يوأنس لحظي جيد
يوأنس لحظي جيد
السكرتير الشخصي السابق لقداسة البابا فرنسيس.

مشروع دولة الإمارات الشجاع في استئناف الحضارة

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠٢٣

 شهد العالم في فبراير 2019 الحدث التاريخي الأكبر المتمثل في توقيع وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية وإعلان مشروع بيت العائلة الإبراهيمية، وقبيل هذا الحدث بيوم أهدى قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية «ميدالية تذكارية» لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تحمل على الوجه الأول منها صورة لقاء بين القديس فرنسيس والسلطان الكامل الأيوبي قبل 800 عام، وتحكي الميدالية قصة زيارة القديس فرانسيس إلى مصر وجلوسه في حضرة السلطان، ليبدأ الاثنان شق طريق الحوار، ويصبحا بعدها مثالاً لشجاعة الكبار، ويرسما الطريق للمستقبل. وبعد قرون مضت على هذا اللقاء وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها عالمنا، كان لا بد من مبادرة شجاعة تستأنف ما بدأه السلطان والقديس، فكانت أبوظبي التي ارتقت بمفهوم الأخوة، وحررت الأديان من تهمة الكراهية والعداء والتباغض، من خلال وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، ثم شاء الله تعالى بعدها أن يختبر العالم بجائحة «كوفيد- 19»، فكانت دولة الإمارات مجدداً هي الأفعال قبل الأقوال، وهي المترجمة الحقيقة لما في وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية. دولة الإمارات تواصل استئناف الحضارة صاحبَ توقيع وثيقة أبوظبي إعلان مشروع بيت العائلة الإبراهيمية، ليكون بمثابة صرح حضاري تقدمه الإمارات للعالم كنموذج للتعايش والتسامح، ويسهم في نزع فتيل الصراع المفتعل بين الأديان، وكمصري وقبطي مسيحي، وابن منطقة الشرق الأوسط، فإني أشعر بالفخر لما تبذله دولة الإمارات…