الجمعة ١٠ مايو ٢٠١٣
كثيرة هي الأشياء التي في وجهها العام تبدو لنا جميلة وتلقى إعجابا وإشادة من الغير وتصبح حديث الناس ومكان مقارنة بين ما هو معمول به في هذه الدولة وما هو مفقود في تلك الدولة، وما هو ملموس عند هذا الشعب ومفقود عند ذلك الشعب، لكن ليس بالضرورة أن تكون تلك الأشياء التي هي مكان الإعجاب صادرة بمحض إرادة هذا الشعب أو ذاك أو أنها تدل على وجود قناعة، إنما هي نتاج قوانين وأنظمة تفرض فعل هذا وتمنع فعل نقيضه، وتعاقب المخالف إلى حد التجريم في بعض المسائل. بمعنى أن الكثير من الأشياء ما كان لها لتكون لولا تطبيق القانون، لأن في كل مجتمع أناس شواذ وغير أسوياء لا يعترفون بالمثل ولا بالرقابة الذاتية ولا بما ينبغي أن يفعل وما لا يفعل، وهذا ما نلمسه بعمق وقوة في تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف إذ إن الحث على فعل الخيرات والنهي عن فعل المنكرات مسألة حاضرة في القرآن والسنة، ولكن في أمور شتى محددة ومعينة لم يترك الدين لمسألة الوعي الذاتي القرار، خاصة عندما تكون النتائج والتداعيات لبعض السلوكيات الخاطئة مرتبطة بآخرين من فئات المجتمع، ولهذا سن الشارع عقوبات دنيوية تطبق بحق المخالفين فضلا عن العقوبات الأخروية في حال عدم الرجوع والتوبة. أقول ما سبق مؤملا من الدولة أن تلتفت إلى الكثير من…
الأحد ٠٥ مايو ٢٠١٣
لا توجد وسيلة ناجعة ومباشرة وصادقة ليتعرف فيها المسؤول على واقع القطاع الذي يرأسه أفضل من الزيارات الميدانية غير الرسمية وغير المعلن عنها وغير المرتبة والبعيدة عن وسائل الإعلام، وفي ظني الشخصي أن مثل هذه الزيارات سيكون لها مردود أكثر وسوف تتكشف للمسؤول كثير من المعلومات والحقائق لو قام بالزيارات في غير فترة العمل الرسمي أي بعد نهاية الدوام أو مثلا في يومي الخميس والجمعة. تعالوا نراجع أنفسنا ونذكر بعضنا بعضا كم مرة شاهدنا مسؤولا من مسؤولي الخدمات يتجول في الميدان ليرى بنفسه ما يستدعي حلا أو معالجة أو تطويرا أو مساءلة، وتعالوا نسأل كم مرة شاهدنا هذا المسؤول أو ذاك يلتقي الناس في الميدان ليعرف منهم عن قرب بعض ما يعانون وشيئا مما يشتكون وقليلا مما يطلبون؟ قلة هم أولئك الذين يسلكون هذا المنهج أما الأكثرية فالناس لا تشاهدهم إلا عبر صورهم في الصحف عند صدور قرارات تعيينهم ومن ثم عند صدور قرارات إعفائهم. قبل أسابيع عاتبت مسؤولا كبيرا في قطاع الخدمات كون جل وقته ضائعا في الاجتماعات وقراءة الأوراق والمعاملات بينما تذهب الأيام والناس ينتظرون منه إنتاجا وعملا وتغييرا واضحا في مجال إدارته لكنهم لم يشاهدوا شيئا من ذلك ولم يشاهدوه في الميدان، وها هو المسؤول نفسه غادر قبل أيام منصبه وجاء بديل عنه ولا يعلم الناس وأنا…
الجمعة ٠٣ مايو ٢٠١٣
أكتب هذه الأسطر وأنا أعلم أن أسرا كثيرة تتلقى الآن العزاء في وفاة غرقى لها في السيول التي صاحبت الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأيام الماضية على معظم مناطق المملكة. أكتب وكلي حسرة وألم على هؤلاء المفقودين وأترحم عليهم وأتعاطف مع أسرهم وأعلم أن كل الوطن يأسف على فقدان هذا العدد من أبنائه. أنا هنا لا أكتب لأحاسب المتوفين، أو لأعاتبهم أو لأزيد من وجع المفجوعين بهم، لكنني ولسنوات طويلة ألحظ أن موت الواحد منا سهل جدا، فضلا عن أن ذات مشهد الموت يتكرر في نفس المواقع وفي نفس الأحداث والمناسبات وبنفس الكيفية، وهذا ما يفترض أن يزعجنا ويدعونا للبحث عن آلية توقف هذا الموت الذي أراه سهلا وما كان يفترض أن يقع، دون أي اعتراض على قدر الله سبحانه وتعالى الذي أمرنا بالأخذ بالأسباب وعدم إلقاء النفس إلى التهلكة. ليست لدي تفاصيل دقيقة عن سبب الوفيات التي راحت ضحية هذه السيول لكن كل اللقطات المصورة المتداولة والأخبار المكتوبة، والتصريحات الرسمية المعلنة والتحذيرات المتكررة من الجهات الأمنية والإنقاذية تقول إن هناك نسبة كبيرة جدا من سكان المناطق المبتلاة بهذه السيول تتسابق على ملاحقة السيول والعراك معها تارة بتحديها وتارة بالفرجة من قرب عليها ومرات كثيرة بكسر كل التعليمات والتحذيرات إلى أن يقع الفأس في الرأس. أعود لأقول إنني لا أتحدث…
الأحد ٢٨ أبريل ٢٠١٣
في مجتمعنا يقول الناس على الملتحين (مطاوعة)، وأعلم أن هذا المسمى لا يقال في مجتمعنا سخرية ولا انتقاصا إلا في حالات شاذة لا يعول عليها لأن الناس بفضل الله تعالى لا تضيق بمن يتأسى بسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في مظهره وملبسه خاصة فيما حث عليه وحبب إلى فعله. لكن الناس في مجتمعنا هذا يختلفون فيما إذا كان كل (مطوع) على حق فيما يعتقد وفيما يفكر وفيما يقول ومن ثم فيما يعمل، وبالتالي فهناك من الملتحين من تم تسميتهم بأسماء كثيرة عطفا على سلوكهم فقيل عن بعضهم إرهابيون، وقيل متشددون ومتطرفون وقيل وسطيون ومعتدلون. وفي ظني أن بعض التسميات أو التصنيفات ليست بالضرورة دائما عادلة ذلك أن هناك عددا ليس بقليل من غير (المطاوعة) إذا اختلفوا مع (المطاوعة) المعتدلين ممن لا يمارسون الإرهاب ولا يكفرون ولا يعتدون يضيقون بهم ذرعا فيصنفونهم على أنهم من الإرهابيين، وفي أدنى الحالات يصنفونهم على أنهم متشددين كونهم ملتزمين بتعاليم دينهم وسنة نبيهم، ومن ذلك مثلا لو امتنع أحدهم عن سماع الأغاني أو رفض دخول مكان فيه نساء متبرجات سرعان ما يصنف على أنه متشدد أو متطرف وهذا في ظني حكم متشدد وظالم. وفي المقابل يرى بعض (المطاوعة) أن غير الملتحين كلهم على ضلال ولا يمكن الثقة بآرائهم وأقوالهم وحتى أفعالهم، والخطأ هنا يكمن في…
الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠١٣
حينما أبدع الكثير من شبابنا في بعض المجالات، وتمكنوا من إظهار قدراتهم المتنوعة، خاصة في جانب إعداد البرامج الإعلامية والحوارية والإخبارية الناقدة، مستثمرين طفرة التقنية وسهولة استخدامها وتطويعها وقلة تكاليفها، ومستثمرين أيضا هامش الحرية غير المحدود الذي أتاحته لهم شبكات التواصل الاجتماعي؛ ظهر لنا الكثير من المواطنين، ومنهم إعلاميون بارزون يعملون في غير القنوات السعودية الرسمية عاتبين على الجهات الرسمية الحكومية، وبالذات الإعلامية منها، كونها لم تحتضن هذه الكفاءات لتصقل مواهبها، والبعض الآخر تجاوز اللوم والعتاب إلى تسفيه عمل الكثير من الجهات ونسف كل جهودها، كونها لم تدع تلك المواهب التي برزت عبر اليوتيوب تحديدا لدعمها وفتح مجالات أوسع لها. في ظني أن هؤلاء الشباب، وإن كان بروزهم اقتصر كثيرا على جانب محدد، فإن أبرز أسباب تفوقهم هو تجاهلهم لذلك العنصر الذي ركز عليه المنتقدون، وهو أنهم أبدعوا يوم أن بادروا بأنفسهم لتولي المهمة ولم يركنوا للجهات الرسمية أو ينتظروها لتحتضنهم أو تتبناهم، ذلك أن هؤلاء الشباب هم من جيل الأدوات والوسائل التي استعملوها، وهي ذات الوسائل التي أبرزتهم، بمعنى لو أنهم توجهوا للقنوات التلفزيونية أو الإذاعية وغيرها من القنوات لما برزوا ولما عرفهم أحد، فهم فضلا عن أنهم من جيل التقنية الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي، فإنه لا يمكن لهم الانتظار في طوابير وهم يحملون شهادات تعريف وصورا شخصية وملفا…
الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٣
حالة الفرح التي عمت الكثير من سكان المنطقة الشرقية، عقب قرار تعيين المنهدس فهد الجبير، أمينا للمنطقة في ظني سببها ما سبق وأن كتبت عنه مرارا هنا، وهو أن المنطقة الشرقية تستحق اهتماما وعناية أكثر مما هي عليه في وضعها الحالي. الجبير يأتي للمنطقة الشرقية وسمعته قد سبقته، عطفا على ما عمل وقدم في منطقة الأحساء، التي لم يكن حالها أفضل من حال الدمام تحديدا، ولكن الجبير أحدث فيها حراكا واضحا ولافتا أدى إلى التفاتنا إليه، ولهذا نعول عليه ـ وهو القريب من مدن المنطقة الشرقية ومن سكانها بحكم السنوات التي قضاها في الأحساء ـ أن يحدث تغييرا جذريا في مدن المنطقة عبر الاستفادة من الخير الوفير الذي ننعم به. أحد العاملين في الأمانة سألته عما يريد من الأمين الجديد فقال: "لا نريده أن ينشغل بالمعاملات الصغيرة والأوراق الكثيرة، وألا يطلب منا ومن زملائنا في أقسام الأمانة وفروعها إطلاعه على كل صغيرة وكبيرة". نعم، ينبغي على الأمين الجديد أن يعطي الصلاحيات للمتمكنين، وأن يتفرغ للمسائل الكبرى التي تنقل مدن المنطقة من الوضع الذي هي عليه إلى الوضع الذي يفترض أن تكون عليه، وأن يستثمر عشرات المزايا التي تتسم بها مدن المنطقة؛ ليحولها إلى مدن نموذجية وجميلة وجاذبة، وأن يستعين بالشركات العالمية لتساعده في صناعة أفكار خلاقة وغير تقليدية، تحدث تغيرا…
الجمعة ١٩ أبريل ٢٠١٣
لا يقبل الكثير من المسؤولين عندنا إطلاق كلمة ظاهرة على بعض المشاكل التي يعاني منها المجتمع، ويدافع هؤلاء عن مواقفهم قائلين: "لم تصل المسألة هذه أو تلك لحالة يمكن أن نطلق عليها ظاهرة، فهي لا تعدو حالات فردية لا يمكن الاستناد عليها في الحكم على الأشياء، ومن ثم التهويل وإعطاء الموضوع أكثر مما يستحق". هذا التحفظ قديم، ويمكن تصنيفه على أنه من ضمن مجموعة كبيرة من الآراء التي لا يمكن للمسؤول الحكومي تجاوزها أو تبديل قناعته حولها، حتى لو بدى له خلاف ما يظن وما يقول، فهو "تربى" وتعايش لعقود مع هكذا فكر، وهكذا ثقافة قائمة على التهوين من الأمور حتى وإن شكى وتذمر الناس من ظاهرة لا يختلف اثنان على أنه لا يمكن تصنيفها على أنها حالة فردية أو شاذة. على المستوى الشخصي يمكن لي الجزم أن مشهد المتسولين الصامتين وغير الصامتين والثابتين والمتحركين، واقع نعيشه ونلمسه ونراه في مجتمعنا منذ أربعة عقود، وهذا المشهد لا يمكن منذ أربعين سنة تسميته إلا بالظاهرة، بل وظاهرة مستشرية ومتفشية ومتجذرة ومنظمة ورغم ذلك ظل المعنيون عن مكافحة التسول يكابرون ويقللون من شأن هذا السلوك، الذي يكبر يوما بعد يوم في ظل عدم وجود جهود جادة ومنظمة ومدروسة للقضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها. قبل أيام كنت في العاصمة الرياض -التي…
الجمعة ١٢ أبريل ٢٠١٣
لا أظن أن هناك موضوعا استحوذ على اهتمام المواطنين في السنوات الأخيرة مثلما لاقى موضوع حملة وزارة الداخلية على مخالفي نظام الإقامة في الأسابيع الماضية من اهتمام ومتابعة وتفاعل. ولا أظن أيضا أن موضوعا لاقى نفس الاهتمام والتفاعل من قبل الإعلام السعودي، خاصة من قبل كتاب الرأي في الصحف، مثلما لاقي موضوع الحملة على المخالفين لنظام الإقامة، وبالتالي لا أظن أنني سأطرح جديدا في هذا الموضوع، سوى أنني لاحظت أن معظم من تحدثوا وعلقوا وكتبوا كانوا يبحثون عن رقم رسمي ودقيق عن عدد المخالفين، وقد لاحظت أن بعض أعضاء الغرف التجارية الصناعية ورجال الأعمال ذكروا أن هناك 8 ملايين مقيم غير قانوني يعيشون بيننا، بل أحدهم قال حرفيا "هناك 8 ملايين شخص مفلوتون في مدننا". والحقيقة أن الرقم خطير، إن صح، وفي ذات الوقت لا يوجد ما يثبت صحة هذا الرقم، إذ لم يظهر أي شخص من أي جهة رسمية ينفيه، بل الملاحظ أن الأرقام على ألسن المسؤولين متفاوتة. مشكلتنا مع الأرقام والإحصاءات مشكلة قديمة وشبه عامة، فهي علة واضحة في كافة الجهات، فضلا عن أن الملاحظ من خلال تجربة شخصية على مدى سنوات طويلة في عملنا الصحفي والإعلامي، أن معظم الجهات الرسمية لا تهتم بالمعلومة ولا تهتم بالاستطلاعات وقياسات الرأي والبحوث والإحصاءات، ودائما تستهتر ولا تبالي بأي فكرة تدعوها…
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠١٣
كتبت قبل أكثر من سنتين بمناسبة اليوم الوطني مقالة اقترحت من خلالها أن تسعى الدولة في اليوم الوطني من كل عام إلى تحديد هدف معين وتطلب من الشعب تحقيقه خلال عام ومن ثم عندما يأتي اليوم الوطني من العام المقبل نحتفل كلنا كشعب باليوم الوطني وبتحقيقنا ذلك الهدف الذي يصب في مصلحة الوطن. لم يكن من الأهداف التي أحلم أن نحققها بمشاركة شعبية أن نكون دولة صناعية أو زراعية وإن كان هذا الحلم مشروعا لكنه حتما لا يتحقق في عام واحد بل كنت أفكر في أشياء بسيطة لكنها مهمة مثل أن نلتزم بأنظمة السير ونحول عبارة "القيادة فن وذوق وأخلاق" إلى واقع نمارسه لأن ما يحدث في شوارعنا أقرب ما يكون إلى عبارة القيادة "فوضى ونحاسة وقلة حياء". كنت أحلم أن يكون الهدف لعام واحد مثلا ألا نرمي الأوساخ من سيارتنا ولا من محلاتنا ولا من بيوتنا وأن نضعها في الأماكن المخصصة لها لنوفر مليارات الريالات التي نعتمدها سنويا للنظافة ونستثمرها في بناء حدائق ونوافير مياه في شوارعنا. كنت أحلم بأن يكون أحد الأهداف التي نرسمها ونحددها ونعمل على تحقيقها في عام واحد فقط عبر مبادرات ومناشط ومناسبات ومنافسات بين المناطق والوزارات والجامعات أن نشيع الفرح فيما بيننا ونبتسم في وجوه بعضنا بعضا ونفشي السلام بيننا وألا يقتصر السلام على…
الجمعة ٠٥ أبريل ٢٠١٣
قبل سنة، وإن لم أكن واهما قبل سنتين؛ صرح الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن هناك قرارا سيصدر بخصوص تطوير محطات الوقود على الطرق في المملكة، وانتظرنا طوال هذه المدة ليصدر القرار يوم الاثنين الماضي، وقد منح القرار أصحاب محطات الوقود سنتين لتعديل أوضاعهم، بمعنى أننا سنمضي ثلاث سنوات أو أكثر لتحقيق مطلب هام وضروري ومعلوم لدى الجميع بينما كان بالإمكان اختصار هذه المدة كثيرا. قريبة لي حكت لنا أول من أمس بعد وصولها مباشرة من إحدى الدول برا؛ كيف كان وضع محطات الوقود طوال مسيرة الطريق داخل تلك البلد، ووصفت دورات المياه في تلك المحطات بأنها مماثلة لما اتسمت به دورات المياه في المجمعات التجارية داخل مدينة دبي حيث الكثرة والسعة والنظافة على مدار الساعة، ثم قالت وهي تتأسى على وضعنا أنهم حينما دخلوا الحدود السعودية وتوقفوا عند إحدى محطات الوقود بهدف أداء صلاة المغرب والعشاء لم تتمكن من دخول دروات المياه بسبب مشاهد لا يمكن ذكرها وروائح لا يمكن تحملها، وتقول: وأنا أطل على دروات المياه تلك قلت بعفوية "وش هذا"؟ فردت علي مباشرة امرأة عمانية قائلة بالحرف الواحد: "كيف تسألين"! تقول قريبتي لقد سددت لي هذه المرأة العمانية صفعة شديدة بما قالت ولم أتمكن من الرد عليها كوني أعلم أنها تقصد أن هذا…
الأحد ٣١ مارس ٢٠١٣
تحت عنوان (تكفى معالي الوزير) كتبتُ هنا قبل تسعة أشهر، للمرة السابعة، عن الطريق الدائري المتعثر في مدينة الدمام، ومما قلتُه "لن أيأس ولن أستسلم"، وهاأنذا أعود لنشر ما سبق وكتبته عن الطريق الدائري بالدمام، لعل وعسى في هذه المرة يلتفت، لهذا المشروع المتعثر، معالي وزير النقل، الذي لا يخالجني شك في أنه لا يقبل البتة بما يحدث لهذا المشروع الحيوي، فمثلما يقول أهل الشرقية في أمثالهم (هذا مثل بيض الصعو، نسمع فيه ولا نشوفه)، فذاك هو الطريق الدائري لمدينة الدمام، الذي اعتمدت أمانة المنطقة الشرقية مساراته، وقام وزير النقل بتوقيع عقد تنفيذه في عام 2005، وبعد مرور ما يقارب ثمانية أعوام ما زال الطريق الذي لا يتجاوز طوله (17) كيلو مترا فقط، متعثرا، مسجلا حالة صارخة وحية للعديد من المشاريع الحيوية المتعثرة، التي طالما نبه وحذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منها، حيث ما برح يوجه بسرعة إنجاز المشاريع في مواعيدها، ويحذر من تأخيرها. وقبل يومين، زارنا في المنطقة الشرقية وزير النقل، وتقول الصحف الصادرة أمس السبت، إنه وقف ميدانيا على تعثر الطرق بالشرقية، وكالعادة لم نسمع تصريحا يريحنا أو يجيب على الأسئلة المعلقة، مثل: متى سينجز هذا المشروع الذي وقف عليه الوزير؟ أو كيف ستحل مشكلة المشروع الآخر الذي اطلع على تفاصيله الوزير؟ فضلا عن أن…
الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٣
جاري "بو فيصل" يقول لي: "شفت وش صار لـ(فلان)، على الرف حطوه"! قلت له لن أتشفى ولن أفرح بما آل إليه وضعه، فلعل الرف الذي تتحدث عنه يكون بمثابة جرس إنذار له ليعي أنه اليوم خسر الكرسي فقط، لكنه غدا قد يخسر الدنيا كلها يوم يزور تلك الحفرة ويعلم معنى: "ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر.. كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون.." جاري أبو فيصل يتحدث بمرارة عن أمر واقع يمر به الكثيرون منا دون اعتبار، هناك من البشر من تنتابه حالة ضيق يوم أن يعجز عن مساعدة الآخرين رغم أنه بذل كل ما بوسعه، وهناك من هو صاحب قرار لكنه يتفنن في تعذيب المواطنين وسد كل الأبواب في وجوههم، حتى أنه إذا ترك منصبه بارك الناس لبعضهم البعض فرحا بفراقه، وإن ودع الحياة استكثروا حتى الرحمة عليه. جانب كبير مما يرويه أبو فيصل عن (فلان) صحيح، لأنه وكثيرين من أمثاله ظنوا أن مناصبهم تؤهلهم للبقاء إلى ما لا نهاية على ما هم عليه من حال، فهم يتحدثون ويتصرفون ويخططون، ويأمرون وينهون على أنهم باقون مدى الحياة في أماكنهم، ثم يوم أن يتركوا هذه المناصب مجبرين يلتفتون حولهم ولا يجدون تلك الحالة التي اعتادوا عليها لسنوات طويلة، وحينها يبدؤون بشتم الزمن والناس ويشكون من قلة الأوفياء، والحقيقة أن المشكلة ليست…