الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٩
أثناء زيارتي إلى تونس للمشاركة في معرض الكتاب كنت محظوظًا بأن زرتُ مدينة الثقافة، وهي مشروع لم يكمل عشرة أشهر بعد منذ انطلاقه، وهو الذي طال انتظاره نحو عشرين عامًا، لكنه بالفعل كان يستحق هذا الانتظار. ولفت انتباهي أنه ليس ضخمًا وفاحشًا في البناء، إلا أنه يشتمل على مجالات الثقافة، من مسرح وسينما وفنون تشكيلية، وفيه أيضًا بيت الرواية الذي يضم مكتبة باسم القاص التونسي الراحل البشير خريف، وهي مكتبة ذكية، وموزعة بطريقة مميزة بأقسام أمهات الرواية، أو أعظم الروايات في التاريخ، مثل دون كيخوته، والديكاميرون، وأوليسيس، وغيرها. وقسم للرواية التونسية المكتوبة بالعربية والفرنسية، وقسم للرواية العربية، وهكذا.. فضلاً عن مكان أنيق محدد لحديث ضيف أمام قلة لا يتجاوزون عشرة أشخاص، وهكذا. ولعل اللافت هو هذا الوفاء في تقدير الأشخاص المبدعين، أو الحركات الثقافية في التاريخ التونسي، مثل جماعة تحت السور التي انطلقت في ثلاثينيات القرن الماضي، وهي حركة ثقافية شاملة، تضم الأدب والفنون والموسيقى، حركة غاضبة ضد المجتمع التقليدي، وهي تشبه حركة جيل «البيت» الأمريكية، وإن كانت سابقة لها. وكم كان جميلاً أن تتم تسمية قاعة المحاضرات والندوات الصغيرة باسم «تحت السور» تخليدًا لهذه الجماعة المدهشة بحراكها ومواقفها في زمن مبكّر جدًّا. يقود هذا البيت الروائي التونسي كمال الرياحي، ويعمل على تقديمه بشكل مميز على المستوى المحلي والعربي. والأجمل…
الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨
في كثير من دول العالم تعد العواصم هي المدن الأكثر أهمية وجذبًا، والأكثر سكانًا نظرًا لتوافر فرص العمل والاستثمار فيها؛ وهو ما يجعل خطوطها الوطنية تتخذ منها نقطة انطلاق لرحلاتها الدولية؛ لتكون محطة (ترانزيت) للمدن الأخرى في هذه الدولة أو تلك. ويؤسَّس بناء على هذه المعطيات مطار ضخم ومتطور، يستوعب الرحلات الدولية كافة إلى مختلف الوجهات في العالم. هذا الأمر الطبيعي والمعتاد في معظم دول العالم لا يعتد به لدى الناقل الوطني (السعودية)؛ فبعض رحلاتها الدولية تنطلق من جدة وليس من الرياض، في قرارات غريبة وغير مفهومة من إدارة الخطوط، بالرغم من كل المؤشرات التي تمنح الرياض - بوصفها عاصمة سياسية للدولة - الحق في أن تنطلق الرحلات منها، إضافة إلى الكثافة السكانية الكبيرة التي تتفوق فيها على جدة، باستثناء فترة الحج فقط، وهي أيام معدودة، وكذلك الفارق الكبير بين المطارين وتجهيزاتهما.. فمن غير المنطقي أن ينتقل المسافرون إلى جدة في رحلاتهم إلى لوس أنجلوس وتونس والمغرب وغيرها؛ الأمر الذي يجعل كثيرًا من المواطنين والمقيمين في الرياض يختارون خطوطًا خليجية وتجارية أخرى، ولا يستفيدون من خدمات الناقل الوطني، والسفر من غير محطات توقف.. فمَنْ المسؤول عن هذا الأمر؟ ومَنْ يقرر عادة تنظيم خطوط السير لدى أي شركة نقل جوي في العالم؟ هل مصلحة الشركة وأرباحها أم اجتهادات موظفيها ورغباتهم؟ أعتقد…
الثلاثاء ٠٣ يوليو ٢٠١٨
لا أعرف لماذا أتذكر حالة الاستغلال التي يقوم بها تجار الأزمات والكوارث والحروب، وكيف تلتمع أعينهم لؤما واستغلالا، وهم لا يختلفون كثيرًا عن صبي الساعات في ساحة المعركة، حين يدور بين الجثث ويبحث عن الأشياء الثمينة لدى القتلى، كالساعات والنقود، ومن شابههم عند استغلال احتياجات الناس عند الطوارئ والأزمات الخانقة. تذكرت كل ذلك خلال هذا الأسبوع حين ارتفعت أصوات المواطنين المتضررين من ارتفاع أسعار الخدمة الكهربائية، ممن يشككون في قراءات العدادات، أو ممن يعترضون على ارتفاع أسعار التعريفة التي بدأ العمل بها منذ مطلع هذا العام 2018، التي بلغت أحيانًا، لدى بعض الشرائح، أكثر من 200 بالمائة. في ظل هذه الأحداث تحرك النفعيون والمستفيدون من الأزمة، سواء من الداخل أو الخارج، ففي الداخل اشتغل تجار الأجهزة الإلكترونية التي تدعي قراءة العداد بدقة، والأجهزة التي تقلل الاستهلاك، بكل ما فيها من تحايل على المواطن، وعلى الشركة السعودية للكهرباء، دون أن تتحرك وزارة التجارة والجمارك لمنع مثل هذه الأجهزة، بل ومعاقبة كل من يستغل هذه الأوضاع والأزمات الطارئة. أما الخارج فحدث ولا حرج، حيث تنشط الحسابات المعادية وتسهم في رفع الهاشتاقات في تويتر، وتؤجج المواطنين والمستفيدين من خدمات الشركة، وليس بالضرورة أنها كلها تهاجم الشركة، بل الحملة تستلزم حسابات تدعي الوطنية، هدفها رفع الهاشتاق كلما خرج من الترند المحلي أو العالمي. نحن…
السبت ١٠ فبراير ٢٠١٨
استغرب حين يعقد البعض مقارنة بين الجنادرية كمهرجان يمثِّل تراث وطن واحد كبير ومتعدّد الثقافات والعادات، وبين القرية العالمية في دبي، فليس ثمة عامل مشترك بينهما إلا الجانب الترفيهي، لأن الجنادرية تجمع أطراف الجزيرة العربية، من غربها جدة ومكة والحجاز بأكمله، وحتى شرقها بعاداته وتقاليده والمهن التي يعمل عليها أهله، منذ صيد اللؤلؤ وحتى اكتشاف البترول، ومن شمال الوطن، حيث عرعر وسكاكا ودومة الجندل وتبوك والعلا، حيث العراقة والأمم القديمة، وحتى جنوبه الزاخر بالثقافات والفنون والألوان، وهذا التباين المذهل في كل شيء، في الطبيعة والتضاريس والعادات والمعمار والأكل والرقصات الشعبية وغيرها، يؤكّد أن هذا الوطن بمكوناته المذهلة هو قارة مكتملة التنوّع، وبيئة جاذبة الاهتمامات. في القرية العالمية بدبي دعوة للدول المختلفة، لتقديم ثقافاتها المتنوِّعة، وهي فكرة جميلة بلا شك، لكنها قابلة التنفيذ في أي مدينة أو دولة، بمعنى أنها لا تخص دبي وحدها، رغم التميز الذي حققته، في حين الجنادرية بكل ما فيها من اعتزاز وفخر، تمثِّل هذا الوطن الكبير، وبدأت بشكل بسيط، حتى أكملت عامها الثاني والثلاثين، أي أنها الآن في شرخ الشباب، وتحتاج إلى مزيد من التجديد والأفكار المبدعة، ولحسن الحظ أنها في هذا العمر، قد تحقق بعض أهداف رؤية المملكة 2030 بعد إجراء بعض التغيير عليها، كأن يمتد تنظيمها طول فترة الشتاء، وتسند مهامها إلى هيئة الترفيه،…
السبت ٠٣ فبراير ٢٠١٨
لقد تغيرنا كثيرًا، لم يعد الناس يعيشون خلف أسوار بيوتهم العالية، بل هدموا الأسوار تماما وخرجوا إلى الشوارع، يعيشون بشكل طبيعي، يمشون ويضحكون ويأكلون ويسخرون ويرقصون، لكنهم يفعلون ذلك مصحوبين بالكاميرات التي توثق كل شيء، ومن ثم يبثون هذه اللقطات ومقاطع الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، ليخرج من يطالب بمحاكمتهم، سواء ممن ظهر في المقطع، أو من التقط الصور وبثها أمام الملأ، ويزداد البكَّاؤون والندابات في تويتر وغيره، كما لو كان المجتمع بأكمله سقط في وحل الرذيلة وفساد الأخلاق وسوء المنقلب! علينا أن ندرك أن الزمن تغير، ونحن نعيش مرحلة جديدة، مرحلة طبيعية كما يعيش خلق الله على هذه الأرض، لم يعد المرء كما كان سابقًا، لم تعد الدولة تصادر جوال أبو كاميرا، أو جوال الباندا، فقد أصبح المجتمع بأكمله يحمل كاميرات فوتوغراف وفيديو متطورة، ولم تعد كاميرات المراقبة عشر أو عشرين كاميرا أمام المحال والبنوك، بل هناك أكثر من عشرين مليون كاميرا يحملها المواطنون، وملايين الحسابات الاجتماعية التي تمثل صحفًا رقمية وقنوات فضائية يمكن أن تنشر وتبث العديد من المقاطع، التي لن تقدم ولا تؤخر في حالنا، أو مستقبلنا، خاصة الطبيعية منها، على عكس المقاطع التي قد تفيد بمعاقبة من يتسبب بإيذاء طفل، أو قاصر، كوسيلة إثبات على موقف أو حدث فيه تطاول على حقوق إنسان. ماذا علينا في…
الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١٦
عقود من السنوات وقضايانا لا تتغيّر، قضايا مجتمع تخصه ولا تخص غيره، نراها قضايا معقدة يصعب تجاوزها، وتراها مجتمعات أخرى مسلّمات وطبيعة بشرية، من بينها مجتمعات خليجية مجاورة، تشبهنا كثيراً في التراث والتاريخ والعادات والتقاليد، لكنها استطاعت تجاوز ما نسميه قضايا تؤرّقنا، حتى أصبحنا أضحوكة العالم بعدما فضحتنا مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت غسيلنا أمام خلق الله! من هذه القضايا عمل المرأة في مكان مختلط، قيادتها للسيارة، ممارستها الرياضة، سفرها للعلم أو لغير ذلك، بمعنى أو بآخر مشكلتنا الأولى والأخيرة هي المرأة، لا نعرف ماذا نفعل بها! وتعليق بعض هذه القضايا، وعدم الحسم فيها، أسهمت في تعطيل التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بل ربما تعطّل منشآتنا في حالات الأزمات والحروب وغيرها، ولأن مقالي هذا لا يتسع لمناقشة جملة هذه القضايا، سأتحدث فقط عمّن يرى في عمل المرأة في القطاعات الصحية أمرًا مخلاً ومخزياً، حيث لا يمنع بناته من العمل في هذه القطاعات فحسب، وإنما يتهم من يسمحون لبناتهم بالعمل في المجال الطبي بعدم الغيرة، وينفي عنهم الرجولة، وكأنه يريد أن تكتفي مستشفياتنا بالطبيبات والممرضات والصيدلانيات الأجنبيات، ونبقى نحن تحت رحمة موظفي جنسية، أو جنسيات محددة، حتى نتورّط ذات يوم بسبب أزمة أو حرب أو خلاف دبلوماسي مع هذه الدولة أو تلك! فقبل أكثر من عقدين من السنوات، مررنا بظروف اقتصادية ضاغطة، وكان لا…
الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠١٥
تقول إحدى الطرائف، أنك لو سافرت إلى جزيرة منسية في المحيط المتجمد الشمالي، لوجدت عائلة سعودية هناك، لدرجة أنك تشك في أرقام الإحصاءات العامة المتعلقة بعدد السكان في المملكة، فمن أين يأتي هؤلاء الذين تجدهم في كل مدينة وقرية وريف وفندق وشارع وحديقة ومنتجع و.... إلخ؟ تقول الإحصاءات الأخيرة، إن نحو أربعة ملايين ونصف مليون سائح سعودي ينفقون أكثر من سبعة وسبعين مليار دولار سنوياً، لكن من يجد السعوديين في كل مكان، وفي مختلف دول وعواصم العالم، بل وحتى في القرى الريفية، يشك أنهم لا يتجاوزون الأربعة ملايين ونصف المليون، فانتشارهم يوحي بأنهم أكثر من عشرة ملايين سائح، ووجودهم أيضاً، وازدحامهم في الداخل، يجعلنا نشكك كثيراً بعدد السكان المعلن! السعوديون يملأون دبي والدوحة والمنامة وكل العواصم الخليجية، وهم أكثر أعداد السياح الزائرين إلى مصر، والأكثر إنفاقاً، إذ ينفقون ثلاثة أضعاف السياح الآخرين، وهم الذين ينتشرون في أوروبا لدرجة أنك لا تستغرب بسماع مختلف اللهجات السعودية هناك، في مترو، أو في مطعم، أو في شارع... وهم الذين لا تخلو منهم ولاية ولا مدينة أمريكية، وفي مختلف المدن والقرى التركية تجدهم بحافظات الشاي والقهوة يستمتعون بالطبيعة، وبالطبع يملأون مختلف دول شرق آسيا، حتى أنهم أصبحوا مصدر دخل حقيقي لكثير من دول العالم، إلى درجة أن جميع الدول بلا استثناء تخطب ودهم، ولو…
الثلاثاء ١٤ أبريل ٢٠١٥
منذ 2009 ونحن نعاني من مناوشات الحوثيين في الحد الجنوبي، لكننا الآن نخوض حرباً جوية مفتوحة مع هؤلاء بعدما تمادوا كثيرا، وانقلبوا على الشرعية، وأرهبوا اليمنيين في مختلف المدن، وبالذات مدينة عدن، العاصمة السياسية المؤقتة، التي ما زالوا يعيثون فساداً وإرهاباً في أطرافها. هذه الحرب الجوية بطلعاتها المجدولة، التي تزيد عن 1200 طلعة جوية منذ أسبوعين، تم خلالها تدمير كل مستودعات الأسلحة، وسلاح الجو الذي سيطر عليه الانقلابيون من الحوثيين وفلول الرئيس السابق صالح، لذلك من الطبيعي في ظل هذه الضربات الجوية اليومية أن تكون ردود الفعل متخبطة في الشمال، وعلى حدودنا الجنوبية، بهجمات يائسة ومضطربة، يشنها الحوثيون وأتباع صالح، ويستشهد فيها بعض جنودنا المرابطين على حدود الوطن، رحمهم الله، وألهم ذويهم الصبر والسلوان. ولا يخفى على من يتابع ما يحدث، أن القيادة الحكيمة على أعلى مستوياتها، تقف مع ذوي الجنود الذي استشهدوا دفاعاً عن الوطن، وذلك بالزيارة والعزاء وتسهيل أمور أبنائهم، ودعمهم مادياً، وهذا بالطبع واجب ديني ووطني وإنساني، ولكن يبقى الدور الأهم، وربما المفقود، لدى المواطنين في الوقوف مع ذوي الشهداء، ومواساتهم، ودعمهم بكل الوسائل المعنوية التي تشعرهم بأن كافة رجال هذا الوطن العظيم، هم بمثابة آباء وأخوة لهم، سواء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، أو عن طريق الزيارات الشخصية لهذه الأسر التي فقدت عائلها. ويجب ألا يتوقف…
الثلاثاء ٢٧ يناير ٢٠١٥
من أكثر الأخبار والتعليقات تردداً في الصحافة المحلية والعربية، وحتى العالمية، في اليومين الماضيين، بالإضافة إلى رحيل الملك عبدالله يرحمه الله، هي الدهشة من سلاسة انتقال الحكم، بطريقة فذة لفتت أنظار العالم، لتسقط كل الأفكار والتحليلات، والتنبؤات الصحافية الأجنبية، بل وحتى أحلام وأماني البعض من المتربصين، الذين لا يريدون لهذه البلاد الأمن والطمأنينة، وينتقل الحكم، كالعادة، بكل هدوء وتلقائية، وربما كانت بعض المقالات أرادت التهويل في مسألة انتقال الحكم مستقبلا من أبناء المؤسس، إلى أحفاده، لكن هذا التهويل أيضاً تبخر ببساطة، مع آلية الحكم ونظام البيعة الذي تم الاتفاق عليه، والعمل بموجبه، وهو ما يقود البلاد إلى مزيد من الأمن والسلام. ولعل المشهد الآخر الذي لفت أنظار العالم، ودهشته، وهي أيضاً دهشة تتكرر مع رحيل الملوك في هذه البلاد، لكنها مع رحيل الملك عبدالله كانت أكثر دهشة لهم، كونه من أكثر قادة العالم تأثيراً في العقد الأخير، هي بساطة مراسم الدفن، بقبر بسيط، لا يختلف إطلاقا عن القبور المحيطة، حتى أن بعض الصحف ترجع ذلك إلى ما تسميه التقاليد الوهابية، بينما في الأصل هو نمط الدفن الصحيح على السنة النبوية المتبعة، من غير بناء ولا شواهد وخلافه! ولعل المثير أن هذا الدفن، بالقبر البسيط لم يلفت أنظار الغرب وصحافته، وهي تتناقل صور القبر، لأحد أكثر قادة العالم تأثيراً، بل حتى…
الثلاثاء ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤
من غرائب الأخبار، التي تشعر وأنت تقرأها، بأنك تقرأ خبراً سوريالياً، ما نشرته صحيفة الوطن من أن عدداً من لجان مراقبة الأراضي وإزالة التعديات في بعض مدن المملكة قد رفعت تقارير لإمارات المناطق تحذّر فيها من تعدي «لصوص الأراضي» على عدد من المواقع الخاصة بوزارة الإسكان، وذلك من خلال تسجيل محاضر ميدانية تؤكّد فيها تعرض أجزاء من أراضي الوزارة للتعدي من هؤلاء اللصوص! عوداً إلى موضوع لصوص الأراضي كما تصفهم الصحيفة، وهم قوائم معروفة لدى إمارات المناطق، تعودوا على التعدي على ممتلكات الدولة، وهي الأراضي التي تمتلكها الدولة، سواء عبر الأمانات أو وزارة الإسكان أو غيرهما، خاصة في الأراضي الواقعة على أطراف المدن، ولكن الأغرب في مثل هذا الخبر، أن هذه اللجان قامت، قبل عام تقريباً، بتزويد إمارات المناطق بقوائم أسماء أشخاص سجّلت ضدهم مخالفات تكرار التعدي على أراضي الدولة، أو إقامة وبناء أحواش في أراض بيضاء بهدف تثبيت تملكها دون وجه حق، تمهيداً لاستخراج حجج استحكام عليها، أو بيعها على المواطنين بدعوى قيامهم بإحيائها إحياء شرعياً. فهل يعقل أن يتكرّر هذا الاعتداء، ومن الأشخاص أنفسهم، ولا يُتخذ ضدهم إجراءات وعقوبات صارمة؟ إن التهاون ضد هؤلاء المتهاونين يعني استمرارهم في التعدي على أملاك الدولة! إن لجان التعديات، ليست جديدة، لكنها في زمن الشفافية تملك الحق في الملاحقة، والإفصاح عن هؤلاء…
السبت ١٠ مايو ٢٠١٤
كما يزداد اللصوص بعد حالات الحروب، واستغلالها في السرقة في ظل انعدام القانون، فإنه يزداد الدجالون في حالات الأمراض والأوبئة، خاصة حينما يصل المريض إلى مرحلة من الإحباط، فيصدق كل شيء، وقد يقبل أن يتذوّق الزرنيخ في محاولات يائسة للشفاء، ومع فيروس كورونا تهافت الدجالون بشكل كبير، وخاصة مع توفر وسائل التواصل الاجتماعي، ومع الواتساب الذي يضخ العديد من الوصفات الكاذبة، للعبث بعقول المرضى أو ذويهم، بل حتى الأصحاء الذين يخشون مباغتة المرض لهم وهم في غفلة عنه! خذ مثلاً هذه الخلطة السحرية، زبادي، وثوم، وحبة سوداء، وزنجبيل، وزمزم ... إلخ، أو خذ هذه الوصفة الوقائية الخطيرة: اصنع بخوراً من المستكة، واللبان الذكر، والجاوي، وسيهرب الفيروس الشرير مذعوراً من النافذة، ولن يفكر، ولو مجرّد تفكير، أن يعود من جديد إلى البيت، وهو يشم تلكم الرائحة الكريهة! لماذا يظل الإنسان خاصة مع توفر هذين الشرطين، الوقوع بالمرض أو الخوف منه، وتدني المستوى الثقافي له، أسيراً لوصفات الكذابين والدجالين وتجار الأمراض والأوبئة، في مقابل تجاهله للتوصيات الطبية المعتمدة التي تبثها وزارة الصحة، أو المنظمات الطبية الدولية المعرفة والمعتمدة؟ نشرت وزارة الصحة السعودية، العديد من التعليمات وشروط المحافظة على النظافة والسلامة، وفي مختلف وسائل الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي، وفي الإعلامين التقليدي والجديد، كما حرص معظم المواطنين على تدوير الرسائل المتضمّنة على الإرشادات، في…