الإثنين ١٦ مايو ٢٠١٦
اتهم «حزب الله» المعارضة السورية بتصفية قائده العسكري الأبرز، في لبنان وسوريا، مصطفى بدر الدين عبر استهداف أحد مراكز الحزب بدمشق بقصف مدفعي، فهل يمكن تصديق ذلك؟ مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان قال لـ«رويترز» إنه «لم يسجل سقوط، أو إطلاق قذائف، من الغوطة الشرقية على مطار دمشق الدولي منذ أسبوع»! هل تمت تصفيته من قبل الحزب نفسه؟ حقيقةً من الصعب تصديق كلا السيناريوهين، أي بيان الحزب بأن الفصائل السورية قد اغتالته، كما يصعب تصديق أن الحزب قد صفاه. مقتل مصطفى يعد ضربة مؤلمة للحزب، ولو معنويا، ومن الواضح أن اغتياله كان نتاج عملية دقيقة، ومن اللافت أنها وقعت قرب مطار دمشق الذي سبق أن استهدفت إسرائيل فيه أهدافًا للحزب! وبالطبع فإن مصطفى بدر الدين لم يكن أبو مصعب الزرقاوي، ولا أبو بكر البغدادي، بل أخطر. هو من المؤسسين للإرهاب بمنطقتنا، ومنذ عقود. وهو أحد أبرز مطوري التفجيرات، وقبل «القاعدة» وأحد مبتكري عمليات الاغتيالات، والقائد العسكري العملي لـ«حزب الله» حتى بوجود عماد مغنية. وبحسب ما قاله لي مصدر مطلع على تفاصيل الحزب فإن مصطفى كان «مخطط أمن وحماية حسن نصر الله، وهو حارس نفسه، كونه خبير الاغتيالات الأول بالحزب، والمعني بسلامة محيط الأسد». ويضيف المصدر: «ما قبل اغتيال مصطفى شيء، وما بعد اغتياله شيء آخر، واغتياله يعني أنه من الممكن أن…
الإثنين ١١ أبريل ٢٠١٦
أثمرت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، توقيع 17 اتفاقية اقتصادية، من ضمنها ترسيم للحدود، وبناء جسر تاريخي يربط بين البلدين، إلا أن العنوان الأبرز لهذه الزيارة، هو أن الملك سلمان يعد أول ملك سعودي يصافح كل المصريين. زيارة الملك سلمان لمصر لم تكن لإرضاء مؤسسة، أو حزب، أو آيديولوجيا، بل كانت مصافحة تاريخية لكل مصر. ففي هذه الزيارة التاريخية كان العاهل السعودي أول ملك يزور الجامع الأزهر، وذلك وفقا لبيان صادر من الأزهر نفسه، وأعلن فيه عن وضع حجر الأساس لمدينة تمولها السعودية للطلبة الوافدين من الدول الأجنبية للدراسة بجامعة الأزهر. والأمر لا يقف عند هذا الحد، فالحدث التاريخي الأبرز هو أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قد استقبل البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وللمرة الأولى، وكأول ملك سعودي، وذاك بحسب البيان الصادر باسم المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وذلك يقول لنا إن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر لم تكن زيارة اقتصادية، أو تحالفا وفق منظور ضيق، بل هي زيارة دولة، ومن الباب الكبير، وهو باب العمق الاستراتيجي، بين السعودية ومصر. المسألة ليست مسألة ترسيم حدود، أو مراعاة لمؤسسات، وشخوص، أو انتهازا لفرص آنية، وإنما هي نتاج رؤية سياسية عميقة، حيث بادر الملك السعودي، وخادم الحرمين الشريفين، لمصافحة كل مصري، لتوثيق…
الأربعاء ٠٦ أبريل ٢٠١٦
أعلن الجنرال علي آراسته، نائب منسق القوات البرية الإيرانية، أن بلاده سترسل «قوات خاصة من اللواء 65 ووحدات أخرى إلى سوريا للعمل كمستشارين»، مضيفا أن إيران قد تقرر في وقت ما، استخدام قوات خاصة، وقناصة، من قواتها المسلحة كمستشارين عسكريين في العراق وسوريا. فلماذا تعترف إيران الآن «علنًا» بتورطها في سوريا؟ المعروف أن لطهران مرتزقة، وميليشيات، ومنهم إرهابيو حزب الله، وقوات من وحدات الحرس الثوري، تقاتل في سوريا نصرة للمجرم بشار الأسد، لكن إيران تنفي ذلك دائمًا، وتنعم، أي إيران، بتغاضٍ مذهل، بل مخزٍ من الإعلام الغربي حول دورها في سوريا، كما تحظى طهران بتغاضٍ مريب من إدارة أوباما، حول دورها الشرير بدعم مجرم دمشق، وقبله أنصارها في العراق، فلماذا تخرج إيران للعلن الآن، مقرة بإرسال قوات إلى سوريا؟ أعتقد أن هناك ثلاثة أسباب، وجلّها دعائي، وأبرزها المراهنة على ضعف أوباما نفسه. السبب الأول هو «إعلان» الانسحاب الروسي من سوريا، وسيان كان فعليًا، أو تحايلا، فإن الإعلان الروسي يعني كشف الغطاء عن الأسد، وتحاول إيران القول الآن، إنها البديل لحماية مجرم دمشق، وهي رسالة ليست للأسد، وحسب، بل ولكل أنصار إيران في المنطقة. السبب الثاني هو ما تسرب مؤخرًا عن اتفاق روسي - أميركي على ضرورة رحيل الأسد، ورغم كل النفي، فالواضح هو أن إيران لا تثق بالمواقف الروسية -…
الأحد ٠٣ أبريل ٢٠١٦
نعى العالم، وبمؤسساته المدنية كافة، الخميس الماضي، سيدة عربية تعد مصدر فخر، ورمزًا حضاريًا، وهي زها حديد، المعمارية العراقية الشهيرة، بينما في مايو (أيار) 2011 ابتهج العالم بمصرع الإرهابي أسامة بن لادن! ما علاقة هذا بذاك؟ لن أتحدث عن فن المعمار الذي أبدعت فيه الراحلة زها، فلست بالخبير. إلا أن بوفاة الراحلة زها مفارقة عجيبة بين معمارية لم تولد لعائلة معمارية، وسعت لعمار الأرض، بينما سعى ابن «المقاول»، والمعماري، أسامة بن لادن لدمار الأرض، والإفساد فيها. ولدت زها عام 1950 لعائلة سياسية عراقية لم يعرف عنها شغفها بالمعمار والفنون، بحسب ما قالت نفسها في مقابلة نادرة، هي الأولى عربيًا، مع صحيفتنا هذه عام 2008، ويوم كنت رئيس تحريرها، وأجرتها الزميلة جميلة حلفيشي التي أجرت أيضًا مع الراحلة مقابلة تاريخية أخرى هذا العام، بينما ولد أسامة، زعيم الإفساد بهذه الأرض، عام 1952. المبدعة زها درست الرياضيات بالجامعة، بينما درس الإرهابي أسامة الاقتصاد. سعت زها للإبداع بالإعمار والمعمار، بينما سعى الإرهابي أسامة للدمار! هاجرت زها العراق بسبب القمع والاضطهاد، وماتت تحلم بزيارة بغداد، بينما هرب أسامة من السعودية بسبب رغبته الشريرة في تدميرها. سعت زها بالأرض خيرًا، وإبداعًا، بينما سعى أسامة في الأرض فسادًا، وخرابًا. نالت زها جل الجوائز العالمية التي يحلم بها إنسان، ناهيك بامرأة، وتسابقت المؤسسات، والدول، للفوز بعقود معها،…
الأربعاء ١٦ مارس ٢٠١٦
مثلما فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم بتدخله عسكريا في سوريا، فاجأهم مرة أخرى بإعلانه الانسحاب جزئيا من هناك، والسؤال هنا ليس لماذا أعلن الروس هذا الانسحاب الجزئي، فمن المبكر معرفة التفاصيل، خصوصا أن العالم انتظر مطولا لفهم الأسباب الحقيقية للتدخل، وإنما السؤال هو: هل نام بشار الأسد ليلة ذاك القرار؟ القراءة المتأنية لبياني الكرملين والنظام الأسدي تظهر فروقا جوهرية، البيان الروسي يبدأ بعبارة مختلفة عن البيان الأسدي، حيث يقول الروس، وبحسب "روسيا اليوم" إن بوتين أجرى اتصالا بالأسد: "ليبحث معه سير تطبيق الإعلان الروسي الأميركي حول وقف الأعمال القتالية في سوريا"، وهذا ما لم يشر له البيان الأسدي! وذكر البيان الروسي أن بوتين "أقر بأن القوات المسلحة الروسية قد نفذت المهمات الرئيسية التي كلفت بها، وتم الاتفاق على سحب الجزء الأكبر من مجموعة الطيران الحربي الروسي من سوريا، مع إبقاء مركز مكلف بضمان تحليقات الطيران في سوريا، وذلك بهدف مراقبة تنفيذ شروط وقف الأعمال القتالية". ونقلت "روسيا اليوم": "كما أشار بشار الأسد إلى استعداد دمشق لبدء العملية السياسية في البلاد، بأسرع ما يمكن". بينما استهل البيان الأسدي بالقول: "إن روسيا تعهدت بمواصلة دعم سوريا في مجال محاربة الإرهاب، وجاء ذلك بعيد إعلان موسكو عن بدء سحب القوات الرئيسية من هناك الثلاثاء". مضيفا أنه: "بعد النجاحات التي حققها الجيش العربي…
الإثنين ١٤ مارس ٢٠١٦
نشرت مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية قصة مطولة عن الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونظرته للسياسة الخارجية، تحت عنوان: «The Obama Doctrine»، أو «مذهب أوباما»، وعلى أثر ذلك نشرت صحف عربية أن أوباما يهاجم السعودية، ويكره العرب! ومن الخطأ تصوير وجهة نظر أوباما هذه على أنها موقف من العرب، أو السعودية، فهذا غير صحيح، ويجب أن لا نندفع عاطفيا بهذا الاتجاه، فوجهة نظر أوباما هذه لا تتعلق بطرف محدد بقدر ما أنها توضح أنه يعيش في فقاعة، وأنه مثقف روائيا، وليس سياسيا، حالم يقرأ الرواية وليس كتب التاريخ والسياسة، أو التقارير التي تقدم له، حيث أظهر أوباما أن بمقدور الرئيس تجاهل وتجاوز المؤسسات بأميركا! نقول: إن ما نقلته المجلة ليس ضد أحد بعينه لأن أوباما انتقد الجميع، باستثناء إيران وروسيا طبعا. انتقد الأوروبيين، والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، مثلما انتقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه «شارد الذهن». وانتقد نتنياهو، والرئيس التركي، ودول الخليج، معتبرا إياهم باحثين عن «عضلات» أميركا لخدمة مصالحهم، ومطالبين بـ«الركوب المجاني»! كما أظهرت القصة أن أوباما أبلغ ضيفا أجنبيا بأنه سمع بانتقاداته له عبر عضو بالكونغرس، وقال له إنه كان من الواجب أن يواجهه بتلك الانتقادات! كما قال أوباما، مقاطعا، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي كان يشرح له وضع المنطقة، بأنه هل تعتقد بأن أول رئيس أميركي أفريقي، وابن…
الخميس ١٠ مارس ٢٠١٦
سرب الحوثيون خبر تفاوضهم الأخير مع السعودية عبر بعض وسائل الإعلام التي حاولت خدمة الرواية الحوثية، مما انطوى على بعض الأخطاء والبروباغندا، لكن يبقى السؤال هو: هل الحوثيون جادون فعلاً في التفاوض مع السعوديين؟ اللقاء التفاوضي تم في السعودية، وتحديدًا في عسير، وليس الرياض أو غيرها كما ردد البعض. كما أن الوفد الحوثي لم يقدم حسن نيات تجاه السعودية بإطلاق سراح ضابط سعودي كبير، وكما تردد دعائيًا، فهذه قصة غير صحيحة، ولا يوجد ضابط سعودي كبير في الأسر أصلاً. إذن لماذا جاء الحوثيون إلى السعودية؟ وهل هم جادون؟ أول تسريبات المفاوضات، قبل مفاوضات السعودية، كانت عبر شخصيتين أمميتين، والهدف منها هو محاولة ادعاء النجاح من قبل أطراف بالأمم المتحدة، لكنّ الحوثيين هم من قام بتسريب اللقاء، وتفاصيله، في السعودية، ومن خلال شخصية حوثية معروفة. والسؤال: لماذا سرب الحوثيون هذه القصة؟ هناك معلومات تشير إلى أن دوائر المخلوع علي عبد الله صالح تقوم بإشاعة خبر مرضه، والخطة هي أن يسري الخبر، وينال مصداقية وترقبًا، ثم، وكما هو متوقع، يقوم صالح بالظهور إعلاميا في الذكرى الخامسة لتقديمه لمبادرته التي عرفت بمبادرة «ملعب الثورة» عام 2011، ومن ثم يسافر صالح للخارج بدواعي العلاج، وهي «الفكرة المخرج» التي وافقت عليها العام الماضي بعض الدول المؤثرة، بما فيها دول غربية. والواضح أن الحوثيين استوعبوا هذا…
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠١٥
كتبنا بالأمس أن للتدخل الروسي العسكري في سوريا ثلاثة أبعاد، سوريًا، ودوليًا، وإقليميًا، وتحدّثنا عمّا يخصّ بشار الأسد. اليوم، نتحدّث عن البُعد الدولي، لماذا تدخّلت موسكو؟ ولماذا قال الرئيس بوتين الأسبوع الماضي، إنه ينظر إلى «خيارات مختلفة» في سوريا؟ لفهم ذلك يفضّل النظر من زاوية روسية، وليس ما تريده المنطقة، أو الغرب، ولا السوريون، أو الأسد. اليوم، وبعد الأزمة الأوكرانية.. نعم الأوكرانية، وتراجع أسعار النفط، ليس لدى روسيا قوة حقيقية إلا صوتها المعطّل في مجلس الأمن، الفيتو، وترسانتها العسكرية. كيف؟ موسكو خسرت في ليبيا، بل وتعتقد أنها خُدعت حين مرّرت قرارًا تحت الفصل السابع بمجلس الأمن خوّل الغرب استخدام القوة لإزاحة القذافي، مما نتج عنه، ووفق التقييم الروسي، خروجهم من المعادلة هناك. وبعد التدخل الروسي في أوكرانيا، وما نتج عنه من عقوبات وتصعيد، تجاه روسيا، فإن موسكو تشعر بأنها تحت ضغوط دولية، وخصوصًا أن الأزمة الأوكرانية لا تزال تراوح مكانها. الروس أيضًا ينظرون بريبة للاتفاق النووي الإيراني الأميركي الغربي، ويخشون من صفقة ما بين طهران وواشنطن. فموسكو على يقين بأن الشركات الأوروبية، وربما بعدها الأميركية، وغيرها، ستتسابق على الأسواق الإيرانية، وستكون حصة موسكو من ذلك ضعيفة. يحدث هذا بينما لا نفوذ حقيقيًا لروسيا في العراق، ولا باقي المنطقة، فلا تأثير روسيًا على الصراع العربي - الإسرائيلي، وعلاقة الروس بالخليجيين موضع…
الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٥
نقلت صحيفتنا هذه خبرا عن تدشين الحكومة البريطانية لمعرف لها على «تويتر»، يعتبر أحد أحدث أسلحتها لمحاربة «داعش»، وهزيمته! حسنا، من المفهوم أن يكون هناك جهد دولي لمكافحة دعاية «داعش» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ليس مفهوما كيفية هزيمة هذا التنظيم المتخلف عبر «تويتر»! من المنطقي طبعا أن تدشن الدول العربية، وتحديدا السعودية ومصر، معرفات على «تويتر»، وكذلك مواقع على الإنترنت، مهمتها، وباللغتين العربية والإنجليزية، تفنيد خطابات «داعش» وغيره من التنظيمات الأصولية الإسلامية، وذلك لإزالة الشك حول قضايا دينية جدلية، أو توضيح مفاهيم يتم استغلالها، وإيجاد مخارج شرعية تدمر الخطاب المتطرف.. كل ذلك مفهوم، ومطلوب، وفيه تقصير للأسف، لأن الفضاء الافتراضي متروك للمتطرفين، وأنصاف المتعلمين، لكن ما هو غير مفهوم أن تعتبر الحكومة البريطانية، أو غيرها من الدول الغربية، أن «تويتر» هو مسرح المعركة مع «داعش»! صحيح أن البريطانيين يقولون إن من ضمن جهودهم لمحاربة «داعش» التواصل مع «صناعة الإنترنت لإزالة الدعاية المتطرفة»، وهذا أمر مهم وحيوي، ولا مناص منه، إلا أن مسرح المعركة الحقيقي مع «داعش» ليس «تويتر»، ولا مواقع التواصل الاجتماعي، ولا حتى الإعلام، المعركة الحقيقية هي على الأرض، وتحديدا في سوريا والعراق. وللتخلص من خطر وجرائم «داعش»، لا بد من التحرك فعليا في سوريا والعراق، ولكل منهما تفاصيل خاصة. في العراق ضرورة منح السنة فرصة للمشاركة، ووقف…
السبت ١٤ مارس ٢٠١٥
لا يملك المتابع إلا أن يصاب بالذهول من طريقة تعاطي جل الإعلام العربي مع قضايا الإرهاب، والإرهابيين، وآخرها قصة المراهق الأسترالي الإرهابي جاك بيلاردي، وعمره 18 عاما، الذي قام بتنفيذ عملية انتحارية بالرمادي العراقية، وهو ما تحقق بدقته السلطات الأسترالية الآن. اللافت هو أن جل الإعلام العربي بات يلقب هذا المراهق الساذج، وهو ما توضحه الصورة الموزعة من قبل «داعش»، بـ«أبو عبد الله الأسترالي» وذلك بدلا من «الإرهابي الأسترالي المراهق»، وهنا لا يملك المتابع، وتحديدا المتخصص، إلا أن يتساءل: هل للإرهابيين صفات اعتبارية، أو احترام بروتوكولي، حيث يتم ترديد أسمائهم وفق رغبتهم؟ كيف يتم وصف الإرهابيين، أو الجماعات الإرهابية، كما يروجون لأنفسهم، ودون أن يكون للوسيلة الإعلامية موقف؟ الإعلام موقف، ومهما ادعى الحياد! القاتل يقال له قاتل، والمجرم يوصف بالمجرم، وكذلك الإرهابي يوصف بالإرهابي، والمراهق يقال له مراهق، خصوصا أن المراهق الأسترالي تطرف مبكرا! اليوم، مثلا، نجد بعض وسائل الإعلام تصف «داعش» الإرهابي بـ«تنظيم الدولة الإسلامية»، كما تفعل «بي بي سي» العربية على موقعها الإلكتروني، وكذلك بعض وكالات الأنباء الدولية، والبعض الآخر يكتفي بإضافة عبارة المتطرف، فهل من دعاية أكثر من هذه، خصوصا أن هذا التنظيم الإرهابي الدموي يغضب من وصفه بـ«داعش»؟ فعلى أي أساس يوصف بـ«تنظيم الدولة»، أو «الدولة الإسلامية»، وكل المراجع الإسلامية المعتد بها تدينه، وتتبرأ منه؟ والمذهل…
السبت ٠١ نوفمبر ٢٠١٤
قدمت صحيفتنا، وفي أسبوع واحد، نموذجين شيعيين جديرين بالاحترام، ومطلوبين بمنطقتنا، وفي إعلامنا، خصوصا أنهما أبرزا صوت الاعتدال الشيعي «الغائب». الشخصية الأولى فقيه ومرجع عراقي شيعي، والآخر كاتب وباحث سعودي شيعي ثقيل.في هذه الصحيفة نشر حوار للمرجع والفقيه الشيعي العراقي آية الله حسين إسماعيل الصدر الذي تحدث عن ضرورة التمسك بالوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف، رافضا تقسيم المسلمين إلى مذاهب، عازيا ذلك إلى خلاف بالمدارس الإسلامية، وداعيا الجميع إلى ضرورة الوقوف ضد الإرهاب، والتفرقة ضد أكثرية وأقلية، داعيا العرب للانفتاح على العراق الذي دعاه أيضا للانفتاح على «جميع أشقائه العرب، خصوصا المملكة العربية السعودية كونها تشكل عمقا استراتيجيا لنا». وهذا الحديث لا يمثل اعتدالا دينيا وحسب، بل إنه قمة الوعي السياسي المطلوب.كما نشرت صحيفتنا أيضا تحقيقا مميزا عن «الأصولية الشيعية الحركية» سلطت فيه الضوء على أحداث العوامية، شرق السعودية، وذلك بعد صدور حكم بالإعدام على الإرهابي السعودي الشيعي نمر النمر، واشتمل التحقيق على قراءة لافتة للكاتب والباحث السعودي الشيعي كامل الخطي، أحد أبناء مدينة القطيف، حيث قدم فيه قراءة منصفة لما يحدث بالعوامية، كما قدم قراءة نقدية صارمة ومنتقدة لمن وصفه بأحد الليبراليين السعوديين المدافعين عن «حركيي» العوامية؛ حيث يقول الخطي عن تلك القراءة الخاطئة: «هذا نموذج لكيفية التعاطي مع الشأن الشيعي الذي يتضح أن الجهل به متفشٍ حتى في أوساط…
الخميس ٢٢ مايو ٢٠١٤
شهد الخليج العربي حدثا سياسيا لافتا ومهما في توقيته، وآفاقه، وهو الزيارة التي قام بها وزيرا الخارجية والداخلية السعوديان الأمير سعود الفيصل والأمير محمد بن نايف للإمارات، حيث التقيا بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وكبار المسؤولين هناك. ونتج عن هذه الزيارة إنشاء لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري خارجية السعودية والإمارات لتعمل «على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين، وذلك للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمنا واستقرارا لمواجهة التحديات في المنطقة». حسنا، ما معنى ذلك؟ ولماذا الآن؟ المتتبع لسير أحداث المنطقة، وتحديدا السنوات الثلاث الأخيرة، يجد أن للسعودية والإمارات مواقف سياسية مهمة وحاسمة تصب في مصلحة حماية مفهوم الدولة، وأمن الخليج العربي، وكذلك الأمن القومي العربي، وتحديدا الأمن القومي المصري، حيث وقفت الرياض وأبوظبي وقفة حاسمة أمام كل محاولات زعزعة المنطقة، واستهداف أمنها. والإعلان الآن عن اللجنة العليا بين السعودية والإمارات يعني أن البلدين يعلنان رسميا عن تطابق المواقف، ويؤسسان لمرحلة مهمة مقبلة في المنطقة، مع انتظار انضمام مصر لركب العمل العربي المشترك وفق أسس جديدة تشكلت بناء على معطيات واقعية، لا شعارات وأماني، خصوصا أن السعودية والإمارات، ومعهما مصر، قد لمستا جديا خطورة ما حدث ويحدث بالمنطقة طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وحتى الآن. ولذا فإن الإعلان السعودي الإماراتي عن تشكيل اللجنة العليا، وكذلك حجم الزائرين لأبوظبي، وحجم المضيف الإماراتي،…