم ولن أحصي لكم عدد المنشآت والمشاريع المباشرة وغير المباشرة التي…