الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦
تحدثت عن مفحط شهير توفي أثناء «حفلة» تفحيط في اليوم الوطني وقلت إنه كان ـ رحمه الله ـ مؤذيا، ووجهت لي سهام النقد اعتراضا على وصفي إياه بذلك، ووجه الاعتراض هو أنه يجب أن نذكر محاسن موتانا، وأنه أفضى إلى ما قدم وأننا يجب أن نضع أنفسنا قبل الحديث في مكان والديه المكلومين. وهذا رأي قد لا أختلف معه كثيرا، وأتعاطف مع والديه كثيرا، جبر الله قلبيهما، لكن مشكلتي مع هذا الرأي تكمن في نقطتين، أولاهما أنه لا بد أن يدرك المفحطون الأحياء أنه لن يذكرهم أحد بخير بعد أن يكفوا عن الحياة في ساحة التفحيط ـ أعني الشوارع العامة ـ الحديث عن قتلى التفحيط وكأنهم شهداء قد يكون فيه إيحاء بأن العمل الذي كانوا يقومون به عمل بطولي، وهذا أمر قد يغري غيرهم بالمغامرة واللحاق بركب الشهداء. أما مشكلتي الثانية مع أصحاب هذا الرأي الجميل فهو أنه ليس رأيهم ـ أو أغلبهم على الأقل ـ في كل الذين يموتون.…
الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦
يبرز سؤال "التعليم والسعودة" كأكثر، أو للتخفيف، كواحد من أكثر القضايا الاجتماعية الضاغطة على مؤسسات التعليم العالي وخصوصاً في دائرة التوظيف. نسمع على الدوام تكرار جملة التضليل المعلوماتي من آلاف حملة الدكتوراه الذين يتقدمون للجامعات المحلية دون فرصة قبول، مع أن الجامعات نفسها ترسل طواقمها الإدارية والأكاديمية كل عام إلى عواصم الدنيا ومدنها من أجل التعاقد مع وافدين لشغل هذه الوظائف. أولاً، فمن الكذبة الكبرى بمكان أن نبلع الحكاية من أن شخصاً في الخامسة والثلاثين من العمر، وأيضاً، حاملا لشهادة دكتوراه حقيقية ثم لا يزال بلا وظيفة. هؤلاء، في الغالب يبحثون عن فرصة نقل وظيفي من أماكنهم الحالية تحت إغراء لقب "الأستاذ الجامعي" وأيضاً للبرهنة لمن حولهم ولمجتمعاتهم بصحة وسلامة المعايير والجامعات التي منحتهم هذه الشهادة. ثانيا، فإن هذا الضغط يشكل اختراقاً لشروط الجامعات ومعاييرها في مواصفات الشهادات العليا وجامعاتها التي تمنح الدرجة. معظم هؤلاء خريجو برامج دراسات عليا من الجامعات المحلية، وجزء منهم أيضاً طلبة انتساب في جامعات جوار…
د. خليفة علي السويديــ عضو هيئة التدريس بكلية التربية ـ جامعة الإمارات
ــ حاصل على الدكتوراة من جامعة جنوبي كاليفورنيا و الماجستير من جامعة جورج واشنطن
ــ عميد سابق لوحدة المتطلبات في جامعة الإمارات ووكيل لكية التربية
ــ من أبرز كتبه: المنهاج و أراء في التربية
الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦
آلاف الأبرياء قضوا نحبهم في مختلف أنحاء سوريا. فبعد أن كانت هذه البلاد مهداً للحضارة الإنسانية، بتراثها وتاريخها، أضحت ميداناً للعبة الأمم وتصارع القمم، وقد عجز العرب عن حل هذا اللغز، لذلك قرروا التفرج والانتظار كي يلعب في ساحتهم الكبار بآلياتهم الخفية والجلية. فهناك حرب تراق فيها الدماء تقوم بها عصابات مأجورة تحت رايات متعددة، حزبية منها أو متحررة، وكل حزب بما لديهم فرحون، وهناك حرب واضحة تتصارع فيها أمّم كثيرة، بطائراتها وصواريخها العابرة والقصيرة، لكن الضحايا هم الأبرياء من السوريين الذين سالت دماؤهم الطاهرة أمام الناس وعلى الهواء مباشرة، فكيف نفهم هذا اللغز؟ دول دخلت حرب سوريا بجيوشها وعتادها من أجل مصالحها؛ فروسيا لا تريد فقدان آخر موضع قدم لها في البحر المتوسط، وأميركا لها فرصة ذهبية لتأمين حليفتها الاستراتيجية (إسرائيل)، وإيران لا تريد خسران هلالها الشيعي وقطع طريق الإمدادات إلى «حزب الله» في لبنان، وتركيا وجدت ضالتها في حربها على الأكراد، وإبعادهم قدر المستطاع عن تحقيق حلم دولتهم..…
الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦
بعد أن ألقت الطائرات الأميركية القنبلتين النوويتين فوق مدينتي هيروشيما وناجازاكي، قال بعدها الرئيس الأميركي آنذاك "هاري ترومان"، "العالم الآن في متناول أيدينا". هكذا كان يعتقد. منذ الأسبوع الماضي والبيت الأبيض في حالة ارتباك، يبذل محاولات حثيثة لإقناع الكونجرس الأميركي بالعدول عن قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب"، والذي سيسمح لذوي ضحايا هجمات سبتمبر 11 بمقاضاة بعض الدول في ذلك الحادث. فبعد أن اضطر الكونجرس بضغط من السعودية، إلى الإفراج عن الـ28 صفحة من ملف التحقيقات، والتي تتعلق بالدور المزعوم للمملكة في العمل الإرهابي، أصيبت المؤسسات الأميركية المعادية للمملكة بخيبة أمل، لفشل عملية ابتزاز أخرى، بعد أن أثبتت تلك الصفحات براءة المملكة من جميع تلك الاتهامات، ومع ذلك لم تتوقف محاولات الابتزاز، بل أصبحت تتكرر بطريقة مكشوفة، أكثر من أي وقت مضى. ومن يتمعن في تفاصيل ذلك القانون، سيجد أنه يجدد العقلية الاستعمارية القديمة نفسها، والتي أظهرها الرئيس هاري ترومان بعد أن أسقط القنابل النووية، ولكن هذه المرة أسقطت القناع عن…
السبت ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦
حسناً، نضع الأخلاق والقيم والمواثيق المُلزمة حيالها جانباً ونحصر همنا في المصالح، فسياسات الدول، وهذا ليس اختراعاً للبارود، تحركها المصالح أولاً وأساساً. والعالم، حتى إشعار آخر، مؤسس على دول. أما التحدي الذي يواجهه واقع الدول، إذا ما أخذنا في الحسبان «بريكزيت» من جهة، وحروب الهويات من جهة أخرى، فليس تجاوزه إلى ما هو أعلى منه، أي أكثر إنسانية وأخلاقية، بل الانتكاس به إلى ما هو أدنى، أي أقل إنسانية وأخلاقية. إذاً، ومن دون أوهام أو قياس على عوالم مفترضة أو طوباوية، لنتحدث في المصالح فحسب. فسورية، أي قلب المشرق العربي، تحترق على يد حاكم ونظام يندر أن يوجد ما يماثلهما في الوحشية. مع هذا، لا يحصل أي تدخل دولي لكفّ يدهما. لا «اليسار» يريد ذلك لأنه ليس تدخلياً، ولا «اليمين» لأنه ليس دولياً. لكن الوحشية لا يقتصر فاعلوها على نظام وحاكم، إذ هناك دولتان على الأقل، هما روسيا وإيران، تشاركان بهمة في إنزال هذه الوحشية بالسوريين، ومعهما عدد من المليشيات…
السبت ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦
رغم كثرة ملفات التعليم المزمنة؛ إلا أنها ليست مستحيلة الحل، بل إنها كأحجار (الدومينو): بمجرد أن (تنقر) أولها (بشويش) تتساقط الملفات الأخرى بسرعة ومرح! ولكن الوزارات المتعاقبة منذ مطلع الثمانينات الميلادية لم تستطع ـ وربما لم ترد ـ حل ملف واحد؛ وكأنها (حامل تكابرت بطنها وعسّرت)! كما يقول المثل الشعبي! وما زالت خائفة من الولادة، وكرشها لا تزيد إلا انتفاخا؛ حيث اعتدنا على تقديم خطة استراتيجية مع كل وزارة جديدة، ترصد لها المليارات ثم تأتي وزارة أخرى ـ وللدقة (وزير) فقط ـ فتسلخ البيروقراطية (بشتها) السابقة، وتزهو ببشت جديدة، وخطة استراتيجية جديدة بمليارات جديدة! ولا تسألوا وكالة (الحسابات) أين ذهبت المليارات السابقة؟ فكل محاسبيها من نوعية الـ(4100) الفاشلين في امتحان الزمالة! ولكن ارجعوا لمقالات أستاذنا الخبير الدكتور (مرزوق بن تنباك) التي تنشرها (مكة)! ولأن ذاكرتنا المُزْهمرة خِلْقة ما هي (بكفو) أن تعود بنا إلى الوراء ولو قليلا؛ نضرب مثالا (طاااازة)؛ حيث تقول الوزارة: إنها حققت الرغبة الأولى في النقل الخارجي…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
السبت ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦
منذ هجمات سبتمبر (أيلول) عام 2011 شكّلت الولايات المتحدة جبهةً عالميةً للحرب على الإرهاب. وقد شملت تلك الجبهة مناحي عسكرية واستخبارية واستراتيجية وفكرية. وقد تضمن ذلك احتلال أفغانستان والعراق، ونشر الجيوش والقواعد، والبحث عن حلفاء في مكافحة الظاهرة في كل مكان. ولأنّ المحافظين الجدد كانوا مؤثرين في إدارة بوش الابن، وهم مجموعةٌ فكريةٌ وآيديولوجية؛ فقد تحدثوا منذ عام 2002 عن «حرب الأفكار»؛ وهذا يعني أن «العالم الحر»، وبني الإنسان، لا يحاربون أفرادًا أو أشخاصًا أو مجموعات صغيرة؛ بل يكون عليهم أن يحاربوا فكرة دينية متعصبة لثلاث جهات: إنها جزءٌ من دينٍ كبيرٍ وشاسع، وبالتالي فكما أغْرت الآلاف هناك إمكانية لإغراء آلاف جديدة. وأنها ترفض باسم الدين، الآخَرَ المسيحي واليهودي والغربي، ولا تتورع عن القتل والترويع، وأنها تجد بيئاتٍ حاضنة في الأوساط المتشددة، وأنها بسبب تماسكها الآيديولوجي تتحول إلى شبكة مترابطة الحلقات وشاسعة الامتداد، وقادرة على إصدار الأوامر، كما أن حلقاتها قادرة على المبادرة من دون أوامر مباشرة. على أنه رغم…
السبت ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦
عندما يتعلق الأمر بتقييم السباق الرئاسي، فإني أفضل الاستماع إلى آراء الجواسيس. فتقييماتهم عادة ما تكون خالية من العاطفة ولا تعرف الرحمة، علاوة على أنهم يمتلكون القدرة على النفاذ إلى ما وراء الهراء، والوصول إلى الخلاصة الباردة والقاسية. وفي الوقت الراهن نجد لدينا اثنين من كبار أساتذة الجاسوسية السابقين، الذين يرسلون الآن رسائل غير مشفرة، بشأن ما الذي سيعنيه انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة. أيها السيدات والسادة: أقدم لكم المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية«روبرت جيتس»، وعدوه اللدود وعميل الكي. جي.بي السابق فلاديمير بوتين. بوتين كما هو معروف يحبذ انتخاب ترامب رئيساً، أما جيتس فلا يفعل ذلك. في مقال له في صحيفة «وول ستريت جورنال» كتب جيتس الذي شغل في السباق منصب وزير الدفاع في إدارة جورج دبليو بوش وباراك أوباما، مقالاً وجه في النقد لكل من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، لفشلهما في التصدي للتهديد الذي تمثله روسيا بوتين بشكل جدي. وأضاف جيتس في مقاله أن ترامب قد ذهب…
الجمعة ٢٣ سبتمبر ٢٠١٦
لم تكن أزمة «اللاجئين والمهاجرين وتحركاتهم الكبرى» لتتحول عنواناً للقمة الدولية التي عقدت في الأمم المتحدة، لولا امتداد أبشع حروب هذا القرن منذ الحرب العالمية الثانية، إلى أكثر من 5 سنوات، أي الحرب السورية التي شهدت تدفقاً للنازحين هو الأكبر نتيجة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه. فعلى ظهر النزوح السوري الذي فاض عن قدرة دول الجوار على الاحتمال، ركب النازحون من أفريقيا ودول آسيوية، قوارب الموت أو سلكوا طرق الهجرة غير الشرعية إلى دول أوروبا، مع كل المآسي التي أنتجتها غرقاً وموتاً وإذلالاً. ولم يكن قادة العالم ليخصصوا هذه القمة لللاجئين لولا أن الدول الراعية للإرهاب، لا سيما النظام السوري وإيران، استفادت من «تحركاتهم الكبرى»، من أجل دس المجموعات المتوحشة في صفوفهم، لارتكاب الجرائم الفظيعة في دول الغرب، بهدف وصم الثورة السورية بالإرهاب. وعلى رغم أن عدد اللاجئين في العالم يفوق عدد الذين غادروا سورية، ويبلغ وفق إحصاءات الأمم المتحدة 65 مليون نازح نتيجة النزاعات الدموية، فإن ما…
الجمعة ٢٣ سبتمبر ٢٠١٦
قرأت كغيري تغريدة راقية، حُق لها أن تكتب بماء الذهب، أو بماء العينين، تقول: «أسرع طريقة للقضاء على الفقر هي القضاء على الجهل، وسننتقل من إطعام الجائع إلى سقيا العقول وتغذية والأرواح». هذه الحكمة من حكيم العرب وفارسها وباني نهضة الأمة، وهي أيضاً عزيمة من صاحب العزم الكبير والهمة العالية؛ إنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حفظه الله ورعاه، أطلقها في تغاريده التويترية، تعبر عن حبه للعلم، وتطلعه لمخرجاته النافعة، التي لا تُقدر بثمن، فإنه رسم بذلك طريق الحضارة المنشود، والغنى المستدام. لا جرم أن العلم نور البصر والبصيرة، ومفتاح الحضارة، وإكسير السعادة، وطريق العز، وتاج الكمال، فلا يمكن لأمة تريد أن تنال مرادها من ذلك دون أن يكون العلم هو القائد والسائد؛ لأن الله تعالى خلق لعباده ما في الأرض جميعاً وسخّر ذلك لهم، إلا أن مفتاح ذلك التسخير هو العلم، فبه تفتح خزائن الأرض، وتعلم أسرار الكائنات بحسب الطاقة البشرية، فإن الكهرباء لم تُكتشف إلا بالعلم، والذرّة…
الجمعة ٢٣ سبتمبر ٢٠١٦
ألقى المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، أخيراً، خطاباً في السياسة الخارجية لا يحبذ التدخل، ويشير إلى أنه يسعى إلى إيجاد حلفاء جدد من الخصوم القدامى والتوصل إلى أرضية مشتركة معهم حول تحديات الأمن القومي المشتركة. وأشار إلى أن 88 جنرالاً وأدميرالاً أميركياً قد أيدوه، وأن «الاستراتيجية الحالية لإسقاط النظم، مع عدم وجود خطة حول ما ينبغي القيام به بعدئذ لا تؤدي إلا إلى وجود فراغ في السلطة يبادر الإرهابيون إلى ملئه». ويجب على ترامب أن يقول ذلك لواحد وخمسين من مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية الذين طالبوا بتكثيف التدخل العسكري الأميركي في سوريا، وذلك في مذكرة داخلية ألقت عليها الضوء قناة«سي إن إن» في يونيو الماضي وذلك أن يتم حظر تداولها. وزارة الخارجية التي تعمل عن كثب مع وكالة الاستخبارات الأميركية لتزويد مسؤولي الاستخبارات الأميركية في الخارج بغطاء دبلوماسي رسمي، كانت على خلاف ممتد مع وزارة الدفاع الأميركية بشأن سوريا. وليس من الغريب أن جنرالات البنتاغون يدعمون ترامب. وذلك بينما قبل…
الجمعة ٢٣ سبتمبر ٢٠١٦
تمر اليوم الذكرى السادسة والثمانون لتأسيس المملكة العربية السعودية، وهذا العام بالنسبة للمملكة ليس عادياً ولا يشبه كثيراً أعوامها السابقة من ناحية التحديات التي تواجهها المملكة والهجوم الشرس الذي تديره أطراف مختلفة ضد المملكة لتشويه صورتها والتقليل من دورها الإسلامي والإقليمي والعالمي، إلا أن المملكة بفضل سياستها الواضحة وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نجحت في تجاوز كثير من تلك التحديات وبعضها لا يزال باقياً ببقاء الدور الإيراني ودور بعض الدول والجهات الغربية غير المحايدة، بل والمتربصة بالمملكة. ونذكر من نسي أن المملكة تقوم بدورها الإسلامي والقومي والأخلاقي اليوم في المنطقة، وتقف في وجه التدخلات الإيرانية، وهي الآن تقود تحالفاً عربياً قوياً لإعادة الشرعية لليمن، وإيقاف الانقلابيين عند حدهم، كما أنها تقود تحالفاً إسلامياً من سبع عشرة دولة ضد الإرهاب، بهدف القضاء على الجماعات الإرهابية التي تستغل الإسلام وتشوه صورته وتقتل وتحرق باسمه، وهي تخصص جزءاً من وقتها وميزانيتها لمساعدة شقيقاتها مصر واليمن والبحرين. المملكة وقفت إلى جانب…